|
الأرهاب
حاتم استانبولي
الحوار المتمدن-العدد: 5731 - 2017 / 12 / 18 - 13:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الأرهاب هنالك خلاف حول تعريف الإرهاب ومفهومه بين الدول والقوى من حيث تقييم الأفعال وردات الفعل. ولكن الجميع يتفق على أن الإرهاب هو فعل يتناقض مع العلاقات الإنسانية ويستخدم فيه الفرد أو الجماعة أو السلطة وسائل غير ديموقراطية لفرض وجهات نظرها ومواقفها وأحيانا تصل إلى الإلغاء والفناء وجوهره هو عدم الفهم العميق لأهمية القيمة الإنسانية وله جذر تاريخي ومعرفي لمفهوم القوة والسلطة وطريقة وأسلوب إستخدامها في حل التعارض والتناقض بين البشر وأحيانا مع الطبيعة وما يتركه ذلك من أثر أخلاقي وبيئي ٠٠٠٠ ولمحة تاريخية وحسب الرواية الدينية فإن قابيل أول من إستخدم هذا الأسلوب كطريقة في حل التعارض وأسس لمفهوم معرفي في التكوين النفسي والأخلاقي للمجتمعات البشرية . هذا السلوك كانت أسبابه الشعور بالقوة وإستسهال إستخدامها ضد الضعفاء والغاء المعرفة والعقل لمصلحة القوة . إذا تطرقنا للتطور التاريخي للمجتمعات البشرية وكيفية حل التعارضات بين المصالح الفردية والقبلية وبين الممالك وفي المجتمع بين أفراده وطبقاته وحتى في الأسرة الواحدة نرى بأن الطريقة الغير العادلة في توزيع الخيرات المادية وعدم اتاحة الفرصة لأفكار او وجهات نظر او الأعتراض على خيارات الأبناء يؤدي بالضرورة إلى تعارض قد يجد أحد الطرفين أن إستعمال القوة لإلغاء الآخر هي سبيل لحل التعارضات والتناقضات بينهما . إن كان بين الأفراد أو القوى أو الدول .السمة العامة للإرهاب هو قيام الطرف الأقوى في المعادلة بإستعمال خيار القوة في حل التعارض إن كان على صعيد الأسرة أو الجماعات أو بين السلطة ومعارضيها . تعريف الإرهاب هو كل فعل ينجم عنه إلغاء أو تهميش أو عدم إحترام للطرف الآخر بغض النظر عن صحة أو أحقية الفكرة أو عدمها . أن كل إنسان بداخله إرهابي صغير يكبر بفعل شعوره بالإهمال أو الإضطهاد أو الإلغاء أو شعوره بالقوة وجهل او معرفة في طرق إستخدامها وهنا أقصد القوة الإقتصادية والسياسية وحتى المعرفية وهذه أخطرها حيث يقوم أصحاب هذه الفكرة بالتسويق لهذا الفعل واعطاءه المشروعية القانونية او الأجتماعية او الألهية وهذه اخطرها حيث تلغى المعرفة الأنسانية لمصلحة المعرفة الألهية ويتجلى الارهاب بكافة صوره الفكرية والغائي حيث يغلق الباب امام اية امكانية لتبادل المعرفة الأنسانية وتستخدم الفكرة الدينية لأسباب مصلحية والشواهد عديدة في التاريخ الأنساني . الخلاصة الإرهاب هو فعل إرتبط بظهور الملكية الخاصة وجذر أسبابه يكمن في غياب العدالة الأجتماعية في توزيع الخيرات المادية بين الأفراد والجماعات والقوى والدول التي بدورها تلغي المشاركة التي هي اساس للحرية ان كانت سياسية او اقتصادية او اجتماعية او معرفية .جذور الأرهاب تبدأ بالقرارات والسلوك الغير واعي في الأسرة والمجتمع ٠لتجنبه والتقليل من فعله يبدأ من خلال صياغة مفهوم تربوي متكامل قائم على إحترام النفس البشرية وما يحيط بها والتعامل معها كمنظومة كاملة مكملة لبعضها بغض النظر عن موقعها في عملية الإنتاج الإجتماعي أو أفكارها اوعقائدها اوجنسها ومنشأها إن التعرض لأي منها يؤدي بالضرورة لردات فعل تكون حدتها متفاوتة مرتبطة بحالة الوعي . هذا عن الإرهاب بشكل عام . هنالك شق أخر في مفهوم الإرهاب وهذا الأخطر وهو صناعة الإرهاب وهي ما تقوم به قوى متنفذة تملك السلطة والقوة المادية وتستعملها في صناعة الإرهاب عن وعي وتنقله من مكان لآخر بحسب مصالحها وتستعمل الموروث التاريخي في تغذيته ونشره . فالسؤال الذي يطرح : أن الإرهاب المنظم هو بحاجة لقوى مادية وبشرية؟ لتحقيقها يستلزم قوى أكثر تنظيما وقوة وهنا فإنني أرى أن تحقيق ذلك لا يمكن أن يكون إلا برعاية دول لها نفوذ وقوة حيث أن وسائل القتل هي من صنعها وهي تعلم طرق تمويلها وتسويقها ووصولها للمستخدم النهائي وتملك التقنيات الحديثة التي تؤهلها لمعرفة اماكنهم وحركة اموالهم واتصالاتهم ولكنها تتركهم وفي بعض الحالات توجههم لخدمة مصالحها . ونتيجة افعالهم المتضرر الدائم هو الإنسان العادي .اما عندما يصاب أحد أركان أصحاب القوة بهذا الإرهاب (في حالة خروجه عن السيطرةفي بعض الأحيان) الذي هو ساهم في ولادته تقام الحروب ويتضرر الإنسان العادي الأهم في التكوين الإجتماعي . إن الشعور بالقوة التي تفتقد لجوهرها الأنساني تؤدي لسوء إستخدامها هذا هو المنتج الحديث للإرهاب .القوة أعني بها القرار السياسي والإقتصادي والثقافي وتسويقاته الأعلامية الأداة الاكثر نجاحا في ترويج مبرراته وإنعكاساته الإجتماعية والأخلاقية. الأرهاب سلوك ناتج عن حالة يغيب فيها الوعي الأنساني لمصلحة السلوك الوحشي الهمجي .
#حاتم_استانبولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سيناء الخاصرة الرخوة لمصر
-
محاولة لفهم اعمق للمتغيرات الدولية !
-
لماذا وعد بلفور ؟
-
في ذكرى يوم الأسير والمعتقل الفلسطيني !
-
محمود عباس والوحدة الوطنية
-
الأنتخابات الأمريكية بين هيلاري وترامب - وبرني ساندرز
-
الثورة
-
الأنذار المبكر
-
الجذر المعرفي لداعش واخواتها
-
اعدام الشيخ النمر هل هو اعدام للمذهب
-
الفكرتين الدينية واليسارية
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|