أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - كربلاء الفداء الغارقة في نفاياتهم !














المزيد.....

كربلاء الفداء الغارقة في نفاياتهم !


احسان جواد كاظم
(Ihsan Jawad Kadhim)


الحوار المتمدن-العدد: 5742 - 2017 / 12 / 30 - 03:46
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من يسمع توصيف احد اعضاء مجلس محافظة كربلاء لوضع المدينة الحالي كسبب لتفعيل تشريع محلي مشبوه المرامي حول قدسية المدينة, يضع يده على قلبه لهول المصيبة التي تعيشها المدينة.
فقد ورد في حديثه المنشور في وسائل اعلام الكترونية متعددة : انه " تم وضع ملصقات للحد من ظاهرة الاباحة في الشوارع وشرب الخمر والزنا..." وتحذر هذه الملصقات ايضاً من عقوبات بحق المخالفين تشمل " لعب القمار والجهر بالاغاني وبيع الافلام المخلة بالآداب وعرض الملابس النسائية في واجهات المحلات بشكل فاضح ".
الملصقات هذه ليست مذيلة بتوقيع جهة رسمية معروفة بل بأسم " لجنة رعاية تطبيق المرسوم الخاص بقدسية كربلاء ". ليس معلوماً, هل لهذه اللجنة أب راعي اوهل لها وجود فعلي قانوني, وممن تتكون ؟
من مضمون الملصقات, تتوضح طبيعة اللجنة والمهام المنوطة بها, التي تبدو انها مستنبطة من " هيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر " السعودية, فكراً وعملاً, وان فلسفتها مشابهة, لسوء الصدف لفلسفة " الشرطة الاسلامية " للدواعش.
وبحسب مارسمته مخيلة السيد عضو مجلس المحافظة لمستوى الرذيلة المتفشية في المدينة فأن الف قانون قدسية وجيش من ميليشيا الأخلاق الحميدة غير قادرة على ارجاعها الى جادة الورع والتقوى ونبذ الظواهر المسيئة والغير مشروعة والجريمة المنظمة من دون اجراءات حقيقية تكافح البطالة بتشغيل المعامل وتفعيل النشاط الزراعي ووأد الامية والجهل بتعليم متطور وتطمين حاجات الناس من الخدمات واحترام كراماتهم ومكافحة الفساد... وهذا بالتحديد ما يتعفف عن سماعه القائمين على صلاحها.
وبغض النظر عن كل شيء, فأن هذا التوصيف المعيب للسيد حامي الفضيلة, والحال التي وصلت اليه محافظته حسب تقييمه, وكذلك نشر الملصقات يدينان هذه الأحزاب الحاكمة في المحافظة ويحملانها مسؤولية الاساءة الى قدسية المدينة بدل ان يبرآنها.
فهي التي جرت المدينة الى هذا الوضع المتدهور بسبب عدم اهلية ممثليها في سلطة المحافظة, اضافة الى انشغالهم بما هو اهم من التفرغ لشؤون الناس واداء واجباتهم الوظيفية كل هذه الفترة منذ 2003, بأنغمارهم في جني مغانم السلطة.
في الوقت الذي يستميت فيه زملاؤهم في مجلس النواب على تمرير قوانين نكاح القاصرات وتشجيع الزيجات خارج محاكم الدولة الشرعية والطلاق العشوائي, ثم يستغربون وجود مظاهر الرذيلة والفساد وتفشي الجريمة, في مدينتهم المقدسة.
التساؤل المشروع الذي ينبغي ان يطرحه كل مواطن من اتباعهم وكل المواطنين: لماذا تخدش حيائهم رؤية ملابس نسائية على واجهة فترينات المحلات وتثيرهم المانيكانات ولا تخدش حيائهم ونظرهم اكوام النفايات والمياه الآسنة التي تغرق بها المدينة ومظاهر الفقر المدقع لمواطنيهم وانتشار المتسولين وغياب الخدمات وتفشي المتاجرة بالمخدرات وتعاطيها ؟ هل مدينة كهذه, يحكمها اسلاميون تليق بمقام سيد الشهداء ؟
ان ما تدره الزيارات المليونية لأضرحة شهداء الطف على المدينة من اموال هائلة اضافة الى التخصيصات الاتحادية من الخزينة العامة للدولة, كانت ستحل الكثير من مشاكل المواطنين بل تقلب حالهم البائس الى حال رفاه لو كانت في ايدي امينة عفيفة... هذا ما يردده المواطن الكربلائي.
ليس من الصعب كشف سبب التوقيت المفاجيء لتفعيل هذا المرسوم المحلي والغرض منه, فالانتخابات البرلمانية والبلدية على الابواب, وهم يحاولون اثارة ازمة قدسية في المدينة وتسويق ذواتهم بأعتبارهم المدافعين عن حياض الشريعة وحاملي مفاتيح جنانها لفرض نمط فكري وحياتي متخلف على المواطنين بدعوى تدنيس قدسية المدينة, لعل ذلك يحقق لهم عودة ثانية الى قدس اقداسهم, كرسي السلطة الوثير... بقرتهم الحلوب.
كرب وبلاء المحافظة يكمن في اسلامها السياسي الذي يحاول فرض دَجله عليها وسلبها قدسيتها الشعبية الفطرية المترسخة منذ قرون, من حب مواطنيها لها ومن وجود رمزي الفداء الحسين بن علي واخيه العباس في كنفها.



#احسان_جواد_كاظم (هاشتاغ)       Ihsan_Jawad_Kadhim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوائد السفر خمسة... مضار زيارات السياسيين للخارج جمة !
- ما غاب عن بال ترامب وادارته والاسرائيليين !
- حبيس الشعارين !
- المواطن العادي بين ازمة استفتاء كردستان ومشاحنات الساسة
- عوائل الدواعش, ورقتنا الرابحة لتحرير مواطناتنا الأيزيديات !
- دهشة الاحتفال الاول بذكرى اكتوبر العظيم
- استفتاء اقليم كردستان - ارادة شعبية ام قرار سياسي ؟
- نبوءة الحرب الأهلية... نذير شؤم !
- اعلام اسرائيلية في سماء كردستانية !
- استفتاء اقليم كردستان العراق بين الدوغما والبراغما !
- انهاء دور البارازاني السياسي جاء امريكياً !
- وصفة الوزير السابق رائد فهمي للحد من الفساد !
- زيارة وفد الاستفتاء الكردي الى بغداد... نتائج متوقعة !
- طريقة سانت ليغو المُحرفة وصنع الأغلبية الباغية !
- رسالة السيد مسعود البارازاني الأخيرة... لمن ؟
- لكي لايُسرق النصر على داعش او يُقزّم !
- ازمة قطر والتسامح في حقوق العراقيين !
- مناقشة لرؤية الشيخ قيس الخزعلي حول رئيس الوزراء القادم
- ضيق الأفق القومي... وصمة !
- سلامات للمختَطَفين... لا سلام للمختَطِفين


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احسان جواد كاظم - كربلاء الفداء الغارقة في نفاياتهم !