شنوان الحسين
الحوار المتمدن-العدد: 5733 - 2017 / 12 / 20 - 03:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اللغة اولا خلق و إبداع إنساني فهي بمثابة كائن ثقافي حي يخضع لشروط الحياة و الموت. فحياتها مرتبطة بحياة الذات الناطقة بها وموتها مرتبط بممات تلك الذات او بتخليها عنها، فشروط وجودها انساني وهي طبيعة الاشياء والذوات، ويتم تقزيم اللغة كخصوصية وكطبيعة انسانية لانه الكائن الوحيد المؤمن بالحق وبالابداع والامم الاخرى من الطير والحيوان كما جاء في النصوص الدينية وفي العلوم لها لغات وادوات تواصل خارجة عن الادراك الانساني الا انه يعيبها عدم الايمان بالحق وبالاختلاف، وما من انسان او لغة لا تؤمن بحق الاخر في الوجود وفي العيش لا تعدوا سوى لغة حيوانية.
هل للاسلام لغة محددة؟ ام أن لغته هي التعاليم الدينية؟
المسلم في جنس ذكري او انثوي يؤمن بالشعار الديني اكثر من ممارسته لحقيقة دينه السمح، سب الملل والاعراق الاخرى اصبح موضة عصر الدين الاسلامي الذي تم تشويهه ، والعاهرة العربية المسلمة او المستعربة في شمال افريقيا لن تمارس الزنى مع يهودي لانه اغتصب القدس وهي اشرف من ان تضاجع صهيوني، وكأن الزنى حلال وركن من اركان التقية والاخلاص الديني والحرام فقط مرتبط بإنتماء مع من ستمارس الرذيلة، فمع الخليجي تدخل في إطار العمل المهني اليومي ومع الصهيوني فهي حرام شرعا - واقعة اسفي تلخص الموضوع-
الهدف في التعاليم وليس في التعابير والمسلمون العرب منهم وقعوا ضحية التعابير لانهم قوم شعر، يتغنون به ويمدحون ويهجون به فقدسوا اللغة واهملوا التعاليم، لهذا سموا احد شعرائهم بالمتنبي لان لغته الشعرية جميلة ويقول ما لا يفعل.
نحترم اللغة العربية لانها لغة القرآن ونحترم العبرية لانها لغة التوراة ونحترم السريانية لانها لغة الانجيل، كل كتب الديانات السماوية تمت كتابتها بلغة اقوامها وفي حقبها التاريخية لان الوجود الانساني سابق لطلب الطاعة والعبادة فلا يمكن لدين حسب الدكتور شحرور ان يركز كل حقائقه في الوجود وفي الغيب على اعجاز لغوي ليثبت حقيقته فما فائدته اذا إن كان غير مفهوم، وللخروج من معضلة الاحقية اللغوية والسمو العرقي جاء النص القرآني بخلاصة ثابتة وهي لا نفرق بين احد من رسله، والتفريق ليس في المرتبة فقط بل في الانتماء وفي العرق، إن كان الله سبحانه وتعالى هو خالق جميع البشر وجعل اختلافهم من حكمته وعلم الغيب عنده فلا يحق لاي كان من عباده تفضيل عربي على عجمي او عبراني على غيره...
اللغة العربية وعاء لكلام الله!!! اما العبرية فخاطب بها الله موسى، ايهما اكثر دلالة وعاء الكلام ام الكلام نفسه, والسوريانية لغة من احيى الموتى وأبرأ الابرص والاكمه بإذن الله، ان كانت كل القوميات سترسم للغاتها قدسية دينية ، فغالبية الامم المتبقية ليست معنية بتلك الاديان....
#شنوان_الحسين (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟