أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟














المزيد.....

لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 29 - 17:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟

هل يحق لنا أن نتساءل عن استغراب بريطانيا العظمى، التي يبدو أنها ستتقلص إلى إنجلترا العظمى بعد خروجها الكامل من الإتحاد الأوروبي وما قد يترتب عن ذلك من تهديد إسكتلندا وربما إيرلندا الشمالية وويلز أيضًا للإنسحاب من بريطانيا لصالح البقاء في الإتحاد الأوروبي، بشأن العمليات الإرهابية التي يقوم بها متطرفون؟

وفِي سياق آخر، نذكرها بمسؤوليتها التاريخية تجاه الشعب الفلسطيني، الذي بسبب وعد بلفور الإنجليزي، ما زال يذبح ويسجن ويهجر وتسلب أرضه من قبل العنصرية الفاشية إسرائيل. وندعوها لتأييد حملة الأسرى الفلسطينيين لتحسين أوضاعهم في السجون الإسرائيلية. كما نطالبها بوقف دعم الديكتاتوريات في العالم العربي. والأهم من هذا كله، على المملكة المتحدة أن تعتذر للشعوب العربية وتعوضها بالوقوف إلى جانب قضايا وحركات التحرر الحقيقية في العالم العربي وإن تنهي العبودية والإستعمار والإستعلاء والتدخل البريطاني في الشؤون العربية.

على بريطانيا أن ترقى لمستوى إسمها ولقبها وما تمثله وما يحمله جوازها من قيمٍ ومعانٍ يفترض أن تكون سامية. وبالتأكيد، فإننا سنشعر بالفخر أكثر بالجواز البريطاني، حين تتبنى بريطانيا القضايا العربية الحيوية بكل صدقٍ وجدية وبنية الإنتصار لحرية ووحدة العالم العربي وشعوبه، من البحر إلى المحيط.

من أجل أن تفهم بريطانيا مشكلة الإرهاب، عليها أن تعود إلى ملفاتها السياسية العلنية والسرية إلى أكثر من مائة عام مضى، حين أطلقت حملة سايكس-بيكو التقسيمية والتي أدت إلى استعمار العالم العربي، من بحره إلى محيطه مشاطرة بين باريس ولندن وغيرهم. لقد آن الآوان لبريطانيا وحليفاتها أن يعيدوا النظر في فعلتهم الشنيعة التي دمرت الحلم العربي الكبير بالوحدة وجلبت علينا لعنة التقسيم والتخلف وتولية زعماء عرب علينا، ليسوا أكثر من وجوه للإستعمار. هؤلاء الزعماء طالما تحدثوا العربية بألسنتهم ولكن ليس بقلوبهم ووجدانهم، بحيث أصبح البقاء على الكرسي وسلب خيرات الشعب في ظل تواطؤ ونفاق الدول الديمقراطية المتحررة هو الهدف الأسمى. ولهذا، فبريطانيا مسؤولة، مثلها مثل غيرها من الدول الغربية عن سلب الأموال العربية، التي ينبغي أن تعود للشعب العربي، فلسًا بفلس.

العالم العربي ثري جدًا، ليس فقط بالبترول، بل هو شديد الثراء من جميع النواحي، ويكفينا فخرًا أننا نحن أصل الحضارات ومهد الديانات السماوية ومصدر الثقافات. وعلينا أن نفهم سبب تكالب أكبر دول العالم علينا وبخاصة وأن موقعنا هو الأكثر عمقًا واستراتيجية في العالم، نتوسط آسيا وإفريقيا ونحن الجسر الكبير لأوروبا، الذي لا يمكن تجنبه. مع ذلك، ورغم أن الوطن العربي جنة الله على الأرض، بتنوع مناخاته وطبيعته وجوه المعتدل وتراثه، فقد أصبح معظمنا لاجئين ونازحين ومهاجرين، وتحولت الحياة على أرض الوطن المستلبة كرامته جحيمًا معاشًا على الأرض، بسبب النزاعات والحروب التي أُقحمنا فيها، من قبل الولايات المتحدة وتابعتها التي تلقب بالعظمى (بريطانيا). فيما كانت فرنسا تحاول التقارب مع المواقف العربية، لكي لا تخرج من المولد بلا حُمُّص، بعد إقصائها من قبل الدول الكبرى.

يجب أن يعرف العالم العربي حقيقة كل ما جرى وبخاصة منذ أن بعثت بريطانيا بلورنس العرب إلى جزيرة العرب، التي انطلقت منها الثورة العربية الكبرى آنذاك ضد العثمانيين. من هم الخونة الحقيقيون؟ لماذا خذلت بريطانيا الزعماء العرب؟ لماذا خدعتهم؟ ومن هيأ ظروف الخيانة؟ علينا أن نعي أن إطلاق لقب خائن لا يجب أن يكون بالأمر السهل. علينا أن نفهم ما الذي فعلته بريطانيا لإيقاع الزعماء العرب في الخيانة. وهل كان الزعماء العرب مضطرون لقبول الصفقة خاصة وأنها لم ترضهم؟ هناك أسئلة كبيرة قد تجيبنا عليها ملفات المخابرات البريطانية السرية، لأننا نحتاج أن نعرف الحقيقة الكاملة ولا شيء سوى الحقيقة. وبريطانيا تدان على كل الخيانات أيضًا لأنها لا بد أنها وضعت يدها في المؤامرات ولا بد أنها ابتزت وضغطت وأغوت ورشت ولهذا فهي شريكة في الخيانة وفِي كل الجرائم التي ترتكب ضد الشعوب العربية.

الحقيقة أقولها، لو أننا أمة قوية، لحاربنا بريطانيا في المحاكم في قعر دارها. لكن، أنا أطالبها، فلعل وعسى أن تلبي. وإن لم تلبِّ، فها أنا هنا أسجل موقفًا سياسيًّا عليها. وأقول لبريطانيا . ما أقصده أن أفعالاً جللاً حصلت وتحصل في العالم العربي مثل تحطيم العراق والإبادة الجماعية في سوريا. وعلى بريطانيا، أن تعتذر ثانيةً عن حرب توني بلير ضد حرب العراق التي دمرته تمامًا وأشياء كثيرة أخرى مثل العنصرية المتأصلة في المجتمع البريطاني والمبالغة في مراقبة ومتابعة الشباب العربي على أراضيها. بريطانيا العظمى، أمنحي البؤساء من الشعوب العربية الحرية والعدالة والديمقراطية والمساواة. ونتمنى أن يتلاشى الإرهاب شيئًا فشيئًا. فأنت تستحقين الإحترام والمحبة والولاء في المقابل.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تظل فلسطين القضية العربية المركزية؟ وهل تحررها هو تحرر ال ...
- شهرزاد العصر تصرخ وامعتصماه: الرحلة الطويلة والشائكة لتحرر ا ...
- حلب: إيش في، في السما؟
- المعلمة الجزائرية مخطئة ومصيبة، أما وزيرة التربية والتعليم ب ...
- على المجتمع والدولة التدخل عندما يضرب الأهالي والمربون الأطف ...
- من الجاني الحقيقي؟ آباء وأمهات من جنس إبليس أم أمثال قاتل أم ...
- كاسك يا وطن: الأردن في شهر
- أبيع الدنيا كلها ولا أبيعك أنت يا فلسطين
- يا حاج يا قاتل حتر، أين تفويضك الإلهي؟
- الثورة السورية خازوق ومقالتي ليست حبًّا في بشار!
- زين كرزون؛ راحت على تركيا سياحة ورجعت على سجن الجويدة سباحة! ...
- اغتيال اليساري ناهض حتر في الأردن
- آمنة الخروب؛ غيابك عن الحياة خسارة حقيقية
- إلى اللقاء باريس
- من لندن إلى باريس لقضاء العيد وقصة الجاسوسة القديمة على الحد ...
- باريس ولندن والكيس أبو خمسة قروش
- باريس وتفجيرات نيس والخدمة العربية
- باريس وتفجيرات نيس والتطرف
- لماذا لا يتعاطف العالم مع الإستشهادي الفلسطيني؟
- لمن يكره الفلسطينيين: حلوا عنا


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟