أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية














المزيد.....

النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية


جاسم الصغير

الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعد النظرة الشمولية الكلية احدى اسوأ العلامات التي تؤثر في رؤية الانسان للظواهر وللمجتمع لانها تتصف بالكليانية وبالغاء الاخر وغالبا ما اتصفت انظمة وسلطات بهذه الصفة مما ولد لديها مع مرور الوقت ضيق افق في الرؤية وانعدام في الاستراتيجية التي على اساسها ترسم نسق حركتها للمستقبل ولقد رأينا في مجمل التاريخ الانساني في امبراطوريات وللسلطات اتصفت والتصقت بها هذا الداء وظهر هذا جليا في مرحلة اوربا في العصر الوسيط وهيمنة الكنيسة على مجمل شؤون الحياة وايضا في عصر هيمنة الاقطاع بنظرته المحدودة فاصبح عائقا امام تقدم الحياة واستمر الحال مع الحكومات التي هيمنت على الاوضاع في اوربا وغيرها مثل الحكومات التي ظهرت في المانيا في عهد هتلر النازي او او ايطاليا في عهد موسوليني الفاشي وايضا في جمهوريات الاتحاد السوفيتي بكل مراحله والحقيقة جاءفي المصطلحات السياسية ارتبط ظهور مصطلح النظام الشمولي بصدور الكتاب الشهير للجنرال لوديندون بعنوان (العهد الشمولي) عام 1935 وفيما بعد شاع استخدام المصطلح لوصف النظم السياسة في المانيا النازية وايطاليا الفاشستية الاتحاد السوفيتي عام 1917 ودول شرق اوربا بعد الحرب العالمية الثانية وتميز النظام الشمولي بثلاث خصائص رئيسية وهي وجود أيديولوجية شمولية ووجد حزب وحيد يلتزم بهذه الايديولوجية ويهيمن عليه عادة شخص واحد ووجود نظام للترهيب والترغيب قوامه اجهزة بوليس سري عالية الكفاءة وهيمنة على وسائل الاتصال الجماهيري وكافة المؤسسات الاقتصادية والاجتماعية ويذهب برزيزكي الى ان النظام الشمولي يهيمن على قمة الامور فيه قيادة مركزية لتنظيم نخبوي ويرى جوان لينز ان النظام السياسي يكون شموليا اذا توافرت فيه السمات الاتية وجود مركز واحد لصنع القرار تستمد منه مختلف المؤسسات او الجماعات شرعيتها فالسلطة مركزة في ايدي الزعيم ومعاونيه مما يؤدي بالضرورة الى الحد من استقلال او ذاتية التوجهات والافكار ذات النزعة الرافضة للشمولية المبكرة وايضا في الحديث عن دور الزعيم الاوحد المهيمن والمعبود وأيديولوجية رسمية تعتنقها النخبة الحاكمة والحزب الوحيد وتتخذها ركيزة لسياسات الدولة داخليا وخارجيا هذه الايديولوجية ليست مجرد برنامج او منهج عمل ولكنها اطار فكري ومتكامل ومتبلور يحدد الغاية النهائية للمجتمع ويحوي رؤى معينة لسياسة والاقتصاد والحياة والكون هذه الايديولوجية تعمد الدولة الى بثها في اذهان المواطنين عن طريق الحزب والمنظمات الجماهيرية ومؤسسات التعليم والاعلام والثقافة ووجود حزب منظم تنظيم تراتبيا تتداخل اختصاصاته مع اختصاصات الهيئة الحكومية ويهيمن على كافة المنظمات الوسيطة للمجتمع كالنقابات وعلى اجهزة الاعلام وانصهار الحواجز بين الدولة والمجتمع والعواصم او ضيق المجال الخاص مع تسيد المجال العام فجهاز الدولة يتخلل في المجتمع ويسيطر على كافة القوى والانشطة ويخضع المجتمع لعملية تسيس شاملة من خلال الحزب والمنظمات الجماهيرية واستخدام الارهاب او الرعب على نطاق واسع وبصورة تحكمية على نحو ما يتجلى في معسكرات الاعتقال وحركات التطهير والمحاكمات الصورية وعمليات العقاب الجماعي للمناطق او القوميات او الجماعات التي تشق عصى الطاعة على السلطة وتلك هي ابرز ملامح النظام الشمولي الذي تتمثل اوضح تطبيقاته في النظام النازي في المانيا والنظام الفاشستي في ايطاليا ولا يفوتنا هنا ان نذكر مدى تطابق ملامح النظام الشمولي مع ملامح البعث الفاشستي الذي اذاق الامة الهوان على يد طاغية العصر صدام وازلامه وادى بالامة الى كارثة كبيرة بفضل حماقاتهم والان وبعد ان تحررنا من هذا النظام اتمنى للعراق والعراقيين وبمختلف مشاربهم الفكرية وانتماءاتهم الوطنية ان يعيشوا حياة آمنة وسعيدة في ظل نظام ديمقراطي يوفر لابناءه الامن والحرية والتقدم والازدهار ويجعلهم يفتخرون بانتماءهم له وبكل قناعة لان البلد الذي لا يوفر لابناءة هذه المزايا والخدمات لا يستحق ان يفاخر الانسان بانتماءه له والحقيقة ان العراق ومنذ فجر التاريخ هو معروف بحبه لابناءه ومن كل القوميات التي سكنت ارضه ويسمى بارض السواد من كثرة خيراته لهذا هو يستحق الاعتزاز ولكن الذي حصل سابقا ان الطغم الحاكمة ارادت تمزيق نسيج الشعب ولكن خاب فالهم فذهبوا الى مزبلة التاريخ وبقى العراق وشعبه شامخين راقعي الرؤوس وهذه هي منزلتهم دائما.



#جاسم_الصغير (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل انزوى الأدب المعاصر بعيداً عن الاحتجاج والتمرد والتعبئة ؟
- الدستورية نزعة حضارية وصمام امان للمجتمع وصلته بالدولة
- الاعلام العربي … الواقع والتحديات؟
- شعبنا العراقي ليس مختبر تجارب لاستراتيجياتكم أيها السادة
- المجتمع العراقي المعاصر والارهاب ثقافة دخيلة ونزعة غيبة
- العملية السياسية والمخاض الدستوري ونصف الكأس المملوء
- شعراء مدح الحاكم تقليد ارجو ان ينتهي
- الحياة البرلمانية الدستورية ممارسة حضارية
- الهوية العراقية بين الضرورة الوطنيةوالتجاذبات مع الهويات الف ...
- الديمقراطية- الدولةإنعدام التبلور الموضوعي الداخلي وضعف التأ ...
- ....هل عرفنا نظام الدولة حقاًخارج الاطر المككيافيلية
- ديمقراطية ومؤسسات.. أم.. تكتلات ومراكز قوى
- أحزمة البؤس والديمقراطيةعلاقة تفاعل ام تنافر
- المرأة والرجل معا في بناء المجتمع الديمقراطي
- شعب من اجل الديمقراطية ام ديمقراطية من اجل الشعب
- من افرازات ثقافة الديكتاتورية البغيضةجماهير متماهية ونزعات د ...
- الخطاب الليبرالي العربي تبعية فكرية ام خشبة خلاص
- لماذا لم ينجح العرب في تشكيل مجموعة اقتصادية قوية
- حتى لاتتكرر تجربة وأد واجهاض الديمقراطية
- اصلاح المناهج التعليمية وتغيير الأطر الفكريةهو السبيل لاجتثا ...


المزيد.....




- لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء ...
- خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت ...
- # اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
- بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
- لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
- واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك ...
- البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد ...
- ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
- الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
- المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5 ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الصغير - النظم الشوفينية السمات والملامح والسياسات الشوفينية