|
إطلالةٌ على إحتجاجات السليمانية
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 16:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليسَ من الصحيح ، وضع مُدن وقصبات أقليم كردستان ، في سّلةٍ واحدة ، حين التحدُث عن الأوضاع السياسية أو غيرها . فما يحصل منذ يومَين في السليمانية وجمجمال وبيرة مكرون وكويسنجق ورانية وبنجوين ... إلخ ، من مُظاهرات وإعتصامات ، بعضها مَدنِية وسلمية بإمتياز ، وبعضها الآخَر تحّوَل إلى مُجابهات مِنْ قِبَل القوى الأمنية ضد المحتجين ، ورافق ذلك حرق المقرات الحزبية والبنايات الحكومية ... هذا كُلهُ " هناك " ... بينما في محافظَتَي أربيل ودهوك ، فلقد إقتصر الأمر على بعض المحاولات الخجولة لبعض المحتجين في رواندوز في أربيل وشيلادزي في دهوك ، تَمَ إحتواءها من قِبَل قوى الأمن خلال وقتٍ قصير . أدناهُ بعض الملاحظات العامة : * إذن لحد ظهيرة الثلاثاء 19/12 ... وحيث ان الكثير من معلمي ومُدَرِسي السليمانية وحلبجة ، أضربوا عن الدوام منذ يُومَين ، مُطالبين بحقوقهم ، فأن الدوام في مدارس دهوك وأربيل عادي . وحيث ان آلاف المُحتجين الشباب خرجوا منذ البارجة في كثيرٍ من مُدن وأقضية ونواحي السليمانية وحلبجة ، رافعين شعارات تُطالِب برحيل الحكومة " الفاشلة " وتشكيل حكومة إنقاذ وطني ، قاطعين الطُرق الرئيسية ... فأن شوارع أربيل ودهوك ، طبيعية وخالية من أية إحتجاجات . إذن مِنْ حَقِنا ، أن نتكلم عن " منطقَتَين : مُختلفتَين . * يمكن إستنتاج ( تردُد ) حركة التغيير ، من البُطأ في إتخاذ القرار بالإستقالة الرسمية من الحكومة وإعلان كُتلة التغيير في البرلمان بإعتبارها مُعارَضة . ويمكن مُلاحظة بعض " التردُد " في إعلان إنحياز الحركة الكامل والصريح مع الحركة الإحتجاجية الشعبية بل وتزعمها في الشارع . فلا زالت الحركة تعقد " إجتماعات " بُغية إتخاذ قرارٍ نهائي ... بينما المحتجين في الشارع ، يحرقون مقرات الأحزاب ومن ضمنها وياللمُفارَقة ، مقرات حركة التغيير نفسها ، في بعض المُدن ... أرى ان حركة التغيير تأخرَتْ وتباطأتْ كثيراً في الأيام القليلة الماضية في حسم موقفها ، ورُبما ستدفع ثمن ذلك التأخير من شعبيتها . * المُفارَقة .. أن " يوسف محمد " رئيس البرلمان المُبعَد ، والمنتمي لحركة كوران ، كان مع المتظاهرين في الشارع يوم أمس .. وكذلك أعلن مُحافظ السليمانية " هفال أبو بكر " المنتمي الى كوران ، بأنهُ مع مطالب الناس جملة وتفصيلاً . ولكن قوى الأسايش والقوى الأمنية الأخرى في السليمانية وغيرها ، جابهت المتظاهرين بالعِصي الكهربائية والغازات المُسّيلة للدموع وإعتقلت بعضهم ... لأنهُ ببساطة : هذه القوى الأمنية لا تستمع لما يقوله المُحافِظ .. بل ان ولاءها للإتحاد الوطني الكردستاني ! . * الحركة الإحتجاجية الأخيرة ، والتي بدأتْ بالمعلمين أولاً وبمطالب مهنية .. إمتدتْ لتشمل شرائِح كثيرة من المجتمع في المناطق أعلاه ، وإرتفع سقف المطالب ، ليصل إلى المُطالبة الصريحة بإسقاط الحكومة ومحاسبة الفاسدين .. وكما يبدو فأن الحركة هذه في إتساع يومياً .. وليس من المعلوم المدى الذي سوف تصله . * من الواضِح للعيان ، ان هذه الحركة الإحتجاجية الشعبية ، تفتقد إلى [ القيادة ] وتفتقد إلى برنامجٍ واضِح المعالِم . إذا إستطاعتْ حركة التغيير والجماعة الإسلامية ، تدارُك الأمر بِسُرعة ، فربما يستطيعان قيادة هذه الحركة ، وإبعادها عن أساليب العُنف وحرق وتدمير المنشآت الحكومية والحزبية ... وجعلها إنتفاضة مدنية واعية . أما إذا تلكؤا ، فأن الإحتمالات مفتوحة ، على إنتشار الفوضى في الساحة ، لا سيما وأن الحركات الجديدة ، مثل " الجيل الجديد " و " العدالة والديمقراطية " لشاسوار عبد الواحد وبرهم صالح ، ليس من الواضح مدى إمتلاكها لإمكانية السيطرة على الشارِع . * مربط الفَرس ، كما يُقال ، يكمن في : موقف القوى الأمنية في الأيام المُقبِلة في السليمانية .. هل ستكون على الحياد ؟ هل ستنظم إلى المحتجين ؟ أم هل ستستخدم العنف ضد المتظاهرين وإلى أي مدى ؟ * إذا خرج المتظاهرون والمحتجون إلى الشوارع لساعاتٍ في النهار ورجعوا إلى بيوتهم مساءاً ... فأن تأثيرهم سيكون ضعيفاً . ومن " التجربة المصرية " فأن نصب الخيام وسط الساحات الرئيسية والبقاء ليلاً ونهاراً وتنظيم النشاطات بصورةٍ جيدة وفعالة ، يُؤدي إلى نتائج مضمونة وتلبية مطاليبهم .. غير أن ذلك ، يحتاج إلى قيادة حكيمة وشجاعة ، وإستعداد الناس للمواصلة والمُثابرة والتضحية . فهل ان ذلك وارد ؟ ستجيب الأيام القادمة على ذلك . * ومادامتْ أوضاعنا كُلها مُفارقات : فالدول الأوروبية الكُبرى .. فرنسا أولاً ، ثم ألمانيا وبعد أيام بريطانيا ... يدعون ويستقبلون رئيس حكومة الأقليم ونائبه . والحكومة " تُجّيِر " نتائج الزيارات ، لحساب شرعيتها وتُفّسِر ذلك بأنهُ دعمٌ للحكومة ورئاستها . في نفس الوقت الذي تخرج فيه مظاهرات وإحتجاجات شعبية في السليمانية وحلبجة ، مُطالبة برحيل وإسقاط الحكومة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مراكِز .. ومقرات .. ونوادٍ
-
لحظاتُ صِدق
-
عن السِلم الداخلي في أقليم كردستان
-
الدولار .. والهَيْمنة
-
حِوارٌ مع الذات
-
إغتيالُ حلم
-
خّلِصوا أنفُسَكُم !
-
إرفعوا إيديكُم عن كُردستان
-
سوفَ نَرى
-
- خطوة إلى الأمام .. خطوتَين إلى الوراء -
-
كفى لحُكامِ بغدادَ وأربيل
-
مسرحيةٌ في مُنتهى البذاءة
-
- أحمد يونس - ... محطات من حياته
-
حمكو المجنون يقول : الإنتخابات ستُؤجَل
-
صِراعٌ على الحدود
-
بين أربيل وبغداد
-
رسالة إلى الشوفينيين العَرَب والكُرد
-
عَنْ وحَولَ إستفتاء كردستان
-
دعوةٌ إلى التعقُل والهدوء
-
مَعَ ... ضِد
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|