أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصعب عيسي - مصطلحي(العدالة-المشروعية) محاولة قراءة للعنف الديني(1)














المزيد.....

مصطلحي(العدالة-المشروعية) محاولة قراءة للعنف الديني(1)


مصعب عيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5739 - 2017 / 12 / 26 - 01:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


العنف) كلمة لها معاني كثيرة اذا ما اردنا تعريفها اصطلاحيا لذا حاولنا اختيار تعريف يكون شاملا ومن ثم يخرج عن موضوعنا، فالعنف هو "اي ضرر قد يلحق بالآخرين سواء كان جسديا او معنويا"[1] لكن(العنف) الذي نحاول معرفتة في هذا السياق الاصطلاح المخصوص هو (العنف الديني) وهنا لا بد ان نتسأل اولا، لماذا العنف دايما ما يرتبط بالدين ؟
العنف لغة يرتبط بالشدة والقسوة، فالرجل العانف من اخذ غيرة بشدة، والعنيف (صفة تشبيهة) تدل علي تواصل عنف العانف[2] وتحولة الي سلوك اجتماعي مشروع، وعلي هذا الاساس فالعنف كلمة مضادة "للرفق والسماحة والحلم" ونلاحظ ان لهذة المصطلحات خلفيات دينية في الكتاب الاسلامي(القرآن) والذي تقول الجماعات الإسلامية انها تؤمن بة، مما يعني تناقض العنف مع روح الوحي الذي يدعو في اكثر من موضع الي الرفق بمختلف اشكالة.
نخلص من هذا، ان العنف هو كل فعل يخالف طبيعة الشئ ويفرض علية، ومن غير المعقول ان نحاول تغيير الافراد والمجتمعات بالقهر دون مراعاة الجانب الثقافي والنفسي، فكل مجتمع لة نمط حياة خاص وتاريخ مختلف، فمن التعسف ان تفكر جماعة ما من الجماعات بإستبدال المجتمعات بمجتمعات اخري افتراضية تحاول ان ترسم ملامحها من خلال ايدولوجيتها الضيقة.
ان من اهم المفاهيم التأسيسية في الثقافة الإسلامية هما مفهومي (العدالة والشرعية) فالعنف الجائز لا يستجيب الي مقومات العدل كما اقرها التشريع الاسلامي ذاتة، وليس من العدل في شئ ان نكره الناس علي تغيير معتقداتهم وتقاليدهم، لذا ارتبط العنف بالعدل وآليات تحقيقة، لذلك رفضت كل الثقافات البشرية العنف الخارج عن العدالة ومقومات تحقيقها، وبناء علي ما سبق عرف ابن خلدون العنف بانة"الإستخدام الغير عادل للقوة" او"الإستخدام الغير شرعي للقوة"[4] للإضرار الكبيرة التي يلحقها بالافراد والجماعات، ونجد إنفسنا امام مصطلحي (العدالة والشرعية)وتضطرب عندنا المعاني والدلالات بسبب إستخدام هذة المصطلحات في سياقات متباينة ومتناقضة في بعض الاحيان، ومن المفارقات الغريبة ان هذة الجماعات تخرب وتقتل وتتدعي انها تمثل العدالة والشرعية، فحرق الناس وهم احياء وذبح الاسري من الوريد الا الوريد، كل ذلك يمثل عند هذة الجماعات عدالة الله في الارض، وكل الحكومات والجماعات الاخري، تعتبر خارجة عن الملة وتمثل الطاغوت بكل اشكالة، ولا علاقة لها بالدين الصحيح، لذا يجوز قتلهم وإبادتهم وقتل كل من يسكت عن ظلمهم وفسادهم.
ان هذة الذهنية تعكس عن حالة مرضية خطيرة يتحول اصحابها الي كائنات عدوانية شرسة تعلن الحرب علي الجميع، وتري انها الفرقة الوحيدة الناجية من جميع الفرق الدينية والمذهبية والسياسية والفكرية، وان يعترف بشرعيتها والا ستمارس ضدة كل انواع العنف والترهيب، ولكي نفهم العدالة والمشروعية في سياق(العنف الديني) لا بد ان نقف علي خلفيات هذا الفكر الذي يتبناها ويجلها من وجها لة، اذ تعتقد الجماعات الإسلامية والكثير من المسلمين ان الدين (احكام وفروع) وبقدر تطبيق هذة الاحكام والفروع تحقق العدالة وتحقق المشروعية، ويقوم هذا الطرح علي مغالطات كبري حفظها العقل الجمعي الاسلامي وتناقلتها الاجيال جيلا بعد جيل دون تمحيص او مراجعه، وهناك من علماء المقاصد في الشريعة الاسلامية من تنبه لنقطة في غاية الأهمية وهي الوعي بأهمية مقاصد الدين وإرتباطها بالمصالح المرسلة، فالعدالة ليست سوي دفع المفاسد وتحقيق مصالح الناس والحفاظ علي ارواحهم وممتلكاتهم، اي ان العدالة بحسب مقاصد الشرع تعني معاملة الناس بحسب أفعالهم وليس بحسب انتماءاتهم وخلفياتهم، ويتحقق العدل حينما يصبح لكل فرد الحق التعبير عن معتقداتة والتعبير عنها كيفما شاء،فالعدالة هي ان نبعد الضرر المادي والمعنوي عن الناس وان نجلب الأمان وليس الخوف والاحتقان، والشرعية كذلك لا انفصل عن مفهوم العدالة، فالحاكم الشرعي ليس من يرفع شعار تطبيق شريعة(الفروع)بل من جعل مقاصد غاية يسعي لتحقيقها، فالشرعية في نهاية المطاف ان تحقق العدالة في المجتمع، والمؤسف حقيقة ان نتحدث عن شرعية تفجر المصلين في المساجد والاماكن العامة، وتتلذذ بقتل الناس وحرقهم احياء، ومن، ومن السخف ان يتبني الشرعية من يدخل الرعب في قلوب البشر ويحرمهم من نعمة الامن والسلم.
وختاما، يمكننا ان نلاحظ ان العنف سلوك(هجين) ترفضة كل الحضارات، ويتناقض ما طبيعة الكائن البشري التي تجنح دوما نحو العمران والاستقرار[5] حسب ما عبر عنة ابن خلدون، فالعنف ليس سوي إستخداما مبالغا فية للقوة الخارجة عن العدالة والشرعية، وقد يمارس العنف فرد او جماعة او مؤسسة او حكومة، وهو يأخذ عدة اشكال منها ما هو مادي كالضرب (التعنيف) والقتل والحرق، ومنة ما هو مادي(معنوي) كالسب والشتم والتهكم والتشهيير… الخ، كما ان مصطلح (العنف) ارتبط دلاليا بمصطلحات اخري كالجهاد، الثورة،النضال،التغيير،الانقلاب .الخ، فما نراه نحن عنفا قد يراه غيرنا تورة او مقاومة، وهنا لا بد من تحديد المصطلحات وضبط دلالالتها.












المراجع: -


1- لسان العرب لابن منظور: عنفة اخذة بشدة، وعنف الرجل كان قاسيا فهو عننيف، ص247
2-لسان العرب، المرجع نفسة، ص248
3- امارتيا صن، جميل صليبا ، المعجم الفلسفي، ص32
4-المقدمة، ابن خلدون، ص85



#مصعب_عيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في ذكري الاستقلال.السودان الي اين؟
- العلمانية وسؤال الدين في مجتمعاتنا


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصعب عيسي - مصطلحي(العدالة-المشروعية) محاولة قراءة للعنف الديني(1)