في مقالة رائعة كتبها المفكر العربي الدكتور سيار كوكب الجميل في الصفحة التاسعة من جريدة الزمان الصادرة صباح هذا اليوم 3/3 تحت عنوان ( أيها العراقيون كونوا بحجم وطنكم أولا ) ، أتمنى من الجميع قراءتها و تدقيق تفاصيلها والتمعن في عمق كلماتها التي تعبر عن ضمير عراقي مخلص وأصيل يناشد به جميع فصائل شعبنا خارج وداخل الوطن الذين هم بحاجة ماسة لنزع كل العباءات السوداء وأن نتحرر من ممنوعاتنا ومن نوازعنا الطائفية وأن نرمي بالسلبيات التي حملناها معنا في سلال المهملات ، ونبدء صفحة جديدة تقوم على أسس المحبة والأحترام والشفافية .
وأقول أن الأختلاف في الرأي لايلغي الاحترام والعلاقة الإنسانية ، ومن حق كل عراقي أن يفكر بالطريقة التي يعتقد أنها الصحيحة في بناء الوطن ومستقبله ويختلف مع الآخر في سلوك الطريق لبناء الوطن ، والطرق التي يبني بها الناس أوطانهم متعددة ، ومهما كان الخلاف والتعارض والتقاطع بيننا ينبغي أن لاننجر لنشر غسيلنا على الناس من غير أهلنا مادمنا أخوة وبيت واحد وعائلة عراقية حميمة وخاصة ونحن في غربتنا .
وأقول أن الأختلاف في الأراء والعقائد لايلغي صفتنا العراقية ولا يفرق أرواحنا ولاأصالتنا النابعة من بلد النهرين الذي أنتشرت منه القوانين وتعلم فيه الأنسان الكتابة وظهرت الحضارة وبنت فيه الناس قيمها وأعرافها وأخلاقها الطيبة والجميلة ، الواجب العراقي يناديكم أن تترفعوا عن لغة الشتائم والانتقاص بعضكم من بعض ، فكلكم صوت عراقي وطني مؤثر مهما كانت عقائدكم واعتقاداتكم ويجب عليكم توظيف طاقتكم وقدرتكم في الكتابة والنقد والتحليل والاستذكار والدراسة من أجل البناء وليس الهدم ، فقد هدم الطاغية الكثير من قيمنا وأعرافنا وألغى الكثير من أحلامنا .
أيها الأخوة لم تزل الفرصة سانحة لنا جميعاً للابتعاد عن هذه اللغة ونبدلها بلغة يغلفها الاحترام والتقدير والاعتزاز لكل الأسماء العراقية ولكل المبادرات العراقية ولكل الأحزاب العراقية ولكل التيارات والفصائل والحركات .
أهيب بالأخوة المشرفين على مواقع الانترنيت والصحف العراقية أن يمتنعوا عن نشر مثل هذه الكتابات مهما كان تبرير كاتبها .
لتكن دعوتي هذه من القلب للجميع للتوقف عن طرق لم نألفها ودخيلة على عراقيتنا ، حيث أن الأخوة يختلفون لكنهم يبقون في بيت واحد وأم واحدة وصوت واحد ووجع واحد وأمنية واحدة .
أيها العراقيون كونوا بحجم وطنكم .
تحية لكم جميعا وتحية للمفكر العربي الدكتور سيار كوكب الجميل الذي أثار شجوني في مقالته الجميلة وفقه الله لخدمة العراق .