أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - لطيف الحبيب - كرار الطفل المسحور















المزيد.....

كرار الطفل المسحور


لطيف الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 5733 - 2017 / 12 / 20 - 03:40
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


لطيف الحبيب
19..12.2017
اللاجئون يطوفون الارض
يحملون معهم وصايا الحوزة
بخورة الاضرحة ,طقوس
الصلاة والمحرمات المقدسة
الإسلام دين الرؤيا ,أسس في مجتمعاتنا العربية ممنوعات ومقدسات تحط من قيمة الإنسان ,وما بلغت المرأة العربية المسلمة انحطاطا وأبشع استعباد متوارثا أخلاقيا وسلوكا إلا فيها ,شرع أحكاما تستعبد الإنسان هبطت به لمستويات ادنى من الحيوانات في الأرض والماء والسماء,ادخلت الرعب في نفوس الدهماء والرعاع من العرب المسلمين,حتى عادوا مثل اصغر حيوان مرعوب نهارا ,ولكي لا ينقرض من الغابات منحته الطبيعة قوة بصر تمكنه أن يمارس حياته ليلا أكلا وشربا ونكاحا ضمن محرمات عرش الله واساطيره ,في هالة من خرافات وأكاذيب ,نار إبراهيم التي لم تلتهمه بل كانت بردا وسلام ,سادت هذه الفرية الإلهية وامثالها على الارض لكنها لم تنطلي على أول محتج في السماء ,الملاك إبليس حين رفض السجود لأدم " قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ ۖ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ , ثم ألحقها بخرافة اشد الأساطير استهتارا بعقل البشرية حين شق البحر نبيه وكليمه موسى بعصاه ,وكلم الرضيع عيسى الناس من زريبته ,لم يتوقف عن الهذيان حتى خروج محمد من غار حراء, ليقرأ نشيد الأناشيد على بدوا الصحراء جمالهم ونوقهم "أقرأ باسم ربك ", ثم انهمرت آيات وسوره في مكة والمدينة أكثر من مطر الصحراء ,توقف كذب وبهتان السماء الصادرة من العرش بأخر اهزوجه صارخة حين أمر محمده إن يعرج إليه على ظهر دابة ممسوخة ليرى وجه الكريم ويخفض للمسلمين عدد ركعات الصلاة من خمسين إلى خمس , سقط محمد صريع صرعه, ترك للعرب دينا إسلاميا جاء من رؤياه, نقلها تيوس الصحراء ,حملوها كل امانيهم وحلامهم في ماء وظلال و اعناب وتين وحوريات,سطروها بشكل أحاديث من فم محمد " الرؤية الصادقة في القوم , "فكان لا يرى رؤية إلا جاءت مثل فلق الصبح ",غدت آيات قرآنية ضمها كتاب, سرت قوانين تحكم وتنظم حركة وسلوك المجتمع نحو سيرة محمد وأصحابه ,والويل لمن يخرج عنها ,أما قطع الرأس أو الرجم بعد اتهامه بالكفر والزندقة , غاب وغيب مجتمعنا العربي في ضلالة الدين خرافته وأساطيره, ينسجها اليوم بنفس مغزل محمد وأهل بيته عمائم آيات الله ووكلائه , فتاوى مضحكة مستهترة بالإنسان ,فأصيبوا بعمى البصر والبصيرة وصاروا يبنون الأضرحة المذهبة ,يقيمون الطقوس ويقدمون النذور إلى أبناء الإماء والسبايا والجواري ,يبنون القباب أيضا للجرارات الزراعية ويقدسون النخيل وعمود الكهرباء الذي صعق سيدا معمما والخراف أضاحي العيد المقدسة, من رحم هذه الفوضى الربوبية المقدسة اجتماعيا والمورثة اعرفا وقيما اخلاقية ولد الطفل المسحور كرار رضعها من مشيمة امه وتغذى منها حليبا في سنواته الاولى في بغداد وجاء مهاجرا الى المانيا .
قبل اكثر من الف من الاعوام هاجم الفايكنغ الجزر البريطانيا جاؤوا من الدول الاسكندنافية الفقيرة المتوحشة بحثا عن الغنى والرفاه , كانت الجزيرة البريطانيا موحدة , لغة واحدة دين واحد ,وافرة المواد الغذائية خضراء , نهب الغزاة ارض الجزيرة واستباحوا اهلها وذبحوا من يخالف تقاليدهم وعاداتهم الهمجية . دخل الايطاليون في سبعينيات القرن المنصرم الى المانيا فتركوا البيتزا على موائد الالمان وبعضا من جيناتهم السمراء ,بعدهم جاء الاتراك فزخرت المطاعم بروائح شواء الكباب التركي وحلوياتهم . اللبنانيون علموا الطلاب الدبكة اللبنانية , لم يحمل العراقيون ذكر من اور وبابل واشور, ثقلت اكتافهم بعسف وعنف طوائفهم وجنون عبادة الاوثان وانتظروا في اقاصي امريكا طائرة الخطوط الجوية العراقية محملة بريات الحسين والعباس , مثلما حمل الفايكنغ الفؤوس والسكاكين لغزو انكلترى, حمل اللاجئون الدين وخرافاته ,النقاب والحجاب,الطهور الصلاة والصوم الى اوربا, لم يحمل اللاجئون حزنهم وفقرهم وغضبهم على من اساء اليهم , رغم التفجيرات الاسلامية التي مزقت اجساده واحالتهم الى اشلاء متناثرة على الطرقات , نسائهم محجبات ومبرقعات ورجالهم لا يبحثون عن عمل يكتفون بالمساعدات الاجتماعية لكنهم يبحثون عن الجوامع والحسينبات والزوايا . عبرواالمسلمون البحار الى اوربا بعدما قتلوا بعضهم بعضا تيمنا بحروب الردة ,املين بأعادة مذابح الفتوحات الاسلامية , حالمين بذبح الكفار الاوربين عن طريق "التقية" هذه المرة , متلفعين بعباءة طيف المقدسات والغيبيات تحكم حياتهم في ارض الكفار, العراقيون منهم محملين بأنشيد الرواديد وشموع فرحة الزهرة وجاي العباس , ركضة طويرج وكاسيتات المقتل لعبد الزهره الكعبي .اللاجئون قبلهم ,اجتهدوا ان يقيموا الصلاة في اوقاتها في مساجد برلين يسرقون وقت ارباب عملهم , في محلات الاغذية العربية والتركية الاسلامية ترتفع الاسعار في رمضان كما في اوطانهم, يستلمون المساعدات الاجتماعية ,يهدروها في المقاهي واللعاب البليارد, تخصص لهم الدولة الالمانية اكثر من الف ساعة تعليم لغة مدفوعة الثمن ولكنهم يتسربون من المدارس ويتسكعون في الشوارع ," نتعلم اللغة في الشوارع افضل من تعلمها في المدارس ", يهرب الصبيان من المدارس لبيع المخدرات والحشيش في الحدائق بعيد عن عقاب الشرطة لانهم تحت السن القانونية " يبلغ عدد الصبيان تحت السن القانوني من الاجئين الى المانيا 33 الفا من المراهقين بدون مرافق, يفعلون ما يشاؤون من اقبح الافعال الاجرامية في سن 16 و17 عاما يتعرضون الى تحقيقيقات محكمة الاحداث ويرسلون الى بيوت الشباب تحت الراقابة, اما دون ذلك لا يحكمهم قانون بل يطلق سراحهم على ذمة الادعاء العام فهم سراق السوبرماركت والتلفونات وحقائب السيدات,مروجي المخدرات يمارسون اعمالهم المرة تلو المرة , مما اثار غضب الالمان وطالبوا بارجاعهم الى بلدانهم الاصلية , يقف القانون الالماني مكتوف الايدي لا يحق ترحيل الفتيان دون السن القانوني الى بلدانهم الاصلية ما لم يكن في استقبالهم من هو مسؤل عنهم وهذا ما تمتنع عنه حكومات بلدهم واهلهم , تنتظر الحكومة الالمانية وتمنحهم السماح بالاقامة الموقته الى حين بلوغهم 18 عاما حتى ينفذ حكم الترحيل . الفتيات بعمر الثانية عشر محجبات في المدارس يرفضن دروس الرياضة والسباحة ,المسلمون لا ياكلون لحم الخنزير في وجبات طعام المدارس الرسمية ويطلبون الادارة بتوفير طعام حلال خالي من لحم الخنزير وطالبت بعض العوائل بمنع الاختلاط في الصفوف.
كرار طاف الارض مع عائلته حتى وصل برلين دخل المدارس الالمانية تعلم اللغة انتفل الى الصف الرابع ثم الخامس,لكنه لم يخرج من طقسه المسحور الكامن في عقله ,الغائر في روحه منذ زمن زيارة الحسين في طفولته مشيا على الاقدام ,عباءات ناحات سود صبايا محجبات مطينات الرؤوس مثلهن زينب أخت الحسين,ينسجن على منوالها يجرجن خطاهن على خطاها , امتلأ كرار بحزن عاشورا رضعته امه حليب طائفته مغموسا بآيات القرآن والاحاديث النبوية وقصص الأئمة المعصمين واساطيرهم, ما روته كتب الشيعية الكافي / الكليني, بحار الأنوار / المجلسي , الوافي / الكاشاني, من معتقدات وطرق عباده وتقديس الامام الغائب المهدي المنتظر. غادر كرار ارض العراق المغمورة بالمياه ,خرفات الدين و اساطير لم تغادره ظلت تئن تحت عظامه. بعد ان انتهت حصة درس العلوم عاد كرار الى بيته محاصرا بالخجل الشرقي واديانه , وقف مرعوبا متلعثما امام امه :", امي انهم يتكلمون العيب في المدرسة , شاهت صور عارية لمرأة ورجل وهم يقولون الرجل ينام مع المراة ,انهم يمارسون الحب ليصنعوا الاطفال ". احتارت ام كرار واتسعت حدقت عينيها وكادت ان تلطم خدها , وهي المسحورة أيضا, المؤمنة بالائمة وزيارة الاضرحة وتقديم النذور , تقيم الصلاة في اوقاتها والصوم لا تعرف رجلا غير ابيها واخوتها وزوجها ,محجبة لا ترفع عينيها عن الارض زوجت ولم تبلغ بعد الثامنة عشر,غادرت العراق الى بلاد العرب ثم لجأت الى المانيا , نقية كطيب الخاطر كريمة كنخل العراق ,طلبت مني أن أتحدث مع كرار ,شرحت له درس العلوم بالللغة الالمانية لم يتحرج ان يذكر اسماء اعضاء الجهاز التناسلي للمراة والرجل باللغة الالمانية ولكنه امتنع عن ذكرها باللغة العربية فانها حرام وعيب كبير . سيعتاد كرار على مدرسته وسيحب معلميه ويتمتع بدروسهم , سيجد صديقة المانية ربما تطلعه على الاجهزة التناسيلة للمرأة , هل تسمح ام كرار لصديقته ان تزوره في البيت ويقضون وقتا في غرفة مغلفة الابواب ؟, هل تسمح له بارتكاب المحرم المعروف عندها والنابع من تربيتها الدينية " ما اجتمع رجل وامرأة الا والشيطان ثالثهما "؟ هل تعرف اختلاط المدارس والصداقات البرئية ؟, ام تسل سيف الاعراف والتقاليد لتذود عن حرمة ابنها وتطرد عنه الشياطين الشقر؟ مثلما احتجت الفنانة الكويتية احلام على تبني انجيلا جولي للطفل السوري لانها سوف تخرجه عن ملة الاسلام ولا يهما حتى لو مات جوعا .. هل يرث الاطفال الدين ومحرماته جينيا , ابدا فالدين تربية وسلوك اجتماعي ومرض اشبه بالوباء حين يصيب مجتمع متخلف , يجب تطعيم اطفالنا ضد هذا الوباء وإلا يفنى المجتمع ,انه اشد فتكا من الطاعون . في كل بقاع الأرض الأخرى التي نجت من هيمنة الإسلام ,سارت الى الامام وتعيش بهدوء وسلام .



#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية عشق سليمة مراد باشا - 2 -
- حكاية عشق سليمة مراد باشا - 1 -
- من حكايات أطفال المحار -كاي- اوراق الشجر
- حوار مع هاينر ميللر
- تأهيل وتعليم الطفل التوحدي – 2 –
- تأهيل وتعليم الطفل التوحدي - 1 -
- عاشوراء موسم الردح على عتبة الحسين
- رحيل حارس الفنار
- غيلان.. ضباع التربية الد ينيىة
- رحل مؤيد الرواي ..يبحث عن مكان لنا
- الاحزاب الاسلامية محرقة الشعب العراقي
- نصيرات
- أصابع محترقة
- -كما تكونوا يولى عليكم-
- حراس البوابة الشرقية .. حراس المراقد الدينية
- المعوقون في العراق -1-
- صحابي عند عرش الله
- قدسية الجهل ..قدسية الدين
- الضحك اعلى من صوت الجلاد
- أقلام امراء الطوائف


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - لطيف الحبيب - كرار الطفل المسحور