أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كيف يكون التوفيق بين حرية العقيدة والتكفير؟















المزيد.....


كيف يكون التوفيق بين حرية العقيدة والتكفير؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5737 - 2017 / 12 / 24 - 14:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



يولد الإنسان وفق قانون الصدفة، فلا يختار جنسه ولا وطنه ولا ديانته. ورغم ذلك فإنّ الأديان تــُـجبره على البقاء فى الدين الذى اعتنقه عن والديه إلى أنْ يموت، ورغم ذلك روّج أصحاب (يسار الإسلام) لمقولة أنّ الإسلام (مع حرية العقيدة) واستشهدوا بآية ((لا إكراه فى الدين)) (البقرة/256) وآية ((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)) (الكهف/29) وآية ((لكم دينكم ولى دين)) (الكافرون/6) وتجاهلوا الآيات التى رسّـختْ أنّ الإيمان الحقيقى لا يكون إلاّ بالإسلام. بل إنّ القرآن كان صريحـًـا عندما نصّ على (إنّ الدين عند الله الإسلام) و((ومن يبتغ غير الإسلام دينــًـا فلن يـُـقبل منه وهو فى الآخرة من الخاسرين)) (آل عمران/19، 85) ليس هذا فقط وإنما البشر الذين عاشوا فى العصور السابقة على الإسلام، كانوا من المسلمين (القصص/53) و(الحج/78) و(النمل/42) و(فـُصلت/33) و(آل عمران/52) و(الأعراف/126) بل إنّ نوح قال ((وأمرتُ أنْ أكون أول المسلمين)) (يونس/72) بينما نفس الآية وبنفس ترتيب الكلمات كانت موجهة للنبى محمد (الزمر/12) وأكثر من ذلك فإنّ القرآن شـدّد على أنه عند الموت ((فلا تموتنّ إلاّ وأنتم مسلمون)) (البقرة/132، وكرّرها فى آل عمران/102)
ثم جاءتْ الأحاديث النبوية (بغض النظرعن موضوع صحة الحديث أو التواتر إلخ) حيث ورد فى المأثور الإسلامى ((مـنْ بـدّل دينه فاقتلوه)) وقال الماوردى ((ومن أقام على ردته ولم يتب، رجلا كان أو امرة وجب قتله. وقال أبوحنيفة : لا أقتل المرأة بالردة، بينما قتل رسول الله بالردة امرأة اسمها (أم رومان) وقد أنذرعلى بن أبى طالب شخصًـا اسمه (العجلى) بالتوبة ثلاثة أيام ثم قتله صبرًا بالسيف. وقال ابن سريج ((يـُـضرب بالخشب حتى يموت، لأنه أبطأ قتلا من السيف.. ولا يـُـدفن فى مقابر المسلمين ولا فى مقابر المشركين ولا يـُـغسّـل. ولا يرث عنه وارث من مسلم أو كافر. وأضاف الماوردى: وقد قاتل أبوبكر مانعى الزكاة (الصحيح مانعى الصدقة) مع تمسكهم بالإسلام، حتى قالوا: والله ما كفرنا بعد إيماننا، ولكن شححنا على أموالنا . فقال عمر لأبى بكر: علام تـُـقاتلهم ورسول الله قال ((أمرتُ أنْ أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ الله، فإذا قالوهاعصموا منى دماءهم إلاّ بحقها)) لم يقتنع أبوبكر فقال لعمر((إلاّ بحقها.. أرأيتَ لو سألوك ترك الصلاة، أو ترك الصيام، أو ترك الحج، وإذن لا تبقى عروة من عرى الإسلام إلاّ انحلتْ. والله لو منعونى عقالا مما أعطوه لرسول الله لقاتلتهم عليه)) استسلم عمر لهذا الكلام وقال ((شرح الله صدرى للذى شرح صدر أبى بكر)) ودافع حارثة ابن سراقة عن أهله الذين رفضوا أداء الصدقة لأبى بكر فقال ((أطعنا رسول الله ما كان بيننا.. فيا عجبـًـا ما بال مُـلك أبى بكر؟ سنمنعكم ما كان فينا بقية.. كرام على العزاء فى ساعة العُـسر)) (الماوردى: الأحكام السلطانية والولايات الدينية- مكتبة ومطبعة الحلبى بمصر- عام1973- من ص55- 58)
ونقل الماوردى عن التراث الإسلامى أنّ رسول الله أمر بقتل ستة عام الفتح ولو تعلقوا بأستار الكعبة. وذكر اسم كل منهم بالتفصيل، وأنّ أحدهم (مقيس بن حباية) قال ((شفى النفس أنْ قد بات بالقاع مسندًا.. يضرج ثوبيه دماء الأخادع.. وأدركتُ ثأرى واضّجعتُ موسدًا.. وكنتُ عن الإسلام أول راجع)) وكان من بين الستة الذين أحلّ الرسول قتلهم (عبدالله بن سعد بن أبى سرح (كاتب الوحى) فإذا قال له الرسول: اكتب : غفور رحيم، كتب عليم حكيم. ثم ارتد فلحق بقريش وقال : إنى أصرف محمدًا حيث شئتُ فنزل فيه قول الله ((ومن قال سأنزل مثل ما أنزل الله)) (الأنعام/93) (المصدر السابق- ص132، 133) مع ملاحظة أنّ هذه الآية تدخل (ضمن مجموعة أسباب النزول)
وعن تارك الصلاة قال ابن حنبل وطائفة من أصحاب الحديث: يصير بتركها كافرًا يـُـقتل بالردة (المصدر السابق- ص222) وعن (صدفة الميلاد) ورد فى المأثور الإسلامى : إذا أسلم الأبوان كان إسلامًـا لصغار أولادهما من ذكور وإناث. بينما اختلف الإمام مالك حيث قال: يكون إسلام الأب إسلامًـا لهم، ولايكون إسلام الأم إسلامًا لهم. ولايكون إسلام الأطفال بأنفسهم إسلامًا ولا ردتهم ردة. بينما قال أبوحنيفة: إسلام الطفل إسلام وردته ردة ولايُـقتل حتى يبلغ (ص137)
000
فإذا كان هذا هو التراث الإسلامى (من قرآن وأحاديث ووقائع) فلماذا يـدّعى (أصحاب تيار يسار الإسلام) أنّ الإسلام مع حرية العقيدة؟ ولماذا اختلفوا عن مثقفى العشرينيات، حيث نشرتْ صحيفة السياسة فى افتتاحيتها (6سبتمبر1925) مقالا قالت فيه إنّ الدستور((كفل للناس حرية الاعتقاد ويـُـبيح لهم بذلك أنْ يرتدوا عن الإسلام من غير أنْ يكون عليهم فى ردتهم حرج)) فغضب الشيخ بخيت، واعتبر أنّ صحيفة السياسة وما ذكرته هو إلحاد، فردّتْ عليه الصحيفة: إنّ هذا القول ظاهر يا مولانا، فنص المادة الثانية عشر من الدستور الذى اشتركتَ أنت فى وضعه تقول ((حرية الاعتقاد مطلقة)) ومعنى الإطلاق يا مولانا عدم التحديد بشىء وعدم التقييد، فإطلاق حرية الاعتقاد معناه أنّ الدستور لا يـُـقيـّـد الاعتقاد بشىء ولا يتعرّض لمن يختط لاعتقاده سبيلا سواء رضيت فضيلتكم عن خط هذا الاعتقاد أو لم ترض، خرج صاحبه عن الإسلام إلى النصرانية أو اليهودية أو إلى نظريات الفلاسفة المجردة أو إلى عمايات الشيطان، ذلك بأنّ مصر فيها دستور فيه مادة تقول بإطلاق حرية الاعتقاد، وتــُـتيح للناس الارتداد عن الإسلام من غير أنْ يكون عليهم حرج. أليس هذا واضح وظاهر يا مولانا)) (صابر نايل- العلمانية فى مصر- 1997- ص150، 151)
فهل كان لثورة شعبنا فى شهر برمهات/ مارس1919هذا التأثيرعلى مثقفى تلك الفترة؟ لا أعتقد حيث أنّ هناك الكثير من الكتابات التى دافعتْ عن حرية الاعتقاد قبل1919، وإذن - كما أعتقد – لا يبقى إلاّ (إيمان) مفكرى ذاك الزمن بالحرية المطلقة، فجاء دستور1923وحقق لهم حلمهم فى المادة رقم12.
000
هامش: الماوردى (972- 1058) كان على علاقة بخلفاء الدولة العباسية. وسفيرهم لدى السلاجقة. ونشأ فى البصرة. وله كتب كثيرة منها (أدب الدنيا والدين) و(أعلام النبوة) و(تسهيل النظر وتعجيل الظفر) أما كتابه (الأحكام السلطانية) فهو الذى يعتمد عليه الأصوليون المعادون للوطن وللحداثة.
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد ثالث على الاسيد (متابع)
- المرأة فى ذهنية العبرانيين والعرب
- الأحرار قبل يوليو1952
- لماذا لم ينجح التنويرفى الشرق كما نجح فى الغرب؟
- ستار من الدخان اسمه (ليسوا مسلمين)
- كيف يكون الإبداع الشعرى مع القتل وطلب المستحيل؟
- تراجيديا الصراع العربى / العربى
- فائدة تحرر العقل من الثوابت
- هل دور المفتى تضليل قرائه ؟
- ماذا يختارالكهنوت اسلامى: الارتقاء أم المذهبية؟
- الشعوب القديمة وتشابه الأساطير
- الرد على السيد (متابع)
- هل تتحرر الأوطان دون حرية المواطنين؟
- كيف يكون قتل الناس بأمر إلهى؟
- الإسلام والعروبة وجهان لمجتمع البداوة
- مجتمع انتفاضة يناير2011 الذى تم اجهاضه
- اليسار المصرى بين مرحلتين
- هل يمكن القضاء على العنف فى ألعاب الرياضة؟
- لماذا وافق ضباط يوليوعلى تصويرفيلم ضد مصر؟
- أثر الطب النفسى على علاج المرضى


المزيد.....




- استبعاد الدوافع الإسلامية للسعودي مرتكب عملية الدهس في ألمان ...
- حماس والجهاد الاسلامي تشيدان بالقصف الصاروخي اليمني ضد كيان ...
- المرجعية الدينية العليا تقوم بمساعدة النازحين السوريين
- حرس الثورة الاسلامية يفكك خلية تكفيرية بمحافظة كرمانشاه غرب ...
- ماما جابت بيبي ياولاد تردد قناة طيور الجنة الجديد على القمر ...
- ماما جابت بيبي..سلي أطفالك استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- سلطات غواتيمالا تقتحم مجمع طائفة يهودية متطرفة وتحرر محتجزين ...
- قد تعيد كتابة التاريخ المسيحي بأوروبا.. اكتشاف تميمة فضية وم ...
- مصر.. مفتي الجمهورية يحذر من أزمة أخلاقية عميقة بسبب اختلاط ...
- وسط التحديات والحرب على غزة.. مسيحيو بيت لحم يضيئون شجرة الم ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - كيف يكون التوفيق بين حرية العقيدة والتكفير؟