عاد بن ثمود
الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 05:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هناك بقايا حائط مقدّس من هيكل ملك بائد، أساطير حياته تبدأ و لا تنتهي.
و هنالك صخرة مقدّسة مُسقّفة بقبّة من ذهب مطلي، تراءت في حلم راكبٍ على بغلٍ مُجنّح.
و هنا و هناك، و في الماضي و الحاضر و المستقبل، من يتنازعون ملكية الموقع الأسطوري بالسيوف و البنادق، كل طرف يريد تحرير البقعة المقدّسة ليتعبّد فيها، كما لو أن الأرض قد ضاقت بهم جميعاً أو أن مكتب الإتصال بالرب موجود هناك.
هنالك من الساسة و الحكّام و الشيوخ العرب من يملأ الدنيا صراخاً و عويلاً على "القدس" و أنها ستبقى عربية إلى أن يرث الله الأرض و من عليها، و يقوم بشحذ الهمم و العزائم للجهاد في سبيل ذلك.
لكن، لو قدّر للقدس أن تتحرّر و تكون عربية مائة بالمائة، و لو في المنام، فلن يخطر على بال أغلب هؤلاء الساسة (إن لم نقل كلهم) الحجّ إليها من أجل صلاة ركعتين للشكر في المسجد الأقصى أو حوله حيث توجد بركة الرب بوفرة.
تقول الأساطير الدينية كذلك، بأن شخصاً يدعى إبراهيم هو الجد الأكبر لليهود.
و تقول الأسطورة الدينية الإسلامية، بأن إبراهيم هو الذي بنى الكعبة بمساعدة إبنه إسماعيل من خادمته المصرية هاجر. (يعني و لا واحد فيهم عربي بالمطلق)
إنّها ورطة مقدّسة:
ماذا لو صدّق اليهود القصة و طالبوا بتحرير مكة التي بنى كعبتها جدّهم الأكبر؟
ربما لو كانت هنالك حضارات عاقلة في مجرّتنا، و رأوا هذا البؤس الوجودي الذي يتخبّط فيه سكان هذا الكوكب، لقاموا بتلقيح مواطنيهم بلقاح مقاومة الإصابة بوباء الأديان السماوية.
#عاد_بن_ثمود (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟