نايف عبوش
الحوار المتمدن-العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 13:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن الدولي على مشروع رفض قرار الرئيس الأمريكي ترامب، اعتبار القدس عاصمة أبدية للكيان الصهيوني المحتل،أكد استخفاف الإدارة الأمريكية الصريح بالرأي العام الدولي العربي والإسلامي،والإنساني ، وجاء تأكيدا فجا للانحياز الأمريكي الواضح للكيان الصهيوني.
وإزاء هذا الموقف الصلف،فلم يعد امام العرب من خيارات غير المجاهرة بالرفض الجمعي للقرار الأمريكي، والشروع باتخاذ إجراءات عملية تشعر الاخر بجدية العرب هذه المرة،لإحباط هذا القرار نهائيا، خاصة وهم لا يزالون يمتلكون في جعبتهم الكثير من عناصر القوة،لرفض هذا القرار الارعن ، والوقوف بوجهه بقوة،بما لديهم من طاقات كامنة،في مقدمتها استخدام سلاح النفط، ومقاطعة أمريكا، وكل الدول التي تستجيب لهذا القرار، وتشرع بنقل سفارتها إلى القدس، والتحرك المكثف لمطالبة الدول الصديقة للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ناهيك عن استخدام البعد الجغرافي الاستراتيجي للوطن العربي،وتوظيف عمق جماهير الأمة عربياً واسلاميا في هذا المجال، لحمل الإدارة الأمريكية على التراجع عنه، وذلك تمشيا مع متطلبات الانتصار لحقهم التاريخي في التمسك بارضهم، لاسيما وان للقدس مكانتها الدينية المقدسة، باعتبارها مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في معراجه إلى السماء، واولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين.
ولاشك ان تمادي الإدارة الأمريكية في المضي بتنفيذ قرارها الارعن، بعد ان حسمت أمرها بالفيتو، يعني أنها قد أسدلت الستار نهائياً على حياديتها المزعومة ، كوسيط نزيه في التوصل إلى تسوية عادلة للقضية الفلسطينية،وبالتالي فأنها أصبحت شريكاً للكيان الصهيوني في شرعنة الاحتلال، وتكريس الاستيطان، مما يعني ان أي مماشاة من العرب لهذا السلوك العدواني، سيزيد من خسارة القضم، ويضع الجميع أمام تحديات مستقبلية، تكون تداعياتها خطيرة عليهم، وقد تضع اقطارا عربية أخرى على مشرحة التقسيم.
#نايف_عبوش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟