مشعل يسار
كاتب وباحث ومترجم وشاعر
(M.yammine)
الحوار المتمدن-العدد: 5741 - 2017 / 12 / 28 - 02:31
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
"سيريزا" روسيا تدعم رأس المال!
ردا على دعوة زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف وزعيم "الجبهة اليسارية" أودالتسوف لتوحيد المعارضة بكل أطيافها حول مرشح الحزب الشيوعي رجل الأعمال غرودينين؟!!! على خلفية رفض اللجنة الانتخابية المركزية ترشيح عاملة عن الجبهة العمالية المتحدة "روت فرونت" التي يقودها ويساندها حزب العمال الشيوعي الروسي، الحزب الأمين للماركسية اللينينية والنهج الثوري وصولاً إلى الاشتراكية، صرح الأمين الأول للحزب المذكور فيكتور تولكين بالقول:
من الممكن طبعاً حشد كل ما يسمى المعارضة الشعبية الوطنية من أجل مد يد العون لبوتين. وهو ما يفعله غرودينين بالفعل. وألحظ هنا أن هذه ليست المرة الأولى التي يفعل فيها هذا. ففي عام 2000، كان غرودينين أصلاً مؤيداً لبوتين في الانتخابات الرئاسية في روسيا. وقد كانت تلك الانتخابات هي الأولى بالنسبة إلى بوتين، فشكلت بالتالي خيارا صعباً عليه. وقد سجل بوتين آنذاك تفوقا بنسبة 53٪ فقط، فيما حصل زوغانوف على نسبة 29.3٪. بعد ذلك، تحول غرودينين لمدة خمسة عشر عاما إلى حزب "روسيا الموحدة" وهو الحزب الحاكم، وعمل جنبا إلى جنب مع حزب جيرينوفسكي الليبرالي الديمقراطي الشوفيني النزعة، وها هو اليوم يترشح عن الحزب الشيوعي. ومرة أخرى يساعد بوتين على تصوير الانتخابات وكأنها انتخابات نزيهة وذات بدائل. ليس هناك من جديد. فخط الحزب الشيوعي الروسي معروف، وهو تحوّل إلى حد بعيد إلى اليمين. وليس يهمه بأي حال نضال الجماهير العاملة نفسها، ناهيك النضال من أجل الاشتراكية. الأمر بالنسبة إليه يتعلق فقط ببعض التحسينات في الرأسمالية. واليوم، صرح المرشح غرودينين على القناة التلفزيونية الأولى في برنامج "من يعش يرَ" للملأ أجمع في كل روسيا: "اذا كانت الحكومة ستوفر لرجال الأعمال الذين أمثلهم ظروف عمل طبيعية، ولن تخنقهم بالضرائب"، فكل شيء سيكون على ما يرام. هذه الأغنية باتت مألوفة، ويؤديها الآن أداء منفردا واحد من أبناء الجيل الأكثر شباباً في الحزب الشيوعي. لكن الجوهر هو نفسه.
نحن لا نزال نذكر كيف أننا في عام 1996 دعمنا زوغانوف في الانتخابات الرئاسية (التي فاز بها في الحقيقة، ولكنه استسلم استسلاماً مخزياً ليلتسين وكان أول من هنأه إذعاناً في صباح اليوم التالي)، وبالنتيجة قررنا اعتماد الصيغة التالية لأنفسنا: هدفنا سيبقى هو نفسه، حتى لو كان الرئيس هو زوغانوف - تنظيم البروليتاريا في طبقة مكافحة. في عام 1996، ساعد زوغانوف يلتسين، وفي عام 2000 ساعد غرودينين بوتين. وقد اتحد اليوم زوغانوف وغرودينين وأودالتسوف ويسعون معا مرة أخرى لمساعدة بوتين. لا شك في أننا لم ولن نتفاجأ. وكفى الناسَ خداع!!!
إعداد م.ي.
#مشعل_يسار (هاشتاغ)
M.yammine#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟