مواصلة ديوهيرست لحربها الشرسة ضد العمل النقابي

وديع السرغيني

الحوار المتمدن-العدد: 1473 - 2006 / 2 / 26 - 12:07
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    

أقدمت إدارة مجموعة ديوهيرست على طرد جديد لمجموعة من العمال و عددهم 90 عامل و عاملة من ورشتها المتخصصة في الخياطة خلال الأسبوع الفارط .
و بنفس السياسة و بنفس الخطة التي سبق و أن أشرفت إداراتها المتعددة ، سياسة هضم الحقوق و إذلال العمال و إهانة العاملات بالسب و الشتم ، و خلق جو من الإرهاب و التخويف من طرف رؤساء الورشات و حراس الأمن . فلم تمض سوى شهرين على طرد أزيد من 150 عامل و عاملة بمعية 3 مكاتب نقابية و تحت طائلة التهديد بالمتابعة بتهمة إتلاف ممتلكات الشركة و الخطأ الجسيم و عرقلة حرية العمل ... إلخ ليعيش عمال و عاملات ورشة الخياطة نفس السيناريو بنفس الصمت المتواطىء من مفتشية الشغل و السلطات المحلية .
فبعد محاولات عديدة لتأتيس مكاتب نقابية خلال هذه السنة خاصة بعد تطاول الإدارة على حقوق العمال و حرمانهم من مستحقات الساعات الإضافية و العلاوات و فرض سياسة تأديبية ضد كل من عبر عن انتمائه للنقابة من إهانات و سب و شتم و تغيير مستفز لأماكن العمل و تراتبيتها و من تحويل المأجورالشهري إلى مأجور بالساعة ... كأساليب للتحطيم المعنوي للنقابيين ، تمكنت الإدارة خاصة مديرة الإنتاج و مديرة الموارد البشرية بتعاون مع بعض الرؤساء و مندوبي العمال و بعض الحراس من طرد تعسفي لمكتبين نقابيين دون أداء لمستحقاتهم مع إرغامهم على توقيع بعض الوثائق غير القانونية و المدينة لهم بتهمة الخطأ الجسيم و عرقلة العمل و التخريب ، مما يحطهم بين اختيارين ، قبول الفتات الذي تقدمه الإدارة أو المتابعات القضائية .
و يستمر هذا المسلسل الذي لا ينتهي ، بمأساة جديدة بطلتها إدارة المؤسسة و ضحياها 90ال من عمال و عاملات الخياطة. فبعد تأسيسهم لمكتب نقابي و عوض الجلوس للحوار على أرضية الملف المطلبي للعمال ، بدأت الإستفزازات و التحرشات و الألفاظ النابية و التحويلات إلى أن فاض الكيل بالعمال فصرخوا و احتجوا و انتفضوا ضد هذا الإذلال و هذه المهانة المضافة للإستغلال و الإستغلال المكثف.
و أمام هذا التحرر من الخوف و أمام الغريزة النضالية لمن تستغل قواه و تستنزف صحته خدمة للرأسمال الجشع ، اتضحت الأمور و انفضح المستور و ظهرت للعيان حقيقة دولة الحق و القانون و حقيقة حرية الإضراب و ديموقراطية هذا البلد .. تبين للعمال كيف تتحالف القوى القمعية و الإستغلالية ، و كيف تتحد ضدهم هراوات البوليس و القوات المساعدة و الحرس و بعض أعوان الإدارة و العون القضائي هو الآخر .. تبين للكادحين كم هو مهم إذلالهم و مهانتهم و قمعهم و امتصاص دمائهم ... و كم هو مفيذ لكثير من الطفيليين داخل هذا المجتمع و نظامه اللاديموقراطي .
يوم الثلاثاء 21 فبراير، يوم الرعب ، يوم القمع و الضرب و تكسير العظام – ست حالات نقلت للإسعاف بما فيها عاملة حامل مهددة بالإجهاض – فعلى من تقع المسؤولية إذن ؟
أين هي السلطات و أين هو الوالي ؟ أين هي المهلة التي طالب بها الوالي العمال ؟ أين هي مدونة الشغل ؟ أين هي النقابات و الجمعيات و الأحزاب اليسارية ؟ كيف نوقف النزيف فالخطابات و المطبلين لها في واد و واقع الكادحين في واد آخر ، 50 سنة من التنمية بآفاقها الموعودة و البشارة تلوح في الأفق من داخل المعامل و الورشات ، حقيقة المتدخلين في التنمية تتضح و تنفضح بأجانبها و بمحلييها ، حقيقة التنمية و على من تعود بالرفاهية ، لم تعد بحاجة إلى نباهة .
فبتأسيسكم لإتحاد نقابي أيها العمال و أيتها العاملات تكونون قد خطوتم الخطوة الأولى في مساركم الصحيح ، بتكسيركم لقيود الخوف و الإنصياع ، بانتفاضكم ضد الظلم و الإستغلال و الإذلال ، تكونون قد عبرتم عن أحسن طليعة و عن أحسن قائد لمعركة التحرر من الظلم و الإستبداد و الإستغلال ، فيا مناصري الحرية و يا مناصري الطبقة العاملة في نضالاتها و في مشروعها الإشتراكي ، العبرة أمامكم على بضع كيلوميترات من مقاهيكم لا تحتاج لعبور القارات و لا لصعود الجبال . تحتاج تفانيكم و ارتباطكم اليومي و إخلاصكم اليومي و إخلاصكم النظري السياسي و العملي ، من أجل بناء حزب الطبقة العاملة المستقل و من أجل الثورة الإشتراكية دائما و أبدا.

#وديع_السرغيني (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات