أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - سوتشي بين السياحة والسياسة














المزيد.....

سوتشي بين السياحة والسياسة


إدريس سالم
شاعر وكاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5736 - 2017 / 12 / 23 - 13:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقول أبراهام لينكون: «تستطيع أن تخدع كلّ الناس بعض الوقت، أو بعض الناس كلّ الوقت.. ولكن لا تستطيع أن تخدع كلّ الناس كلّ الوقت».

مقولة للرئيس الأمريكي السادس عشر توقّفت أمامها كثيراً، لما لها من دلالات ومعاني عميقة، عانينا من آثارها في واقعنا وحياتنا، مع مَن يديرنا في الباطن ويحكمنا في الظاهر، فبالفعل قد يكتشف الإنسان فجأة وبالصدفة البحتة أنه كان المخدوع الوحيد، وكلّ السيناريوهات التي حُيكت ضدّه كانت بناء على خطة موضوعة بدقة وحرفية رهيبة، وهذا ما ينطبق على مَن يخدع الشعوب اليوم تحت شعارات حقّ تقرير المصير، أو محاربة الإرهاب، أو المقاومة والممانعة، أو التقسيم، أو المؤامرة.

كل سياسي هو سائح، وكل سائح هو صاحب مشروع، في جعبته مشاريعه ومشاريع أجنداته وحلفائه، فسوتشي تضمّ عدداً من المعالم السياحية، كحديقة نباتات سوتشي، وهي أكبر حديقة نباتات في روسيا بالمنطقة شبه الاستوائية، حيث تحتوي على أكثر من ألفي نوع من النباتات، جلبت من مختلف مناطق العالم، إضافة إلى المحمية الطبيعية لأدغال السدر الجبلي والطقسوس، وهي منطقة جبلية معزولة توجد فيها أشجار عاشت في العصر الجليدي، ومتحف يتحدّث عن حيوانات القوقاز.

إضافة إلى مكانة سوتشي السياحية والتاريخية، فهي أيضاً مدينة الصفقات والتسويات السياسية، حيث استقبل فيها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عدداً من كبار الرؤساء والمسؤولين، لمناقشة أزمات الشرق الأوسط، وفي مقدمتها الأزمة السورية، ومن بينهم وزير الخارجية السوري وليد المعلم في 2014، ورئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في 2017، والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز في 2017 «أول زيارة لملك سعودي إلى روسيا»، ومؤخّراً في 22 نوفمبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والإيراني حسن روحاني.

إن أهمية مؤتمر سوتشي يكمن في تهميش وتفتيت المعارضة، وإعادة ترميم النظام السوري، وشرعنته، ومناقشة مشروع دستور سوري جديد سبق أن قدمته موسكو في يناير 2017، وضرورة تطبيع العلاقات بين النظام والمعارضة، وسط تحذير موسكو لفصائل المعارضة والقوى السياسية الرافضة لبقاء الأسد في السلطة من عدم الذهاب إلى روسيا، فكل مَن يريد أن يتحدّث بقوة في قاعة المؤتمر وخلف كواليسه عليه أن يكون قوياً على الأرض أولاً، إذ النظام قويّ في الخنادق، فيما المعارضة قوية في الفنادق، وهذه هي الحقيقة التي ستحسم نتائج سوتشي «الأسد كان خاسراً في جنيف، ولكنه سينتصر في سوتشي».

فيما فشل جنيف بهذا الشكل، وترحيل بعض ملفاته إلى سوتشي، الذي لا صفة شرعية دولية له «ما سبب الفتور الإقليمي والدولي في التعاطي مع سوتشي؟»، يُوضّحان أن كل القرارات الدولية والإقليمية الخاصة بسوريا لا قيمة أو أهمية لها، ويمكن التخلّي عنها إن رضيت المعارضة أو جهات سورية كثيرة معارضة، فبذهابها إلى سوتشي تكون قد رفعت من دوره السياسي وشرعنته الدولية، وقد تتحوّل مقرراته العلنية والسرّية إلى وثيقة ثابتة يتم اعتمادها لاحقاً في مجلس الأمن والأمم المتحدة، وهو ما ستعمل موسكو من أجله «الروس لا يمتلكون حلاً لسوريا، إلا احتلالها ونهبها».

الكورد منقسمون، وكل قسم يحارب الآخر، ويحاول انتزاع الشرعية منه، إلا أن الأمر المحيّر لدى المتابع، هو لماذا تحارب تركيا حزب الاتحاد الديمقراطي، في أيّ رغبة للأخيرة في حضور أيّ مؤتمر خاصّ بالأزمة السورية، في حين تلتزم الأولى الصمت حول مشاركة المجلس الوطني الكوردي في أيّ مؤتمر دولي وإقليمي، سواء بصفة مستقلة أو ككتلة داخل الائتلاف الوطني السوري؟ إذاً على المجلس الوطني الكوردي وحزب الاتحاد الديمقراطي أن يدركا حقيقة أنهما لن يحقّقا أيّ نجاح في غربي كوردستان ما لم يتحدا سياسياً وعسكرياً واجتماعياً «وهو بالأمر المُحال».

قبل الوصول إلى نتيجة المقال، يجدر بنا الإشارة إلى موضوع جوهري، هو أن حزب الاتحاد الديمقراطي أو المجلس الوطني الكوردي لو ثبّتا أيّة حقوق كوردية (حكم ذاتي أو فيدرالية) في المفاوضات الجارية واللاحقة والأخيرة تحت مظلة الأمم المتحدة، وبقرار معترف به محلياً وإقليمياً ودولياً، سواء في جنيف أو سوتشي أو آستانة، فسيبقى ذلك انجازاً سياسياً مهمّاً، أم لو خرجا منها خاسرين فاشلين، فسننتظر فرصة تاريخية أخرى، قد لا تتكرّر بعد قرن أو قرنين.

وتبقى النتيجة الراهنة أن في كل المؤتمرات الخاصة بالأزمة السورية الكورد لم يحقّقوا فيها أيّ أهداف ونتائج ملموسة وثابتة، ففي كل جولات جنيف وآستانة كان الكورد الورقة الأضعف، لخبث المعارضة السورية والإقليمية، وللتشتت الكوردي، وغياب وفد كوردي جامع، يمثل غربي كوردستان برمته، فروسيا التي اشتهرت بالفيتويات ودفاعها عن حليفتها سوريا هي الأقوى حتى الآن، فيما تركيا والسعودية وقطر ومعهم أمريكا والغرب تمسّكوا بالمعارضة السورية فقط للدفاع من خلالها عن مصالحهم ونفوذهم.



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم أساس لبناء كوردستان
- كذبة الثعابين السوداء في كركوك
- أُسُود على كوردستان، فئران أمام إسرائيل
- التآمر على كوردستان بنظرية المؤامرة
- قراءة في مقابلة رضا آلتون مع عُكاظ
- وعد ترامب لبَنِي صهيون
- غرب كوردستان في الأروقة الدولية
- حرّرْ كوردستان بعقلك لا بعاطفتك
- أيُّها الغرب
- يظلمون رئيساً لا يملك قرارة نفسه
- حليف استراتيجي أم أداة تكتيكية؟
- أبكي وطناً لن يموت
- ليس للعراقي إلا الصحراء
- حجي بلال كاريزما كوبانية، ورمز للنضال والنزاهة
- لماذا يعادي المثقف العربي استقلال كوردستان؟
- عسكرة الكراكوزات لن تحيي جثة سايكس – بيكو
- موقف PYD و ENK-S من الاستفتاء
- ماذا يفعل المجلس الوطني الكوردي في موسكو؟
- على ENK.S أن يستقيل، وPYD أن يعود إلى جُحره
- مَن الخاسر، والمُستفيد الأكبر من نقل قافلة داعش؟


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إدريس سالم - سوتشي بين السياحة والسياسة