أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد ملحم - ما بين أوشفتس والغفران شيىْ رائح ...















المزيد.....

ما بين أوشفتس والغفران شيىْ رائح ...


محمد ملحم

الحوار المتمدن-العدد: 414 - 2003 / 3 / 3 - 03:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

الناصرة

 للفعل راح  في اللغه معنيان , وكل معنى مرتبط بأصل الألف في هذا الفعل الأجوف المعتل ….
فإن كان ا صل الألف فيه واوا،  كأن نقول:  راح يروح , كان معناه ذهب في المساء ليلفه الظلام
وأن كان أصل الألف ياءا , كأن نقول : راح يريح،  كان معناه  أخرج ريحا تزكم الأنفاس ويأباها كل الناس .

 لعل في هذه المقدمه اللغويه ما يعرفنا بالنتيجه التي ستقودنا اليها "مجموعة أوشقتس" من خلال فكرها ورؤيتها كما عبرت عنها قي وثيقتها التأسيسيه. هذا الفكر الذي لم يعد مجرد فكر بل أصبح فكرا وممارسة،  مما يزيد في خطورته ودفعه بشعبنا المنكوب الى الروحان في غياهب أوشفيتس فلسطينية جديدة أو الريحان والتعفن قي غياهب أفكار وممارسات هذه المجموعة.

جميل جدا أن يكون الأنسان متعاطفا مع أخيه الأنسان يتألم لألمه ويأسى لأحزانه ولديه من النخوة ما يدفعه لدفع الكوارث عن أخيه الأنسان،  لكن من حق نفسه عليه، وشعبه عليه، أن يشعر ويتفاعل مع مأساته، هو والكوارث التي حلت به ويقف شامخا متحديا حرب الأبادة والتصفية الجسدية اليومية لأبناء شعبه قبل أن يحس بألم غيره من الشعوب.  الوضع الطبيعي أن ينتصر الإنسان لنفسه ولشعبه، لا أن ينتصر لجلاده .  "مجموعة أوشفيتس" في وثيقتها التأسيسية ، لم تر في حرب الأبادةالتي تشن على شعبنا العربي الفلسطيني وعلى لشعوب الأمة العربية والأسلامية سوى " ظلال سوداء" وذلك بالرغم من أنها أعترفت أن هذه تهدد "مواطنتنا الشرعيه وحتى وجودنا". 

"مجموعة أوشفيتس" ترى أنه بالرغم  من كل ما فعله ويفعله بنا الآخر يجب علينا أن " نفهم ونتفهم الطرف الآخر".  نفهم ونتفهم الذين قتلونا وشردونا !!! هدموا قرانا وبيوتنا ولا يزالون حتى اليوم يقتلون ويهدمون. لا تزل آلات بطشهم تقتل العشرات يوميا وتسحل الأطفال في الشوارع، تهدم المنازل على رؤوس أصحابها. حتى مقدساتنا وتاريخنا وحضارتنا لم تسلم منهم. أنظروا الى حي القصبه في نابلس، الى الكنائس والمساجد التي هدمت، أنظروا الى كنيسة المهد والأقصى والكتب المقدسه التي دنست، كل هذا لم تره مجموعة أوشفيتس أكثر من " ظلال سوداء "! العالم يقدم قاده إسرائيليين  الى المحاكم بتهمة إرتكاب جرائم حرب وإبادة شعب ونحن الضحيه يجب أن نغفر له! نحن الضحيه يجب أن نغفر لمرتكبي مجازر دير ياسين وعيلبون، وعيلوط واللد الخ ... الضحيه يجب أن تغفر لقاتلها ولذابحها وأن "تفهمه" وتتفهم " دافع جريمته بحقها كي لا تتهم بأنها  " تسعى لتكرار جريمه النازيه بحق الشعب اليهودي " ( كما ورد في الوثيقه).

الضحيه يجب أن تعطي الشرعيه لقاتلها ........ يجب أن تغفر له فعلته معها .....! فهو ضحية غيرها .....! أية إنسانيه هذه .....؟ إلى أين ستقودنا هذه المطالب ؟... واضح، إلى أوشفيتس  فلسطينية.... يجب على الضحية كما ترى " مجموعة اوشفيتس" أن " تتكاتف معهم في خندق واحد ضد من يسعى لتكرارها "  من العرب والمسلمين !! الضحيه في خندق واحد مع القاتل ! الحمل الجريح المنكوب مع الذئب القاتل والناكب في حظيرة واحدة !

تقول المجموعة في وثيقتها التأسيسية: " فلا يمكن للشعبين  ] الفلسطيني واليهودي .م .م.[ أن يتخليا عن طريق العداء وسفك الدماء، ألآ اذا صار كل منهما يفهم ويتفهم  الآلام  والمخاوف التي دفعت الطرف الآخر الى خط النار والحرب والمواجهة" .

أنا أسأل المجموعة: من الذي سفك دم من ؟ من الذي قدم من كل بقاع العالم ليقتل ويشرد شعب من أرضه ووطنه ؟

من الذي دفع بالشعب الآخر الى استعمال حقه المشروع في الدفاع عن نفسه ووجوده ، وبيته وحضارته ؟ من الذي أنكر حتى وجود الآخر ؟

كيف يمكن أن يطلب من شعب  "غير موجود"  أن يغفر ويتفهم الشعب المنكر لوجوده ؟  يغفر له ويتفهمه عماذا ؟ عن إنكار وجوده وذبحه ...  من الذي يجب أن يقهم ويتفهم الطرف الآخر؟  القاتل  المقتول على أيد غير أيدي القتيل، أم على القتيل أن يستسلم ويشكر القاتل لآنه قتله وأراحه .... ؟

ألا ترى المجموعه أنه يترتب على الآخر أن يعترف قبل كل شيئ بمسؤوليته عن نكبة الشعب الفلسطيني وأن يتوقف عن عمليات الذبح والقتل والدمار والنهب التي أصبحت تتم في كل ثانيه ؟!
لماذا لم تطالب مجموعة أوشفيتس الطرف الآخر بأن يفهم ويتفهم الحق المشروع للفلسطينيي في الدفاع عن أرضه ووطنه حياته وكرامته ؟  لماذا لم تطلب منه أن يتخلى عن القتل والدمار وتركت له  "مسؤولية القرار والخيار ... في هذه المهمة المقدسة" كما يسمونها !!! أتفق مع المجموعة  أن تراثنا الديني والقومي العريق ضرب أروع ملاحم التسامح  والتآخي، ولكني أسأل من الذي يجب أن يتسامح مع من، فالتسامح يكون من طرفين. أنا أقهم أن يطلب، بحق أو بغير حق من الشعب الفلسطيني أن يتسامح مع الآخر عما أقترفه الآخر من جرائم بحقه، ولكن عماذا سيسمح الآخر؟ هل سيسمح للفلسطيني  " ذنبه ووقاحته " لآنه وقف يدافع عن وجوده وينفض عنه غبار النكبه التي تسبب له بها الآخر ؟
 
من حقنا أن نتساءل لماذا أختارت هذه المجموعه هذا التوقيت لتنفيذ برنامجها ؟ هذا الوقت الذي يباد فيه شعبنا بأعترافهم، ويطلبون منه: أن يغفر لمنفذي أبادته ؟ في وقت يحاكم فيه بعض منفذي حرب الأبادة الى محكمة دولية، تخرجه هدة  المجموعة من الشعب الضحية وتطلب له الغفران والتسامح ؟ لماذا هذا التوقيت وفي ظل الحرب المعلنة على العراق والشعوب المستضعفة والتي تتهدد المنطقه كلها بتغيير خارطتها الجغرافية السياسية والديموغرافية، وخطر تنفيذ جرائم ضد شعبنا في ظل هذه الحرب يتزايد ويتصاعد يوميا؟ هل هي محاوله لإعطاء شرعية  وأرضية أخلاقية لكل ما يرتكب وأرتكب بحق شعبنا من جرائم؟

هل هناك أيد رخيصه تحرك هذه المجموعة؟ أم أنهم يتحركون من أجل مكاسب شخصية؟

أتحداهم أن يجيبوا وبوضوح جوابا واحدا:  التوقف عن  متابعة مشروعهم والاعتذار لملايين الضحايا من  أبناء شعبنا والشعوب الأخرى،  ضحايا من يطلبون منا أن نتفهم جريمته بحقنا ونغفر له!
 
قد يتسامح  شعبنا في "هفوة" هذه المجموعه  ( أتمنى أن تكون هفوة ) ولكنه لن يسمح لهم بالإستمرار في هذه  "اللعبة" الخطرة  في وقت يذبح فيه الشعب الفلسطيني كل ساعة وتهدم منازله ويشرد أهله، في وقت تتكالب فيه قوى عظمى على خيرات وحضارة أمتنا العربية، في وقت يحاكم فيه قاده من إسرائيل على جرائم حرب أرتكبوها بحق الشعب الفلسطيني.  لن يسمح ولن يتسامح لن ينسى ولن يغفر لهم.

إن كانت هناك بقية من خميرة ضمير أو دماء في وجوه العديد ممن وقعوا هذه الوثيقه يجب عليهم أن يفهموا الى أين قادوهم طوعا أو تغيببا لوعيهم وماضيهم، يجب عليهم فورا أن يعتذروا، أن يتوقفوا: ويعلنوا أنسحابهم.
                   
واليوم أقضل من الغد ....
 

**********

كنعان



#محمد__ملحم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محمد ملحم - ما بين أوشفتس والغفران شيىْ رائح ...