|
هندسة النفس البشرية والترجمة الآلية وعصر المابعديات
سلام ابراهيم عطوف كبة
الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 10:32
المحور:
تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
الفيدرالية – تعني الاتحاد الحر ، والاخوة العربية الكردية ، والوحدة الوطنية القائمة على اساس الاحترام والمساواة الحقة ، وبناء العراق الديمقراطي على ركام الروح الشوفينية والمشاعر القومية الانعزالية الضيقة ! .........وهي ليست تآمرا على الحياة الروحية الثرية للشعب العراقي بقومياته وأقلياته .. تآمرا لأقزام وأبالسة وشياطين بلا روح ولا شكل ولا طعم ولا لون ولا رائحة ليجر نشر السخافات بدل الثقافات العريقة لمكونات الشعب العراقي المتآخية !. ان هدم الحضارات يبدأ بهدم اللغات ونشر النزعات الكوسموبوليتية والفوضوية وثقافات القطيع والعنف وتلك التي تخربش قلوب العامة وعواطفهم !ونشر تراجم الادب الهجين المستورد لحثالات لا تقرأ حتى في بلدان كتابها ! وتحويل الثقافة الى اسواق الضياع والمتاهات في الكانتونات المغلقة الطائفية والاثنية ! . يقول الكاتب القرغيزي جينكيز ايتماتوف " بعد تفكك الاتحاد السوفييتي السابق عاش الادب والابداع الادبي الصدمة الروحية التي لا سابق لها .. خاصة اولئك الادباء الذين يكتبون بلغاتهم الام بأمل ترجمتها الى اللغة الروسية لتأخذ طريقها الى العالم ... وبقى هؤلاء يتامى كمن فقد الام والاب ! .. نعم ، كنا أسرة واحدة تعمل في مجال الابداع وتنقل حياة الشعوب السوفييتية الى العالم ... قرأنا عيون الادب العالمي عن طريق اللغة الروسية . زال ذلك النعيم الروحي في ليلة وضحاها ، وبات كتاب آسيا الوسطى بلا اجنحة يحلقون بها في فضاء المعمورة . ومع الاسى الشديد تقلصت دائرة نشاط لغة السلام العالمي – اللغة الروسية في بلدان رابطة كومنولث الدول المستقلة ، واغلقت معاهد الادب الروسي فيها ومعها المجلات والصحف الادبية باللغة الروسية ! كان اكثر من 90% من شعوب الاتحاد السوفييتي يجيدون اللغة الروسية اضافة الى لغاتهم القومية الام ... فأين هم الآن وماذا يقرأون ومن يكتب لهم ومن يغذي ارواحهم الضامئة ؟..." .. هكذا تقوم الترجمة بالدور الحضاري والثقافي الكبير لتعميق التفاعل الحضاري بين الشعوب والاطلاع على المنجزات الكبيرة في عصر المعلوماتية والتقدم العلمي – التقني . .. ومن هذا المنطلق يجري فهم الابعاد الاستراتيجية للترجمة الآلية . في المجتمع المدني يتجلى الكل الاجتماعي في كل صغيرة وكبيرة من الحياة .. من الخطاب الاعلامي الى وحدة المشروع الوطني . التعددية مركز ثقل المجتمع المدني المتمدن وشرط اساس لوحدته رغم اختلاف الالوان الاثنية والعقائدية ! والتنوع الفكري اساس وضمان الوحدة الوطنية !. العرب والكرد شركاء في هذا الوطن الى جانب التركمان والكلدوآشوريين والارمن والصابئة واليزيدية والشبك واليهود وباقي مكونات الشعب العراقي ، وساهم الجميع بنشاط في النضال من اجل الديمقراطية . الوحدة الوطنية ادانة للتمترس الطائفي الحالي ، وادانة لسياسات تصحيح القومية وفق قرار مجلس قيادة الثورة اللقيط رقم (199) لعام 2001 بهدف تفكيك الشرائح والاقليات الاثنية العراقية وتكريس العنصرية في بلادنا !. • موزائيك التنوع الاثني والعقائدي الوطني ليست اللغة مجموعة حروف او كلمات منطوقة ومكتوبة ولا مجرد بناء للقواعد النحوية ! لكنها تمثل اشعاع الروح الانسانية على الارض ، ومن خلالها ينفذ جوهر الحضارة الى العالم المادي . وللغة قداسة الكائن البشري بها يرتبط تميزه وارتقاؤه ، والحزن على انقراض لغة لا يقل عن الحزن على انقراض الجنس البشري . تتوزع المجموعات اللغوية الرئيسية على 4 مجاميع هي : الاورال – التاي ، الهندوأوربية ، المغولية – الصينية ، السامية – الحامية . تضم السامية العربية والآشورية والمندائية والعبرية ... ، وتشمل الحامية المصرية القديمة والبربر والقبطية .... ، وتضم الهندوأوربية الكردية والفارسية واللغات الاوربية .... وتقع التركمانية الى جانب التركية في المجموعة الالطائية ومعها المجرية والتترية والمغولية ... الخ .ان توزع المجموعات اللغوية في لغات شتى في جوهره من اهم مظاهر النقلة الانسانية من الهمجية الى التحضر ..!. اقتصرت الابجدية السامية في الاصل على (22) حرفا ساكنا .. واضافت العربية لها النقط على (6) احرف . ونفس الامر ينطبق على بقية اللغات السامية ! . لقد اختزلت الابجدية الاكدية الرموز المسمارية المقطعية المؤلفة من (2500) رمز الى (22) حرفا وصوتا في آن واحد ( أبجد ، هوز ، خطي ، كلمن ، سعفص ، قرشت ) ..في العصر الاموي جرت الترجمات الاولى الى العربية من السريانية للنصوص الفلسفية الاغريقية .. وفي بداية الحقبة العباسية في القرن التاسع حصلت الترجمات الكبرى !وتحت رعاية الخلفاء تشكلت لجان المترجمين ، اشتهر بعضها حتى يومنا ( مجموعة حنين بن اسحق العبادي )..، ونقلت الى العربية مؤلفات العلماء والفلاسفة الاغريق الاقدمين !. وتفتحت آنذاك نهضة علمية عالمية ذات نزعة انسانية وانتعش التفكير السامي الخالص واغتنت الثقافة الاسلامية وتعززت اصالتها !.. وتمكن الفلاسفة الاغريق والمسلمين ان ينتجوا في القرون التالية الفكر اللاتيني في العصور الوسطى ! . ومن القرن التاسع حتى القرن الثالث عشر كانت بغداد ، وعواصم امارات الشرق ، وقرطبة الاموية ، والمراكز الكبرى المرابطية والموحدة ، وتونس الاغالبة والحفصية ... كانت مراكز اشعاع علمي كوني حيث صدرت المؤلفات الكبرى في العلوم والفلسفة والادب والفنون والعلوم الدينية !.. وسادت المجالس المفتوحة والمناظرات الفكرية والحوارات ... وتحولت المجالس المفتوحة الى مؤسسة اجتماعية امتازت بها الحاضرات الاسلامية ، وفيها نشأ أدب السلوك ! أما الحلقات العفوية واللقاءات في الاسواق التي يجتمع فيها المتعلمون ورجال الدين والطلاب مع اصحاب الحوانيت والباعة واهل الحرف فكان لها اثرها في سياسة الدولة . وانتشر حب السفر في هذا المجتمع المنفتح وانتشرت الاساطير والاقاصيص والحكايا الشعبية ! .اللغة الآشورية – هي اللغة الرسمية المستخدمة في الاعلام الآشوري وتعرف ايضا ب : سوريايا ، سورث ، السريانية الحديثة ، الآرامية الحديثة ، الكلدانية .... !. لقد كتب الآشوريون والكلدان ادبهم القديم بالخط المسماري ، وهو من اول الآداب الانسانية التي عرفها التاريخ ! .لقد حكم الآشوريون بملوكهم ال (170) ملكا آشوريا الدولة المسماة الدولة الآشورية قبل وبعد الميلاد !.وكانت لهم حضارة وتراث وآثار والواح من الطين موضوعة الآن في المتاحف العالمية . تكلم آدم وابناءه باللغة السريانية الآرامية ! وكانت السريانية اللغة الموحدة لجميع ابناء بلاد بيت ايل القرن الثامن قبل الميلاد ! واستعان العرب بالحرف السرياني – النبطي بهدف تدوين كتابة القرآن واستعانوا بقواعد السريانية لضبط اللغة العربية واقتبسوا منها النقط والحركات ! كما نوهنا .
اللغة الكردية – الوريث الشرعي لكافة اللغات الزاكروسية والآرية التي ظهرت في كردستان على مر التاريخ بما فيها اللغات الميتة كالسومرية التي اندثرت قبل (4000) عام .ويعد الكاشيون الاصول الاولى للفيلية الكرد ... وهم من اقدم الجماعات التي سكنت جبال زاكروس حيث سيطروا على سومر واكد سنة (1710) ق.م. واسسوا دولة (كاردونياش ). اللغة الكردية سليلة مباشرة تسلسلا من اللغات الآرية الكردية القديمة والافستية - المادية ... اي من عائلة اللغات الهندواوربية.قواعديا يتجسد التشابه السومري – الكردي في مثلا :
أما التركمان الذين تواجدوا في العراق منذ عهد السومريين والذين يتكلمون التركمانية ( من مجموعة اللغات التركية ) فعرفت حياتهم الادبية أشكال من حروف الكتابة : ( كوكبورو ،الصغدية ،الاورخونية ، الاويغورية ،السريانية ، العربية .. ، اللاتينية ، الكريلية).وتدخل لغة التركمان ضمن مجموعة اللغات الادرالية – الالطائية ، وهي لغة التصاقية ..... وتختلف التركمانية عن التركية الحديثة بعدد الحروف الابجدية واصواتها وبتصريف الافعال ... الخ. وتعتبر التركمانية وسط بين العثمانية والآذرية ، ومن لهجاتها : التلعفرية ، الآلتون كوبرية ، الكركوكية – الداقوقية ، البياتية ، لهجة كفري ، لهجة خانقين – قزلرباط – مندلي . حدد (ميسروب ماشتوتس ) عدد حروف اللغة الارمنية في القرن الخامس ب (36) حرفا .. واضيف فيما بعد حرفان ( او- ف).ونشطت حركة الترجمة من والى الارمنية عبر الكنائس ! وارمن العراق هم اسلاف الخورتيون والاوراديون والحيثيون الذين اسسوا حضاراتهم العريقة منذ القدم ودولتهم المستقلة الاولى القرن السادس قبل الميلاد وتركوا آثارهم في المعابد والمنحوتات الحجرية ! ويوجد اليوم (20) الف نسمة من الارمن في العراق من ضمنهم (350) اسرة ارمنية في اقليم كردستان .الى ذلك فقد تعرض اليهود في العراق الى الفرهود سنة 1941 بسبب تواطؤ السلطات العراقية آنذاك ، ويسمى الخط العبري السائد اليوم بالخط الآشوري الرابع اي المرحلة الرابعة من تطور الخط الاشوري ( انظر التخطيط اعلاه ).أما الصابئة فبقوا منذ (5000)عام يمارسون طقوسهم بلغتهم المندائية وهي من بنات الآرامية !واعيدت طباعة كتابهم المقدس "كنزاربا" وصدرت الترجمة العربية لدراشة أديهيا ...ويؤلف الشبك احد مكونات الشعب العراقي ، لا يزيد عددهم عن ( 10) آلاف نسمة يسكنون نحو (50) قرية في ولاية الموصل وعلى تخوم بلاد ايران ! ويتكلمون الكردية . استوطنت اليزيدية المناطق الجبلية شمال العراق .. وهي طائفة باطنية تقبلت تأثير الثقافات واللغات والاديان الجديدة ونجحت في اخفاء تكويناتها التاريخية بحيث تبدو اليوم وكأنها موزائيك للتراث الديني والشعبي لبلاد النهرين ، وتمتد جذورها من الجداريات الآشورية ورسومات آلهة النهرين والكتابات المسمارية وعصور ما قبل السلالات !. وتعتبر الايزيدية ثالث اكبر ديانة في العراق من حيث العدد بعد الاسلام والمسيحية ..وقد ظهرت هذه الديانة في بلاد مابين النهرين قبل الميلاد بآلاف السنين ومنذ العهد السومري . • فجر عصر المابعديات تأثرت اللغات المحلية الوطنية في بلادنا بعضها ببعض ، واقتبست العربية منها الفاظا كثيرة كمعربات ! والعكس صحيح ايضا اذ يبلغ عدد الالفاظ العربية المنتشرة في الفارسية (60)% وفي التركمانية (50)%.... وتستخدم شعوب الارض اليوم الكثير من الكلمات السريانية مثل : أيل ، بعل ، ريمون ، مسيح ، آرام ، ابولو ، يوسف ، مامو ، آدم ، نوح ، كلكامش ،…وحافظت اللغات الوطنية على كياناتها وديمومتها مع تعاقب العصور والازمان ، وجاء تمسك الاقوام باصالتها بعد سقوط دولهم وكياناتهم السياسية عفويا للحفاظ على التقاليد والتراث والايمان والعادات واللغة من الاندثار ، وعلى الرغم من كل التقلبات التاريخية حافظت الامم العراقية على لغاتها وفنون كتاباتها وخطها وحروفها الابجدية ! . لا يمكن فهم الثقافة والادب والفن بشكل صحيح اذا انطلق المرء من قوانين تطورهما الداخلية وحدها ! . واللغة هي محور منظومة الثقافة والسلاح الذي تخوض به صراع الحضارات والوسيلة الاساسية للحفاظ على الهوية والخصوصية الثقافية .والتواصل اللغوي عبر النشر الالكتروني والانترنيت يتطور ويتسع نطاقه .... يبدو ان المرحلة القادمة هي الحوار مع الآلة نفسها عبر مختلف الوسائل بدل حوار الانسان مع أخيه الانسان عن طريق الآلة !ولازالت الهوة الرقمية والتكنولوجية بين العالم المتقدم والعالم النامي تتسع لأنها هوة تعبر عن نفسها في الهوة اللغوية .والترجمة - معمارية لغوية هدفها العام نقل نص او رسالة مكتوبة او منطوقة من لغة طبيعية (Natural)الى لغة طبيعية ثانية "لغة الهدف" مما يحقق للنص الفهم الكامل من لدن من تتوجه اليهم !.. الترجمة فن عرفته البشرية منذ اقدم العصور ومنذ ان وجد الانسان الحاجة الى التعامل مع انسان آخر يتحدث بلغة أخرى. فعرفت الترجمة مصر الفرعونية وممالك بلاد الرافدين واليونان ، كما عرفها العرب وازدهرت في عهد المأمون . ورافق المترجمون الجيوش ابان الفتوحات والاحتلالات ، كما لا غنى للقوافل التجارية عنهم! .احتاجت الكنيسة الى ترجمة الكتاب المقدس لنقل رسالتها الى الشعوب الاخرى ...، وكذلك كان حال الدعوة الاسلامية .. فترجم القرآن الى جميع اللغات الحية وحتى الى لغة الاسبرانتو ! واضطلع بنقل الآداب والمصنفات العلمية الاجنبية الى اللغات الوطنية وبالعكس كبار الادباء والشعراء والفلاسفة على امتداد عقود مضت لاسيما في القرنين الأخيرين ... الترجمة وسيلة علمية وعملية للتفاعل بين الحضارات البشرية وتراثها الثقافي الثر .. ولا يتعامل المترجم الحق مع الترجمة وسيلة لنقل الافكار فقط اي العمل الميكانيكي الصرف من لغة الى أخرى ، بل بالابداع والصدق والاصالة والخلق الجديد .. يقول رسول حمزاتوف : " النص في اللغة هو السطح الخارجي للسجادة المفروشة ، أما ترجمته الى لغة ثانية فهي السطح الاسفل للسجادة !". هناك طوران في حركة الترجمة : الاول – الحرفي ونقل المعنى دون تحديد وضبط المدلولات المعرفية ... وهو يتسم بالميكانيكية والتراكمية . الثاني – تدقيق الترجمة بالاستناد الى الذخيرة اللغوية البلاغية والمتراكم النقدي الموروث ! وتوظيف النص للحاجات العملية الابداعية . في الترجمة بين اللغات تحافظ العائلة اللغوية ، والمستوى الثقافي والحضاري ... على الانسياب اللغوي والصورة اللغوية وحتى الجرس الموسيقي . الترجمة الحقة هي طلاوة في الالفاظ ، وتساوق في التعبير ، وقوة في المعنى ، والنفوذ الى الاغوار السحيقة . الترجمة الادبية متخصصة في استعمالات اللغة استعمالا ادبيا يعتمد الخيال ،اما الترجمة العلمية فتعني اعتماد المنطق !.... وتتلخص الشروط اللغوية للترجمة في معرفة المترجم اللغتين اللتين يتعامل معهما المعرفة الكاملة من حيث المفردات والدلالات في مختلف السياقات والتعابير الاصطلاحية والتراكيب النحوية وكيفية صياغة الجمل والاساليب التعبيرية ! والشروط الموضوعية تتلخص في المعرفة والاحاطة بالموضوع تحت الترجمة !...والترجمة الآلية كي تنسجم مع هذه الخصائص ، يستلزم تلقيم الكمبيوتر باستمرار بما هو جديد وغير معروف لديه في اللغات ذات العلاقة وتمكينه من التعلم بنفسه من النتاجات المترجمة السابقة والنتاجات الأخرى !. يجري التركيز عند دراسة المجتمعات البشرية على الفعالية الرمزية التي تهب الانسان في عمله وتفكيره نية اعطاء معنى للكلمة ، مكتوبة كانت ام منطوقة ، وللصورة مرسومة كانت ام منحوتة !. ويحقق الكمبيوتر الترابط الوثيق بين الصورة والكلمة .الترجمة الآلية مظهر من مظاهر العولمة الثقافية وحلول عصر ( المابعديات ) اي عصر ما بعد الكتابة والكاتب ، وافول دورهما ، ونزوع البشر الى اعلام وثقافة الصورة المسلية .... وعزوف الناس عن القراءة والمطالعة ، وقضاء جل وقتهم امام التلفاز والكمبيوتر والانترنيت والاستماع باستخدام الهاتف النقال ! . لا خوف على ثقافاتنا وخصوصيتنا وقيمنا الوطنية وهندسة النفس البشرية .. انما الخوف من تحجرنا وتقديس المعايير ووضعها فوق وخارج المراجعة والنقد ، وتسليط سيف الاصالة فوق رقبة الابداع وتكفير فكر التنوير ! . حلقت الترجمة الآلية في فضاء الحرب الباردة منتصف القرن العشرين ورافقت تطور المعلوماتية الحديثة والنشاط الاستخباراتي والتجسسي ... واقتصرت منهجية الترجمة في حينها على النمط النصي اي تفسير النصوص كلمة تلو الأخرى فخلق مشكلة فك طلاسم الترجمة الحرفية ..! وتفجرت امكانيات علماء اللسانيات واللغات في سبعينيات القرن العشرين مع انطلاقة برامج الترجمة الفورية !...لاسيما في ميادين واروقة الامم المتحدة والانواء الجوية والصناعات الفضائية والتسلح !... والترجمة الحاسوبية الآلية ( Machine Translation – Automatic Translation ) ... هي مقدرة الكمبيوتر والماكنة على تطويع فهم لغة الانسان الطبيعية ... وتعد الترجمة السريعة للمعلوماتية العلمية – التقنية ( Scientific & Polytechnical Informations ) من اهم اسباب حيوية ديناميكية الترجمة الحاسوبية ... الا انه لم تحظى بالرعاية والاهتمام اللغات التي يتكلم بها الشعب العراقي بسبب الفجوة التكنولوجية والتخلف والتبعية ... ادى ذلك الى فقر الصياغات والنماذج ( Models ) النظرية لوصف قواعد اللغات الوطنية والخلل في معرفة مدى مواءمة الصياغات الرياضياتية والسيمانتيكية اللغوية للغات الاخرى معها . تذلل الترجمة الآلية من امكانية استعادة السيطرة على الكم الهائل من المعلومات المتوفرة في اللغات المحلية (الوطنية ) وازاحة العقبات التي تحول دون التبادل المعلوماتي الواسع السريع ، فهي ميدان رحب للبحث العلمي الجاد والاعداد التطبيقي والانظمة الوظيفية على اساس عملية الترجمة من لغة وطنية الى لغة وطنية أخرى باستخدام الكمبيوتر والانظمة الحاسوبية . ويشترط التنظيم النصي للترجمة الآلية ثنائية القدرة اللغوية والرؤية الحضارية للنظام الخبير (Bilingual Ability)..وقدرته على التصرف في حل من القيود التي تحكم الترجمة الانسانية ! ... ولكن بتوفر الحد الادنى من مستلزمات الترجمة التعاقبية ، الفورية ،الحرفية ، الاختزالية ، التداولية ... بمعنى أخرى توفر المقصودية (Intentionality) والمقبولية (Acceptability) والبلاغية (Informativity)والتناصية (Intertextuality)...الخ. اللغة كانت ولا زالت وسيلة تطور الانسان وتقدمه على مدى العصور ، وخروجه من حالة الجمود الذهني والنفسي .. وتطلبت القراءة والكتابة من الانسان ان ينسق بين العين والعقل ، وبين الاذن الداخلية والصوت الداخلي " القراءة الصامتة ".ويتطلب المكتوب الحسي التجريد الفكري مثلما تطلبت القراءة استعمال الذاكرة التي تقرن بالرموز المكتوبة . وتتطلب الكتابة المهارة اليدوية التي تجمع بين التصور الذهني للمعنى واستعمال الادوات لكتابة الرموز المجردة ... هكذا يدخل الطفل عالم الافكار واكتسابه مفردات اللغة وتراكيبها !... وهكذا ترتقي الترجمة الآلية الحاسوبية لتضيف الى عالم الافكار الانساني المتعة والخيال الخصب والفانتازيا والى الحوسبة المؤللة قدرة التعلم ومعالجة الاخطاء والغوص الى العهود الماضية والتغلغل في عالم المستقبل لأنماء القدرات الانسانية وتطويرها ومساعدتها على الارتقاء المستقل والتدرب الذاتي . اصيبت الآداب الاجتماعية بعيد الحرب العالمية الثانية على غرار السياسة والفنون والآداب والرياضة بحمى الثقافة الانغلومانية الناطقة باللغة الانكليزية مع نمو الاستهلاك التلفازي وهيمنة الستلايت وليحط السابير الاميركي الجديد في معاجم المصطلحات التجارية والعلمية والصناعية المتداولة في ارجاء المعمورة .السابير القديم عبارة عن خليط من المفردات الاسبانية والايطالية والفرنسية دخلت اللغات المحكية على امتداد حوض المتوسط خلال الالفية الثانية ..وارتبطت الانغلومانية بالعجرفة الارستقراطية بدءا بالغليون وكلاب اللابرادور وصولا الى الموضة بصرعاتها ! وتنطلق الثقافة الانغلومانية من اللغة ! ... وهي مهددة اصلا باختراق لغات أخرى لمواقعها في الانترنيت . وتسهم الترجمة الآلية في صناعة انسان الغد لأنها تدعم التطور الطبيعي للغات التحاور والمعلوماتية وتساعد على اكتشاف الاقتباسات والاستعارات والمبادلات الالسنية والمعلوماتية على ركام السابير الاميركي الجديد والسابير القديم. تلقى برامج الترجمة الآلية بين اللغات المختلفة النجاح ... الا ان برامج الترجمة الآلية اللغوية الوطنية تعاني من الصعوبات الواسعة منها الاخطاء اللغوية الفاضحة ... فاللغات نفسها غنية بالمفردات اللغوية وفضفاضة في المعاني وتحتاج دائما الى التشكيل والضبط !... بينما لازالت صناعة برامج الترجمة الآلية للغات الوطنية تجميعية وتقليد للصناعات الاجنبية . • الانظمة العصبونية الحاسوبية ارتبطت المعلوماتية في البداية بثورة الكمبيوتر والالكترونيات مع انبثاق العالم الرقمي (Digital) ، وتتجدد اليوم بالنظم المتطورة المستندة على الشبكات العصبونية (Neural) والمنطق المبهم (Fuzzy Logic)ونظم الذكاء الاصطناعي (Artificial Intellegence)..والنظم الخبيرة (Expert Systems). لقد دخلت التكنولوجيا الحديثة والعقول الالكترونية " الروبوت " والشبكات العصبونية والانترنيت بعد الكمبيوتر مضمار الترجمة الآلية...وذهبت المؤسسات الرأسمالية الكبيرة تتنافس في سبيل الاحتكار والاستئثار بالسوق الدولية .. وتعتمد الترجمة الآلية اليوم على احدث النظم المعلوماتية الاستراتيجية (SIS)ونظم مساندة القرارات (DSS)ونظم مساندة القرارات الجماعية (GDSS) والنظم المعلوماتية الادارية(MIS). وتعمل نظم مساندة القرارات الجماعية كنظم خبيرة على دعم واسناد عملية الترجمة الآلية بالمشاركة وبحضور العقل الجمعي للمترجم الخبير !.ان عمل ادارة المعرفة في الترجمة الآلية ليس هو التكنولوجيا المعلوماتية المحوسبة فقط ، انما هو تنظيم وتخطيط ما تنتجه وما تقوم باسترجاعه هذه التقنيات المتقدمة ومعالجته ! اي ادارة الرأسمال الفكري للترجمة الآلية في منظومات الاعمال الحديثة بالتعاضدية (Synergy) اي القدرة على تحقيق اكبر مستوى من المشاركة بالموارد والقدرات الذاتية والعمل والتفاعل مع الآخرين . الترجمة الحاسوبية الآلية ( Machine Translation – Automatic Translation ) ... هي مقدرة الكمبيوتر والماكنة على فهم لغة الانسان الطبيعية وتطويعها ... وتندفع التطبيقات العملية اليوم خطوات متسارعة مع ظهور ماكنات فهم الكلام والنطق الانساني كما يفهمها المتحدث الاصلي للغة اي فهم الاصوات المتكافئة للبشر ... وتعد الترجمة السريعة للمعلوماتية العلمية – التقنية ( Scientific & Polytechnical Informations ) من اهم اسباب حيوية ديناميكية الترجمة الحاسوبية ... من اجل ذلك ظهر الخبراء والمتخصصون في هذا المضمار ممن انغمروا في البحث المستديم المتواصل دون كلل . الا انه لم تحظى بالرعاية والاهتمام اللغات التي يتكلم بها الشعب العراقي ( العربية ، الكردية ، السريانية ، التركمانية ، الارمنية ، الفارسية .... ) ، بسبب التخلف والتبعية ... ادى ذلك الى فقر الصياغات والنماذج ( Models ) النظرية لوصف القواعد اللغوية الوطنية والخلل في معرفة مدى مواءمة الصياغات الرياضياتية والسيمانتيكية اللغوية للغات الاخرى مع اللغات الوطنية - المحلية . ذللت الترجمة الآلية من امكانية استعادة السيطرة على الكم الهائل من المعلومات المتوفرة في اللغات المختلفة وازاحة العقبات التي تحول دون التبادل المعلوماتي الواسع السريع ، فهي بذلك ميدان رحب للبحث العلمي الجاد والاعداد التطبيقي والانظمة الوظيفية على اساس عملية الترجمة من لغة طبيعية ( Natural Language ) الى لغة طبيعية أخرى باستخدام الكمبيوتر والانظمة الحاسوبية . ساهمت مراحل التكامل الدقيق العالي جدا لرقائق الترانسستور في صناعة المعالجات المجهرية ( Microprocessors ) والميني كمبيوتر لتضم الرقيقة الواحدة اليوم اكثر من 10**9 ترانسستور بعد ان تم تجاوز الدوائر المتكاملة ( I.C.S. ) باشواط ، وظهر بعدئذ السوبركمبيوتر ( يستخدم السوبركمبيوتر او الكمبيوتر الفائق في اعمال غزو و عسكرة الفضاء ) والكمبيوتر البيولوجي " الذي يعتمد على جزيئة الحامض النووي DNA أساسا للحساب " والترانسبيوتر ( Transputer ) "، وهو باكورة نظم الكمبيوتر المتوازي – Parallel- ... وقد تطورت ذاكرة الكمبيوتر من كيلوبايت واحد عام 1973 لتصل الى اعلى من 64 ميكابايت اواسط تسعينات القرن المنصرم ، وتجاوز عدد العمليات القادر على انجازها الكمبيوتر المليون عملية / الثانية . ودخلت الشبكات العصبونية ( Neural ) على الخط لأنتاج الحواسيب العصبونية الاكثر دقة وتطورا وديناميكية وكفاءة ليتضاعف عدد العمليات التي باستطاعة الكمبيوتر تأديتها في الثانية الواحدة ( operationssec. ) ولتضفي على التركيب الكمبيوتري الحديث الجمال والابداع وتجعل من الترجمة الآلية عملا ممكنا وفي متناول اليد . يمتلك الدماغ بنية معقدة تتكون من ما يزيد عن (100) مليار عصبون . ويتصل كل عصبون بحوالي (210) الف عصبون.والجميع يعمل بشكل متوازي ومعالجة المحرضات التي تنتجها العصبونات بموجب القوانين غير الخطية ( Nonlinear ) واعادة بث الاجوبة وتحديد عمل المدخلات وألية النقل استنادا الى قانون يجمع بين قيم المدخلات (Inputs) وقيم المخارج (Outputs). ويتكون العصبون الواحد من جسم الخلية والغصينات ( الامتدادات – Denetites ) لاستقبال المعلومات ، والمحور العصبوني ( Oxion) لنقل المعلومات الى الغصينات الاخرى !. الوصلة بين المحور العصبوني والغصين تدعى "الاشتباك العصبوني (Synapse) .... والمجموع يكون الشبكة العصبونية ! وتحتاج الانظمة العصبونية الى (100) خطوة لمعالجة اداء مهمة كالابصار ، بينما يحتاج الكمبيوتر الى ملايين الخطوات لأنجاز المهمة ذاتها ! . ان الابحاث في مجال عمل الدماغ تعطي بالضرورة فهما اوسع حول الفكر والادراك !. الشبكات العصبونية – تطبيق خلاق لحقل الذكاء الاصطناعي الذي يعتمد اسلوب المعالجة المتوازية (Parallel) ومحاكاة عمل الدماغ ، وتحديدا عمل الخلايا العصبية من حيث بنيتها ومعالجتها ! .. وهي تعمل وفق المنطق المبهم غير الخوارزمي (Algorithmic) الذي يطرح الحقائق بمنطقها النسبي وليس المطلق . ويمتاز اسلوب الشبكات العصبونية بالقدرة على النمذجة الاحصائية ( Statistical Modelling) واكتشاف العلاقات النمطية واختيار الاساليب الاحصائية الدقيقة عبر الشبكات المحوسبة ... وتتميز الشبكة العصبونية في النظم الخبيرة لمعدات الترجمة الآلية بالقدرة على التعلم وخلق القواعد الخاصة بها وفق منهجية محددة وعبر التدريب والمرونة العالية والقدرة على تقديم الحلول المناسبة .. • الترجمة الآلية والتمفصل الالسني
تكشف الابحاث المختبرية صعوبة تعامل عقول الترجمة الآلية الالكترونية مع ثنائية اللغة / العقل والفكر الانساني .ومعالجة النظم المعلوماتية للتعابير الجاهزة ( مفردات ، جمل ، حكم وامثال ) لازالت تراوح في مكانها !.. وتضم بعض اللغات مئات الآلاف من العبارات الجامدة الغير قابلة للمعالجة او الترجمة الحرفية ... هذا هو حال المترادفات والكلمات المتعددة المعاني بحيث تتواجد اكثر من خمسة معاني وسطيا لكل مفردة لغوية .. ( انظر : اللغة الفرنسية ).. اما اللجوء الى الجملة المركبة بدلا عن الكلمات المفردة كوحدة قياسية قابلة للتحليل والترجمة فيواجه مشاكله الخاصة ايضا ! ، لاسيما مشكلة المعنى – فهم وادراك المعنى .ويتطلب هذا احصاء آلاف الاساليب التعبيرية اللغوية لتضمينها في الانظمة الخبيرة !... وكذلك قضية الصفات والظروف الزمانية والمكانية ، .. فلكل لغة خصائصها بالنسبة الى الصفة والموصوف . ان تعلم الكمبيوتر كيف يطور معلوماته ليتأقلم مع المترادفات والاشتقاقات والتشابيه اللغوية يتطلب بادئ ذي بدء معالجة المواضيع في الميدان الواحد المعني لتسهيل تقطيع النصوص وترتيبها وتبويبها وفق بيانات مسبقة الصنع (d- base ). تقول جوليا كريستيفا : " يجعل التناص كل نص عبارة عن لوحة فسيفسائية من الاقتباسات ليتشرب ويتحول من نصوص أخرى ". وتواجه الترجمة الآلية قضية التناصية للتكيف مع نظرية النص الحديثة .. التناصية قدر كل نص ، ولا نص دون تفاعل نصي وتعالق مع النصوص السابقة والمعاصرة .. وهي لا تقتصر على قضية المنبع او التأثير ! لأنه مجال عام للصيغ المجهولة التي نادرا مايكون اصلها معلومات استجلابات لاشعورية عفوية . النص هو مجموعة من العلامات التي تنقل من وسط معين ، من مرسل الى متلق باتباع شفرة او مجموعة من الشفرات .ومتلقي هذه المجموعة من العلامات يباشر تأويلها وفق ما يتوفر له من شفرات مناسبة . وفي الترجمة الآلية يستدعي الكمبيوتر النص السابق ليتحول الى نص لاحق ويعالج البنية المجردة والمستويات الايقاعية والمعجمية والتركيبية والدلالية والبلاغية . تعتمد الترجمة الآلية على الصناعة المعجمية التي تستلزم كفاءة متقدمة في العلوم والمعارف الاختصاصية والعامة ، والمام واسع في قطاع الدلالة في اللسانيات التطبيقية ، والاختزال اي الاسراع في تدوين المعلومات والاسراع في الكتابة ومعالجة الفرق بين سرعة الكلام وسرعة الكتابة .من المفيد ادراك ان علم اللغة يدرس أوضاع الاصوات والالفاظ والتركيبات وانظمتها .... ويقال علم اللسان واللسانيات وكتب اللغة : المعاجم والقواميس والموسوعات ... لكن اللغة هي نطق لوسيلة تعبر عن فكرة او عاطفة فيقال : لغة القلم ، لغة العيون ، لغة السيف ، لغة الاحسان .... ليس علم اللغة ( اللسانيات ) دراسة تاريخية لكيفية تطور اللغات المختلفة من اللغات القديمة بل هو الدراسة التزامنية غير التاريخية للغة وحالتها ضمن فترة زمنية محددة (Period) من دون أخذ تاريخها الماضي والمستقبلي .. وتتطلب الترجمة الآلية الالمام بعلم اللغة والعادات اللغوية وصياغة النظرية اللغوية للترجمة !. وتذلل العادات اللغوية او التمفصلات الالسنية تعلم اللغات وتمييز الاصوات وبنية الكلمات وتركيب الجمل . في التمفصل الالسني يبرز لنا مجالان : 1. الفونولوجيا - الصفات الصوتية . 2. المورفولوجيا – بنية الكلمة . ونوعان من الصرف : 1. النحوي (السينتاكتيكا ) – السينتاكس - 2. المعجمي (الليكسيلوجيا ). يضفي التحليل السميوتيكي ومكوناته : السينتاكسي ، السيمانتيكي ، والبراغماتيكي على الدراسات السوسيولسانية الحيوية المطلوبة في الترجمة الحاسوبية الى جانب روابط العبور المفاجيء (Ellipsis). وتشمل تقنيات التحليل الصرفي إعادة الكلمة المشتقة إلى جذرها، أو اشتقاق جميع الكلمات الممكنة من جذر معين واستخدام تقنية العناصر المحدودة ( Finite-State ) ، لتوليد محولات( Transducers ) للتحليل والتوليد الصرفي . تكتب النماذج عادة باستخدام لغات الذكاء الصنعي . وتعتمد المحللات الصرفية على نظرية تقول بأنه يمكن نمذجة صرف اللغات الطبيعية ، باستخدام أوتومات العناصر المحدودة (Finite - State Automata ) . ويتضمن المحلل الصرفي قواعد الصرف ، على شكل علاقات رياضية نظامية ، تفسّر في محولي عناصر محدودة، يؤمنان الانتقال بين لغتين نظاميتين، تسمى الأولى(Lower Language ) ، وتتألف من كلمات اللغة الأولى مع إمكانيات تهجئتها الصحيحة، بينما تسمى الثانية( Upper Language ) ، وتتكون من سلاسل حرفية تشير إلى الجذر والوزن وملحقات الكلمة. ويوفر المحول الانتقال بين السلاسل الحرفية في اللغتين ، فعند تطبيق المحول في الاتجاه الأمامي للكلمة المدخلة، يعيد واحدا أو أكثر من السلاسل الحرفية المحللة ، المناسبة لهذه الكلمة المدخلة، بينما يولد تطبيق المحول في الاتجاه الخلفي على السلسلة الحرفية المحللة، كلمات اللغة الأولى . ومن النماذج المعروفة في هذا المضمار نموذج ( Lexicial Functional Grammer )، الذي طوره " رون كابلان "، و "جون بريسنان" في منتصف الثمانينيات، والذي يقرأ جملة الدخل ، ويرمز كل سلسلة حرفية، ثم يقطع الجملة قواعديا ، وينشئ شجرة عناصرها، وشجرة البنية الوظيفية، ثم شجرة بنية التحويل الوظيفية، ويولد شجرة البنية الوظيفية لجملة الخرج... ثم يصل إلى الجملة المترجمة. وهو يعمل كبرنامج منفصل ، أو كجزء من نظام مزود ، أو تطبيق ويب، بالإضافة إلى إمكانية دمجه في برامج أخرى. دخل استخدام الحاسوب في كافة المجالات... وبرزت الحاجة لمواءمته مع مختلف اللغات ... وظهرت تحديات إمكانية تنفيذ ذلك على أنظمة لم تصمم أصلاً للغات مختلفة.... إلا أن بنية الكمبيوتر المفتوحة وتطوره السريع، سهل نسبيا إضافة برامجيات وتقنيات ملحقة، خاصة بثقافات ولغات أخرى . وشهدت أواسط الثمانينيات أوائل البرامج والتقنيات التي يمكن إضافتها إلى نظام التشغيل دوس ( DOC ) المنتشر آنذاك، بحيث أصبح قادرا على التعامل مع لغات كالعربية والسريانية والتركمانية والكردية مثلا ... وتم تكييف العديد من أنواع الطابعات لهذا الغرض. وعلى الرغم من أن هذا يبدو إنجازا متواضعا عندما ننظر إليه حاليا..... إلا أنه كان مهما جدا في ذلك الوقت، حيث عانى مستخدموا العالم النامي من صعوبة استخدام الحاسوب في أبسط المهمات، مثل مهمة معالجة النصوص . أهم ما تواجهه التقنيات الحاسوبية اللغوية من صعوبات، طبيعة بعض اللغات الوطنية ، وقلة الأبحاث الأكاديمية التقنية المتعلقة بها ... ولذلك كان على الشركات المطورة لتقنيات هذه اللغات ، إجراء أبحاث أكاديمية مكلفة، في علوم اللغويات والرياضيات والصرف، لا تستطيع تحمل تكلفتها إلا الشركات الكبيرة، ومراكز البحث العلمي والجامعات. في الترجمة الآلية تبرز ميادين حيوية منها التدقيق الإملائي والنحوي والتشكيل الآلي ، التحليل الصرفي والبحث والفهرسة ، التعرف على الكلام وتحويل النصوص إلى كلام ، التعرف إلى الحروف ، الخطوط الديناميكية ، معالج الخطوط ( Quality Script Processor )، تقنية تقطيع النصوص الأدبية عروضيا ، .... الخ . تبدو الأهمية الفائقة للترجمة الآلية بين اللغات القومية المؤلفة للشعب العراقي الواحد ومع لغات الشعوب المجاورة واللغات العالمية الأخرى الأمر الذي يستلزم : • تولي الهيئات الوطنية المتخصصة مسؤولية صناعة الترجمة الآلية . • مراعاة معايير الاستخدام وليس فقط المعايير اللغوية . • التخلي عن فكرة ان الانكليزية هي لغة العلم الوحيدة .
راجع : • الكمبيوتر والترجمة / الثقافة الجديدة / العدد 246 / 1992 . • المدخل الى الترجمة الآلية بالكردية / طريق كردستان / العدد 174 / 1999 . • الحاسوب واللغة الكردية / الفكر الجديد / العدد 25 – 26 / 2000 . • الكتابة السريانية والحاسوب / رديا كلدايا – الثقافة الكلدانية / العدد 6 / 2001 . • السريانية والترجمة الآلية / علوم انسانية – المجلة الالكترونية الشهرية ( www.uluminsania.net ( / العدد 12 / آب 2004 . • اللغة التركمانية والترجمة الحاسوبية/ علوم انسانية – المجلة الالكترونية الشهرية ( www.uluminsania.net ( / العدد 13/ آب 2004 . • صناعة الترجمة الآلية واللغة الكردية / http://www.arabicwata.org/Arabic/The_WATA_Library/Research_Papers_and_Studies/Excerpts_from_Papers/2004/december/research3.html http://www.arabkurd.org/
• الروابط الالكترونية التالية لمواقع الحوار المتمدن ، الناس ، آفكا : http://www.rezgar.com/m.asp?i=570 http://www.al-nnas.com/article/SKuba/index.htm http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
• المصادر في المواضيع اللغوية 1. هيلبيغ هيرمان / التحليل السينتاكتيكي _ السيمانتيكي في اللغة الطبيعية باستخدام نظام WCFA _التحليل الوظيفي المحكم من النمط الجديد للكلمات / مجلة الحواسيب والذكاء الاصطناعي / القسم ( 5 ) / عدد ( 1 ) / 1986 / ص ( 53 _ 59 ) . 2. جيف كونكلين / النص الهايبري : مدخل ودراسة / مجلة الكمبيوتر / القسم ( 20 ) / عدد ( 9 ) / 1987 / ص ( 17 _ 41 ). 3. جان فان ليسيون / " السيمانتيكا والنماذج التقليدية " _ مرجع في علوم الكمبيوتر النظرية / Elsevier / 1990 . 4. مارفين مينسكي / المعالجة المعلوماتية السيمانتيكية / انكلترة / 1968 . 5. كولوماتين ن.م. / المنظومات السيمانتيكية المعلوماتية / تحت اشراف : سميرنوفا يو.م. / موسكو / 1989 . 6. جيمس ساسرا البوس / الادمغة والسلوك والروبوتيكا / الولايات المتحدة / 1981 . 7. وليم ف. جيفارتر / المكائن الذكية / الولايات المتحدة / 1985 .
#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سلام الشماع – ضياء النجم البعيد القريب
-
التلوث البيئي - صناعة الموت الهادئ في العراق
-
محراب الطائفية ام محراب الماسونية
-
في سبيل احياء الكشافة العراقية وحملات معونة الشتاء
-
الائتلاف العراقي الموحد والحركة الاجتماعية
-
الهندسة الوراثية و جهابذة الادلجة الاكاديمية العنصرية العراق
...
-
المهندسون وخصخصة كهرباء العراق - 2-3 /3
-
المهندسون وخصخصة كهرباء العراق
-
عميد الهندسة العراقية الدكتور المهندس جميل الملائكة – وداعا
-
ثقافة القطيع الاقصائية والمشاريع السياسية والطائفية المقيتة
-
الحقوق النقابية والتدخل الحكومي وثقافة القطيع
-
الفلاحون وثقافة القطيع
-
عصابات السياسة القذرة والاعتداء الجبان على مقر الحزب الشيوعي
...
-
الحزم والحكمة والتعقل سلاحنا لمواجهة التخرصات الرجعية والاره
...
-
المهندس والقائمة العراقية الوطنية
-
القائمة العراقية الوطنية – حلم الشباب والغد الوضاء
-
فاضل الصراف ... نجم في سماء بغداد الأزل
-
الدستور الطائفي و روبتة المجتمع في العراق
-
الشعب العراقي في بحر من الغضب
-
هل تشفع العلاقات الطائفية والعشائرية والمناطقية الشللية لجرذ
...
المزيد.....
-
حصاد الطب فى 2024.. ابتكار رقعة جلدية يمكن ارتداؤها لتتبع ضغ
...
-
الصحة العالمية: ارتفاع حالات الملاريا بإقليم شرق المتوسط لـ
...
-
بسبب حاجتها للأنسولين.. أم تُمسك بشعر ابنتها المصابة بالسكري
...
-
علماء يرصدون -مادة كيميائية غامضة- في مياه الصنبور.. هل هي خ
...
-
مخدر الشابو.. مدمر للدماغ ويصيب بالسكتات والجلطات
-
موسم جديد من البرامج.. نزل تردد قناة ميكي الجديد على جميع ال
...
-
” يا لولو يا لولو ” تردد قناة وناسة بيبي 2024 استقبليها على
...
-
بسبب نقص الرعاية الصحية.. مرض غامض ومرعب يصيب -أبو صابر- في
...
-
مركز السيطرة على الأمراض الأمريكى يسجل إصابة طفل بأنفلونزا ا
...
-
أسباب وعلامات السكتة القلبية.. عوامل تزيد فرص الإصابة بها
...
المزيد.....
-
التصدي للاستبداد الرقمي
/ مرزوق الحلالي
-
الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
تقنية النانو والهندسة الإلكترونية
/ زهير الخويلدي
-
تطورات الذكاء الاصطناعي
/ زهير الخويلدي
-
تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي
/ زهير الخويلدي
-
اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة
/ ياسر بامطرف
-
مهارات الانترنت
/ حسن هادي الزيادي
-
أدوات وممارسات للأمان الرقمي
/ الاشتراكيون الثوريون
-
الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض
/ هشام محمد الحرك
-
ذاكرة الكمبيوتر
/ معتز عمر
المزيد.....
|