أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عدلي أحمد - صفحة الفتنة الكبرى...متى تطوى؟















المزيد.....

صفحة الفتنة الكبرى...متى تطوى؟


أحمد عدلي أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 09:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما حدث يوم الأربعاء 22/02/2006 في سامراء من تفجير لضريح الإمامين العسكريين من نسل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وما لحقه من أحداث دامية راح ضحيتها أكثر من مئة شخص أغلبهم من السنة يكشف عن الحقيقة التي يحاول الكثيرون الهروب منها وهي حالة الانشقاق الحاد بين المسلمين السنة والشيعة ليس في العراق فحسب ، بل في كافة أرجاء العالم الإسلامي بطوله وعرضه ، والحقيقة أن الكثير بات غير واع لعمق الشرخ الذي خلفته الفتنة الكبرى داخل العقل الإسلامي ، فهذا الحدث المأساوي صبغ التاريخ الإسلامي بلون الدم ، وكتب النهاية لمشروع سياسي/اجتماعي إسلامي ينبثق من فكرتي العدل والشورى الإسلاميتين ، وإذا كان المجتمع الإسلامي قد حقق ذروة نجاحاته الفكرية والمادية في وقت تال لهذه الفتنة (في العصر العباسي الأول تحديدا) إلا أنه كان يتحرك كمريض بفيروس HIV المسبب للإيدز فالمريض بهذا الداء يمكن أن يتحرك ويعمل بشكل رائع لسنوات ولكن الفيروس بداخله ، ولحظة النهاية محتومة في زمن قادم أكيد ، ففي اللحظة التي فشل فيها المسلمون في إيجاد آلية لتداول السلطة سوى قتل الخليفة عثمان كانوا يفتتحون بذلك عصرا امتد لقرون كان فيه السيف صاحب الأمر والنهي فيمن يتولى السلطان ، وفي اللحظة التي خرج فيها معاوية ومن قبله طلحة والزبير وعائشة على الإمام "علي" مطالبين بدم "عثمان" بدأت الردة إلى عصر القبيلة وأيام العرب وحرب بعاث حيث كانت العشائر تطلب الثأر بسيوفها ورماحها لا بحكم القضاة وبواسطة السلطة كما يفترض من مواطني دولة ، وفي اللحظة التي قبل فيها "الحسن بن علي" أن يبايع "معاوية" لحقن الدماء فقد كان يضع مبادئ استمرت بعد ذلك في التفكير الإسلامي مثل "درء المفاسد مقدم على جلب المنافع" و"سد الذرائع" وغيرها من المبادئ التي تعني القبول برهن المجتمع إلى مرحلة الضرورة عوضا عن نقله إلى مرحلة الاختيار، غير أن أفدح ما نجم عن هذه الفتنة وخاصة فصلها الثاني بعد وفاة "معاوية" وتولي"يزيد" والأسلوب الهمجي الذي تعامل به الأخير وولاته (ومنهم من ولاهم أبوه معاوية الذي يرفض جل المسلمين السنة نعته بما يستحق من أوصاف التحقير والذم) مع من رفضوا "هرقلة الحكم الإسلامي" وعلى رأسهم الإمام الحسين" هو الانشقاق تجاه هذه الجريمة الشنعاء بين من صدم وفجع بها لدرجة المغالاة في علي و بنيه بما جعله يدعي لهم حقا إلهيا قي الخلافة ، ويستدل لذلك بقصص خيالية وروايات ضعيفة أو لا سند لها ، وبين من رفض هذا التطرف وما نتج عنه من هجوم على فضلاء الصحابة الذين ادعى الشيعة أنهم أخفوا وصية النبي(صلى الله عليه وسلم ) لعلي بالخلافة ، ولكنهم وقعوا-للمفارقة- في تطرف عكسي بادعاء عدلية جميع الصحابة بدون سند من عقل أو نقل صحيح كما قبل جل فقهائهم مبدأ طاعة السلطان الجائر ، ولم يفرق أكثرهم بين فكرة عدم الخروج على السلطان الجائر وفكرة رفض الظلم والطغيان والتصدي له ، وفهم معظمهم مبدأ الشورى بمعنى أخذ رأي عدد قل أو كثر من الناس بدون أن يقيد ذلك من الطبيعة السلطوية لولي الأمر كما فهموها ، وبسبب انعدام التسامح والتعصب لدى كلا الطرفين ، وبسبب مصالح الحكام والسلاطين أيضا في استصدار فتاوى تبيح لهم قتل معارضيهم ساد العداء شكل العلاقة بين الطرفين بشكل عام ، وعبر تاريخ طويل من العداء والانطباعات السلبية وسوء الفهم والكذب والتضليل المتعمد والشائعات وسيطرة المتطرفين صار العداء مستحكما والشرخ عميقا والجرح مستعص على الاندمال ، وإذا كان التطرف السني تجاه الشيعة قد وصل إلى استباحة البعض لدمائهم وأموالهم مثلما أفتى بذلك "ابن تيمية" وتبعه جل الوهابيين بشقهم السلمي المسمى"السلفية" والعنيف وهم القاعدة وأذيالها ، فإن التطرف الشيعي تجاه السنة واقع ملموس أيضا ، فجل المرجعيات لا تبيح إعطاء زكاة المال لغير الشيعة وتفتي بعدم قبول خبر غير الشيعي في الدين ورغم أنهم لا يصرحون بكفره إلا أنهم بذلك يسوون بينه وبين غير المسلم في هذه الأحكام ، وطوال القرن العشرين كانت هناك محاولات لتقريب بين المذاهب الإسلامية اتسمت بالكثير من التفاؤل ، والقليل من الفهم العميق لأصول الخلاف وجوهريته ، وفي لحظات بدا وكأن الهدف قريب فمع الانجذاب الجماهيري السني لتجربة الثورة الإيرانية في أواخر السبعينيات ثم مع الالتفاف حول مهمة حزب الله التحريرية في الجنوب حتى العام 2000 ظن الكثير أن لحظة الوحدة الإسلامية المنتظرة منذ سنة 35 هجريا قد جاءت ، ولكن الأحداث التالية بينت أن ذلك لم يكن سوى سراب كبير ، والآن فإن العلاقات السنية-الشيعية في أدنى مستوياتها ، وحالة عدم الثقة بلغت مدى أصبح فيه الطرف غير المسلم في بعض الأحيان أقرب لكل طائفة من الطائفة الأخرى ، ففي لبنان تحالف بين حزب الله والتيار العوني الماروني في مواجهة تحالف بين لقاء قرنة شهوان الماروني وتيار المستقبل السني ، وفي العراق يبدو الأمريكيون أقرب للشيعة من السنة إليهم ، ووسط كل هذه الحالة من العداء وعدم الثقة يسقط المئات كل شهر تقريبا في حرب طائفية تمتد من لبنان إلى باكستان ، وتحت السطح غيوم تتجمع في مناطق أخرى كالسعودية والكويت تنتظر اللحظة المناسبة لحدوث الفيضان ..الخلاصة أن إسلام بداية القرن العشرين أصبح ذا وجه تعيس جدا بعد أن تجمعت في اللحظة التاريخية الراهنة كافة أدران التاريخ الإسلامي وأمراضه ، وغابت جل مميزاته وملامح عظمته وأضيف إلى ذلك انحرافات جديدة كتفسير القاعدة للجهاد والهجمة الوهابية على العقل المسلم وانتشار الخرافة وأنماط التدين غير السوي ، وبتعبير صريح فإن الدين الإسلامي في صورته السائدة حاليا قد فقد قدرته على إلهام المسلمين للسعي من أجل حياة أفضل ، وأصبح معادلا للانتحار والقتل والتخريب وفي أحسن الأحوال الكسل العقلي والقبول بالطغيان والمذلة داخليا ودوليا ، ولقد آن الأوان لإنتاج فكر إسلامي جديد يتجاوز التصنيفات والعداوات التاريخية ، ويتحرر من أسر الخوف المرضي من الفتنة...يستوعب التجارب التاريخية والمعاصرة للأمم المختلفة بعيدا عن الطريقة التلفيقية الأثيرة لدينا ...يؤمن بالتسامح والحوار والحق في الاختلاف قدر ابتعاده عن الأيدولوجيا والحمية ، ولكن الأهم أن يؤمن بقيمة الحياة ويكتشف معنى الاستخلاف والاستعمار اللذين ينص عليهما القرآن باعتبارهما من مهام الإنسان على الأرض ، ويكون ملهما للمسلمين ليكافحوا من أجل حياة أفضل ، لأن الله خلقنا لكي نعمر هذا الكوكب وليس صحيحا أننا نولد لكي نموت فقط
.



#أحمد_عدلي_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفكير العلمي في الإسلام
- خواطر جديدة قي المسألة الدانماركية
- في المسألة الدانمركية
- أي إسلام...أي مسلمون؟
- حديث المرجعية
- تنظيرات حول الحرية
- تناقضات المشهد الإخواني
- نطق المعارضة المصرية المهلك....ابحث عن الحكومة
- المطلوب من الحكومة المصرية بعد مجزرة شرم الشيخ
- مصر ملطشة المعارضة
- الجرائم الجهادية تتواصل وتواطؤ الفكر العربي يستمر
- الأزهر إذ يترنح
- القوى اليسارية والمعتدلة اللبنانية لماذا خسرت الانتخابات؟
- الخطاب الإسلامي الجديد..هل هو جديد بالفعل؟
- ما الذي كان خاطئا؟
- لبنان الحقيقي جاي
- نجاحات المعارضة اللبنانية تظهر في ساحة رياض الصلح
- الإنسان إذ يصبح رقما
- عندما يصبح الموت هو الغاية المقدسة
- هنتجونيون عرب


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عدلي أحمد - صفحة الفتنة الكبرى...متى تطوى؟