هلوسات حول النيابة والصحافة

شمس الدين العجلاني

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 09:30
المحور: الصحافة والاعلام
    

جمعتني الصدفة منذ أيام مع شله من الأصدقاء من أعضاء مجلس الشعب والزملاء الصحفيين ، وتبارى كل منهم بسيل من الاتهامات للطرف الأخر ، وبأن الصحفي له الحيز الأكبر من الحرية ، بينما يدعي الطرف الأخر بأنه يملك السلطة والحرية فهو يشرع ويحاسب وليس عليه قيد أو شرط . .. وانفض اللقاء ، وعدت أدراجي إلى المنزل وأصداء الحديث لم يزل في مخيلتي .. ترى ايهما على حق الصحفي أم عضو مجلس الشعب .. ؟ و ما هو الفرق بينهما .؟ وخطرت ببالي تداعيات وهلوسات لست مسؤولا عنها أمام الله وأمامكم ، إنما أحببت أن أشاطركم الحديث من باب الفضول وكثره الحكي .. ؟ فأقول إن النيابة والصحافة إنما هما فرعان من اصل واحد .؟ وقد يتفوق الصحفي على النائب في موضع ، أو يتفوق النائب على الصحفي في موضع أخر ،واغلب الأحيان يجتمعان .؟
الصحفي هو نائب دائم عن الشعب يتكلم في كل يوم من فوق منبر جريدته منتقدا الحكومة ( ما عاذ الله ) أو متحدثا عن آلام وآمال المواطنين ،بينما عضو مجلس الشعب فيتحدث في أوقات معينه ولا يجوز له الكلام إلا إذا أذن له رئيس المجلس وإذا تكلم بدون إذن فلرئيس المجلس الحق بمنعه من الكلام .الصحفي يتكلم المدة التي يريد ، بينما عضو مجلس الشعب يتكلم فقط لدقائق معدودة وحسب المؤقت الزمني الجاهز دائما . وأيضا الصحفي يوجه في زاويته اليومية آلاف من الأسئلة للحكومة مجتمعه أو منفردة, معلله أو غير معلله ،مبررة أو غير مبرره .. بينما عضو مجلس الشعب لا يستطيع إلا أن يكون مرتبا منمقا فهو يوجه أسئلته عن طريق رئيس المجلس ، ويجب أن يكون سؤاله موجزا خاليا من التعليق والجدل ومجرد استفهام عن أمر يجهله أو رغبه في التأكد من حصول واقعه أو استعلامه عن نية الحكومة في أمر ما ، ولا يجوز أن توجه أكثر من عشرة أسئلة شفهية في الجلسة الواحدة ، ويسمح للنائب بالتكلم المدة التي يريد مره واحده في السنة عند مناقشه الموازنة العامة للدولة وقطع الحسابات..والصحفي يتكلم في الوقت الذي يريد و الصحفي يتكلم كيفما يشاء ( شرقي غربي ) ويخلط الحابل بالنابل ، بينما عضو مجلس الشعب فكلامه موزون ولا يجوز له التكلم إلا وقوفا ولا يقاطع مطلقا وتسجل طلبات الإذن بالكلام للسادة أعضاء البرلمان بالدور ولا يجوز للعضو أن يكرر أقوال زملائه ( ينقل منهم ) ولا يجوز له الخروج عن الموضوع المطروح للبحث ، والنائب يتكلم فقط إذا سمح له رئيس المجلس000
و يلتزم الصحفي في كل ما يكتب بهدي من ضميره وشرفه ، ويلتزم النائب أيضا في كل ما يقوله بهدي من شرفه وضميره ، و يتفوق النائب على الصحفي بميزة السيارة ، بينما يتمتع الصحفي بميزة المشي سيرا على الأقدام والصحفي المدلل له سيارة ولاصقه على الزجاج الأمامي والخلفي للسيارة تنبىء على أهميته وثمنها من اتحاد الصحفيين 500 ل . س ، بينما اللاصقة مجانا للسادة النواب .. ويبقى المهم والاهم أن عضو مجلس الشعب لا يسأل جزائيا أو مدنيا بسبب الوقائع التي يوردها أو الآراء التي يبديها ، ولا يجوز اتخاذ أي أجراء جزائي ضده إلا بموافقة مجلس الشعب ضمن إجراءات معينه ، بينما الصحفي فهو ولله الحمد يمكن أن .....؟ ( والبقية عندكم ) لان الصحفي في بلدي يمشي ضمن حقل ألغام , ولا يعرف المسموح من المحظور 00؟ ف (الصحفي الذي يحسب لكل كلمة حسابها عندما يكتب عن هذه المؤسسة أو الوزارة أو الإدارة فهو يخشى أن يكون قد وقع في المحظور فيوقفه القانون عند حده الذي لا بد ان نعمل على تغييره وإلغاء المادة التي تقضي في سجن الصحفي )0
وعضو مجلس الشعب يوفد بمهمة رسميه او00 إلى أي بلد في العالم ليناقش شأنا برلمانيا أو يشارك في اجتماع برلماني او000 معززا مكرما , وذلك بمجرد أن يوافق له رئيس المجلس 0 بينما رئيس اتحاد الصحفيين برغم انه مسؤول عن كل صحفي سوري لا يستطيع أن يسافر دون موافقة من 00 ؟ ( أنت لا تستطيع الذهاب إلى مؤتمر دون أن يوقع لك مسؤول فإذا أنت لا تمتلك كنقابة حق إيفاد أي صحفي إلى أي مكان ليأتيك بالمعلومة00؟)0
والصحافة السورية أخفقت خلال أل 35 عاما الماضية إخفاقا مريعا :( وسأقدم جردة حساب في المؤتمر بالإخفاقات الكبيرة والنجاحات المتواضعة التي تحققت والمعوقات التي لم تسمح لنا بالانطلاق للوصول إلى ما نريد)
ويبقى الصحفي والنائب ورئيس اتحاد الصحفيين فروع من شجره المحبة كل منهم يدافع عن الوطن والمواطن بطريقته الخاصة ،وتبقى هذه الكلمات هلوسات صحفي حول النيابة والصحافة ورئيس اتحاد الصحفيين , لا تؤخر أو تقدم00 وأنا لست مسؤولا عنها أمام الله وأمامكم وأمام قانون المطبوعات, وعفى الله عني وعنكم وإنا لله راجعون 0
---------------
ملاحظة: كل ما وضع ضمن قوسين هو حرفيه الكلام لرئيس اتحاد الصحفيين منذ 35 عاما وعضو مجلس الشعب منذ 8 سنوات ولم يزل 0
دمشق في 26-2-2006

#شمس_الدين_العجلاني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات