عبد السلام أديب
الحوار المتمدن-العدد: 5731 - 2017 / 12 / 18 - 10:19
المحور:
اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
إنها تجربة يسارية ديموقراطية ثقافية ثورية رائدة، تلك الخطوة التي دشنها الحوار المتمدن والطاقم المناضل المشرف عليه منذ 16 سنة خلت. فقد أصبح الحوار المتمدن ملتقى المفكرين والفلاسفة والسياسيين والشعراء والأدباء واللاجئين والمظلومين وأصحاب القضايا من نساء ورجال سواء داخل مجموعاتهم السياسية أو الحقوقية أو النقابية أو بصفاتهم الفردية المستقلة المعزولة. وعند الالتقاء بين كل هؤلاء يحدث التلاقح بين الأفكار المنسجمة منها والمتضادة فتحدث عملية ديالكتيكية متحولة دوما من فكرة الى نقيض الى توفيق ثم هكذا دواليك من جديد من فكرة ونقيض وتوفيق، انها الهيغلة الثورية المتناغمة أو المتنافرة مع ابعادها البراكسيسية متعددة المواقع الجغرافية.
لقد أصبح للحوار المتمدن بمكوناته المتعددة وأبعاده المتضاربة بعد عالمي كوني متعدد الاستيطان، يتحدى بالدرجة الأولى القمع والحصار الاستبداديين الذي تتصف به بلدان الشعوب العربية والإسلامية والعالم ثالثية من خلال انتقاداته الجريئة للأنظمة البالية كما يتحدى النظرة الأحادية التي تحاول الامبريالية الغربية فرضها من خلال اعتبارها أن كل ما لا يخضع لتصوراتها عبارة عن أفكار وكيانات مارقة وافكارا متخلفة.
الجميع أصبح يتعطش الى أن تزداد شعلة الحوار المتمدن توهجا وأن تنفتح على كافة العقول والأفكار والتجارب مهما بلغت تناقضاتها حدة، فلا حياة بدون تناقض، ولا تطور بدون نقد ونقد ذاتي، وقد استطاع الحوار المتمدن ان يحقق هذا الدور بامتياز، فهنيئا له في عيد ميلاده السادس عشر، وتحية نضالية للعقول المناضلة الديموقراطية اليسارية المرابضة في استماتة وراء هذا العملاق الثقافي العربي المتجدد.
إن العقل الناقد الثوري الديالكتيكي وليس العقل المهادن الثابت المستقر هو ما يدفع جماعة الحوار المتمدن في السير على طريق الهغليين الشباب في ألمانيا في المنتصف الأول من القرن التاسع عشر والذي قامت على أساسه كافة التغيرات الثورية اللاحقة، فلا حركة ثورية بدون نظرية ثورية، ويتيح الحوار المتمدن كما هائلا من النظريات الثورية، التي ستستتبعها حركات ثورية دون شك.
#عبد_السلام_أديب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟