أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - صورة صدام في المتخيل الاجتماعي العراقي















المزيد.....

صورة صدام في المتخيل الاجتماعي العراقي


محمد لفته محل

الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 21:51
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


أثار الرئيس العراقي السابق (صدام حسين) الجدل حوله في حياته وبعد إعدامه التي مضى عشر سنين عليها، فهو القومي الذي احتل دولة عربية وحارب العرب! (حرب الخليج الثانية)(1) وهو البعثي الذي صفى جسدياً كبار قادة البعث وعادى دولة بعثية مجاورة (بدل الوحدة معها "سوريا" كما تقول شعاراته)! وهو العلماني الذي استأصل كل الأحزاب العلمانية، وصاحب الحملة الإيمانية المعروف بتصفيته للأحزاب الدينية، الملقب (عبد الله المؤمن) والذي كتب على العلم العراقي (الله أكبر) وأطلق ذقنه بالمحاكمة! النرجسي الذي لم يترك مكان إلا ونصب عليه صورته أو تمثاله أو اسمه حتى ظن نفسه حكيما يطلق الحِكم؛ وروائيا يكتب الروايات في أواخر أيام حكمه، وكما يقول الجنابي (أن اغلب كلماته وخطبه المشبعة بالأنا ينبغي تفسيرها بمقولات ومفاهيم علم النفس وليس العلم السياسي.)(2) وهو حليف أمريكا ثم عدوها فيما بعد، محبوباً من العرب كونه تحدى أمريكا وقصف إسرائيل، مكروها من العراقيين أثناء حكمه لاتهامه بالعمالة لإسرائيل في فترة الحصار، ثم محبوباً من السنة مكروها من الشيعة بعد سقوطه على يد الاحتلال، فصارا رمزا طائفياً للسنة ورمزا طائفياً ضد الشيعة، اختلف في إلقاء القبض عليه وفي إعدامه ومصير جثته. يهدف هذا المقال إلى تبين صورة صدام في ذهن الناس بعد سقوط حكمه، وليس رؤية تاريخية.
إن لصدام صورتان، صدام أثناء حكمه، وصدام المتخيل بعد حكمه وهذه الاخيرة تنقسم طائفيا؛ في حكمه يكرهه عامة الشعب في فترة الحصار ولم تكن صورته الطائفية موجودة إلا بعد التسعينات وبين شيعة الجنوب حصرا كونهم تضررُ من قضائه على التمرد الشيعي المسلح، والذي زاد صورة صدام الطائفية هو الحكم الطائفي بعده الذي اتهم صدام بالطائفية وهو من حَكم طائفيا بصورة رسمية علنية، فصار أي حديث عن صدام يقارن بالحكم الذي بعده في متلازمة تشبه المثل الذي يقول (ليشوف الموت يرضى بالصخونه). ولان الأمن غائب بعد سقوط صدام، صار الأمن هو منجز صدام العظيم الذي لن يتكرر!. ومثلما اشيع مؤخرا في الذكرى 14 لاحتلال العراق (ذوله "الحكم الحالي" بيضو وجه صدام)
بدأت أسطورة صدام بعد اختفائه من التلفاز(3) واحتلال القوات الأمريكية لبغداد، فشاع بالرأي العام السني أن صدام في خطابه الأول كان يضغط على أزرار تطلق صواريخ مدمرة لأمريكا عندما كان يذيع (أطلق لها السيف) كإشارة للإطلاق لكن الأزرار عُطلت بفعل خيانة! ثم ظهرت بعدها في نفس الفترة أن صدام شارك بمعركة المطار بسلاح (RBG) مع ابنه قصي الذي كان يناوشه العتاد؛ بينما كان الشيعة يعتقدون ان الحرب هي لعبة بين صدام وامريكا او انه انتهى دوره كعميل، ثم شاعت بعد سقوط العراق عسكريا أن صدام سيعود للحكم في أول ميلاد له بعد الاحتلال ويعدم الخونة (سمعت شخصيا من رجل قال أن لصدام قصر وحماية يجهل الأمريكان مكانها) وظهر كتاب (شبيه صدام) "المليء بالأكاذيب"، وشاعت بعض الأقوال بين الشيعة عن أصل صدام الحرام (ابن زنى) وانه كان لصاً أو أشبه بزعيم عصابة. عند إلقاء القبض عليه تشعبت وتفرعت الإشاعات ليس بين الرأي العام السني إنما محبيه وكارهيه من الشيعة، أنكر السنة أن يكون المقبوض عليه صدام وإنما الشبيه، وشهدت شخصيا مظاهرة احتفالية في منطقة الصليخ تحتفل بهذه الإشاعة وعندما اقتربت منهم لمعرفة سبب الاحتفال أعطاني شخص في مقدمة المظاهرة قطعتين شكولاته وقال (طلع مو هو) اي ان المقبوض عليه "الشبيه" وليس صدام، واستدل البعض على صدق الخبر/الإشاعة إن صدام لم يتكلم (ليش ماطلع يحجي؟) لان فيديوهات القبض التي عرضها الأمريكان كانت بدون صوت. أما المصدقون فقالوا أن المكان تم تخديره حتى يمسكوا صدام حياً بدون مقاومة حتى ان البقر كان مخدراً، وأنه قبض عليه قبل أشهر بدليل شجرة التمر المثمرة والفصل الذي أعلن خبر إلقاء القبض هو الشتاء كما اشيع بين الشيعة. بينما أعدائه من الشيعة اتهمه بالجبن كالجرذ في حفرة.(4) أثناء المحكمة تفاعل كثير من السنة ومحبيه من الشيعة مع جسارة صدام أمام القاضي وافتخروا بها كشجاعة (وهذا يعني انه صدام وليس الشبيه كما ادّعوا!) وفي الإعدام قال البعض انه الشبيه وأقاموا له مآتم في المناطق السنية، وأشيع عن رؤية وجهه بالقمر وتداولته الهواتف، أما الشيعة فقد رأو الإعدام نصرا لرجال الدين الذين أعدمهم صدام (رأو في سقوط بغداد 9/4/2003 ذكرى إعدام زعيم حزب الدعوة لعنة إلهية لصدام). وانتقل الاختلاف حتى لجثته فقد شاعت أخبار عن نبش جثته ثم نقلها لمكان مجهول بعد دخول تنظيم (داعش) ثم هدم ضريحه بعد تحرير تكريت على يد قوات (الحشد الشعبي)، والى الآن هناك رأي بين البعض أن صدام حي وسيعود للسلطة بعد عشرة سنين من إعدامه (يسميه المحامين اغتيال). والرأي العام السني منقسم ما بين إشاعة التخدير والشبيه. ولازالت قنوات فضائية وفيديوهات على اليوتيوب تروج لفكرة أن صدام حي يلقي بيانات ويقود الجهاد وسيعود للسلطة، كون الفكرة لها صدى عند الرأي العام السني، وفوبيا عند الرأي العام الشيعي.
بعد هذه التصورات والمفارقات، لماذا هذا الاختلاف في صورة صدام ولم يحضى رجل بمثل هذا الاختلاف قبله؟ إن صورة صدام بكل تناقضاتها هي نتاج لمجتمعنا الآلي/الشجري الذي يأخذ تلاحمه الاجتماعي بعدا دينيا لكل جماعة منه؛ تنعكس على رؤيته على العالم حوله الذي يراه بعيون دينية. وصورة صدام تفهم من خلال انقسامنا الإسلامي الطائفي. فصدام امتداد ل(صلاح الدين) عند السنة هذا الرمز الديني الذي قضى على الشيعة، وامتداد ل(يزيد معاوية) عند الشيعة(5) هذا الذي قتل (حسين علي) الرمز الديني للشيعة. السنة جعلوه بطلهم ومنقذهم، ونفوا موته وانتظروا رجعته لان صورته رآها البعض بالقمر، وهو ما أسميه (مهدوة صدام=فكرة المهدي مسقطة على صدام). بينما الشيعة حملو صدام كل ما جرى وما لم يجري في حياته ومماته فأي تفجير تسارع (قبل إجراء تحقيق!) الحكومة إلى اتهام البعث الصدامي! وتخوف الشيعة من عودة البعث للسلطة بزي داعشي لان البعث اخترق داعش (اسقاط للتحول الشيطاني على صدام)، وهو ما أسميه (شيطنة صدام) والإصرار المحموم على حظر البعث الصدامي بالدستور الخ وهذا يؤيده لعن صدام اليومي كرديف للشيطان فعبارة (خره بصدام) تستعمل في الحياة اليومية كرديف التعوذ بالشيطان في النسيان أو الضجر أو تقلب الظروف الخاصة أو الاستهزاء الخ، وسماه رجال الدين (هدام) بدل صدام، وعهده سمي في الأدبيات السياسية الشيعية (المقبور) وصار تسقيط أي زعيم شيعي يتم برفع صورة لنصف وجهه يكمل نصفها الآخر نصف وجه صدام. ولأن صدام شيطان فهو وامريكا واحد ولا يمكن أن يكون عدوهم لهذا اشيع انه مقبوض عليه من زمان وان الحرب هي لعبة ومسرحية بينه وبين امريكا. ويوم سقوطه لعنة إلهية لأنه يوم تزامن مع إعدام مرجع شيعي (محمد باقر الصدر). باختصار أن السنة جعلوا من صدام مهديهم، وأن الشيعة جعلوا صدام من شيطانهم. وكلاهما رؤية دينية في جوهرها؛ والمهدية ظاهرة عراقية بامتياز بدأت من السومريون وانتقلت عبر الاديان وظهرت مجددا بالعراق على يد الكيسانية وانجبت الحركات المهدوية. أما الشيطنة فهي ظاهرة عريقة نراها في نظرية المؤامرة حين يعطى للأعداء قدرات الهية خارقة ومكر وتحول وخلود زمني مثل الشيطان.
لكن خلف هذه الصورة الطائفية، نهج صدام كامن في نفس الشيعي مثل نفس السني،(6) فهو مجرد سني يكره الشيعة وليس مستبد، وبعضهم يعبر عن ذلك (صحيح هو ظالم بس جان سبع، ما يخاف) (صدام نعلتله عليه، بس بنى وعمّر) (احنا شعب ما نجي إلا بالخوف) (ما يفيدنا إلا الحزب الواحد) (ما يفيدنا إلا نظام رئاسي) وهي جميعها صفات نظام صدام، وكان منطقيا أن يحضى (نوري المالكي) بالتأييد لكونه يحمل صفات صدام ذاتها ولولا الظرف الذي لم يساعده على البقاء بالسلطة لاستولى على حكم العراق وأكمل مسيرة صدام. هذا يعني أن الشيعة ليس لديهم مشكلة مع سياسة صدام إنما ضد اجراء منع طقوسهم وأعدم بعض رجال الدين الشيعة، بالتالي لديهم تقبل على انتخاب المستبد وصناعة نجوميته ومهدوته، وهنا لا اقصد الشيعة كأفراد بل كوعي جمعي عام يشمل السني والشيعي. أي أن المجتمع العراقي فيه إمكانية صناعة المستبد ومهدوته كونه مجتمع رجولي يقدس الرموز والأشخاص الأحياء والأموات. وهنا من حق القارئ أن يسأل كيف كان صدام مكروهاً في حياته ثم تقول إن الشعب العراقي ينتج الاستبداد؟ أقول أن صدام كان مكروها في فترة الحصار لأنه جوع الشعب أما في الثمانينات كان محبوباً رغم جرائمه الوحشية ضد الأكراد ومعارضيه في الداخل وتعسفه ضد الحريات العامة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1_سماها صدام (ام المعارك) وسماها الأمريكان (عاصفة الصحراء) والاسم المحايد (حرب الخليج(.
2_ميثم الجنابي، التوتاليتارية العراقية، تشريح الظاهرة الصدامية، حوار وتقديم: يوسف محسن، الطبعة الأولى2010م، دار ميزوبوتاميا_بغداد، ص317.
3_كانت هناك إشاعات في حياة صدام هي إن لصدام جن يحرسوه يكشفون له محاولات الاغتيال أو السحر المعد له ويقومون بإفشالها. في الفترة الأخيرة لحكمه حين اتجه لكتابة الرواية والوعظ، وظهرت إشاعة إن رفع صورة صدام بالبيت يجلب الرزق للعائلة وقد آمنت أمي بالقصة وعلقتها.
4_الحقيقة أن قصة إلقاء القبض على صدام متناقضة بين صدام وبين أتباعه، فمحامين الدفاع قالوا (كان يصلي) عند إلقاء القبض عليه الذي يسمونه (الأسر). بينما صدام بنفسه قال بالمحكمة: (الأمريكان من دﮔو علي الباب، ﮔلتلهم أنا صدام حسين) وأشار إلى انه يعرف من بلغ الأمريكان عن مكانه.
5_بعيد إعدام صدام ظهرت نكته تتحدث عن مصير صدام في الآخرة وهي محبوكة كالتالي: أعطي صدام في الآخرة ورقة مكتوب عليها غرفة رقم 7 وهي الحكم الإلهي الذي صدر بموجبه، وراح صدام يسأل الناس عن مكان هذه الغرفة، وكلما يسأل شخص يبدوا على وجهه الدهشة الاستغراب، حتى وصل لشخص جثيث ملتحي استطاع أن يدله، لكنه سأله قبل ذهابه: انت بغرفة رقم سبعة؟.
صدام:اي
الشخص الملتحي: لعد شمسوي بالعالم حتى حطوك بهاي الغرفة؟ لك آني (يزيد) كتال الحسين انحكمت بغرفة رقم ستة. ومن الواضح إن النكتة صناعة شيعية وهي تثبت صورة صدام في ذهنهم كرمز طائفي. بالتالي إثبات للصورة الاجتماعية الدينية له.
6_ من مبررات المدافعين عن صدام نستطيع ان نفهم شيء من العقلية العراقية في انتاج وقبول الاستبداد؛ أنهم يبررون حكمه بالسلامة الشخصية للفرد دون علاقة بغيره فيسألونك (صدام دك بابك؟) أي هل اعتقلك، وبهذا فان المحتل الامريكي يمكن ان يكون عادلا ما لم يدق بابي! وهذا ما لا يقبله أي عراقي شريف، وطبعا هذا السؤال يطالب منا أن نتغاضى عن وفاة آلاف الاطفال العراقيين بالحصار والمأساة التي عاناها المدرسون والأساتذة برواتبهم المتدنية مادمنا لم نذق ألم وفاة طفل أو عوز شخصي! وعلينا أن نسكت عن انتهاك السيادة بحظر الطيران على الجنوب وانفصال الشمال ذاتيا بالحكم عن العراق الذي رضي به صدام! أي أن نكون مواطنين صالحين كطرشان الزفة!. وهناك عبارة أخرى يتداولها أنصار صدام شبيهة بسابقتها (لا تندك بصدام، ما عليك شي) أي لا تصطدم بالسلطة تضمن الأمن! عدم الاصطدام هذا مفتوح الحدود لديهم يصل لمجرد الاختلاف بالرأي او المطالبة بحق أو الشك بالولاء السياسي يعتبر جريمة! ليقلب مقولة (الشعب مصدر السلطات) إلى (الرئيس مصدر السلطات)! هكذا يريدنا أتباع صدام أن نفهم ونقبل السلطة! كأنها ملك لصدام ولاحق للشعب في المشاركة بها وهذه السلطة هي من تقرر مصير هذا الشعب. وكما يقول (ميثم الجنابي) (فعندما تقول "حزب" (في النظام التوتاليتاري) فانك تعني جهازا بوليسيا، وعندما تقول "جهاز بوليسي" فانك تعني حزبا.)(6) وكان المدافعون يقولون أن المقابر الجماعية هي (أسرى، أو فارين من الجيش)! في حين أن الملابس المدنية كانت تغطي الضحايا الذين كانوا من الشيوخ والنساء أيضا! ثم أن للأسرى حقوق دينية وقانونية (اتفاقية جنيف لحقوق الأسرى) أما الفارين من الخدمة فلماذا لم تسلم جثثهم لأهلهم كما كان يفعلون عادة؟ ومن الطريف أن يقول المدافعون عن المقابر الجماعية أن الجرائم التي حدثت بعد الاحتلال أكثر من السابق! وكأن الجريمة اللاحقة تمحي الجريمة السابقة! وعليه فإذا أتى نظام أكثر دموية من النظام الطائفي الحالي يحق لنا وفق هذا المنطق أن نلغي جرائم الحكم الطائفي! أما مجزرة (حلبجة) فقال البعض أن إيران هي من ضربتها بالكيميائي، وقال البعض أنها تمت بموافقة جلال ومسعود! وقال البعض أنها أفلام سينمائية! إذا كانت إيران هي من قصفتهم لماذا سكتت الحكومة عن التشهير بها خمسة عشر عاما؟ بل غطت على الجريمة بأكملها؟ ولماذا لم يَتهم المدانون بها إيران بالمحكمة؟ ثم من أين لإيران سلاح كيميائي بتلك الفترة؟ وإذا كان جلال ومسعود مجرمين ليوافقا على ضرب (حلبجة) هل هذا يخول النظام ليكون مجرما مثلهما؟ أما القائلين بالسينما فجرائم الأمريكان لا تقل سينما عن جرائم صدام. ويكفي أن نعرف أن هذه الحجج المدافعة عن جرائم صدام هي ذاتها العقلية التي أنتجت صدام وبررت حكمه (قبل الحصار). وان أنصار صدام يعتبرون بعض التهم فضائل يقرونها ولا ينفوها مثل بطشه بخصومه باعتباره (سبع وبطل) فصدام "عادل" ما لم تعارضه! أو يؤيدون قتله للأحزاب واحتلال الكويت والحرب على إيران! يقول الجنابي إن (الانهيار المريع للدولة التوتاليترية البعثية والدكتاتورية الصدامية يكشف عن طبيعة الخلل المتراكم في فكرة الوحدة والجماعة الوطنية العراقية. إذ لم تكن التوتاليتارية البعثية الصدامية قادرة على صنع هوية خاصة قومية أو وطنية.)(7)الجنابي ص58) وهكذا من خلال عشرات الحوارات مع عامة العراقيين العرب المسلمين حول النظام السياسي بين الأمس واليوم، تعلمت آليات التفكير الشعبي العراقي؛ فمثلا ان الاستبداد ليس مرفوضا مبدئيا، انما مرفوض الا في حالة كان ضد جماعتنا، وبخلافه فهو مبرر شعبيا ضد الخصوم (دفاع السنة عن صدام، دفاع الشيعة عن المالكي والاسد)؛ كذلك القتل ليس مرفوض مبدئيا، انما بمجرد توفر اسباب تبرر القتل للآخرين فهو مقبول مادام ليس ضد جماعتنا (تبرير القتل الجماعي لصدام كونهم خونة، وتبرير قتل المالكي للسنة بحجة انهم ارهابيين)، والقتل الابشع يمحو القتل البشع، اي ان هناك تدرج بتجريم القتل (ماحصل بعد صدام من جرائم يجعلنا ننسى جرائمه) بل أن القتل بمسمى الاعدام هو الحل الوحيد لضبط الأمن كما يقول الكثير. كذلك اننا نشيطن الخصوم لتبرير قتلهم واستبعادهم وتبرئة ذواتنا الجماعية من الخطأ والخلل.



#محمد_لفته_محل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإسلام هو سبب تخلفنا؟
- انطباعات عن زلزال العراق 2017
- الذكرى العشرين لرحيل أبي
- علم الاجتماع الديني عند الدكتور حاتم الكعبي
- من منشورات الفيس بوك 2
- ذكرى مئوية وفاة (إميل دوركهايم)
- وظيفة الإسلام الشعبي الدنيوية
- المحرمات الخفية داخل الأماكن الدينية
- اجتماعيات النعال في المجتمع العراقي
- اجتماعيات المهنة العراقية
- اجتماعيات (الحشد الشعبي) بالعراق
- انطباعات اجتماعية عن جريمة (الدارسين)
- التاريخ الاجتماعي لما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق وبعده
- انطباعات عن زقورة أور
- العراقي والسلطة الإدارية
- الدوافع الاجتماعية للملحدين بالعراق
- العراقي والدين
- محطات اجتماعية في الطائفية العراقية
- أسئلة ونقد لمصطلح (الإسلام الحقيقي)
- العراقي والعمالة


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد لفته محل - صورة صدام في المتخيل الاجتماعي العراقي