أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ماذا يختارالكهنوت اسلامى: الارتقاء أم المذهبية؟















المزيد.....

ماذا يختارالكهنوت اسلامى: الارتقاء أم المذهبية؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5729 - 2017 / 12 / 16 - 14:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لماذا لم يكتب المفتى (صراحة) أنه ضد المذهبية؟
ولماذا تجاهل المذاهب الفقهية الأربعة بخلاف الفرق الإسلامية؟
انتقد مفتى مصر الأصوليين الذين ادّعوا عدم وجود مذاهب فى عهد الرسول، ووفق نص كلامه ((انطلقتْ دعوة اللامذهبية من عدم وجود المذاهب فى زمن النبى، وما تلاه من القرون)) وأضاف أنّ هؤلاء الأصوليين قالوا عن المذاهب أنها ((مُـحدثة وبدعة وضلالة، واعتبروا المذهبية أخطر بدعة وردتْ على الأمة منذ قرون، لأنها صرفتْ الناس عن الكتاب والسنة، والأخذ بالآراء البشرية، وتحكيم الرجال فى شرع الله)) فكان تعليق المفتى ((ولا ريب أنّ هذه التشكيكات التى تــُـطرح على العامة ولا تــُـحال إلى (علماء) المجامع (العلمية) تــُـعد مصدرًا خطيرًا لنشر الفتن والتشويش على المسلمين، فضلا عن إلصاق صفات الضلال والابتداع والكفر)) ثم استشهد بالكثير من آيات القرآن ليـُـدعـّـم وجهة نظره، واختتم كلامه قائلا ((إنّ القول ببدعة تقليد المذاهب هو الزور والبهتان، ألم يعلم هؤلاء أنّ إتباع النبى فى زمنه حصل بطريق مباشر كما حصل بواسطة الأمراء والولاة. وكان الصحابة يفتون فى حضرة النبى، ولم ينكرعليهم ذلك. فهل كان ذلك تحاكمًـا إلى الطاغوت كما تـدّعون؟)) (د. شوقى علام- مقال بعنوان: اللامذهبية وخطر الانحراف- أهرام17مارس2017)
لقد أرهقنى هذا المقال رغم أننى قرأته أكثر من مرة، كى أفهم موقف فضيلة المفتى، فافتتاحية مقاله تــُـقر بعدم وجود اللامذهبية فى زمن النبى، وأنّ الأصوليين (الذين انتقدهم) من رأيهم أنّ اللامذهبية ((بدعة وضلال..إلخ))
وبغض النظرعن (اللغة الدينية) فى كلام الأصوليين والمفتى الذى تجاهل تناول (خطورة المذهبية) التى تؤدى إلى التعصب، فلماذا اختلف المفتى معهم؟ ولماذا تجاهل وجود أربعة (مذاهب فقهية)؟ ولماذا لم تكن إدانته للأصوليين من موقف الدفاع (عن اللامذهبية) لترسيخ انفتاح العقل على كل التيارات الفكرية بدلا من السجن داخل مذهب معين؟
لقد ذكــّـرتنى تلك المعركة بين المفتى والأصوليين بما كتبه إسماعيل مظهر سنة1929عن الفرق بين المذهبية والتحضر، حيث كان (مظهر) أحد المُــفكرين المصريين الذين شهدوا بزوغ فجر القرن العشرين، وحيث نهضتْ مصر من غفوتها لتـُـزيل غبار قرون التخلف الذى تسبّب فيه الغزاة من فرس ويونان ورومان وعرب وعثمانيين. كتب إسماعيل مظهر مقالا فى مجلة العصورعدد مايو29بعنوان (المذهبية والارتقاء) والمُكوّن من 16صفحة من القطع الكبير، صنـّـف فيه المذهبية إلى: 1- مذهبية اعتقادية تؤدى إلى التعصب لفكرة أو مبدأ أو أسطورة وتنتقل بالوراثة عبر الأجيال 2- مذهبية التعصب للعرق الذى يؤدى إلى النفور من بقية سلالات النوع البشرى وتدفع إلى الحروب 3- المذهبية الطائفية. التى أشعلتْ الحروب الأهلية. 4- المذهبية الفردية أى التعصب للذات الذى يؤدى إلى التحجر.
وعن المذهبية الاعتقادية يدخل الدين كطرف أساسى للتعصب. فذكر أنّ البعض يعتقد بأنّ الصراع بين العلم والدين انتهى. وأنهما تصالحا على أنْ يكون لكل منهما مجاله: الدين عالمه (الذات) والعلم عالمه (الموضوع) بينما نفى فريق آخر وقوع الصراع بينهما. بينما رأى مظهر أنّ الإنسان ثارعلى المعتقد للدفاع عن الارتقاء. ليُصارع التقاليد الموروثة والأساطير. وإنّ الدين هو أقسى ضروب المذهبية أثرًا فى النفس وأقواها ولكنه يضعف أمام العقل الناقد. وإنّ المذهبية الاعتقادية كانت من أقوى الموانع دون الارتقاء. وأكبر دليل على هذا الصيحة التى صاحها الغرب فى وجه الكنيسة، وانتهتْ بفصل الدين عن الحكومة.
وعن خطر المذهبية الطائفية فإنّ مجرد وجود أقلية مندمجة فى أكثرية، تسبّبتْ فى ظهور التعصب، لأنّ طبيعة الأكثرية الميل إلى الاستبداد والاستئثار بالمصالح الكبرى فى دولة ما من الدول. ومن صفاتها احتقار الأقليات، وهو ما يؤدى إلى إذلال الأكثرية للأقلية، فيبقى جسم الأمة مسمومًا بسم الطائفية. ولا جـُرم أنّ هذا من أكبرعوائق الارتقاء. إنّ الآثار التى خلفتها تواريخ الكنائس على مر العصور بلغتْ أقصى الضرر بترقى الإنسانية. بل كانت الحائل الأكبر دون الإخاء الإنسانى. وكانت موئل الخلافات ومبعث الشرورالاجتماعية. وعلينا أنْ نتذكرأنّ الإنسان ليس له أى اختيار فى دينه. وأنه يولد محفوفــًا بثلاث ضرورات أولية: الأولى أنه يوجد والثانية أنه يموت والثالثة أنْ يكون له دين. أما الضرورتان الأولى والثانية فطبيعيتان. أما الثالثة فهى صناعية فيها من أثر العادة أكثر مما فيها من الطبيعة. ولن يكون نظام هذا شأنه مفيدًا للإنسانية أو مسايرًا للارتقاء. بل هو نظام موروث يُحدث اتجاهـًا فكريًا من شأنه أنْ يزيد من فجوات النظام الاجتماعى ويُـكثر من تصدع الاتحاد الإخائى. بينما حاول الفلاسفة سد هذا التصدع الإنسانى. لهذا فإنّ إلغاء نظام الكنائس نعمة كبرى. وفى إلغائه أكبر خدمة للإنسانية.
فى ختام هذه الدراسة كتب إسماعيل مظهر((إنّ الثوب المذهبى إذا لابس أية صورة من صور الفكر أو المعتقد أو الميول أو النزعات، كان أكبر دليل على بدء طور من الانحلال تظهر نتائجه تدريجيًا على مر الزمان. إنّ الارتقاء والمذهبية عدوان لدودان. ولن يكون ارتقاء مع مذهبية. ولن تكون مذهبية مع ارتقاء. إذن وجب علينا أنْ نـُـضحى بأحدهما ليخلص لنا الآخر. ولاجُرم أننا نـُـضحى بالمذهبية لنخلص بالارتقاء ونتجه إليه فى خطانا نحو الحضارة الصحيحة)) فهل يستطيع المفتى أو أى أصولى الارتقاء إلى مستوى هذا الفكر المستنير (فى عام1929)؟ لذلك لم تكن د. لطيفة الزيات مغالية فى رأيها وهى تصف مشهد وداع عميد الثقافة المصرية (طه حسين) إذْ كتبتْ ((وأنا أشيع جنازة طه حسين شعرتُ أننى أشيّع عصرًا لا رجلا عصر العلمانيين الذين جرءوا على مساءلة كل شىء. عصر المفكرين الذين عاشوا مايقولون وأملوا إرادة الإنسان حرة على إرادة كل ألوان القهر))
000
هامش: إسماعيل مظهر(1891- 1962) عالم لغوى ثم اتجه إلى علم الأحياء وعكف على قراءة مذهب دارون فى النشوء والتطور. وترجم كتابه (أصل الأنواع) عام 1918كما صدر له كتاب من تأليفه بعنوان (ملتقى السبل) عام 24 تحاور فيه مع المذهب المادى عند شبلى شميل كما انتقد فيه رسالة (الرد على الدهريين) لجمال الدين الإيرانى الشهير بالأفغانى. ورأس تحرير الموسوعة العربية الميسرة ومجلة (المقتطف) وأصدر مجلة العصورعام 27.
***





#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعوب القديمة وتشابه الأساطير
- الرد على السيد (متابع)
- هل تتحرر الأوطان دون حرية المواطنين؟
- كيف يكون قتل الناس بأمر إلهى؟
- الإسلام والعروبة وجهان لمجتمع البداوة
- مجتمع انتفاضة يناير2011 الذى تم اجهاضه
- اليسار المصرى بين مرحلتين
- هل يمكن القضاء على العنف فى ألعاب الرياضة؟
- لماذا وافق ضباط يوليوعلى تصويرفيلم ضد مصر؟
- أثر الطب النفسى على علاج المرضى
- العلاقة العضوية بين أمريكا والإرهاب
- أعداء مصر وبناء الأهرام
- هل التبشير بدين يستدعى الاحتنلال الاستيطانى؟
- لماذا الربط بين عبدالناصروصلاح الدين الأيوبى؟
- تخاريف عصرية حول سجن النبى يوسف
- لماذا لايقتحم المبدعون المصريون التراث المسكوت عنه؟
- سيجموند فرويد والديانة العبرية
- اليمن ومقصلة العروبة
- الأحزاب السياسية قبل يوليو1952 (1)
- ما سركراهية الأصوليين لباب أسباب النزول؟


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - ماذا يختارالكهنوت اسلامى: الارتقاء أم المذهبية؟