|
لا يفيدنا الترقب اننا في مازق دمار حياتنا المدنية فيجب التصدي ورص صفوف نضالنا العظيمة ضد الحرب الطائفية
مؤيد احمد
(Muayad Ahmed)
الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 10:38
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
باتت بوادر حرب طائفية واسعة تلوح في الافق وتهدد حياة الجماهير في وسط وجنوب العراق في الوقت الراهن، بعد ما شاهدنا خلال الايام السابقة مجازر طائفية بلغت ضحايها اكثر من 130 شخصا وتدمير ما يقارب 100 مسجد وجامع اثر حادثة تدمير مسجد علي الهادي والعسكري في السامراء هذه الحرب الطائفية الجارية التي اودت بحياة مئات من اناس ابرياء لمجرد كونهم يعتنقون مذهب ما يشكل مشهد مأساوي اخر من مشاهد اوضاع السيناريو الاسود الذي وقع فيه العراق منذ الحرب واحتلاله في سنة 2003. انها لماساة كبيرة بان يقتل الانسان لا لشئ الا لكونه انسانا يصوره ويواجهه معتنقي المذاهب الاخرى كعدو لهم وسببا لبؤس حياتهم. ان الاوهام والحقد والكراهية الطائفية والقومية والدينية والعنصرية تؤدي بحياة ضحاياها باستمرار في اماكن عديدة في العالم الراسمالي المعاصر وان الطبقة السائدة وتيارتها السياسية في هذا العالم المقلوب هي التي تصنع وتعيد انتاج هذه الاوهام والكراهية وتديم بالتفرقة والسلب للهوية الشاملة والانسانية اللانسان. ما يحدث في العراق في هذه الايام يعكس هذا البلاء التي تواجهه البشرية المعاصرة ولكن في شكل واطار محدد وبايدي قوى سياسية طبقية معروفة المعالم. فقوى الاحتلال وتيارات الاسلام السياسي التي تتحكم بمصير الجماهير في العراق وتغرقها في بحر من الدماء والبؤس والدمار منذ ما يقارب 3 سنوات هي التي خلقت وشددت واججت الحرب الطائفية الحالية وهي المسؤولة عن ما يجري في العراق. اننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي كنا نقول دائما بان الحرب على العراق واحتلاله ليس الا الخطوة الاولى نحو اسقاط المجتمع العراقي في هاوية الحرب الطائفية وسيطرة القوى المليشية واسياد الحرب الاسلاميين الطائفيين والقوميين وتقوية تيارات الاسلام السياسي المختلفة، وهذا ما حدث ويحدث فعلا الان . ان الاسلاميين السياسين الشيعة والسنة قد دفعوا ببرامجهم وممارساتهم وسياساتهم الدموية الى اقصى الحدود وصعدوا بالاستقطاب السياسي الشيعي والسني الى مديات كبيرة واصبحت اثارة لا بل شن الحرب الطائفية وارتكاب المجازر الواحدة بعد الاخرى ممارسة يومية للحكيميين والصدريين والدعوين وغيرهم الى جانب الجماعات الارهابية السنية من الزرقاويين والوهابيين والاحزاب والقوى السياسية الاسلامية السنية الاخرى. ان الجماهير تعيش لاكثر من ثلاث سنوات في ظل القصف الاعلامي الامريكي والاسلامي والقومي وفي اجواء جرائم وحرب القوى الميليشياوية والعصابية للاسلام السياسي السني والشيعي وعمليات زرع الهوية الطائفية والقومية والمذهبية المنظمة والمخططة التي استهدفت وتستهدف تحقق السياسة الطائفية والتقسيم الطائفي للجماهير وفرض هذه السياسة على مسار السياسي في العراق بوصفها واقع حال وانعكاس لخصوصية الجماهير. و قد وجدت الجماهير نفسها منذ البدء بانها في وضع صعب للغاية وقاومت بشكل او باخر هذا الهجوم الشامل على مكتسباتها وحياتها. ان ضرورات ادامة عيشها بامان والتطلع الى تحررها من براثن هذه القوى وضعتها في موقع بان تدرك على صعيد اجتماعي واسع بان مصائبها وماسيها على ايدي هذه القوى مشتركة، فحافظت على بنيان المجتمع واواصر العلاقة الانسانية فيما بينها ولم تدع هذه القوى السياسية للاسلام ان تغرقها في بحر من الدماء في محرقة الحرب الطائفية والقومية . غير اننا الان في وضع نواجه هجوم اكبر واشمل فالترقب والمقاومة السلبية للحفاظ على تلك الاواصر الانسانية لا تكفي حيث ان حياتنا وحياة اطفالنا في معرض خطر كبير اذا لم نتصدى لكل هذه الجرائم التي ترتكب باسمنا. ان بنيان الحياة المدنية مدمر بسبب الاحتلال وسيطرة هذه القوى وبسبب تسلط الاسلام السياسي وميليشياته الملسحة واسياد الحرب على رقاب الجماهير في اماكن مختلفة في العراق . ان هذه القوى الرجعية ماضية في اغراق مجتمع عصري ومتطور في اتون الحرب الطائفية والمذهبية على نمط افغانستان ولكن بمديات ونتائج اخطر بكثير وماسي انسانية كبيرة. انها في صلب عملية افغنة العراق وليست العملية السياسية التي يدعون بانها تجلب "الامن" و"السلام ". فليس للجماهير التحررية من خيار اخر غير ولوج الميدان وسد الطريق على هذه القوى وكسر هذه الحلقة المدمرة من العنف والاقتال الطائفي والقومي في العراق. ليس لنا خيار غير تنظيم صفوفنا ومواجهة العصابات الاسلام السياسي في محلات وامكان العمل والعيش، بشكل جماعي ليس فقط لسد الطريق عليهم لغرز الحقد الطائفي والقومي والمذهبي في اوساطنا بل لفرض تراجع شامل عليهم بوصفهم مجرمين لم يجلبوا شئيا لنا غير الدمار والبؤس. ان جماهير الطبقة العاملة بقسميها العاملين والعاطلين عن العمل تشكل القوة الطبقية الاساسية في المجتمع والتي من الممكن ان تتحول الى قوة سياسية واجتماعية جبارة لتغيير مجرى الاوضاع رغم الظروف الماسوية الحالية في العراق اذا وحدت صفها النضالي التحرري. وهي قوة كبيرة بصفوفها التي تستلزم موقعها الطبقي ومصالحها الطبقية بان لاتكون لها اية "هوية" طائفية وقومية ودينية ولا يربطها شئ بالطائفية والاهوام الدينية والقومية، دع جانبا في سفك الدماء في حرب واقتتال طائفي وديني وقومي. لهذه الطبقة مصلحة اساسية في انهاء مجمل هذه الاوضاع وعدم اتاحة الفرصة لاستمرارها لحظة اخرى. ان النساء اللاتي يشكلن نصف المجتمع العراقي واللاتي يعانين المآسي على ايدي الاسلام السياسي والذي اغرقهن في بحر من الحرمان والاستعباد وسلب منهن ابسط حقوقها وحرياتها، يردن ان يكسبوا حرياتهن وحقوقهن ومساواتهن مع الرجل و تحسين مستوى معيشتهن و نيل الرفاهية و المساواة للجميع. ان مصالح النساء تتناقض بالاساس مع الطائفية وتيارات الاسلام السياسي وسفك الدماء والقتل والحرب الطائفية ولا يردن استمرار تحكم هذه القوى بالاوضاع للحظة اضافية اخرى. ان الشباب والشابات وبصفوفهم المليونية المتطلعة الى حياة مرفهة والحرية والتمتع بحياة سعيدة وتوفير فرص التعليم وتطوير خلاقياتها الشابة في عالمنا المعاصر لا ترى في الاوهام الدينية وهذه الجرائم غير افاقا مظلمة وتدمير مستقبلها. فليست ثمة مصلحة لاحد في المجتمع ان يجري ما يجري في العراق ولا تشكل خصيصة احد غير تلك العصابات والمجموعات الميليشية للاسلام السياسي الشيعي والسني والبعثيين. ان القوة الاجتماعية المعترضة على تلك القوى هي صفوف ميليونية ولكنها غير منظمة وغير ملتفة حول سياسات وشعارات واهداف سياسية تحررية وانسانية في حركة قوية و متماسكة. ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يقف في الصف الاعتراضي الاجتماعي والسياسي للجماهير لانهاء الاحتلال وتقصير ايادي الاسلام السياسي والقوميين وان مؤتمر حرية العراق هو مشروع سياسي الذي يدعمه حزبنا لتوحيد النضال بوجه هذه الاوضاع. فتقوية نضال هذا الحزب هو الطريق الخروج من المازق الحالي .
#مؤيد_احمد (هاشتاغ)
Muayad_Ahmed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يجب التصدي للخنق البعثي للحريات في كردستان على ايدي الحزبيين
...
-
التصويت لحماس تراجع مؤقت لآمال الجماهير التحررية في فلسطين
-
لنقف بوجه من يمس حرية التعبير لا للاستبداد الاسلامي
-
تشكيل -الحكومة-! الاسلامية الشيعية في العراق خنق لارادة الجم
...
-
الحكومة المؤقتة الحالية، حكومة تشديد السيناريو الاسود
-
كلمة مؤيد احمد في المؤتمر الثاني لاتحاد المجالس و النقابات ا
...
-
حديث مؤيد احمد في مراسيم الذكرى السنوية الثانية لمنصور حكمت
...
-
اغتيال رفيقنا العزيز محمد عبدالرحيم وصمة عار كبيرة على جبينك
...
-
لا، للقوات الامريكية في العراق وحكومتها الانتقالية
-
راية 1 ايارهي الجواب على ما يجري في العراق ايضا
-
الشيوعية هي الحياة ليس هناك أمر في المجتمع لا يهم الشيوعية ا
...
-
قانـون -ادارة الدولة العـراقية- تقيـيـد اسلامي وقـومي للمجتم
...
-
مهزلــة -شيوعية- الحـزب الشيوعـي العراقـي - ردٌ على عبد الرز
...
-
تفجيرات بغداد الانتحارية جرائم ارهابية ضد المواطنين!
-
يوم اعلان انهاء اعتصام العاطلين عن العمل في بغداد
-
تشكيل مجلس وزارء ديني وقومي خطوة رجعية اخرى باتجاه لبننة الع
...
-
مسارالاوضاع ومسالة السلطة في العراق
-
في ذكرى رفيقنا العزيز منصور حكمت
-
كفى انتظارا لادارة عنصرية و فاشلة ! يجب توفير الخدمات الحيات
...
-
بصدد: اللجنة التحضيرية لتشكيل المجالس والنقابات العمالية في
...
المزيد.....
-
إطلالة مدهشة لـ -ملكة الهالوين- وتفاعل مع رسالة حنان ترك لجي
...
-
10 أسباب قد ترجح كفة ترامب أو هاريس للفوز بالرئاسة
-
برشلونة تعاني من أمطار تعيق حركة المواطنين.. وفالنسيا لم تصح
...
-
DW تتحقق - إيلون ماسك يستغل منصة إكس لنشر أخبار كاذبة حول ال
...
-
روسيا تحتفل بعيد الوحدة الوطنية
-
مصر تدين تطورا إسرائيليا -خطيرا- يستهدف تصفية القضية الفلسطي
...
-
-ABC News-: مسؤولو الانتخابات الأمريكية يتعرضون للتهديدات
-
ما مصير نتنياهو بعد تسريب -وثائق غزة-؟
-
إعلام عبري: الغارة على دمشق استهدفت قياديا بارزا في -حزب الل
...
-
الأردن.. لا تفاؤل بالرئاسيات
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|