|
نداء: أيها التنويرون والعلمانيون العراقيون في الخارج : كفاكم أوهاما العراق في ظلام وتخلف
كمال بغدادي
الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:27
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تظهر بين الحين والحين من تنويري وعلماني العراق في الخارج أفكار ومقترحات ودعوات لدعم عملهم ونشاطهم من قبل السلطات العراقية ، مرتكزتا على خصوصيتهم بكونهم يمثلون نخباً مثقف (مظلومة) على المستوى الابداعي والاداري ، وكان أخرها وليس أخيرها دعوة السيد ياسين النصير ومجموعة من المثقفين والمبدعين لتشكيل لجان وفروع ومؤتمرات تأخذ على عاتقها تنظيم العلاقة فيما بينها وبين السلطات العراقية، ومن يقرأ الدعوة المنشورة على المواقع الانترنيتية يعتقد أنهم قاب قوسين من هدفهم فيما أنهم في الحقيقة في بداية صحراء شاسعة لازاد فيها ولا ماء ولا كهرباء! كفاكم وهما! ليس هناك من يسمعكم. كفاكم وهما! ستخسرون العراق الجريح ويخسركم. أن المعركة الضارية في العراق الجريح بين قوى الضلام وقوى التنوير قد حسمت لصالح الظلامية والتخلف ! ليس عيبا الاعتراف بذلك بل العيب أخفاء الراس في الرمال وتناسي ذلك . أن الصراع يأاخوتي في التنوير والعلمانية هو صراع على الارض من أجل خبز غيرمنغمس بالدم أو المساومات أو النفاق السياسي او الاندحار والاستسلام للرايات القادمة من غابر الازمان محملة بالخناجر والسيوف لتحرق أبو نواس وشارع الرشيدوالبصرة والعشار والمتاحف والكتب ، من أجل حرية أن نجلس في المقاهي والنوادي والجمعيات والبساتين والحدائق وحتى البيوت مرتلين قصائد نيرودا وحكايات الحلاج وأغاني مارسيل ومسرحيات فرقة المسرح الحديث ، من اجل أن نفتح أفواهنا في الجامعات والازقةالشعبية وأتحادات الادباء ومقاهي الصحفيين دون أن نقتل والطلقة قد تكون طائفية / سياسية/ أرهابية / تكفيرية / مافويوية ، لا فرق ، عليك أن تقتل ! فهل من متسع لدنيا لكي نمد لكم أيدينا من سوق مغمس بالدم في البصرة أو بغداد الى شوارع أمستردام أو برلين صارخين معكم ( فيفا لي له برته / النصرللحرية) ! كلا أيها الاخوة كفاكم وهما ! ليس هناك من يسمعكم. كفاكم وهما ! ليس هناك من الاجيال الجديدة من يعرفكم. كفاكم وهما ! ستخسرون العراق الجريح ويخسركم. ان كنتم تعتقدون بأنكم من خلال حملة التواقيع والتجمعات الصغيرة والاعمال الوقتية وبعض الحماس هنا وهناك دون قاعدة حقيقية وبالذات برنامج طويل ومدعوم ماليا لاستمراره وديمومته ، أن كنتم تعتقدون أنه بأمكانكم التأثير على السلطات العراقية فأنكم واهمون ! أذ أن الحكومة العراقية الحالية رغم كل الضغوط والاحتجاجات الشعبية والسياسية، غير قادرة على توفير العمل لالاف الشباب العاطلين عن العمل ! لالاف الارامل والمطلقات وزوجات الشهداء الذين فقدناهم أثر العمليات الارهابية ، والمسنين والمتقاعدين! لألاف الاطفال واليافعين الذين هم بلا مأوى ولا طعام ، لالاف العوائل المهجرة والمهاجرة لأي سبب كان ، لالاف المرضى والجرحى والمقعدين ! فهل يتفهم ذلك رفاقي وأخوتي في التنوير والعلمانية لكي يشكلوا قوى ضاغطة على السلطات العراقية من أجل هولاء ، أم أنهم ستنظرون الينا بمنظار المجتمعات المتحضرة ونظريات الهوميزم وشبكات الحماية الاجتماعية والحق في الايمان من عدمه داعين الى قراءة الدساتير والنظريات المختلفة في حديقة هايد بارك في لندن أو حي كرويسبرك في برلين تحت حماية السلطات المحلية اللطيفة مع تحية شرطية أنيقة! فنحن في عراق جريح ليس ذلك الذي عرفتموه ، أذ أطلب منكم قبل أن تطلبوا من السلطات الحالية في العراق أن تعينكم على وضعكم (البائس) في الخارج حيث ( لا ماء ولا كهرباء ولا حرية ولا حماية أجتماعية ولا رواتب ولا مدارس ولا مكتبات ولا روضات لاطفالكم، لاحرية تجمع ولا قصائد يسمح لها ولا مسرحيات ثورية ، كل ذلك ممنوع في لندن وباريس وبرلين ) ! أطلب منكم أن تفكروا بالآف المثقفين في الداخل الذين لا يجدون شيئا يأكلونه أكثر من سد الرمق ! لا مأوي ولا سقيفة مضمونة دون عين تنظر في الفراغ ! مثقفوا الداخل الذين عليهم أن يعملوا في يوم واحد في الجريدة والمطعم وسيارات النقل ومحطات البانزين وأكشاك البضاعة الرديئة وتجمعات السياسين المتخمة لكي يكون بأمكانهم أطعام عوائلهم! مثقفوا الداخل الذين لا يجدون مكانا لقراءة قصائدهم ( في أحسن الاحوال يحضر لتجمعات أتحاد الادباء أو السيدة أمل الجبوري عرابة الثقافة العراقية الالمانية ، عشرون شخصا وهم يحملون موتهم فوق كفهم!)، عن مكان لطبع كتبهم وعرض مسرحياتهم ومنحوتاتهم التي ينبغي أن ترتدي الازياء المحتشمة دون حمامات سلام أو نجوم أو اشارات غير مفهومة، الااذا كانوا قد انظموا الى هذه الطائفة او المذهب ،لذاك الحزب او تلك الجمعية الخيرية التي تخيرك بين اللطم والزناجيل او الجلوس في الظلام ! هل تعؤن كل ذلك يااخوتي في التنويروالعلمانية! هل تعتقدون ان جماهير مدينة ( الثورة / الصدر) وسامراء والكاظمية والانبار والسماوة وكركوك وخانقين وبهرز والمحمودية تنتظر بلهفة كتاباتكم المبثوثة في المواقع الانترنيتية وارائكم وثوراتكم على السلطات العراقية الحالية لانها لم تساعدكم في انشاء تجمعاتكم ونواديكم واقامة معارضكم ومهرجاناتكم الثقافية في العراق دعما لكم ! وانهم سيخرجون ان ذلك هراء مابعده هراء ، فاين لها ذلك وهي قابعة تنتظر فرجها القادم عبر التاريخ ! للدين بأقسى أشكاله متربصا بهم في كل خطوة في البيت والشارع ومرافق الدولة ، للموت القادم كل لحظة من اتجاهات الارض الاربعة ! هل سيترك هولاء وبقدرة قادر كل هذه الامال ( الفاجعة ) لينظموا الى عالمكم ( الوهمي )! لن يحدث ذلك ابدا ان لم يكن التاريخ والافكار والعمل المنظم في صلب ذلك ! تعالوا ، قبل أن تتحدثوا عن الثقافة والعالمية والكون القرية الصغيرة والحضارات ،تعالوا واسألوا الناس في المدراس والجامعات والصالونات السياسية لمجالس النواحي والاقضية والمحافظات عن بابلو نيرودا، عن محمود البريكان وأنور الغساني، عن سعدي يوسف وعبد الله كوران ونجيب سرور، عن محجوب ومحمد جميل شلش وغالب هلسا ، عن يحيى قاف وحافظ الدروبي وزينب وقيس الزبيدي ، عن فيصل وعفيفة لعيبي، عن سلامة موسى وعبد الجبار عبد الله وغيرهم، تعالوا أسألوهم عن ذاكرة المدن في أبو نواس والعشار والحي وبعقوبة البرتقال ! أسألوهم عن أعينهم الجاحظة من دهشة السؤال وقسوته! أسألوهم أن كان لديكم القدرة على متابعة الجرح النازف في مدننا العراقية الجريحة! لن تجدوا سوى دبيب بعض الرمال وبعض النحيب على الماضي الثوري أحسن الاحوال سوف يتحول الشاعرسعدي يوسف وهادي وفي الى سعدي أو يوسف أخر فيما سينفصل هادي عن العلوي لتجدونه في قرية بصراوية أو أطراف كركوك ترفرف فوقه أعلام سوداء وبيارق بعيدة عنه بعد بغداد عن الصين! وأذ أوجه خطابي وندائي بهذه القسوة والمرارة فلآنكم أخوتي ورفاقي في والعلمانية وليس لدى وسيلة أنجح لمخاطبتكم في هذا العراق الجريح والمنحدر نحو الظلامية والتخلف سوى أعلان الصدمة لكي نفيق من اوهامنا التي لن تمنح احدا في هذا العراق الخبز والحرية والثقافة التنويرية العلمانية ، أن التاريخ يمضي خارج وعيننا وفق أشتراطاته وستكون النهاية قاتمة وبسرعة رهيبة أذ لم نمد اليد لعراقنا الجريح ، أذ لم نعمل بكل قوة ومعرفة وادراك ، ان تنويري وعلماني الداخل لن يستطيعوا أن يفعلوا الكثير في ظل هذه الازمة ولكنكم قادرون على فعل الكثير أذا تحررتم من أوهامكم وتقدمتم نحونا ككتيبة واحدة منظمة في الكفاح حقا من اجل التنويرية والعلمانية.
كمال بغدادي
#كمال_بغدادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف
...
-
جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا
...
-
قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل
...
-
مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي
...
-
مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار
...
-
السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
-
ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال
...
-
واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي
...
-
هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
-
تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|