أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر نصرت - مكافحة آفة الفساد














المزيد.....

مكافحة آفة الفساد


زاهر نصرت

الحوار المتمدن-العدد: 5720 - 2017 / 12 / 7 - 17:52
المحور: المجتمع المدني
    


من المعلوم ان خدمة المواطن هي من اهم اسس النظام الديمقراطي باعتباره شريك اساسي في ادارة نشاطات الدولة فمن الطبيعي ان يتوقع منها تقديم الخدمات اللازمة بكفاءة وتجرد ونوعية عالية ولقد حان وقت تغير نظرة الادارة الى دورها من ادارة تقتصر على الحكم الرادع الى ادارة تحترم القانون وتتوقى رفع كفاءة اداء العاملين واعتماد برامج تهدف الى تطوير طرق وأساليب خدمة المواطن وتسهل تعامله مع الدولة وتكشف الظواهر السلبية وتعالج اسبابها وتحاسب المقصرين والفاسدين .

ان الفساد ذلك المصطلح الذي يتداوله كثير من الناس الذي كان السبب في هلاك المؤسسات وسقوط الانظمة والدول لانزلاق شخوصها في هذا المجال فقد عرفته منظمة الشفافية العالمية بأنه سوء استخدام السلطة العامة لتحقيق مكسب خاص ، فيما تعرفه موسوعة العلوم الاجتماعية بأنه خروج عن القانون والنظام وعدم الالتزام بهما من اجل تحقيق مصالح سياسية واجتماعية للفرد او لجماعة معينة ، والفساد ايضاً حالة تفكك تعتري المجتمع نتيجة فقدانه سيادة القيم الجوهرية وعدم احترام القانون وعدم تكريس المواطنة وغياب ثقافة حقوق الانسان واحترامها بشكل طبيعي وتلقائي .

للفساد اوجه متعددة منها ما يسمى بالانحراف ويعرف بأنه الابتعاد عن المسار المحدد وانتهاك لقواعد ومعايير المجتمع الخلقية والاقتصادية ومنه الفساد الاداري وهو ظاهرة تحدث نتيجة غياب معايير السلوك التنظيمية والقانونية وتطبيقهما وسيادة مبدأ الفردية مما يؤدي الى استغلال موارد الدولة من اجل مصالح فردية او حزبية على حساب الدور الاساسي للجهاز الحكومي الذي يؤثر على مبدأ العدالة وتكافؤ الفرص امام المواطنين .

تتنوع مظاهر الفساد فهناك الرشوة وهناك المحسوبية والمحاباة والواسطة وهدر المال العام والابتزاز ، وللفساد مسببات كثيرة منها مرور البلد بمراحل انتقالية تتمخض عنها تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية كانقلاب النظام السياسي مثلاً في بلد ما يوفر فرصة للفاسدين وضعاف النفوس للقيام بأعمال خارجة عن القانون مستغلين ضعف الجهاز الرقابي على الوظائف العامة ووجود ضعف في الادارة متمثلة بعدم اتخاذ قرار من قبل النخب السياسية في مكافحة الفساد بسبب ضعف في الفقه والقانون لديها او انغماس بعض هذه النخب في الفساد وكذلك سيادة الجهل والتخلف والقيم التقليدية البالية والروابط القائمة على النسب والقرابة وفقدان استقلالية ونزاهة الاجهزة الرقابية للدولة وغياب وتهميش دور المواطنة الحقيقية النابعة عن ايمان المواطن بوطنه وولائه له ، وللفساد اثار على مستويات عديدة فله اثر بالغ في المستوى الاقتصادي حيث يعتبر الفساد اكبر طارد لرؤوس الاموال الاستثمارية واكبر عائق امام ورود منح من الدول المانحة ، وعلى المستوى السياسي يؤثر على شرعية النظام السياسي واستقراره ويفقد المواطنين ثقتهم بالحكومة .

من اجل وضع حد لظاهرة الفساد علينا البحث عن الآلية المناسبة لذلك وهناك اجماع من قبل جميع المختصين ان علاج الفساد يتم بشكل مؤسساتي بتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني وتنمية دور المؤسسة الاعلامية والاعلام من اجل تسليط الضوء على هذه المظاهر من خلال :
1 – ربط اهداف الجهد الاعلامي بالمصلحة الوطنية العليا في التنمية الاجتماعية ، وتوضيح هذه الاهداف للموظفين وللمواطنين في إن واحد .
2 – تسليط الضوء الاعلامي على دور الاجهزة الرقابية في ضبط اعمال الفساد .
3 – الترويج لدعم حتمية فصل السياسة عن الادارة .
4 – العمل على المحافظة لحقوق المواطن الاساسية ويقتضي ذلك بوجود نظام سياسي يرتكز على قاعدة القانون فوق الجميع بلا استثناء .
5 – تكريس مبدأ مساءلة القطاع العام من قبل جمهور المواطنين من خلال منظمات المجتمع المدني والتي تعتبر صوت رئيسي للجماهير وتمثل مصالحهم .
6 – ممارسة الضغط على مؤسسات السلطة لتبني قيم النزاهة ونظم المساءلة في عملها .
7 – الرقابة على تنفيذ الموازنة العامة ونشر المعلومات المتعلقة بالنفقات والمشاريع الخاصة بالخدمات الاساسية مثل التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وتوصيلها للجمهور ومساءلة الحكومة حول الاوليات واوجه الصرف الحكومي المختلفة .
8 – واخيراً وليس اخراً قيام دولة المؤسسات والقانون والتي تعلو فيها سلطات القانون على سلطات الاشخاص .



#زاهر_نصرت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبذ الخلافات وقبول الاخر
- تحديات الامن الغذائي ومستقبلنا
- وثيقة حلف الفضول والدفاع عن حقوق الانسان
- الاخطاء اللغوية ولغة الكتابة
- اليوم العالمي للمياه ... حرب المياه هي حرب المستقبل
- القطاع الزراعي ومشكلة ملكية الأرض الزراعية
- واقع الزراعة في العراق
- اثر الاستثمار الزراعي في التنمية الزراعية
- العلاقة بين البشر والزمن ... صراع الاجيال
- ركود التدوير الوظيفي في العراق
- يوم الشجرة بين الماضي والحاضر
- الاعلام الزراعي وسبل تحقيق اهدافه
- الانبعاث من جديد
- ثقافتنا ... ثقافة فرد أم ثقافة مجتمع
- عالم عصر الذرة ... عالم مجنون
- بين النفط والزراعة
- الحرية والرق ... وجهان لعملة واحدة
- الطب في مصر القديمة
- العلم سيد الساحة
- العامل النفسي عند اداء الفنانين


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - زاهر نصرت - مكافحة آفة الفساد