أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس سالم - وعد ترامب لبَنِي صهيون














المزيد.....


وعد ترامب لبَنِي صهيون


إدريس سالم
شاعر وكاتب


الحوار المتمدن-العدد: 5722 - 2017 / 12 / 9 - 14:51
المحور: القضية الفلسطينية
    


عندما منحت بريطانيا وعداً لليهود على لسان السياسي البريطاني "آرثر بلفور" بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين كانت بداية للصراع العربي الإسرائيلي، على حساب إرادة وكرامة الشعب الفلسطيني، واليوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يَعِد اليهود وتحت ضغط اللوبي اليهودي (أيباك) والمسيحيين الإنجيليين في الولايات المتحدة بجعل القدس عاصمة لإسرائيل «ترامب يتحدّى الشرق والغرب، الحلفاء قبل الخصوم، وغير عابئ بالحقوق ولا بالتاريخ ولا بالجغرافية»، وبذلك يكون قد دفن عملية السلام بين فلسطين وإسرائيل تحت سابع أرض، وستتزايد الاضطرابات والصراعات في الشرق الأوسط «الشرق أصبح سوقاً يعيش منه الغرب»، وليساهم بذلك بضخ دماء جديدة في عروق مشروع بلفور، الذي كاد أن يتحوّل عبئاً على مموليه.

دونالد ترامب، رئيس غريب الأطوار، والتصرفات، بتسريحة شعره وبصوته وإلقائه ومشيته، يختلف عن بقية رؤساء أمريكا الأربعة والأربعين، إن فهم شخصيته وطبائعه سيكون مفتاح السر لفهم سياساته التي سيتبعها، رجل أعمال جسور، يحدد أهدافه ويسعى لتحقيقها، ولن يهتم حتى لو قاد العالم لحرب عالمية ثالثة، إلا أن هذه هي مجرد بداية، ولم نصل لحافة هاوية انطلاقة هذه الحرب بعد، يحتل قطر سعودياً، والعراق وسوريا إيرانياً، ويسعى قريباً لتفكيك تركيا، كل هذه الأحداث وهو ما زال في سنته الأولى في الحكم.

دونالد ترامب، لم يعلن الحرب على العالم، بل العالم أعلنها على نفسه، ففي سوريا رفضت المعارضة والنظام – الشرفاء والنزهاء منهم – التدخل الخارجي، وتحت الطاولات هناك رموز من الطرفين وقعوا الاتفاقات مع الخارج، وبموجب مصالحهما الشخصية وأجنداتهما ومصالح الخارج الاستراتيجية سمحوا التدخل الروسي والأمريكي والإيراني، وآلاف الميليشيات والتنظيمات الإرهابية التي يقودها عملاء الأجهزة الاستخباراتية الأجنبية، وإعلان ترامب لن يكون له أي ردود فعل عربية عسكرية قوية على مستوى المنطقة، لأنها منشغلة بنفسها، وتواجه تداعيات الصراع والفوضى والحرب، وفي أسوأ الأحوال ستقوم معظم العواصم بالتنديد السياسي والتهديد الإعلامي «الإعلام العربي يطرد صحفييه، بسبب تغريداته وآرائه».

هذا القرار ليس تكتيكياً، بل قرار أُخذ على البُعد الاستراتيجي، أي ليس نزعة طارئة، بل جاء مع سابق التفكير والتخطيط مع معظم حكّام العرب، فبغداد لن تقدم على أيّ خطوة لأن واشنطن دعمتها ضدّ كوردستان، والرياض وافقت على هذا القرار في تل أبيب مقابل التحالف ضد إيران، وإسرائيل راضية جداً عن دمشق، والقاهرة على علم بالقرار منذ زمن وبَصَمَت عليه، أما صنعاء وطرابلس وتونس ومقديشو وجيبوتي وموروني فهم خارج السرب، الرباط لا يمكنها أن تتخذ موقفاً كونها تنتظر رفع العقوبات الأمريكية عنها، ولا تريد إغضاب واشنطن، والجامعة العربية لا تتفق إلا ضد إرادة شعوبها وحق الشعب الكوردي في الاستقلال.

دونالد ترامب كان صريحاً جداً وواضحاً جداً قبل انتخابه، وفي خطابات عامة جماهيرية بثت على شاشات الإعلام العالمي، كانت صراحته لا تترك مجالاً للشك أو التأويل في نيته حول القدس وإسرائيل، وكرهه للإسلام والمسلمين والعرب والفلسطينيين وكل ما له علاقة بهم، فلم هذه الغرابة المزعومة من قراره حول القدس؟ إلا أن تصريح ريكس تيلرسون في أن القرار اتخذ بعد المشاورات مع أصدقاء وحلفاء أمريكا «مَن هم أصدقاء وحلفاء أمريكا في الشرق الأوسط؟» قد أحرج العرب، وكشف للشارع العربي في أن حكّامهم يعلمون بالأمر.

إن القرار الأمريكي الذي وقعه ترامب هو بداية المشروع الصهيوني في تقسيم المسجد الأقصى، ليس زمانياً ولا مكانياً، وربما بهدمه، وإنشاء الهيكل المزعوم مكانه، وخاصة وأن إسرائيل تسعى لجعل القدس لعاصمة يهودية، وبرموز يهودية، وشعب يهودي، فهي ستستغل هذا القرار لفرض معطيات صادمة على الأرض، تتمثل في التخلص من 165 ألف مقدسي دفعة واحدة عبر الجدار، وضم مناطق جديدة إلى القدس عبر الأنفاق مثل مناطق معاليه أدوميم وموشيه أدوميم.

ويبقى أن نسأل: هل سيسحب قاسم سليماني فيلق القدس من سوريا ويتوجّه به للقدس؟ هل يسحب أردوغان قواته من إدلب وعفرين ويتوجّه بها إلى القدس؟ هل سينسحب حسن نصر الله من دمشق وحمص ويوجّه حزب الله نحو القدس؟ هل سيتوقف الحوثيون حربهم ضد بني جلدتهم ويتوجّهوا نحو القدس؟ هل التحالف العربي سيغيّر الوجهة من اليمن إلى إسرائيل؟ هل ستتحرك المطارات الحربية العربية وتستهدف مؤسسات إسرائيل العسكرية وقواعد أمريكا؟

باختصار: هل عند حكّام العرب والمسلمين من حيل لمواجهة هذا العداء السافر، غير الشجب والإنكار والاحتجاج، والذي اعتبروه كارثة تاريخية؟ وهل يدرك الشعب الكوردي والفلسطيني حقيقة أن كوردستان وفلسطين ضحيتا استبداد حكّام العرب ومصالح الغرب؟


كاتب وصحفي كوردي



#إدريس_سالم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غرب كوردستان في الأروقة الدولية
- حرّرْ كوردستان بعقلك لا بعاطفتك
- أيُّها الغرب
- يظلمون رئيساً لا يملك قرارة نفسه
- حليف استراتيجي أم أداة تكتيكية؟
- أبكي وطناً لن يموت
- ليس للعراقي إلا الصحراء
- حجي بلال كاريزما كوبانية، ورمز للنضال والنزاهة
- لماذا يعادي المثقف العربي استقلال كوردستان؟
- عسكرة الكراكوزات لن تحيي جثة سايكس – بيكو
- موقف PYD و ENK-S من الاستفتاء
- ماذا يفعل المجلس الوطني الكوردي في موسكو؟
- على ENK.S أن يستقيل، وPYD أن يعود إلى جُحره
- مَن الخاسر، والمُستفيد الأكبر من نقل قافلة داعش؟
- الكورد لن يعادوا إسرائيل، ولا يعادون العرب
- لا للتنازل عن الاستقلال
- لمَ إعلام المجلس الوطني الكوردي غائب؟
- ماذا تريد واشنطن من الكورد؟
- لماذا تطلق «PYD» سراح أعدائها، وتعتقل كوردها؟!
- لمَ لا يحقّ للبارزاني أن يقود الكورد، ويحقّ لغيره أن يضيّعهم ...


المزيد.....




- إليسا تشيد بحملة هيفاء وهبي ونور عريضة في مواجهة التحرش الإل ...
- ماذا قال أحمد الشرع في أول خطاب له كرئيس لسوريا؟
- حماس تؤكد مقتل القائد العسكري محمد الضيف، فماذا نعرف عنه؟
- عاصفة قوية تضرب البرتغال وسيول من رغوة بيضاء حملتها الفيضانا ...
- ما دور الهلال الأحمر المصري في دعم غزة؟
- أمير دولة قطر في دمشق للقاء الشرع وبحث التعاون بين البلدين
- تدريبات قوات الحرس الوطني الخاصة
- مصر.. وزارة الطيران المدني توضح سبب تصاعد الدخان في صالة الس ...
- العراق يؤكد دعم مصر ويرفض مخطط تهجير الفلسطينيين
- ترمب: نتواصل مع موسكو حول كارثة الطائرة


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - إدريس سالم - وعد ترامب لبَنِي صهيون