عبدالعزيز عيادة الوكاع
الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 21:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لعل المطلوب ان نعلم علم اليقين، وان نؤمن ايمان مطلقا بان الغاية من الخلق، انما هي عبادة الله الواحد الاحد، بمقتضى قانون التسبيب الإلهي للخليقة(وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون...) ولعل مفهوم العبادة لا ينحصر فقط بالمعنى الضيق الافق، والتي تتمثل بالصلاة والصيام والحج والصيام، وغيرها من العبادات والفرائض وحسب، فتلك فرائض هي الفرائض الأساسية التي لاشك فيها قطعا. لكن المفهوم الحقيقي للعبادة، إنما هو تقوى الله، والتي تتجلى بتلك العبودية المطلقة لله تعالى، ومخافته والاقرار به، وافراد الله تعالى وتوحيده في ربوبيته، والوهيته، ومن ثم السعي الجاد لاصلاح الارض وعمارتها، ومنع افسادها وفسادها، والاخذ بكل اسباب العلم، والرقي، والتطور،واعتماد القراءة والكتابة والتسلح بالقلم (اقرا وربك الاكرم الذي علم بالقلم...)، باعتبار ان الإنسان بعد تلك المهمة، إنما هو مستخلف في حياته الدنيا لإعمار الأرض أيضا.. ( إني جاعل في الأرض خليفة.. ).
على ان الملاحظ انه كلما بدأت، وهممت بكتابة منشور من على الفيس، فإنه يطرح عليك سؤال تقليدي، بم تفكر؟ ولعل الإجابة هي وهل يفكر كل ذي لب الا بهذا الكون، من ارض وسماء، وليل ونهار، وبحار وانهار، ومخلوقات وكائنات، وقرى ومدن، وجنات واشجار، وجبال شامخات، وسيارات وطائرات سابحات، وفلك كالاعلام في البحر، مواخر وعلى السواحل راسيات، وفوق كل هذا وذاك، بشر منتشر من مختلف الالسن والقوميات والاجناس، يتولى ادارة شؤون الحياة، ليعيش عمرا محددا في هذه الحياة، ثم يدركه الموت، فيلاقي ربه، فيخرج له كتابا يلقاه منشورا (انا كنا نستنخ ما كنتم تعملون).
تلك هي الحقيقة الكبرى في الوجود. انها حقيقة الموت، الذي هو بداية النهايات لتلك الحياة الفانية، والانتقال الى الحياة الاخرى السرمدية الأبدية. وستكون المحصلة النهائية، أما الفوز الكبير بجنة أبدا، واما الخسارة الكبرى نار أبدا، وتعلن النتائج على ضوء الأعمال في الحياة الدنيا، حيث توضع الموازين القسط وفي ذلك قوله تعالى:(ونصع الموازين القسط ليوم القيامة فلاتظلم نفس شيئا).
#عبدالعزيز_عيادة_الوكاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟