|
الخالق اللا مُكترث واللا مسؤول.!!
وفي نوري جعفر
كاتب
(Wafi Nori Jaafar)
الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 12:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في البداية أُحب ان انوه الى اني هنا لا اناقش الإله المزعوم في الاديان، لان هذا الإله وببساطة لا يصلح أن يكون خالقاً وايضا لا يستحق التقديسِ والإيمان بهِ، خصوصا ان ما ورَدَ عنهُ من كتب وانبياء وثواب وعقاب واحكام وتعاليم في كل الاديان لا تنسجم مع العقل المتجرد وبالنتيجة فهذا العقل لا يمكن أن يعتبرهُ خالقاً يُعبد أو يقدًس.!!
ومع اني احترم كل اصحاب العقائد والديانات وقناعاتهم من ابناء جلدتي من بني البشر، ولكن حديثي اليوم سيكون مخصصاً مع الاشخاص الذين تخلًصوا من وهم الاديان وخرافة الآلهة التي فيها فأعتنقوا الربوبية كمنهج وقناعة، فهؤلاء احترمهم وأحترم قناعاتهم ووجهة نظرهم، والربوبيون هم لادينيون ولا أخشى من أنسانيتهم ونظرتهم للآخر بل وأتوقًع منهم كلً الخير بعكس المتدين الذي يمكن أن يغرًهُ نصُ ديني او فتوى رجل دين مهرطق فيرتكب بعض الحماقات.!!
وفي هذا المقال اريدُ أن اتحاور وأتساءل مع إخوتي الربوبيين حول الخالق أو الصانع الذي يعتقدون بهِ، أي الذي خلق الكون والحياة والذي لا تربطهُ أي صلة بإلأديان كما يعتقدون، وأود ان أُنوه هنا بأن حديثي وتساؤلي معهم هو حديثٌ ودي وأخوي، فأنا لا أريد أن أدحض قناعاتهم او أُسفٍهَ آرائهم، ولكن هي مجرد تساؤلات وإشكالات احب أن أطرحها حول هذا الخالق الكوني.!!
سأضربٌ اليوم مثلاً بسيطاً كلُنا يعرف مدى تأثيرهُ وحجمهُ في أرض الواقع، ومع كل احترامي للنساء ودورهن العظيم في الحياة، الا اني سأتحدث عن دور الأب (كذكر) الذي يتشابه أو هو أقربُ للمقارنة بهذا الخالق، وكما يقال فالأمثلة تُضرب ولا تُقاس.!!
والمثال كالتالي: لو أن أحد الآباء بنى بيتاً كبيراً وتزوج بإمرأة وأنجب اطفالاً منها، ثمً ولظرفٍ ما ماتت زوجته، والأطفال ما زالوا صغاراً، ولسببً لا نعرفهُ قامَ هذا الأب بتركِ أطفاله الصغار ورحَل عنهم وإلى الأبد، برأيكم ماذا سيكون ردُنا وتعليقنا حول هذا الأب وحول تركِهِ لأطفالهِ الصغار بلا رعاية ولا عناية ولا اهتمام في هذه الحياة التي فيها مصائب ومأسي وقسوة وويلات كثيرة؟؟
أتوقع سيكون جوابنا هو التالي: هذا الأب مجرم - ظالم - قاسي - بلا شرف - بلا غيرة - لا أُبالي - غير محترم - غير مسؤول - لا يستحق ان يكون أب .. و .و. و. إلخ من الأجوبة المتوقعة أو حتى غير المتوقعة.!!
وهنا أسأل الإنسان الربوبي باعتبارهٍ إنسان لا يعتقد بالأديان ولا بالكتب المقدسة ولا بالأنبياء، هذا يعني أن الخالق الذي يعتقد بهِ لم يتصل بهٍ ولم يتحدث إليهِ ولم يخبرهُ بشيء، أي تماما مثلً ما فعلَ هذا الأب حينما تركَ أطفالهِ، إذن ما هو الفرق بين تصرف هذا الأب وبين تصرف الخالق الذي يؤمن بهِ الربوبي؟؟
وقبلَ ان يردً البعض بالإجابة، علينا أن ننتبه أولاً لما فعلهُ هذا الخالق؟ تصوروا أحبتي أن هذا الخالق خلق كل هذه المجرات والكواكب العظيمة والهائلة، ثم خلقَ كل هذه الكائنات الجميلة والبديعة على الارض، فهل يُعقل أنهُ خلقَ كلً هذه الأشياء عبثاً أم لحكمة؟؟ وإذا كان لحكمة فما هي الحكمة بالضبط ؟؟ وهل يُعقل أنه بعد خلقهِ لهذه المخلوقات قأنهُ قامَ بتركها ولم يعد يتواصل معها ؟؟ لم يتحدث إليها ولم يخبرها بشيء ولم يعرفها بنفسهِ بشكلٍ واضح؟ ثمً كيف يمكن لنا أن نتصوًر ونعقل أن خالقنا وأبانا الكبير قد تركنا أطفالاً صغاراً (وللعلم فنحنُ مهما كبرنا وكبرت عقولنا) فنحنُ نبقى صغاراً في هذه الدنيا لا نعرفُ عنهُ شيئا ولم يعرٍفنا بنفسهِ؟؟.
ولو حسبتها أخي الإنسان معي بحسبة بسيطة ستجد ان هذا الخالق لا يمكن ان يكون الا مثالا ونموذجا لهذا الأب المذكور، وإننا لا نستطيع الا أن نطلق عليهِ كلُ ما قلناه وأطلقناه على هذا الأب الذي تركِ أطفاله، وبالتالي أتصور أن عقولنا لا يمكن لها القبول بهذا الخالق ولا تقبل أيضاً بأيَ تفسير لهُ، لأنهُ ببساطة لا يستحق الا ان نقول عنه أنهُ "الخالق اللا مسؤول واللا مبالي واللا مكترث"، بل نستطيع ألقول وبكل جرأة وتجرد إنهُ غير موجود أصلاً، وبصراحة فإن الذي أوجدهُ في عقلنا هي أفكار تلك الديانات القديمة والمتهالكة، نعم هي التي رسًخَتْ هذا المفهوم في عقولنا، وهي التي أعطتهُ صفات فقامت عقولنا بأخذِ بعض الصفاتِ منها.!!
وقبل الختام أحبتي أقول: لا تغركم كلً مقولات الأديان التي وضعت لهُ تلك الصفات المطلقة، من قدرة وعلم وعدل وحكمة، ولا يغركم العقل الذي فينا فهو لا يمكنهُ أن يكون دليلا على وجودهِ، وخصوصاً أن هناك عقولا كثيرة تقول إنهُ غير موجود، فهل يعني ذلك أن عقولنا قاصرة عن إدراك هذا الخالق أم مقصرة، ثمً لا يغركم الضمير الذي فينا فهو أيضاً لا يمكنهُ أن يكون دليلاً على وجودهِ، وتأكدوا أحبتي أن كلً ما عرفناه عن هذا الخالق ما هو إلا نتاج أقوال تلكَ الأديان البالية، وأقوال بعضِ الفلاسفة والعلماء الذين حاروا في هذا الخلق ولم يجدوا لهم وسيلة لتفسيره الا بإلصاقهم كل شيء بهذا الخالق.!!
والخلاصة يا أحبتي: انهُ مادام هذا الخالق لم يتصل بنا ولم يتواصل معنا ولم يثبت لنا نفسهُ ووجودهُ بطريقة أذكى واحكم وأجمل، أو بدليلٍ ملموس، فأنا أعتقد بنسبة كبيرة جداً انه غير موجود، إلا إذا استطاع إثباتً وجودهِ بطريقةٍ أفضل.!!
وأكرر مرة أخرى، أن هذا المنشور لا يخصُ أهل الاديان البالية ولا إلهها المزعوم، لأن إلههم وخالقهم الموجود فيها لا يستحق الاهتمام والتقديسِ، بل إنهُ أسوء الآلهة التي صنعتها البشر.!!
******************************** ملاحظة: كل الاديان على الارض هي من صنع البشر.!!
وفي نوري جعفر.
محبتي واحترامي للجميع.
#وفي_نوري_جعفر (هاشتاغ)
Wafi_Nori_Jaafar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأديان وآلهتها تضعف وتتلاشى امام العلم .!!
-
صورة القرد الياباني تقتلني.!!
-
نظرية الخلق الطيني.!!
-
ايها المسلمون والمسيحيون واليهود إلهكُم كاذب، بل إنًهُ الكذب
...
-
مقارنة العلاقة الجنسية ما بين المجتمع الغربي والشرقي.!!
-
وهم العدالة المرتقبة وأمل تحقيقها بعد الموت.!!
-
لسنا بحاجة الى خالق.!!
-
المراوغة والكذب في العدالة الإلهية.!!
-
الاخلاق لا دين لها.!!
-
آيات اسقطت الله في نظري وأنهت وجوده.!!
-
عندما يدخل المتدين الى صفحات اللادينيين والملحدين.!!
-
المعجزات في الاديان هي قمة الخرافات.!!
-
المطاطية والزئبقية في آيات القرآن.!!
-
اتهام المسلم للملحد واللاديني بالعمالة والخيانة.!!
-
حتى الكلابُ تفندُ وترفضُ أكاذيب الاسلام.!!
-
هل يوجد اعجاز علمي في القران؟؟
-
الشيعة ومأزق إمامهم الغائب المهدي المنتظر.!!
-
الشيعة ومأزق الإمامة والخلافة.!!
-
المسيح ودخوله أورشليم، هل كان راكباً على أتان أم جحش.؟؟
-
مَنْ يكذب على مَنْ ؟ هل المبشر مرقس أم يسوع الابن (الرب) ؟؟
المزيد.....
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار
...
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
-
أسعد أولادك…. تردد قناة طيور الجنة التحديث الجديد 2025 على ج
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|