أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - كوميديا -العقل العراقي-!!














المزيد.....


كوميديا -العقل العراقي-!!


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 1474 - 2006 / 2 / 27 - 09:52
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حقا إن الواقع العراقي الذي يرثى له و الذي يُضحك و يُبكي في آن واحد ، لا يعني بالنسبة للدارس المتعمق إلا أن هذا المجتمع و بكل طبقاته لم يتغيّر و لم يتزحزح من مكانه منذ ثورة العشرين "كلمــة ثورة مشتقة من الثـــور الهائج" و حتى الآن ، بل يمكننا القول أن الواقع العراقي الذي كان تقدم خطوة أو خطوتين إلى الأمام في الخمسينيات و الستينيات ، تراجع عما حققه من ربط بين الإنسان العراقي و الانتماء الوطني بالمفهوم الحديث و اللبرالي ، و بعد أن كان العراقي يحاول تنظيم نفسه عبر نقابات و منظمات حقوقية ، تراجع هذا الأمر منذ وصول البعث و تنظيمه الإرهابي إلى السلطة عام 1967 م و هكذا نمت مشاعر الانتماء إلى العشيرة و القبيلة و الفرقة المذهبية و غيرها .
و ما يضحك في المشهد العراقي الحالي ، أن كل تلك الحماقات و التصرفات غير المسئولة التي شهدها العراق في العشرينات تحت يافطة "مقاومة الاحتلال" و مواجهة "الكــافر النصراني"!! ـ حسب تعبيرهم طبعا ـ عنفا متزايدا تجاه الجيش البريطاني الذي حرّر العراقيين من الاحــــتلال العثماني الطــائفي الحاقد ، و كانت نتيجة كل تلك الأفعال و ردود الأفعال ، أن خرج الطــرف الشيعي من المعادلة خــاسرا ، و كانت تلك أكبر غلطة يرتكبها طرف من الأطراف ، حيث أن الشيعة قدموا الأرواح و الأنفُس في مــعركة كــان عليهم أن لا يدخلوها ، لكنهم انجروا وراءها و انعزلوا كنتيجة لها ، هذا ما يخشى تكراره الآن ، فأطراف شيعية إقليمية ، سواء في إيران أو لبــنان ، تحاول جرّ شيعة العراق إلى الاصطدام مع التحالف الغربي الذي حرّر العراقيين ، و بالتالي يكون شيعة العراق وقودا لتلك الأطراف الخبيثة .
و ما يثير الضحك و البكاء في الوقت نفسه ، أن العراق يكاد يكون هو ذاته الذي كان عليه في العشرينات ، أي منذ مائة سنة تقريبا ، فهاهم الملاية و رجال الدين و شيوخ العشائر هم أنفسهم الذين يتكلمون باسم العراقيين ، مع تكرار بعض تلك الألقاب ك "الضاري" و "الياور" و "الشعلان" و "الجبوري" .. الخ .
إن من الطبيعي جدا أن يقع العراق في متاهات لا نهاية لها بسبب العقلية العشائرية المريضة بما يُشبه "الفصام" أو ازدواج الشخصية ، فتجد الشيخ العشائري أو السياسي المنتمي إلى عشيرة ، نقصد أنه يؤمن أولا بانتمائه العشائري القبلي أولا ، يغير ولاءه بسرعة الضوء ، كأن يصف قوات التحالف بالتحرير و ينعتها بالاحتلال في اليوم التالي ، أو أن يدافع عن الانتماء الوطني و الإنساني للعراق ثم يدافع ـ مستعملا حتى مخالبه ـ عن الانتماء القومي العربي للعراق ، و هكذا نجد الكثير من مثل هذه التناقضات .
إن الشعور القومي و الديني ـ حسب المفهوم السائد في المجتمع ـ أصبحا يمثّلان جانبا من جوانب الثقافة العشائرية الخطرة و التي تتبنى حتى الثقافة الشيوعية الماركسية " و هذا من عجائب المجتمع العراقي أن نجد تحالفا شيوعيا عشائريا " في سبيل وقف المدّ الديمقراطي اللبرالي ، متناسين طبعا أن الأخلاق أمر نسبي و تتوقف على الثقافة السائدة في أي مجتمع ، و كمثال نجد في بعض المجتمعات أن الزواج المؤقت "المتعة" يساهم في حل كثير من المشاكل الاجتماعية ، بينما يعتبره مجتمع آخر مرفوضا البتة و لا أخلاقيا ، و كلا المجتمعين يـــزعم أنه يستند على القرآن و الحديث .
هذا هو الإشكــال ، أننا لسنا واضحين و قطعيين في تعاملنا السياسي و نحن شبه متناقضين بفضل الشخصيتين المزدوجتين الموجودتين في ذاتنا ، فنحن ديمقراطيون لبراليون إسلاميون شيوعيون .. و لكن ، و هكذا عندما نضع الاستثناءات و المعوقات في النظام السائد ، تكون النتيجة مزيدا من الفوضى و التناقضات ، كتحالف الإسلامي مع القومي و تحالف شيخ العشيرة و الإقطاعي مع الشيوعي الماركسي ، بالتالي نكون أسرى الماضي و متسمرين في أماكننا لا نتقدم ، هذا إن لم نتأخر !!.
زعماء كتلنا و أحزابنا السياسية هم يعكسون هذه الحقيقة تماما ، فأحدهم يردّد الشعارات الوطــنية ليل نهــار و يشتم ما يسمّيه "الاحتلال" و "الاستعمــار" في كل مهرجان و مظاهرة ، لكن ما أن يتصل به السيد الســفير و الرئيس أو رئيس الوزراء الأمريكي و البريطاني ، حتى يتهلل وجهه و يسارع إلى شكر هذه الدولة العظمى التي تكرمت على العراق و شعبه بالخلاص و التحرير .
كنت أشاهد كعادتي قنوات الأحزاب العراقية ، من قومية عربية كردية و إسلامية شيعية سنية ، و كلها ترفع الشعارات ذاتها من تهجم على "الاحتلال" و "الاستعمار" و "الاستكبار" و غيرها من كلمات النفاق و الدّجل الإعلامي الحزبي ، و فجأة تفتخر القناة و عبر خــبر "عــــاجل" بأن السيد الرئيس جورج بوش أجرى اتصالا بالسيد رئيس "هذا الحزب ـ طبعا يحذف اسم الحزب أحيانا لتصبح كــلمة رئيس عامة و شاملة" و بعد أن تفخر القناة بالخبر و تستهلكه إعلاميا ، تعود إلى عادتها في الدجل و الكذب .
على العراقيين تخطّي هذه الثقافة المشوهة و التي تعيش على التلاعب بعقول العامة و كل ذلك يهدف إلى امتصاص الدم العراقي عبر نهب ماله و حقوقه و حشد الجماهير "القطعان" لأخذها نحو الذبح ، على العراقيين أن يرسخوا في أنفسهم ثقافة "الإنسان أقدس من كل شيء" و عندها يتوقف نزيف الدم لأن كرامة الإنسان فوق شعارات الجميع من إسلاميين و شيوعيين و قوميين عرب و أكراد و تركمان و حتى الوطني ، فلا وطن حيث يكون حرمان و لا قيمة لصلاة أو صيام أو حبة تراب إذا كان الإنسان مهانا ذليلا يعيش في مجتمع يسوده الاستبداد و التفاوت الطبقي .



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كاريكاتير العالم -الإسلامي-!!
- هل أصبح -العراقيون- غرباء في بلدهم ؟!!
- ترشيح الجعفري .. خطوة ديمقراطية -
- وزارة التقوى و تبديد المال العراقي
- حكومة جديدة !! أم حديقة -عشائر-؟!!.
- من يعاقب العالم -الظلامي-!!
- كاتب قومجي و موقع طائفي !!
- محاكمة -صدام- تحت المجهر..
- ماذا سيحدث .. لو انتصر -الإرهاب-؟!!.
- أوهام السيد قادر .. من صنعها !!
- ماذا يريد -الرئيس-!! .. الطالباني ؟!!
- مهزلة العقل الإيراني
- ماذا بعد .. الانتخابات !!
- الأمة العراقية .. المشروع الحقيقي للبناء
- طريق الحُرية .. من العراق إلى لبنان
- هل تنكر الحكومة الإيرانية غدا .. مأساة الطّف !!
- مؤتمر الوفاق الوطني العراقي .. الضّحايا و الجلاّدون !!
- كيف غرق - الحكيم - في وحل .. نجاد !!
- سُنّة معاوية !! .. شيعة معاوية !!!
- دعوة إلى المفكّرين و الكُتّاب و الصّحفيين العراقيين


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سهيل أحمد بهجت - كوميديا -العقل العراقي-!!