أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - هي وأنا، يهودية ومسلمة، في الكنيسة معاً














المزيد.....


هي وأنا، يهودية ومسلمة، في الكنيسة معاً


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5728 - 2017 / 12 / 15 - 09:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هي وأنا.
في الكنيسة.
مساء يوم أمس الخميس.
وصلنا متأخرين قليلا.
ونحن نلهث.

هي، صديقتي.
من أعز صديقاتي في الواقع.
كندية، وديانتها يهودية.
والدها مسيحي وأمها يهودية.
وأنا كما تعرفوني.
كانت جارتي، وأصبحت صديقتي.
نعرف بعضنا منذ أكثر من عقد.

كنا نتحدث الأسبوع الماضي. عن اعياد الكريسماس. احب شهر ديسمبر. يذكرني بشهر رمضان في مصر.
هنا مع أعياد الكريسماس تتألق الأنوار، وتتراقص الألوان، ونسمع الترانيم وأغاني الكريسماس في وسط المدينة من اشخاص يجمعون التبرعات لدعم مشروعات خيرية. وأنا أحب أعياد الكريسماس منذ اول مرة احتفلنا بها وأنا طفلة صغيرة في ألمانيا، حيث كان أبي يعمل في سفارتنا.

قلت لها أني احب تلك الترانيم. نسمعها أنا وتوماس في هذه الفترة من العام كل سنة.
غابت يوماً ثم كتبت لي، تقترح علي ان نذهب معاً إلى احتفال كريسماس تعقده الجالية الانجليزية في كنيسة وسط البلد.
قالت لي سيغنون الترانيم و ونحن سنغني معهم.
فرحت.
كنت في الواقع متعبة.
بعد أن أكملت كتابي عن الإسلام السياسي في ماراثون من عمل مستمر، اصُبت بإنفلونزا حادة، طرحتني في الفراش أسبوعا.
لم يكن غريباً أن امرض. يحدث لي ذلك كثيراً بعد كل مشروع اكمله.
كأن جسدي يعتب علي بطريقته، يتوسل أن ارحمه من كثرة العمل.
لكني أحب العمل، فماالعمل؟
رغم ذلك، عزمت أن أكون أكثر رفقاً بنفسي. وأن اروح عن نفسي من وقت إلى أخر.
ولذا جاءت فكرة الغناء معاً جميلة.

والتقينا في المساء. بعد العشاء.
ذهبنا إلى مطعم وطلبنا مشروباتنا في انتظار موعد الاحتفال. و ككل مرة اخذنا الحديث حتى انتبهنا. سرقنا الوقت.
الكنيسة في الشارع المواجه.
امسكنا معاطفنا وعبرنا الشارع ونحن نجري، إلى أن وصلنا إلى الباب.
فتحناه برفق.
ونحن نلهث.
وجدنا المكان يعج بالناس.
اضطررنا إلى الصعود إلى الطابق الأعلى.
وجلسنا.
في وسط القاعة الكبرى، فرقة من رجال ونساء،في سترات سوداء طويلة، وأثواب حمراء.
أصوات ملائكية تصدح بترانيم روحية.

التفتت إليها وهمست لها مبتسمة "منظُرنا عجيب".
ردت علي بضحكة مكتومة. تقصدين أنا يهودية وأنتي مسلمة، ونحن الاثنتان في كنيسة نستمع إلى ترانيم مسيحية؟
غمزت لها بالإيجاب.
ثم التفتنا إلى الفرقة وبدأنا مع الجمهور في الغناء. كلٌ يغني من كتيب صغير وُزع علينا.
في فاصل طلب منا القسيس أن ن نقف وبدأ في الصلاة والدعاء.
صلى لكل إنسان يعاني في تلك اللحظة من الحروب، من الجوع، من البرد والمرض. لكل إنسان لاجيء.
ودعا الله أن يفرج كربهم.
ثم دعا للبشرية بالسلام والمحبة.
لم انتبه إلا ودموعي تنهمر. كم من أوطان لنا تذبح في هذه اللحظة، وكم من إنسان يعاني؟
وجدت صديقتي تمسك بذراعي وتقترب مني. لم تنطق بكلمة.
ثم،
عدنا إلى الغناء.
هي وأنا.
يهودية ومسلمة.
في الكنيسة.
معا.
نغني ترانيم مسيحية.
والغريب أن أحدا لم يعترض.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -اليمن: الآن ستبدأ الحرب الأهلية الفعلية-
- عبدالله رشدي: أي دين تروج له المؤسسات الدينية؟
- -الدعوة- و-الدُعاة- هو ترويج للفكر الإسلاموي السياسي
- المرتد لايُقتل ولو طارت عنزة! عن السبسي والأزهر وداعش
- لايجوز الترحم على الإنسان؟ علي الربيعي يقول لنا أن لانترحم ع ...
- إبنتي والريف السويسري
- مسجدٌ يحبُ الإنسان عن المسجد الإنساني
- الوقوف حداداً ليس من ثقافتنا
- أشربُ النبيذ
- رمضان شهر صوم، لمن يريد !
- في عُمرِ سلمى عن مانشيستر
- -دم مختلط-
- اللهم رمل نسائهم، اللهم يتم أطفالهم
- قبلة سريعة
- خمس سنوات تكفي الحرية لرائف بدوي
- عن السعودية وإيران، حكاية أقصر حوار تلفزيوني أْجريته في حيات ...
- لو فكرتي ستكفرين
- عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية
- عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا
- النظام الإلهي


المزيد.....




- حاخام يهودي متشد: ندعوا الله أن تتلقى مصر ضربة قوية قريبا
- قوات الاحتلال تهدم منزلاً وغرفة زراعية في سلفيت
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية بجودة ...
- خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب ...
- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - هي وأنا، يهودية ومسلمة، في الكنيسة معاً