أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طارق المهدوي - ابتعدوا عن روسيا لحماية ما تبقى من عيونكم (1)














المزيد.....

ابتعدوا عن روسيا لحماية ما تبقى من عيونكم (1)


طارق المهدوي

الحوار المتمدن-العدد: 5744 - 2018 / 1 / 1 - 12:13
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    



تؤكد عدة أمثال شعبية مصرية أن المرء مهما أصابت تقديراته النظرية يظل مخطئاً تجاه الآخر حتى يتعامل معه شخصياً فيكتشف حقيقته التي ربما تكون مناقضة تماماً لكل تقديراته السابقة حوله، وهذا تحديداً هو ما صدمني أثناء معاملاتي الاضطرارية المتكررة خلال عام 2017 مع الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية في روسيا التي طالما دفعتني المعلومات الموجهة بشأنها إلى تقديرات مفرطة في إيجابيتها، ولمن لا يعلم فقد أصابني العمى كنتيجة مباشرة لمحاولة اغتيال فاشلة بواسطة سيارة مسرعة عكس الاتجاه دون لوحات في القاهرة بما أعقب ذلك من رفض مستشفيات العيون المصرية علاجي إلا واحدة كان ينتظرني فيها خطأ طبي مدبر، وعند استغاثتي بأصدقائي المقيمين خارج مصر طلباً لتوجيهي نحو مستشفى عيون أجنبي جيد تراوحت ردود فعلهم بين متجاهل أو محذر من تكاليف مليونية لجراحات العيون، مع استمرار الأجهزة الأمنية المصرية في منع سفري للخارج كي أعرض نفسي بنفسي على أطباء عيون أجانب، وفي تلك الأثناء وصلتني رسالة إليكترونية من مصدر مجهول تستعرض إنجازات معهد "فيودورف" لجراحات العيون بالعاصمة الروسية "موسكو" في تزامن مع رسالة شفوية من مصدر مسؤول بتراجع الأجهزة الأمنية وموافقتها على سفري لعلاج عيوني في روسيا، وهكذا أمضيتُ شهور يونيو ويوليو ثم أكتوبر ونوفمبر من عام 2017 تحت العلاج داخل روسيا الواقعية المعاصرة التي اتضح لي أنها لا تمت بأدنى صلة لروسيا التاريخية التي طالما عرفها العرب نظرياً فأحبوها، فروسيا الدولة أصبحت اليوم تعاني فيما تعانيه من شراهة مهووسة لاستعادة نفوذها الإمبراطوري الخارجي كلياً أو جزئياً هنا أو هناك، حتى لو كان ثمن ذلك هو التضحية بعيون صديق لجأ إلى مستشفياتها كملاذ علاجي أخير ضمن صفقة أمنية قذرة بين الدولة الروسية ودولة هذا الصديق المتضررة من مشاغباته، وروسيا الدولة أصبحت اليوم تعاني فيما تعانيه من فساد مستشري داخل أروقتها البيروقراطية بحيث يستطيع الجاني أن يتحول إلى مجني عليه ليتحول المجني عليه إلى جاني، عبر بعض الرشاوى المالية والجنسية مع بعض ألاعيب المحامين تماماً كما يحدث في بلادنا العربية المهترئة، وروسيا الدولة كانت ومازالت حتى اليوم تعاني فيما تعانيه من استبداد شرقي شمولي طاغي بحيث تصعب على أية جهة معارضة أو مستقلة المكافحة الحقيقية وصولاً إلى إزالة مظالم الفساد والبيروقراطية عن المبتلين بها، أما المجتمع الروسي فقد أصبح اليوم أكثر فساداً من دولته حيث يسود أوساطه النخبوية ندماً شبه جماعي على ما سبق أن أضاعه الآباء والأجداد فيما تعتبره النخب المعاصرة "خرافات" التضامن والتكافل المجتمعي داخلياً وخارجياً، بما ترتب على ذلك الندم النخبوي من سعي مجتمعي نفعي محموم لتعويض خسائر هذه "الخرافات" عبر تشجيع السمسرة والعمولات والتدليس والسرقة والنصب والغش التجاري، الذي طال كل المجالات حتى طب العيون لاسيما لو كان المجني عليه عربياً مسلماً أو شيوعياً من فلول "خرافات" التضامن والتكافل، أما بقايا النفوذ الإمبراطوري فقد أصبحت تتجلى لدى المجتمع الروسي في تعالي عنصري شديد يصل إلى درجة أن بعض الأطباء الروس أو مساعديهم العنصريين قد يفقئون عمداً عين مريض عربي مسلم أو شيوعي من الفلول أثناء استسلامه لهم تحت تأثير الثقة والمخدر الطبي، وهو نفس التعالي العنصري الذي يجعل جميع الروس حتى الأطباء منهم يمتنعون عن التحدث مع الأجانب بأي لغة غير الروسية فيما عبر عنه أحدهم بقوله إن المحتاج لنا يجب أن يتعلم لغتنا، وإزاء عدم وجود مستشارين طبيين في كافة سفارات الدول العربية لدى روسيا فإن المرضى العرب المتجهين إلى هناك بعشرات الألوف في كل عام يضطرون إلى الاستعانة بمترجمين ميدانيين يشبهون "الخرتية" الذين يدلسون على السياح الأجانب في مصر لانتزاع بعض أموالهم، وأخيراً وليس آخراً فالمجتمع الروسي كان ومازال حتى اليوم يعاني فيما يعانيه من استشراء وتنامي النزوع السلوكي العدواني العنيف تجاه الآخر بحيث يمكن لأحدهم فقئ عين غيره دون رحمة أو تأنيب ضمير، وإذا كان كل ما سبق ذكره هو مجرد غيض من فيض الظروف الموضوعية العامة غير المواتية التي أحاطت بسفري لعلاج عيوني في معهد "فيودورف" بروسيا، فإن جميع تفاصيل تجربتي العلاجية الذاتية المؤلمة مع بعض الروس في الدولة والمجتمع والسوق والعلاقات الخارجية سواء كانوا من الكارهين للعرب المسلمين مثلي أو كانوا من الكارهين للشيوعيين الفلول مثلي أيضاً ستكون موضوع مقالي التالي!!.
طارق المهدوي



#طارق_المهدوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صديقي المنقلب عليه أيمن نور
- روسيا اليوم
- المصريون في الخارج بعضهم أعداء بعض
- ذكرياتي مع زلزال القاهرة
- أربعة وأربعون عاماً من الاستغفال
- شنبو في المصيدة
- هاتو الدفاتر تتقرا
- فتش عن الصين
- الجاسوس أشرف مروان
- أحضان وقبلات رفاقية في موسكو
- حوار لم يكتمل مع الرفيق لينين
- من يوميات السجناء الظرفاء
- الشيوعيون بين حزب وجبهات وتحالفات
- كيدهن عظيم
- الدعم السياسي المفقود في مصر
- غياب المعلومات عن مجال المعلومات
- الفصل في الفصل
- مخرج استثنائي من أزمة استثنائية
- ما أنا بقاتل لكني قتيل
- بعض أسئلتي الكثيرة حول الفنانة الكبيرة


المزيد.....




- ماذا نعرف عن صاروخ -أوريشنيك- الذي استخدمته روسيا لأول مرة ف ...
- زنازين في الطريق إلى القصر الرئاسي بالسنغال
- -خطوة مهمة-.. بايدن يشيد باتفاق كوب29
- الأمن الأردني يعلن مقتل مطلق النار في منطقة الرابية بعمان
- ارتفاع ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان وإطلاق مسيّرة بات ...
- إغلاق الطرق المؤدية للسفارة الإسرائيلية بعمّان بعد إطلاق نار ...
- قمة المناخ -كوب29-.. اتفاق بـ 300 مليار دولار وسط انتقادات
- دوي طلقات قرب سفارة إسرائيل في عمان.. والأمن الأردني يطوق مح ...
- كوب 29.. التوصل إلى اتفاق بقيمة 300 مليار دولار لمواجهة تداع ...
- -كوب 29-.. تخصيص 300 مليار دولار سنويا للدول الفقيرة لمواجهة ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - طارق المهدوي - ابتعدوا عن روسيا لحماية ما تبقى من عيونكم (1)