الحقيقة أغرب من المنام

نادية خلوف
(Nadia Khaloof)

الحوار المتمدن-العدد: 5729 - 2017 / 12 / 16 - 12:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

رأيت في حلمي أنني أعمل في الإشراف على تحرير صحيفة العربي القديم والجديد، والمتوسّط. في الحقيقة كنت عاجزة عن إدارتهم -أعني جميع الصحف المسمّاة بالعربي. رأيت مجموعة داعمة يعلمون الحكمة بمقابل مادّي. قالوا أنهم "سوفيتيس" وقالوا: نحن سادة فنِّ الكلام. نحن مؤسِّسو فنِّ الخطابة أيضًا اسمنها" سفسطائيون ". كان سقراط منّا، فهو في النهاية كان معلّماً، وهو يرى أن الحق تابع لمصلحة الشخص.
شعرت بعظمة ذاتي، وبدأت أتعلم فنّ الجدال، امتهنت الخطابة، وبعت الخطب، وجلبت مالاً كثيراً، و بعد أن اغتنت المؤسسة . وصلني كتاب الإقالة. لم أستطع الاحتجاج لأنّ أرسطو نصحني بأن الحق هو مصلحة شخصيّة، وهم يرون مصلحتهم هكذا. بكيت كثيراً لأنّني تعلّمت من هؤلاء أن أبيع الخطب، ولم أر الحق الذي أريده، وسمعت صوتاً يقول لي:" الجدار قمر"
-من أين يأتيني الصوت؟
-من الماضي السحيق. من بلاد اليونان. من المدرسة السفسطائية "الحائط جماد، والقمر جماد، فالحائط قمر إذاً"
-لا يمكنني أن أقبل أن تشتموا القمر، أرى فيه وجه حبيبي الذي غادر لأنّني لم أكن حريصة على الحقّ-الذي هو مصلحتي الشخصية-،أرى اسم الوطن الذي غادر، أسماء أرددها عندما أختلي به. ليس بالضرورة أن أقتنع أن القمر جماد، ولا حائط. ربما هو جماد لكنّه يوحي لي بنفسي المريضة، وبذلك اللون الباهت الذي يغمر الكون فيجنّ البعض به، يبكونه ويبثون همومهم.
أصعب الأشياء في الحلم عندما تريد أن تركض، ولا تستطيع، يتحوّل الحلم إلى كابوس، وهذا ما جرى معي الليلة، لكنني عندما فتحت عينيّ. تنفست الصعداء لأنّه كان حلماً. كم هو صعب بيع الخطابات!
انتقلت إلى الواقع حيث لا أحلام.
أقوال الصحف: مقابر أثرية للأطفال في مصر
السويد تدرس تحديد عمر من يحق له أن يشتري مشروبات الطاقة بخمسة عشر عاماً.
قتلى وجرحى فلسطينيين
لا شيء يسرّ
فتحت الفيس بوك.
سوري يعاتب أوروبا لماذا لا تدعم ترامب في القضاء على الإسلام. . 100 لايك
سوري يضع صورة بورنو ويحدّث الصورة على أنها فتاة حقيقية. . 200 لايك
علماني يطالب المرأة بالتخلي عن المهر لصالح الحب 200 لايك
مقابلة تلفزونية مع شخص اخترق إيميلات الأسد-افتراضياً- وهي تأليفات فيسبوكية. المشاهدات 50000
هنادي أبو عرب تتحدث عن مستقبل سورية . حكيها كتير بيشبه حكي بثينة عندما نالت الثانوية وشقت الصفوف لتسلّم على الأسد. بينما هنادي مناضلة ضد الأسد، ومع نصر الحريري.
ألبس ثيابي الآن. سوف تذهب صديقتي إلى حديقة الكلاب كي تدرّب كلبها، سوف أكون معهما، ربما أنسى الحلم والحقيقة، وأتدرب في الحديقة.

#نادية_خلوف (هاشتاغ)       Nadia_Khaloof#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات