أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الخصخصة وسياسة الافقار














المزيد.....

الخصخصة وسياسة الافقار


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 5723 - 2017 / 12 / 10 - 19:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لسنا دعاة الدفاع عن القطاع العام، ولا مدافعين على خرافة الصناعات الوطنية. فاذا كان القطاع الخاص يسلب فائض القيمة (وقت العمل المسروق لصالح صاحب العمل ويوهم بأنه مدفوع للعامل) النسبية من العامل، فأن القطاع العام يسرق فائض القيمة المطلقة. ولم تبق في اية بقعة من العالم صناعة وطنية مطلقة، فالنظام الرأسمال العالمي الغى الحدود الجغرافية امام انتقال الرأسمال، بحيث اصبحت السلعة الواحدة تصنع في عدة بلدان من العالم كي تصل الى الاسواق لتداولها واستهلاكها. وسواء كانت الدولة تمتلك المصانع والمعامل والتي تسمى بالقطاع العام او اصحاب الشركات، فأن مكانة العامل لن تتغير ولن تتحسن شروط عمله وحياته المعيشية الا بالنضال المتواصل. وكلنا عايشنا مصانع القطاع الحكومي في زمن النظام البعثي وفي سنوات الحرب العراقية - الايرانية، فالعمال كانوا يجلدون ويسجنون في المصانع التابعة لوزارة الصناعة والتصنيع العسكري، مثلما يحدث اليوم في مصانع ومعامل مصر حيث يحال العمال الى محاكم عسكرية اثر اي احتجاج او اعتراض عمالي.
لكن قضية "الخصخصة" لا تنحصر في حدود بيع القطاع العام من مصانع ومعامل، بل تتعداها لتصل الى بيع جميع المرافق العامة في المجتمع مثل التربية والتعليم والصحة والمواصلات والخدمات وحتى القطاع الامني. بمعنى اخر ان الخصخصة جزء من سياسة اقتصادية للنظام الرأسمالي العالمي التي بموجبها تتنصل الدولة من كافة مسؤوليتها تجاه المجتمع. وهي عملية لدر الارباح في جيب حفنة طفيلية وهي الطبقة البرجوازية.
ان خصخصة الكهرباء جزء من تلك السياسة التي يقودها صندوق الدول والبنك الدولي وبنك باريس صندوق التنمية الامريكي والبنك الاوربي.. الخ، في عدة بلدان مثل الصين وروسيا وبولندا واندونيسيا وجنوب افريقيا واليونان وايطاليا وحاليا في مصر والاردن واليوم في العراق، تحت عنوان "الاصلاحات الاقتصادية". وما وصلنا اليوم اليه من خصخصة للكهرباء، هي برنامج اعد له بعد احتلال العراق مباشرة وقاده رئيس الائتلاف المدني للتحالف بول بريمر، حيث امتنع عن تخصيص اية اموال لإعادة تشغيل مصانع ومعامل القطاع الحكومي او العام وعدم توفير الطاقة الكهربائية، او اعادة اعمار البنية التحتية للكهرباء كي يتم اعادة تشغيل تلك المصانع. وان السر يكمن وراء اهدار او سرقة او اختفاء اكثر من ٢٠ مليار دولار في وزارة الكهرباء ولم تستطع ان تعيد التيار الكهربائي الى ١٦ ساعة يوميا في مدن العراق، هو من اجل خلق المبررات والحجج السخيفة لخصخصة الكهرباء وتسليمها الى الشركات الخاصة تحت حجة محاربة الفساد، او كما يتحفنا مقتدى الصدر الذي كشف على عدائه للعمال وعموم جماهير العراق عندما يؤيد خصخصة الكهرباء بحجة كي لا تذهب الى جيوب الفاسدين. الا ان الرد هذه المرة جاء من الجماهير في مختلف المدن العراقية عبر احتجاجاتها ضد الخصخصة المذكورة. اي ان عملية الفساد في قطاع الكهرباء هي عملية منظمة ومدروسة ومخططة لها، كي تتم تصفية هذا القطاع وبيعه الى الشركات الخاصة لسرقة العمال والموظفين والكادحين.
وايضا نضيف بأن الخصخصة هي جزء من برنامج اقتصادي متكامل لحكومة الاسلام السياسي والمدعوم "اي البرنامج" من قبل جميع القوى القومية والطائفي العراق بالرغم من طحن عظام بعضهم البعض. وذلك البرنامج يشمل ايضا تنصل الدولة في ايجاد فرص عمل للعاطلين عن العمل واحالة الالاف من العمال في القطاع الحكومي الى التقاعد، اذ تبرر حكومة العبادي بحل موظف واحد مكان اربعة موظفين او عمال ليوفر للدولة ٦٠٠ مليار دينار للمجموع الكلي للذين سيحالون للتقاعد، وتوسيع سياسة التقشف رويدا رويدا من ٣,٨ في موازنة ٢٠١٧ الى ٤,٨ في موازنة ٢٠١٨ حتى تصل الى قطع ٢٠٪ من رواتب العاملين والموظفين في القطاع الحكومي، وهو طلب صندوق النقد الدولي خلال السنوات المقبلة، أضافة الى خصخصة قطاعات الصحة والتربية والتعليم.
ومن هنا نحن نقف بحزم ضد مجمل سياسة وبرامج حكومة العبادي الاقتصادية التي عمادها الاصلي تخلي الدولة على مسؤوليتها تجاه المجتمع وتحويل العراق كما ذكرنا في العدد السابق الى مزرعة للعبيد.
ان الاحتجاجات الجماهيرية ضد سياسة الخصخصة يجب تسليحها بأفق واضح وتوعية الجماهير على المخاطر الناجمة عن برنامج الخصخصة للحكومة وتداعياته على حياتها معيشتها. ان الجماهير المحتجة يجب ان لا تتوقف عند الغاء خصخصة الكهرباء بل يجب ان تطرح برنامجها الاقتصادي وتتضمن خطوطها العامة الغاء خصخصة الخدمات والكهرباء، الغاء سياسة التقشف، ضمان بطالة عن العمل او فرصة عمل مناسبة، توفير الصحة والتعليم المجاني.
ان عمال العراق وبالأخص القسم العامل منهم في القطاعات الحيوية مثل النفط والكهرباء والموانئ تتحمل مسؤوليتها في تنظيم تلك الاحتجاجات وايصالها الى اهدافها النهائية. وعلى الشيوعيين ان يتقدموا صفوف النضال ويعملوا على توحيد الصف العمالي والجماهيري في تلك الاحتجاجات.



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب على الفساد واقتصاد السوق
- قضية النازحين والظلم الطائفي
- الانتخابات ومكانة الطبقة العاملة
- قانون الاحوال الشخصية وهوية الدولة
- هوية العبادي بين الهلامية والطائفية والقومية الاسلامية
- تأريخ السادس عشر من اكتوبر
- كركوك والعبادي
- الاستفتاء في خضم حسم السلطة في بغداد
- ما بعد الاستفتاء.. الهروب الى الامام
- الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرزاني (٣)
- الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرجوازية القومية الك ...
- الاستفتاء في ثالوث؛ الوطنية واسرائيل والبرجوازية القومية الك ...
- -الاستفتاء- من منظور القوى المحلية ومصالح القوى الدولية
- -الاستفتاء- لا يحتاج الى تسطير نظري
- الاستفتاء بين الحق والشوفينية القومية
- هلوسة سياسية بديباجة كاريكتورية ماركسية
- كركوك والتكالب القومي
- سياسة الافقار الممنهجة في العراق
- الانتقام سياسة لتحقيق المصالح
- قانون الانتخابات، واعتراضان في المجتمع


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سمير عادل - الخصخصة وسياسة الافقار