|
قبل السقوط : ألا من رجل مؤمن من ( آل فرعون / آل سعود ) يكتم إيمانه ، يعظ قومه ؟
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5725 - 2017 / 12 / 12 - 01:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة 1 ـ ذكر جل وعلا ملمحا فى قصة موسى وفرعون عن هذا الأمير الفرعونى المصرى المؤمن المثقف الذى أخذ يعظ قومه ويذكرهم بمصير الظالمين السابقين ويحذرهم ، ومكروا به ، فأنجاه الله جل وعلا من مكرهم ، وغرق فرعون وجنده ودولته . عندما يأس الأمير الفرعونى المؤمن من إصلاح أسرته وقومه قال لهم : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر ) 2 ـ فرعون هو أستاذ لكل من جاء بعده من المستبدين ، خصوصا الذين يخلطون السياسة بالدين . كلهم يسيرون على دأب آل فرعون ( آل عمران 11 ، الأنفال 52 ــ ) وهو لهم السلف ( الزخرف 56 )، والله جل وعلا لهم جميعا بالمرصاد ( الفجر ـ 14 ) . 3 ـ شأن البشر جميعا ، فالأسرة السعودية لا تخلو من عناصر طيبة وليست كلها مفسدين ، لا شك أنه يوجد من بينها مؤمنون يريدون الاصلاح أو يريدون التوبة أو لديهم القابلية لأن يسمعوا القول فيتبعوا أحسنه . ولاشك أنهم قرأوا القرآن ، ومن قرأ منهم القرآن يمكنه بسهولة ـ لو أراد ـ أن يعرف أن الله جل وعلا لا يحب الفساد ولا يحب الظالمين ولا يحب المعتدين ولا يحب المسرفين ولا يحب الفاسقين ، ولا بد أنه يعرف مصير فرعون وكل من سار على نهجه من المستبدين الظالمين ، وأنه جل وعلا كرّر قصة فرعون ليكون فى قصته عبرة لمن يخشى ( النازعات 26 ) ولا ريب أن فى الأسرة السعودة من لا يزال فيهم إستعداد للخشية من الرحمن ، ولا شك أن الأغلبية منهم تتوقع السقوط وتتحسّب له . 4 ـ من هنا نتعشم أن يقف رجل مؤمن من آل سعود يعظ ويحذّر متوكلا على الله جل وعلا ، لا يخشى سواه جل وعلا . فالله جل وعلا هو الذى تكفل بحماية موسى وهارون وهما فى أرض فرعون وفى دولته وسُلطته ، والله جل وعلا هو الذى حمى مؤمن آل فرعون من كيد آل فرعون ووقاه من شرّهم . وليس محمد بن سلمان بشىء مقارنة بفرعون موسى . 5 ـ لذا نعرض بإيجاز لماهية الخطاب الذى يقوله مؤمن آل سعود ، وهو كالآتى : أولا : الجحيم المترتب على سقوط الدولة السعودية 1 ـ سقوط الدولة السعودية سيدمر الأسرة السعودية فى الداخل ، وحتى من ينجح منهم فى الهرب سيكون ضحية مثالية . أمواله فى الخارج ستكون مطمعا لأنواع شتى من المافيا ، وأسهل طريق للحصول عليها هو القتل والتصفية له ولأسرته . بعد ضياع السلطان سيكونون مجرد أموال بلا حماية ، رجل يحمل كنزا على عاتقه فى شارع اللصوص والقتلة ، سيتنافس اللصوص على قتله ، وربما يتفقون ، وفى كل حال هو مقتول مقتول.. ياولدى.!. 2 ـ سقوط الدولة السعودية لن يدمر المملكة فقط ، ولن يحولها الى شراذم متحاربة فقط ، بل سيشعل براكين هائجة متأججة تصل حممها الى الخليج ، تبدأ بالامارات ، تدمر عمائرها وناطحات سحابها ، وليس مستبعدا أن تنافس أنقاض مدينة دبى أنقاض مدينة حلب . وستكون هذه أكبر جائزة تستحقها الامارات التى ظن ولىُّ عهدها أنه بأمواله يحرّك العالم ، وقد تناسى أن أمواله أكبر نقطة ضعف فى دولته إذا لم يعرف حدوده . 3 ـ فى كل الأحوال ستمتلىء الجزيرة العربية بحمامات دم تهون الى جانبها أنهار الدماء التى كانت فى سوريا والعراق . المستفيد الأكبر هم صانعو السلاح وتجار السلاح . ستكون فرصتهم رائعة فى تصريف السلاح الراكد وفى تجريب السلاح الرائد . ثانيا : لتفادى هذا الجحيم لا بد من إصلاح جرىء وسريع . البداية :وقف حرب اليمن ، وإطلاق سراح المعتقلين فى قضايا الرأى، وقيام حكومة مؤقتة تضع تشريعات تتضمن بنود الاصلاح ، وهى : 1 ـ تغيير إسم ( المملكة العربية السعودية ) الى ( المملكة العربية المتحدة ) لأن إسم ( السعودية ) هو أساس البلاء والظلم والاستبداد . 2 ـ تحويلها الى مملكة دستورية ، الملك بالاختيار الشعبى من الأسرة السعودية ، وهو مجرد رمز ، مثل ملكة انجلترة ورئيس اسرائيل ورئيس الهند . وإعلان المساواة بين المواطنين جميعا . 3 ـ وضع دستور حقوقى يؤكد على : 3 / 1 : فتح باب الحج الى البيت الحرام لكل المسالمين طبقا لما جاء فى القرآن الكريم ، وجعله خلال أربعة أشهر هى الأشهر الحرم ، وهى ( ذو الحجة ، محرم ، صفر ، ربيع الأول ) ، وقد شرحنا هذا فى مقالات كتاب الحج المنشور هنا . 3 / 2 : الحرية الدينية المطلقة لكل فرد فى المملكة ، مواطنا أو مقيما أو زائرا . وتشمل الحرية فى الانتماء الى أى مذهب أو دين أو لا دين ، وحرية الشعائر وحرية الدعوة لأى دين أو معتقد بشرط عدم الإكراه فى الدين ، ووضع عقوبة على من يهدد الآخرين بالقتل بسبب الدين . 3 / 3 : الحرية فى الرأى والفكر والبحث والابداع فى كل مجالاته بلا أى رقابة ، لكل مواطن أو مقيم أو زائر . 3 / 4: الحرية السياسية : بالمساوة التامة بين كل المواطنين ، فى الحقوق والواجبات ، وتوزيع السلطات بين السلطة التنفيذية ( حكومة منتخبة من حزب أو أحزاب تحصل على الأغلبية بانتخابات حُرة نزيهة ) ومجلس برلمانى منتخب يكون أمينا على ثروة الشعب ، يراقب الحكومة ويحاسبها ، ويقيلها لو تستحق الاقالة . وتتبعه أجهزة رقابية ، وهيئة حرة مستقلة للإنتخابات ، وسلطة قضائية مستقلة تحكم بين المواطنين طبقا لقانون حقوقى محددة الفاظه ، خصوصا فى قانون العقوبات ، ثم إعلام حُر مستقل ، ومنظمات أهلية غير حكومية تعبر عن أطياف المجتمع من نوادى ونقابات وروابط وجمعيات حقوقية وسياسية واجتماعية وخيرية وتعليمية وتنموية وثقافية . كل هذه السلطات تراقب بعضها وتتوازن مع بعضها وكلها تخدم المواطن فى الدنيا وليس لها شأن بمصيره يوم القيامة . 3 / 5 : العدل : ( العدل الاجتماعى ) بفرض ضرائب تصاعدية على الأثرياء لصالح الفقراء ، و( العدل السياسى ) بالديمقراطية وتداول السلطة ، بالانتخابات بين الأحزاب كما فى الهند واسرائيل . و ( العدل القضائى ) باستقلال القضاء بعيدا عن السلطة التنفيذية ( الحكومة ) و ( مجلس الشعب ) . 3 / 6 :جيش قوى يحمى الدولة وحدودها وممنوع عليه وعلى أفراده العمل بالسياسة . 3 / 7 ـ أجهزة أمنية ليست لإذلال المواطن بل لحمايته ، ولحماية المسئولين على السواء . أخيرا : يا آل سعود ( أليس منكم رجل رشيد ) . 1 ـ ليس هذا مطلبا خياليا . هو نظام حياة للدول المتقدمة وأقربها الى المنطقة : إسرائيل . ولا عذر هنا بأن العرب متخلفون . فى عصر الانترنت يكون التعليم سريعا . ولا بأس بالمحاولة والخطأ ، وخطأ الديمقراطية يمكن حله وتصويبه أما أخطاء الاستبداد فهى سرطان لا سبيل لعلاجه إلا بالبتر . 2 ـ هذا هو لحماية الأسرة السعودية من نفسها ومن خصومها وأصدقائها ، هو حماية لها من مستقبل مظلم ، وإستبداله بحياة آمنة مستقرة بلا مطاردات وبلا محاكمات . وأن يكون للأمير بضع ملايين ويعيش هانئا قانعا خير له من بلايين يحملها مرتعشا خائفا ثم يموت وما أغنى عنه ماله وما كسب . 3 ـ الأهمية أن يأتى الاصلاح من داخل الأسرة السعودية ، بهذا تكون جديرة بأن يستمر دورها داعمة للإصلاح الذى تؤسسه ، بدلا من فرضه عليها فتكون ضحية له . وحين تكون ضحية ستتكالب عليها الذئاب ، وضحاياها بالملايين . 4 ـ هذا النداء لمؤمن من آل سعود . أو لمؤمنين من آل سعود . هذا النداء دافعه الحرص على حقن الدماء . يكفى أنهار الدماء وأهرامات الأشلاء . 5 ـ قالها رجل مؤمن من آل فرعون ، واقولها : ( فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (44) غافر ).
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى ستسقط المملكة السعودية ؟
-
القاموس القرآنى : عظم / عظام
-
الدين السماوى الالهى والدين الأرضى الشيطانى : ردُّ موجز
-
( نشأة الدين الوهابى فى نجد وانتشاره فى مصر ) الكتاب كاملا
-
( وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا ) ( الأحزاب 27 )
-
لماذا أنت ؟
-
لمحة عن توظيف الشعر والشعراء
-
( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ )
-
مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : (
...
-
مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : (
...
-
يسألونك عن ( التّقية )
-
ثقافة الكذب.. المصرية
-
شيخ الأزهر مجرم حرب.. فماذا عن الرئيس السيسى ؟
-
هؤلاء الهجّاصون .!!
-
إلى متى تستمر إسرائيل فى إذلال الفلسطينيين عند الحواجز الأمن
...
-
(الاسلام دين الصدق ) الكتاب كله
-
الخاتمة : الاسلام دين الصدق ، فماذا عن المنتسبين للإسلام ؟
-
هذا الكتاب : ( الاسلام دين الصدق )
-
القاموس القرآنى ( صدق ):(7 ):(إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ )،( إن
...
-
القاموس القرآنى ( صدق ): ( 6 ) بين الصدق والكذب فى الدين
المزيد.....
-
خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب
...
-
قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية
...
-
من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس
...
-
الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة
...
-
اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي
...
-
بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب
...
-
مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
-
التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج
...
-
“سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن
...
-
الحزب المسيحي الديمقراطي -مطالب- بـ-جدار حماية لحقوق الإنسان
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|