|
متى ستسقط المملكة السعودية ؟
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 5724 - 2017 / 12 / 11 - 03:44
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
متى ستسقط المملكة السعودية ؟ أولا : بين السعودية وكوريا الشمالية 1 ـ الشعب القوى هو الذى يحكم نفسه بأليات ديمقراطية ويكون جيشه تابعا للسلطة التنفيذية التى يختارها الشعب ويراقبها من خلال جهازه البرلمانى المنتخب ، وفى وجود إعلام حُرّ ورقابة شعبية ومنظمات أهلية قوية التأثير تتمثل فيها أطياف المجتمع . فى دولة المستبد فالجيش هو تابع للحاكم وبه يقهر الشعب الأعزل، وتتعدد الأجهزة الأمنية وتتضاءل الفوارق بينها وبين القوات العسكرية بحكم تبعيتها للمستبد فى مواجهة الشعب الأعزل . 2 ـ تتفوق السعودية فى الاستبداد على نظام الحكم فى كوريا الشمالية. حكام كوريا الشمالية لم يطلقوا على دولتهم إسم اسرتهم ( كيم ). الرئيس الكورى الشمالى الحالى كيم جونج أون هو ابن الرئيس السابق كيم جونج إل ، وحفيد المؤسس كيم جونج سونج . أى هو الجيل الثالث للأسرة الحاكمة ( كيم ) منذ 1948 . لم يفكر أى رئيس منهم أن يطلق إسم عائلته على الدولة ، بل هم متمسكون بإسم كوريا يريدون توحيدها. هذا على نقيض الأسرة السعودية التى تتمسك بإطلاق إسمها على المملكة التى تتملكها . 3 ـ الجيش الكورى الشمالى يبدو ــ حتى الآن ــ مواليا للمستبد الشاب الذى يتحكم فى الدولة والشعب . بل إن كيم جونج يواجه أمريكا والعالم بهذا الجيش دون وجل أو خوف ولا يحتاج المستبد الكورى الى مرتزقة تحميه عكس الشاب محمد بن سليمان . مماليك ( مرتزقة ) محمد بن سلمان 1 ـ ابن سلمان إستعان على أسرته وعائلته وأبناء عمومته وشعب مملكته بمرتزقة أجانب من البلاك ووتر . وفى إستعانته بهم نرى ملمحين : الأول : عدم ثقته بقواته العسكرية والأمنية ، الثانى أنه تطرف فى معاقبة كبار الأمراء من أسرته ، وأمر جنوده المرتزقة بتعذيب أولئك الأمراء الى درجة سحق رءوسهم بأحذية جنود البلاك ووتر . قد يكون هذا معتادا فى التعامل مع أفراد الشعب المسكين ، ولكن لم يكن هذا متصورا حدوثه مع أعمدة الأسرة الحاكمة ـ فالمقصود هو قتلهم معنويا بحيث لا يجرؤ أحدهم على معارضته لو خرج من السجن حيا . 2 ـ بهؤلاء المرتزقة إستقوى ابن سلمان وتطرف فى إستبداده وفى جموحه فى الداخل والخارج ، وفشل فى معاركه السياسية والحربية فى اليمن وقطر ولبنان ، ولو كان يحكم شعبا حيّا لأسقطه الجيش والشعب عقابا له على فشله . ولكن الميدان الوحيد الذى نجح فيه بتفوق هو سحق من يتخيل أن يكون معارضا له فى المستقبل ، ولهذا إشتطّ وتطرف فى عقاب أبناء عمومته قبل أن يسيئوا اليه . كان يركع ويسجد أمام ابن نايف أمام الكاميرا ، فلما إستقوى بأمريكا والبلاك ووتر جعل البلاك ووتر يعذبون ابن نايف ويسحقون بكرامته الأرض .لم يكن يستطيع هذا فى وجود سلطة للجيش أو الحرس الوطنى . بالتالى فإن مرتزقة البلاك ووتر هم المماليك الجدد الذين يحكم بهم ابن سلمان ، ولن يمضى وقت طويل حتى يتحكموا هم فى ابن سلمان . 3 ـ بوجود هذه المرتزقة فنحن أمام حاكم مستبد لا يعرف الحلول الوسط ، متطرف متسرع ولا يثق فى أسرته ولا فى قواته المسلحة ولا فى أجهزته الأمنية ، ووصل فعلا الى نهاية الطريق ، ولا يمكنه التراجع ، فهو فى صراع وجودى مع أعدائه داخل أسرته وخارجها ، إما هو وإما هم . وقد تسلح مقدما بكل السلطات وإحتكر كل المتاح ، ولم يترك خيارات أمام خصومه سوى الركوع له . من السهل عليه إقالة من يشاء من قواد الجيش وقواد الأمن ، ومن الأسهل عليه ّسجنهم ومصادرة أموالهم ، فهو القاضى وهو الجلّاد . 4 ـ جدُّه عبد العزيز أقام مُلكه بالإخوان النجديين المتوحشين ثم عارضوه وقاتلوه وهزمهم ، ولجأ الى تدعيم ملكه بالمصاهرة من كبريات القبائل ليضمن ولاءهم ، من السديرية وشمر و الرشيد وآل الشيخ . وكان ممكنا أن يظل الحكم فى ابناء الملك عبد العزيز من زوجته السديرية لولا أن تجمهرت قبيلة شمر لصالح الأمير عبد الله ، لأن أمه شمرية ، وأجبروا الملك فهد على أن يكون عبد الله ولى العهد بدلا من الأمير سلطان الذى كان أقوى الأمراء . الآن وقد فتك الأمير الشاب بالأمير متعب بن عبد الله ، وفتك بالآخرين واهمهم ابن نايف السديرى فالواضح أن النفوذ الذى كان سابقا للقبائل قد ذوى ، وأنتهى معه نفوذ الأمراء الآخرين من السديرية وغيرهم . والأكثر وضوحا أن الأمير الشاب يعتمد على مصالحه مع الغرب ، وعلى قواته المرتزقة فى الداخل . وهذا بدليل إن الإفراج عن سعد الحريرى وعن متعب بن عبد الله جاء بأوامر خارجية . المملكة السعودية مؤسسة فوق ألغام 1 ــ ـ هنا نرى ابن سلمان يضع مصيره ومصير مملكته بيد مرتزقة البلاك ووتر وأسيادهم فى أمريكا . بقاؤه وبقاء مملكته حسبما تقتضيه المصلحة الأمريكية . وهى مسألة وقت . هل إسقاط المملكة السعودية الآن من المصلحة؟ أم أن التأجيل الى الغد القريب هو الأفضل. تتداخل فى هذا عوامل بترولية وإيرانية واسرائلية وروسية . وليس منها على الاطلاق عوامل مصرية أو عربية .. فقد إنتهى دور مصر وغربت شمسها منذ أن أصبحت تابعة للأسرة السعودية . 2 ـ أمريكا هى صاحبة الفضل فى إكتشاف البترول فى المملكة وهى التى قامت بتصنيعه ، وهى التى قامت بحماية المملكة وتحالفت معها من عهد روزفلت . وهى التى تستثمر فى بنوكها بلايين الأرصدة السعودية وهى التى تحتفظ لديها بالاحتياطى الذهبى للأسرة السعودية . من مصلحتها إسقاط المملكة لتؤول اليها كل هذت التيريليونات ، وتضيع على الأسرة السعودية ، كما ضاعت من قبل بلايين القذافى التى هربها فى مصر وجنوب أفريقيا وأوربا وأمريكا . ولكن الأصول والممتلكات العينية والأرصدة السعودية فى أمريكا لبست كل شىء . هناك المنبع والأصل ، وهى منطقة الاحساء التى إغتصبها عبد العزيز آل سعود من أصحابها السكان الشيعة ، وأسماها المنطقة الشرقية ، وهى ترقد على أكبر إحتياطى للنفط . هل تتركه أمريكا للشيعة العرب وولاء الشيعة للدين قبل أن يكون للدولة أو الوطن ؟ وهل لو سقطت السعودية ستذهب المنطقة البترولية الشرقية لايران ؟ وهل ستتركها ايران ؟ وما هو موقف روسيا ؟ حسابات معقدة .. 3 ـ ثم إحتل عبد العزيز آل سعود الحجاز ومكة والمدينة وسيطر على فريضة الحج ، وبه اصبح بدولته زعيما للمسلمين . هناك خصومة تاريخية بين منطقة ( نجد ) و ( الحجاز ) من القرن الأول الهجرى من حرب الردة ، وحتى الآن . لو سقطت الدولة السعودية ماذا سيكون مصير الحجاز ، وهو شأن يخص المسلمين وليس اهل الحجاز ؟ المسلمون من شيعة وصوفية وسنيين لا يمكن أن يرتضوا أى تدخل ( صليبى ) فى أماكنهم ( المقدسة ) الخاصة بهم . غضبتهم كبرى فى موضوع القدس ولكن يخففها أن القدس موضوع مُتنازع فيه بين المسيحيين واليهود والمسلمين ، أما مكة والمدينة والحج ( اليهما ) فهو شأن ( إسلامى ) خاص ، لو تدخلت فيه أمريكا والغرب فسيظهر ـ فعلا وبلا مبالغة ـ ملايين من الانتحاريين ..هذا مع أنه لو سقطت السعودية فلا بد من تدخل دولى لرعاية موضوع الحج والنظر فى قيام دولة فى الحجاز . وهذا سيستدعى تدخلات ايرانية وغير ايرانية وعلى إمتداد العالم ( الاسلامى ) ، ولن تكون روسيا بعيدة عنه لأن هناك مئات الملايين من المسلمين فى آسيا الوسطى ، وروسيا هى الراعية لهم . هو بركان خامد الآن ولكن سقوط الدولة السعودية قد يفجره . 4 ـ ثم موضوع اليمن الجريح ، وقد أذلته الدولة السعودية فى عهد مؤسسها عبد العزيز ، وواصلت التدخل فى شئونه الى أن تطور الى قيام محمد بن سلمان بتدميره الآن . المملكة السعودية إحتلت أجزاء من اليمن ، وفى اتفاقات بينها وبين على عبد الله صالح استولت على مناطق حدودية أخرى . بسقوط الدولة السعودية سيجد اليمنيون فرصتهم فى إسترجاع ما إقتطعته منهم الأسرة السعودية وسيجدونها فرصة للإنتقام من الأسرة السعودية . 5 ـ ثم معضلة ايران القوة الاقليمية الكبرى وزعيمة الشيعة فى العالم . الشيعة هم الأغلبية فى الخليج البترولى ، ولكن تسيطر عليه عائلات حاكمة سنية ( وهابية ) . أمريكا والغرب يريدون تحجيم إيران ومنعها من السلاح النووى ، ليس هذا خوفا عسكريا من ايران ، فلم تقم ايران بعمل عسكرى ضد الغرب أو اسرائيل ، وليس من بين الارهابيين ايرانى واحد . السبب فى تحجيم ايران هو ألا يكون لها نصيب فى كعكة النفط . ايران دولة حقيقية وراسخة مثل مصر . مابين ايران ومصر دول مؤقتة وزائلة ـ بعد حين ـ وهذا يتضمن السعودية . ولو سقطت السعودية فى وقت غير مناسب فقد تسقط فى حجر إيران . الطامعون فى البقرة السعودية 1 ـ ليس الأمريكيون وحدهم الطامعين فى الاستيلاء على غنائم من سقوط الأسرة السعودية . وهذه هى المعضلة التى أعتقد أنها محل بحث ممّن يهمه الأمر . فالبقرة السعودية تترنح وتوشك على السقوط ، فمن هو الذى سيفوز بأطيب اللحم ومن هو الذى لن يجد سوى الأحشاء والعظم؟ . 2 ـ لنتذكر أن روسيا القيصرية ظلت تتحفز للقضاء على الدولة العثمانية ، والتى حملت وقت ضعفها لقب ( رجل أوربا المريض ) . قامت سياسة روسيا القيصرية على أساس الإجهاز على ( الرجل المريض ) لترث أملاكه فى أواسط أوربا ، وتقوم بتجميع السلاف من جنسها تحت رايتها . الذى حمى الدولة العثمانية من روسيا هو بريطانيا ( وفرنسا ) . ظلت الدولة العثمانية على فراش المرض تعيش بو سائل صناعية بريطانية ،لأن بريطانيا تريد أن تستحوذ على أكبر نصيب من الكعكة . وهذا هو ما حدث فعلا . حازت انجلترة وفرنسا على أهم ممتلكات الدولة العثمانية ، ولم تحصل روسيا سوى على الفتات . أخيرا 1 ـ وقت أن يحدث إتفاق بين أمريكا وروسيا والغرب وإيران فستسقط المملكة السعودية برصاصة واحدة ..سقط الاتحاد السوفيتى بدون طلقة رصاص واحدة . أما المملكة السعودية فقد تسقط برصاصة واحدة . هذه الرصاصة سيوجهها جندى من البلاك ووتر الى رأس محمد بن سلمان. وتوتة توتة خلصت الحدوتة . 2 ـ وانتظروا .. إنا منتظرون ..!!
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القاموس القرآنى : عظم / عظام
-
الدين السماوى الالهى والدين الأرضى الشيطانى : ردُّ موجز
-
( نشأة الدين الوهابى فى نجد وانتشاره فى مصر ) الكتاب كاملا
-
( وَأَرْضاً لَمْ تَطَئُوهَا ) ( الأحزاب 27 )
-
لماذا أنت ؟
-
لمحة عن توظيف الشعر والشعراء
-
( وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمْ الْغَاوُونَ )
-
مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : (
...
-
مدخل لعلم جديد فى القرآن الكريم : ( الجملة الاعتراضية ) : (
...
-
يسألونك عن ( التّقية )
-
ثقافة الكذب.. المصرية
-
شيخ الأزهر مجرم حرب.. فماذا عن الرئيس السيسى ؟
-
هؤلاء الهجّاصون .!!
-
إلى متى تستمر إسرائيل فى إذلال الفلسطينيين عند الحواجز الأمن
...
-
(الاسلام دين الصدق ) الكتاب كله
-
الخاتمة : الاسلام دين الصدق ، فماذا عن المنتسبين للإسلام ؟
-
هذا الكتاب : ( الاسلام دين الصدق )
-
القاموس القرآنى ( صدق ):(7 ):(إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ )،( إن
...
-
القاموس القرآنى ( صدق ): ( 6 ) بين الصدق والكذب فى الدين
-
القاموس القرآنى ( صدق ): ( 5 ) : التداخل بين الصدق والحق
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|