بشير الحامدي
الحوار المتمدن-العدد: 5721 - 2017 / 12 / 8 - 05:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فلسطين مشروع مقاومة لا أحد يريده
ـ 1 ـ
سيشبعونهم سبا وشتما وقد يتظاهرون في الشوارع وتعلوا أصواتهم بالخطب النارية عن الثورة والمقاومة وعن تحرير فلسطين. سيقومون ربما بكل هذا ولكنهم سيعودون كما يفعلون في كل مرة إلى الانحناء أمام حلفائهم حكامهم الفاسدون.
سيتحدثون كثيرا كثيرا في المناسبات عن الصهيونية وعن إسرائيل المجرمة وعن فلسطين المحتلة والثورة الفلسطينية المجيدة وعن حضور القدس في الذاكرة العربية الإسلامية ولكنهم في نفس الوقت سيواصلون كما يفعلون دائما الالتقاء بالصهاينة ساسة و أكادميين ورياضيين وفنانين للدوس على كل هذا و إعلاء الصهيونية.
سيشبعونهم سبا وشتما ولكنهم سيعودون كما يفعلون دائما لأحزابهم وجمعياتهم يتسابقون لتحبير التقارير للحصول على تمويل جمعيات لا تخفي علاقتها بالصهيونية.
...
الموقف السليم وفي ظل كل هذه المتناقضات صار يتطلب الاستقلال التام عن مشاريع الارتباط والتطبيع الحزبية والجمعياتية والحكومية في داخل فلسطين وخارجها وعلى كل المستويات وعن الجيف القائمة عليها.
ويوم يتحول هذا الموقف لمشروع مقاومة حقيقي داخل فلسطين وخارجها يومها سيكون الأمر مختلفا وسيكون الحديث عن أصل القضية: الإطاحة بالدولة الصهيونية وتحرير الأنسان وليس عن أي كلام آخر.
ـ 2 ـ
الصورة تكاد تكون باقية على حالها منذ 1948 ولم يتغير منها شيء
في حرب بيروت على المقاومة الفلسطينية في لبنان خرجنا بالملايين في كل البلدان العربية كلنا غضب نصرخ ونند لترحيل المقاومة من لبنان وحولنا هزيمتنا وخسائرنا تلك انتصارات أسكتنا بها وجع صبرا وشاتيلا و معتقل أنصار وخسارة السلاح وبدء السلام والمفاوضات مع الدولة الصهيونية
في انتفاضة الحجارة الأولى والثانية الثالثة واجه الداخل الفلسطيني المقاوم بالحجارة وبالحجارة فقط وصمدت المقاومة أياما و أسابيع ولكنها انهارت في الأخير لأننا خذلناها ولم ننخرط نحن أيضا في كل بلدان المنطقة في معاركنا واكتفينا بالغضب والصراخ وترديد شعار "فلسطين عربية لا حلول استسلامية " وشعارات أخرى...
أيضا في كل الحروب على غزة لم نفعل شيئا بل اكتفينا كالعادة بالغضب والصراخ ومررنا فوق المعنى وقادتنا أوهامنا إلى التصديق بأنه صار للمقاومة أنظمة و أنظمة خرجت من أوسلو و أن فلسطيننا ستعود إلينا لنكتشف في الأخير أن كل ذلك لم يكن سوى التمهيد لفرض واقع اجتثاث أي إمكانية لحمل السلاح واجتثاث كل بذرة يمكن أن تنبت نبتة تقاوم في المستقبل.
وجاء 17 ديسمبر و أخفق هو أيضا في الصمود في وجه الثورة المضادة وفي وجه المشروع الاستعماري الصهيوني وها هي الصورة كما هي غضب وصراخ وشعارات وكلام كثير لا يغير في سياسات الأمر الواقع المفروضة شيئا.
...
فلسطين مشروع مقاومة لا أحد يريده.
فلسطين الكل ضدها وإن تظاهر: الشوفينيات والطوائف جميعها و منتجات الأيديولوجيا والأنظمة والحكومات و أحزاب النظام وبرلمانات النظام والبنوك وبرميل النفط والعمامة المرتبطة والعسكري العميل وجماعات الله في الأرض والبورصات واليمين الديمقراطي واليمين الفاشي واليسار اللبرالي.
ـــــــــــــــــــــــ
بشير الحامدي
#بشير_الحامدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟