أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صبيحة شبر - التربية والتعليم بين زمنين














المزيد.....

التربية والتعليم بين زمنين


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1476 - 2006 / 3 / 1 - 11:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


قبل ما يقرب من ثلاثة عقود ، كان التعليم مرافقا للتربية ، تحرص وزارة التربية والتعليم على غرس القيم السامية ، تعليم الطلاب المباديء الجميلة والمثل العالية التي تمجد الإنسان ، وتجعله يديم النضال من اجل حياة أفضل أكثر جمالا وبهاء ، كان المعلمون يحرصون على بناء الإنسان الحريص على كرامته ، الذي يحترم غيره ، يضحي من اجل المباديء الإنسانية التي جاءت بها الأديان والقوانين المختلفة ، وتدعو الى تأصيل قيم الكرامة والعدالة والحق والنضال ، واحترام العمل وتقدير العاملين المخلصين ، المتصفين بالضمير اليقظ والسيرة الناصعة الجميلة ، التي لا يعكرها أي من الأمور المشينة ، كان المعلم وأولياء الأمور حريصين على تنشئة أولاد وبنات ،، يحسنون القيام بواجبهم خير قيام ، يعرفون ما هي حقوقهم ، ومستعدين تمام الاستعداد للنضال المستمر والطويل من اجل استرجاع حقوقهم اذا ما اعتدى عليها معتد ، كان الطفل ومنذ سني الابتدائية يعلم ويربى كيف يكون إنسانا محترما ، يحترم الناس ويقدرهم ويكتسب احترامهم وتقديرهم ، لما يتصف به من صفات تدعو الى الاحترام والتقدير ، لم يكن الطفل يعرض للعقاب البدني بلا سبب قوي يدعو الى العقاب ، كما كان الحرص موجودا على عدم إسماع الطفل الكلمات القاسية التي تشعره انه قليل الأهمية وان بامكان احد من الناس ان يهينه او يسمعه الكلام العنيف او يعرضه للعقاب القاسي ، كان المعلمون يستنكرون القسوة المبالغ بها والتي يقوم بها بعض المدراء ، ويأتي أولياء الأمور الى المدرسة مستنكرين،، مو قف المدير ،، ان تعرض ابنهم الى عقاب قاسي دون وجود الأسباب ،الداعية الى ذلك العقاب ، في مدارس البنات كان العقاب شبه معدوم ان كانت الطالبة حريصة على دروسها مواظبة على الدوام ، فلماذا تتعرض للعقاب وهي تطيع القوانين وتؤدي ما عليها من واجبات ، وتكون في طليعة الناجحين والمتفوقين وتحرز اعلى الدرجات ، ويعاملها الجميع باحترام وتقدير ،
الآن بعد توالي السنين وبدلا من تحسين الأحوال وبذر زهور احترام الإنسان في نفوس الطلاب ، نجد ميلا الى تغليب العقاب القاسي في علاج التأخر الدراسي او الجنوح الذي نلاحظه على بعض الطلاب في فترة محددة من سني دراستهم الطويلة ، ولم يقتصر العقاب البدني ،، وإسماع الطلاب الكلمات القاسية ، المهينة ، على طلاب المرحلة الابتدائية فقط ،،والذين يرى بعض علماء التربية ،، أنهم بحاجة الى أنواع من العقاب قد لا يكون العقاب البدني احدها ، أصبحنا نجد من يتفاخر ،، انه ضرب طالبة في الجامعة ،، وعلى مراى من زملائها الطلاب ، ولم يراع أصول المعاملة ، وضرورة تعويد الطلاب على الاحترام المتبادل ،
لقد اعتاد النظام السابق ، على استعمال العنف ، ، وسيلة وحيدة للتفاهم مع الناس ، وكان يغتال عنوة من يعارضه ، او بمعنى اصح من لايجد لديه ،تأييدا لسياساته السلبية المنكرة ، ولان المعلمين قد نالهم الشيء ، الكثير جراء السياسة العدوانية التي انتهجها النظام ، فقد أرغم الكثيرون منهم على الانتماء الى حزب البعث مع أنهم لا يوافقون على مبادئه ، وهذا الإجبار انعكس سلبا على طريقة معاملة المعلمين لطلابهم ، وبدلا من سياسة التفاهم والاحترام ، التي كانت سائدة في العقود الماضية ،تدهور الوضع وساءت السياسة التعليمية وبدلا من بناء الإنسان ، ذي الشخصية السوية ، الواثقة من نفسها المتطلعة الى المستقبل السعيد ، والمجتهدة لتحقيق طموحاتها ، نجد الشخصية السلبية المنطوية على نفسها والتي ترى الحياة بمنظار اسود ، لأنها لم تنل حقها ،من الفهم والعناية والتقدير ، وإنما تعرضت الى عقاب قاس لا مبرر له والى كلمات نابية يجب على المعلم ان ينأى بنفسه عن إسماعها لطلابه
علينا ان نبني الشخصية السليمة القادرة على مواجهة الصعاب والتغلب عليها مهما كانت ، وهذا لايتم ،، الا بغرس بذور الاحترام ،، والتقدير في نفوس الناشئة لذواتهم أولا ،،ثم لأبناء وبنات شعبهم ،، والتخلي عن تلك النظرة المتشائمة التي تعلن وبإصرار إننا مجتمع محكوم علينا ان نكون متأخرين متناحرين ، كل منا يسعى الى سلب الآخرين ما يملكون
بناء الإنسان الجديد يبدأ من المدرسة ويكون بالتعاون بينها وبين البيت لتربية جيل قوي ، يتحدى الصعاب ،، يؤمن ان الغد لابد ان يكون أفضل من اليوم وانه علينا ان نتقدم الى الأمام لا ان نتقهقر الى الخلف



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اهدي نفسي باقة ورد
- هل تغير الحال ؟
- امراض في بلادي
- شعور عارض
- ايها المعدمون : ضاعت أحلامكم
- حرية النساء
- لماذا لا يحترم الرجل العربي المرأة ؟
- حياة
- مفهوم جديد في الزواج
- المعلم : قصة قصيرة
- تحية الى العام الجديد
- يوم في حياة امرأة
- مقابر
- كلام في كلام
- يافقراء العالم اتحدوا
- الحرية الشخصية والدين
- مسيرة الحوار المتمدن
- اختي مريضة بالعراق
- أرق ونحيب مكتوم
- حقوق المرأة الأم


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - صبيحة شبر - التربية والتعليم بين زمنين