أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - أزمة كاريكاتير أم أزمة ثقافة ؟














المزيد.....

أزمة كاريكاتير أم أزمة ثقافة ؟


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 1475 - 2006 / 2 / 28 - 10:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يخرج أيمن الظواهري في كل شريط له أو أسامة بن لادن في كل تسجيل له على العزيزة قناة الجزيرة!! ولا يتركا مقابلة واحدة إلا ويهاجمان الصليبية وهذا بالطبع ليس هجوما على خصم سياسي بل هو هجوم على نسق ديني بالدرجة الأولى، كما أن خطباء الكثير من المساجد العربية وغير العربية يتحدثون عن النصارى واليهود بأكثر من طريقة، ويشككون حتى بالكتب المقدسة التي يتداولها اليهود والنصارى، وبأنها ليست كتب مقدسة، ومع ذلك لم تحرق ولا سفارة إسلامية أو لم تقاطع البضائع العربية..الخ
يخطف رهائن غربيين ويذبحون على حد السكين، رغم أن أغلبيتهم ممن يأتون للمنطقة العربية للتعاطف مع قضاياها المصيرية.
إنها الهوية المفقودة، في قهر للذات لم يسببه الآخر بتقدمه فقط بل سببه ثقافة عمرها أجيال كرستها سلطات فاسدة حتى نقي العظم، سلطات ألغت مساحة الرأي وحق الآخر لدى الذهنية العربية والإسلامية، إننا نحمل الغوغاء فيما جرى من أحداث وحرق سفارات وماشابه..والغوغاء لم يعودوا غوغاء / بالمطلق / بل هم غوغاء لمجتمعات حكمت بالحديد والنار وتفشي ثقافة الذات المنكوبة دوما بعدو دائم وهمي أم حقيقي لافرق دوما هنالك عدو متربص بأوطاننا ـ نقصد بسلطاتنا!!
لايمكن للاستثمار الثقافي المنفتح على العالم أن يأتي أكله في ظل سياسات التصعيد العنفي تجاه الخارج والآخر، وعلى فترات طويلة إنه بحاجة للسلم الأهلي والأمن والسلام والأمان.
تواطؤ العالم في زمن الحرب الباردة مع سلطات جهلت هذه المجتمعات وهيأت لها كل سبل / العنف والعنف المضاد..فهل من السهل أن نتجاوز هذه المحنة؟
لم يعد العالم كما كان أصبحنا الآن بين يدي الكوكبة الإنسانية / ولم أسميها العولمة لما لهذا المفهوم من دلالات سلبية عند الكثيرين!!
لم تعد لدينا سوى الطرق السلمية في الوصول إلى حقوقنا هذا حد بشري إنساني وتاريخي بالآن معا / العالم يسمح في حده التاريخي والحضاري بالحصول على مطالبك العادلة بالنضال السلمي الديمقراطي.
كما أنه يسمح لك بكل وسائل التعبير السلمية، من يمنعها عندنا هو : النظام العربي الرسمي ومشتقاته. النضال السلمي الديمقراطي وليد حد تاريخي بات معاصرا وراهنا، كما هو وليد حد معرفي وإنساني وصلت إليه البشرية بدماءها، كيف لنا أن ننضم لهذه البشرية؟
في أزمة الكاريكاتير الأخيرة أدركت حجم المأساة من خلال تلمس مدى الخوف في قول ما يقتنع به الكثيرون!! وأنا واحد من الذين خافوا أن يقولوا رأيهم بصراحة متناهية. ولازلت خائفا من قول رأيي هذا بصراحة تامة. ومع ذلك ساعطي مثالا :
إن في سجون أحد الأنظمة العربية : كان السجان يمنع الصلاة على السجين وإن شوهد سجين يصلي عوقب بالدولاب / الفلقة / وبالزنزانة..الخ
وفي نظام آخر... كانت ميليشيات هذا النظام تزيل الأغطية عن رأس النسوة عنوة في الشارع وأمام زوجها أو أخوها أو والدها.. تحت عنوان حملة محاربة الحجاب!! لم نرى المتحمسين للإسلام يخرجون إلى الشارع ويحرقون مباني المليشيات هذه!! كما حدث في دمشق وطرابلس الغرب وبنغازي وأحرقوا السفارات والقنصليات!! بالطبع أنا ضد العنف أيا كان مصدره أو مبرره ولكنني أريد التأكيد أن ثقافة العنف والخوف التي يمكن لها أن تنتج هذا العنف كما الحال الآن في العراق هي وليدة ثقافة كرستها سلط استبدادية. وليست المسألة هي في أزمة كاركاتير لرسام مغمور في جريدة محلية دانمركية لا يقرأها أكثر من عشرة ألآف شخص ربما!! فالثقافة الطائفية التي لها حوامل رمزية ومن أعادها إلى العمل اليومي ليس الغوغاء بل النظم الفاسدة.. كمثال.. لماذا أوروبا لاتعيد السلطات الأوروبية فيها رمزية الحروب الدينية التي شهدتها أوروبا وتفعلها في الحاضر لكي تصبح ثقافة معاصرة!! كما هي الحال عند النظم العربية.
التي لازلت لاتتوانى عن استخدام أية وسائل للحفاظ على فسادها / سلطتها..؟
صدام حسين بقدرة قادر تحول إلى مؤمن!! والسيد الرئيس بشار الأسد أصبح الآن حاميا لرمزية الإسلام!!. ومعمر القذافي أصبح مع حرية المواطن الليبي في حرق القنصلية الإيطالية!
والنقطة التي يجب إثارتها دوما أن قيم التسامح والسلام هي القيم التي يجب أن يتم تكريسها في ثقافتنا المعاصرة. وهذا ليس فقط دعوة أخلاقية بل هو إعادة صياغة رؤيتنا كعرب وكمسلمين للعالم وكيفية التعاطي مع شؤوننا ومطالبنا.. ولكن المعيق الحقيقي لهذه الثقافة وهذه الرؤية كي تجد طريقها إلى وعي الشارع الإسلامي هو : النظام السياسي الرسمي.. وهنا بيت القصيد،
هذه الرؤية بحاجة إلى مجتمع مؤسساتي ينشرها ويؤسس لها. وبالتالي بحاجة لدولة قانون، بحاجة لحرية الرأي والمعتقد، بحاجة لنظام سياسي ديمقراطي.



#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصدير الخوف
- التغيير الرئاسي السوري
- الطائفية والإرهاب تدافع عن آخر مواقعها والعراقيون يدفعون الث ...
- بوش والديمقراطية في الشرق الأوسط
- صور أبو غريب وغوانتنامو ..بوش هل يستغني عن النفط ؟
- المساعدة المالية الأمريكية للمعارضة السورية
- الخيار الأمريكي في سوريا خيارا وطنيا أم خيارا سياسيا؟
- ولازالت المداهمات مستمرة في سوريا
- النظم الفاسدة النظام السوري نموذجا
- عودة للمسألة اليهودية في السياق الدنماركي
- السلطة العربية تحاور العالم :هل أسمعت لو ناديت حيا
- التحفة السورية في حرق السفارة الدنماركية
- العلمانية تحمي جميع الأديان في إطار الدولة اللادينية
- الإعلام العربي ..من أين؟
- الطائفية في لبنان مؤسسة وفي سورية ثقافة لم تتأسس بعد
- تعقيبا على مقال الياس خوري - من أجل تجاوز المأزق
- الدانمرك بريئة ..أبحثوا عن خاطفي الرهائن !!
- الإفراج عن معتقلي ربيع دمشق بداية تحول أم مناورة؟
- رسالة متواضعة إلى المعارضة السورية القسم الثاني
- فلسطين ..إنها البداية


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - غسان المفلح - أزمة كاريكاتير أم أزمة ثقافة ؟