أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محسن صابط الجيلاوي - مُحمًّد مظلُوم - دائِماً ثمَّتَ بَرَاْبِرَة...!














المزيد.....

مُحمًّد مظلُوم - دائِماً ثمَّتَ بَرَاْبِرَة...!


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 10:23
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


مُحمًّد مظلُوم ( دائِماً ثمَّتَ بَرَاْبِرَة...! )
يَختطفُونَ اللَّيْلَ من هُبُوْبِهِمْ
وَيُهْزَمُونَ داْئِماً
( إسكندر البرابرة ) تلك هي المجموعة الجديدة في شعرية محمد مظلوم المتدفقة بذلك الجديد وبذلك العطاء المتصاعد في روعة الصنعة وفي جدلها المثير بالجمال وبالنقاش معاً...فالشاعر لازال يفتش ويتعلم ويبحث باجتهاد عن ذلك النقش الذي يجعلنا نقف ونتأمل، تلك هي أبجديات مهمة لخلق أو ولادة أي شاعر مؤثر...فالشعرية العراقية كانت دوما رحبة تفتح أبوابها للإبداع الحق متيحة لذلك التوارث الجيلي إن صح التعبير أن ينمو ويتواصل ويتوالد...تلك هي ميزة وطن يبدو أن الشعر الجدار الوحيد والأخير الذي يقف وسط انهيار كامل لكل شيء...
قراءة إسكندر البرابرة تبدو لي( نخبوية ) لأنها مسكونة بالتاريخ وبالأسماء وبالأطلال لكنها في الوقت نفسه في متناول القارئ البسيط لأنها تمتلك حرارة الصدق والعذوبة وروحية النشيد المُعبِر...شعر فيه شيء من التعقيد السلس الذي يتيح للحاضر وللمستقبل أن يستفز ماضيه لكي تولد صورة متكاملة تحاكي حالتنا الراهنة وعن لوحة شعرية وتقنية ذات معنى وشكل متطابق في لغة أراد أن يخنقها البرابرة...تلك هي الدهشة التي أراد أن يصدمنا ويستنزفنا بها الشاعر عبر ملحمية عن كامل تاريخنا وحياتنا وأثرنا وإرثنا الثقافي..، عبر جدلية إعادة تركيب موروثنا الشعري والجمالي بصيغة فيها ذلك التداخل المؤسس على رؤيا فكرية تستمد أديمها بذلك المتكرر من مأساة عراقية متواصلة في راهنية تبدو عصية على نهاية ماثلة...!!!

يأتي الحريق
وتختفي روما
ويلمع من جديد في الظلام خرابها:
حُرية وبرابرة..
.....
ويقول:-
والذين تعانقوا في المقابر دون معرفة سابقة!
فحرثوا السبخة بكيمياء هياكلهم !
غدا تحت سماء واحدة ووحيدة،
على تراب أرض لا يعرفوها !
كلهم سيتساءلون:
متى يأتي البرابرة؟
كان لمحمد مظلوم أن يسمى مجموعته ( البرابرة ) فقط، لكن وجود إسكندر اصطفاه القوم ( البرابرة ) هي حكاية مشروع هذا القادم، التاريخ يتكرر دائما ومعه تلك الإشكالية الأبدية عن طموحات الغازي من مغول وتتار حتى إسكندر مختلف حيث بقايا أطلال ومدن كدلالات عن ثقافة ومسعى تخلفه دائما إرادة السيف والقوة ووشم المنتصر..أحيانا وصول البرابرة مشروع يستمد من واقعنا..هناك في لحظة تاريخية سيئة تتطابق الحرية الآنية ( أو محاولة الشعور بها للحظية فارقة ) مع استبداد قادم ومع كرامة وطنية مهدورة...ذلك هو المأساوي في كامل تاريخ أرض السواد.. خيول وبشر مختلفون داسوا على رؤوسنا وغابوا..مع ذلك هناك دائما ثمة برابرة في الطريق ، السؤال متى ينتهي ذلك.؟!! تلك هي أجواء قصائد محمد مظلوم، الذي يضيف لجو القصيدة المشحون بالأسى والانكسارات شيء من روحه، من روح الشعر النبيل...!!
( وها أنا
أموت بعدوى أعدائي
الميتين لا بجيوشهم ! )
أو
( ما بين قلاع المحتل وإرث الدكتاتور
رصيفُ بلادٍ ظلًّ لنا.
ما بين طوائف أزمنة عمياء
وجيوش تسبقها الغربان
وقف الشاعرُ منفرداً أجمل مَنْ كانْ !
إن استخدام الرمز والتاريخ والأسماء لا تشكل عند محمد مظلوم هدفا لإشاعة جو الرمزية، بل هي محطات إضاءة مركبة بعناية لتعيد ترتيب قصيدة ( ملحمية )واثقة في تشخيص ( حال الدنيا ) دون أن تحط من التألق الشعري الحاضر في وحدة متكاملة في كامل قصائد المجموعة، تلك ميزة يتميز بها الشاعر( مظلوم ) وسط قلة تراعي الإبداع الحقيقي في راهنية شعرية عراقية جديدة..!
ففي قصيدة ( وباء المقدوني ) تكثيف شديد للماضي والحاضر وتلك الدورة المستمرة عبر استخدام الرموز التاريخية لتعميق دلالات الصورة الشعرية..
السماء متراجعة
بعد أن انتهى كُل شيء
أرض معركة ببيارق ممزقة
وأجساد مكبوبة على الوجوه،
كما الحسين
أو أًنكيدو
أو قتلى حروب العراق
ديوان محمد مظلوم يندرج تحت ثلاث عناوين: وُجُوهُ البرابرة، الموجزُ الإغريقي، عظام من أرض الإِمام، وتحت كل باب مجموعة من القصائد، جميعها تشترك في هم واحد عبر تلك الصور التي تحاول أن توصف واقعا تراجيديا غائرا في العمق والبعد الزماني عبر استحضار دلالاته العميقة( تاريخا وفكرا وتكرارا ) بإيضاح شعري دقيق ومتوازن، ناجحا إلى حد كبير في صياغة لوحة مكثفة لإشكاليات وتراجيديا واقعنا الراهن..!!
نعم يُقتل الناس اليوم ويمزق مُلكهم فاليوم أشد تعاسة من البارحة تلك هي دورة الظلم في مدن الشاعر، لقد تجاوز محمد مظلوم عبر دواوينه التجريب الأولي إلى تجريب آخر يحمل صوت خاص ومؤثر في بلورة روح قصيدة تنتمي لذلك الإرث العظيم للشعر العراقي... فالعراق يبقى ثقافة ووطن وحضارة ( ودائما ثمة برابرة )..تلك هي دورة المأساة في حضرة الشاعر الذي يرى ويحترق بالكلمات المليئة بالدهشة المفتوحة على جروحنا الغائرة بعيدا.... يستنهضنا لنقاوم، ولكي( تبقى الشرفة مفتوحة ) على عراق باقٍ وعصي أرضاً وإنساناً سينهض حتما رغم أنف الطغاة وجبروت الغزاة..!!!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصائغ مأساة وطن ولحظة مكثفة لمستقبل قاتم...!
- الحزب الشيوعي والتحالفات الجديدة (وفرارية) الأيام الصعبة...!
- الدكتاتور الذي لازال يحكمنا
- جلال الطالباني: رجل الحروب الكثيرة – الجعفري هدف طازج
- جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي
- تقييمات وتقسيمات حكومة الجعفري لشهداء العراق...!
- تبرعات كارثة جسر الأئمة بين الطريقة والنوايا...!
- قيامة عراقية
- من وحي نقاش جميل على غرفة الكتاب والمثقفين على شبكة البالتال ...
- من هنا وهناك..!
- مدافع آيات الله *
- تحية لشعبنا البطل في مدينة- السماوة
- نعم دوائر انتخابية متعددة على قاعدة المحافظات، لا لدائرة انت ...
- حالة اللاعب علي أحمد الديوان، حالة وطن ودولة بائسة
- قراءة أولية في مسودة الدستور العراقي
- العوامل الدولية والإقليمية وحقوق الشعب الكردي العادلة – بين ...
- البصرة تسرقها العمائم( الفضيلة )وغير (الفضيلة)
- القوى الدينية...والخطر القادم
- مَنْ يكتب الدستور..؟؟؟
- تعليق


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - محسن صابط الجيلاوي - مُحمًّد مظلُوم - دائِماً ثمَّتَ بَرَاْبِرَة...!