|
القدس فوق السياسة.....وليست قضية جانبية
راسم عبيدات
الحوار المتمدن-العدد: 5737 - 2017 / 12 / 24 - 14:34
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نعم يجب ان تكون القدس عاصمة العواصم برمزيتها الدينية والوطنية السياسية والتاريخية والحضارية والإنسانية،وان تبقى فوق الخلافات والتجاذبات والمحاور العربية العربية والإسلامية،ونرى بأن تتعرض له القدس في ظل عصر البلطجة الأمريكية، وقرار رئيسها المتصهين ترامب بإعتبارها عاصمة لدولة الإحتلال،أن يحدث صدمة وصحوة كبيرة عند صناع القرار العربي والإسلامي،لتحقيق مصالحات عربية-عربية وعربية - إسلامية،فالإستهداف الأمريكي- الصهيوني،لن يترك أحد،ولذلك نحن ندرك تماماً بأن هناك ضغوط كبيرة مورست وتمارس على القيادتين الأردنية والفلسطينية للتخلي عن مدينة القدس ورعاية الأماكن المقدسة والقبول بأبا ديس عاصمة لكيان فلسطيني هزيل،حيث طلب بعض العرب من القيادتين الأردنية والفلسطينية عدم الذهاب الى قمة التعاون الإسلامي في اسطنبول،او تخفيض تمثيلها في حضور تلك القمة،وكذلك مارست دولاً عربية ضغوطاً كبيرة على الرئيس عباس،للقبول بأبا ديس عاصمة للدولة الفلسطينية،والتخلي عن القدس مقابل إغراءات مادية كبيرة،عشرة مليار دولار امريكي،ولا ننسى ان البعض العربي هذا،يسعى الى سحب الوصاية والرعاية الأردنية عن وللأماكن المقدسة وفي المقدمة منها المسجد الأقصى، وكذلك العمل على تهميش دور الأردن سواء في ما يسمى بصفقة القرن والمفاوضات والملف السوري،وزيادة ازمتها الاقتصادية،بعدم تقديم مساعدات مالية لها،ونحن نتذكر جيداً في هبة باب الإسباط بأن بعض الأطراف العربية أجرت اتصالاتها مع دولة الإحتلال بعيداً عن الأردن،طامحة في رعاية الأماكن المقدسة والأقصى كبديل للرعاية والوصاية الأردنية. القيادتان الفلسطينية والأردنية،بعد التصويت في الجمعية العامة ضد القرار الأمريكي،ستواجهان ضغوطاً كبيرة،فالأردن مهدد بقطع او تخفيض المساعدة المالية الأمريكية عنه،وإمكانية تحوله للوطن البديل بطرد المزيد من اللاجئين الفلسطينيين اليه من أكثر من دولة،وقد عقدت مؤتمرات لهذا الغرض،أشركت فيها شخصيات أردنية ومن أصول أردنية سياسية واكاديمية،والقيادة الفلسطينية، في الوقت التي كانت ترفض فيه مقابلة مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي المتطرف،على خلفية القرار الأمريكي بإعتبار القدس عاصمة لدولة الإحتلال،كانت هناك شخصيات فلسطينية اقتصادية وسياسية،تجري معها الحكومة الأمريكية اتصالات حثيثة،لحثها على تشكيل قيادة بديلة،تقبل بالحل والمشروع الأمريكي،معيدة استنساخ مشروع روابط القرى الذي قبره شعبنا الفلسطيني. ولذلك نرى بأن هناك تطورات جداً خطرة قادمة،مستهدفة الأردن وفلسطين،وبالتالي آن الاوان لكلا الطرفين ضرورة التحرك خارج إطار ما يسمى بالمحور العربي السني المتلفع بالعباءة الأمريكية،فقضية القدس تحتاج الى توحيد كل الجهود العربية والإسلامية،ولذلك نحن ندعم وبقوة،تحرك أردني - فلسطيني نحو تركيا وايران وسوريا والعراق وروسيا والصين،لإيجاد مظلة داعمه لموقفيهما،فيما يتعلق بقضية القدس،وما يحاك من مؤامرات ضدهما،وواضح انها لا تستهدف قضية القدس فقط،بل الأردن وفلسطين في دائرة الإستهداف لمشاريع ومخططات أمريكية - اسرائيلية مشبوهة قادمة. في ذروة المعركة والإشتباك والمواجهة الفلسطينية والعربية والإسلامية والعالمية مع أمريكا ودولة الكيان الصهيوني حول القرار الأمريكي بإعتبار القدس عاصمة لدولة الإحتلإل خرج علينا البعض العربي بتغريدات يريد من خلالها،ان يثبت انه صهيونياً ومكابياً،اكثر من الصهاينة انفسهم،فكأن البعض العربي هذا،نتيجة لحالة الذعر والإنهيار التي يعاني منها،يصل الى مرحلة فقدان التوازن،وتشل قدرته على التفكير،ونحن ندرك بأن هذه الدول،هي مستدخلة لثقافة الهزيمة و"الإستنعاج" في منطقتنا العربية،وهي بتغريداتها ووفودها التطبيعية القادمة للقدس وغزة،تحت مسميات حوار الأديان،والتي إهتمت بامرها جماهيرنا الفلسطينية جيداً،وقالت لها القدس وفلسطين ليستا للبيع،ولا جسور تواصل مع عدو يحتل أرض فلسطين ويهودها،وقدسها لن تتلقح بغير لغة الضاد،ولن تقبل بالتطبيع العربي مع دولة الإحتلال على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني. فقط هي حالة الإنهيار والخوف والجبن،هي من دفعت وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة للقول قبيل التصويت على القرار الفلسطيني المقدم للجمعية العامة،حول إبطال وإلغاء قرار الرئيس الأمريكي بإعتبار القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال،ورفض أي تغيير وتشويه لطابعها التاريخي والقانوني،بأنه يتوجب علينا كعرب ومسلمين تفادي المعارك الجانبية مع واشنطن،والمقصود هنا معركة القدس والأقصى والمقدسات،والرعاية الأردنية والوضعين القانوني والتاريخي للمدينة،والتركزي بدلاً من ذلك على توثيق علاقات ما يسمى بالمحور السني العربي" عرب أمريكا" ،او ما يكنون انفسهم بعرب الإعتدال"الإعتلال" مع أمريكا لمواجهة ومحاربة العدو المشترك ايران،والتي حسب زعمه وزعم غيره من الزعامات والمشيخات الخليجية،تقود الإرهاب وزعزعة الأمن والإستقرار في المنطقة. أن ترتعد فرائصك يا وزير خارجية البحرين،وان لا تريد أن تعمل انت وبلدك لمصلحة فلسطين والقدس والقضايا العربية،فنحن ندرك بأنه ناتج عن عقدة "الإرتعاش" السياسي المستديمة في التعامل مع أمريكا،ونحن ننصحك بان تأخذ شيئا من جينات الشجاعة من قادة العديد من دول أمريكا اللاتينية كموراليس البوليفي وماودرو الفنزويلي،فهؤلاء هم عرب أقحاح من صلب عدنان وقحطان،اما انت وامثالك فنشك في نسبكم وانتماءكم للعروبة.وتغريدتك هذه وقدوم وفد بلادك للقدس وغزة في ذروة الإشتباك والمواجهة العربية – الإسلامية وفي المقدمة منها الفلسطينية والأردنية مع المشروع الأمريكي المهود للقدس والمغير لطابعها القانوني والتاريخي، يجعلنا نضع كثير من علامات الإستفهام والشكوك حول مثل هذا السلوك والتصريحات. أريدك ان تعلم يا معالي وزير البحرين،بان أمريكا ومن قبلها بريطانيا وغيرهما من الدول الإستعمارية،قالت بشكل واضح والتاريخ يعلم،بانه لا صداقات دائمة لديها في المنطقة،بل مصالح دائمة،ولعل قضايا اكراد العراق وقبلهم حلفائها من قادة العديد من الأنظمة العربية،أسدلت عليهم أمريكا الستار ولم تلتفت لمصيرهم،بعد استنفاذ صلاحيتهم،وانت ودولتك،لن تكون بالإستثناء لأمريكا،فمع انتهاء الصلاحية ستجد نفسك على قارعة الطريق. القدس، ليس معركة جانبية يا معالي الوزير... القدس عاصمة العواصم ودرتها وتاجها،وهي كانت وستبقى عربية – إسلامية – مسيحية ... إن كنت لا تكترث لأمرها من منظور ديني أو قومي، فذاك شأنك، ولكن دع غيرك يهتم بأمرها. تاكد تماماً يا معالي الوزير،انت والعديد من العرب الذين يستعجلون التطبيع مع الاحتلال الصهيوني،ويريدون نقله من مرحلة العشق السري الى الزواج العلني وعلى رؤوس الأشهاد،كما يريد رئيس وزراء الإحتلال نتنياهو، فلا القدس، ولا فلسطين، يمكن أن تكونا القربان على مذبح التقرب من واشنطن وكسب ود نتنياهو وبينت وليبرمان ... ومن يريد أن يتصدى لإيران فله ذلك، وثمة حدود مفتوحة معها، وهي على مرمى حجر على أية حال، وليس ثمة من داع لمد اليد إلى حقوق الفلسطينيين ومقدساتهم وعاصمتهم، لتقديمها "أضحية" على مذبح التزلف والتقرب.
القدس المحتلة – فلسطين 24/12/2017 0524533879 [email protected]
#راسم_عبيدات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القدس إنتصاران في عام واحد
-
فلسطينيات فارسات الميدان والإعلام
-
الخير قد ياتي من باطن الشر
-
هل يتجاوز الرئيس ابو مازن -الفيتو- السعودي- المصري ويزور طهر
...
-
إفلاس النظام الرسمي العربي
-
قراءة في قمة إسطنبول...وما هو المطلوب..؟؟
-
ممكنات تحول الهبات الشعبية الى انتفاضة شعبية
-
القدس ستنتصر مرة أخرى
-
امريكا تعلن حرباً شاملة على شعبنا الفلسطيني
-
ما بين -بعبع- نقل السفارة...والإعتراف بالقدس عاصمة لدولة الإ
...
-
فصل كفر عقب ومخيم شعفاط ...مقدمة لفصل بقية القرى المقدسية
-
التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب مشروع سعودي لضرب المقاومة
-
-المتغطي بأمريكا عريان -
-
رسائل اسرائيلية عبر مذبحة مسجد الروضة لمصر
-
دولة بدون دولة....وسلطة بدون سلطة
-
في ذكرى الإستقلال ....هل تحقق الإستقلال...؟؟
-
عرفات لم يكن رقماً عابراً في سفر النضال الوطني الفلسطيني
-
في الذكرى المئوية لوعد بلفور نكباتنا ومآسينا مستمرة
-
هل تنفجر الأوضاع في قطاع غزة...؟؟
-
في القدس الإستيطان مستمر...وبيع ممتلكات الكنيسة متواصل
المزيد.....
-
واشنطن تتهم إيرانيا بالتخطيط لقتل ترامب
-
ترامب يستعين بالكلاب الآلية لتعزيز حمايته (فيديو)
-
الخارجية الإيرانية: اتهام طهران بالسعي لاغتيال مسؤولين أميرك
...
-
تحديث.. فرز الأصوات بين ترامب وهاريس بالارقام والعدد الإجمال
...
-
لقطات دارمية لانفجار مفاجئ لسيارة يتسبب بأضرار بمنازل ومركبا
...
-
كيف نساعد أطفالنا في التغلب على التوتر؟
-
خطة شاملة لوقف ذوبان -نهر يوم القيامة الجليدي-
-
ضفادع تشيرنوبل تتكيف مع الإشعاع دون التأثير على الشيخوخة أو
...
-
ديلي ميل: النظام العالمي الجديد لترامب وخططه
-
مستشار سابق في البنتاغون يؤكد موقف ترامب من زيلينسكي فور نفا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|