أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلهام مانع - -اليمن: الآن ستبدأ الحرب الأهلية الفعلية-















المزيد.....

-اليمن: الآن ستبدأ الحرب الأهلية الفعلية-


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 5720 - 2017 / 12 / 7 - 15:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"اليمن: الآن ستبدأ الحرب الأهلية الفعلية"


"الآن ستبدأ الحرب الأهلية الفعلية"، قالت لي صديقتي المتقاعدة، المسؤولة الكبيرة في الشؤون الإنسانية. عملت في اليمن لسنوات وتعرفها جيدا.
رددت عليها "وهذه؟ الم تكن حرباً أهلية فعلية؟"

"لا. لا أعتقد أن هذه الحرب كانت كذلك". ردت علي بكأبه.

كلمات صديقتي تبدو قاسية. لكنها ليست كذلك. هي تشرح واقعاً. وأعداد الضحايا الأخيرة تبدو داعمة لرأيها.

منذ اندلاع الحرب الأهلية في آذار / مارس 2015، قدرت الأمم المتحدة عدد الضحايا بأكثر من 13،000 حالة وفاة بين المدنيين - فيهم أكثر من 1500 طفل - وعشرات الآلاف من الأشخاص المصابين.

ومنذ اندلاع الاشتباكات في الستة الأيام الأولى بين ميليشيات الحوثي ومؤيدي الرئيس السابق علي عبد الله صالح، قتل أكثر من 234 شخصا وجرح 400 آخرين؛ وعدد القتلى يتزايد مع توالي التقارير عن عمليات إعدام جماعية وتواصل القتال.

ماهو مؤكد هو أن الحرب الأهلية في اليمن أخذت منعطفا قاتماً خطيرا مع مقتل الرئيس السابق صالح.

مقتل الرئيس السابق َصدم مؤيديه ومعارضيه على حد سواء.

البعض احتفل، وأُطلقت الألعاب النارية إبتهاجاً. حدث هذا في بعض المناطق الجنوبية. لم ينسوا ما حدث في الحرب الأهلية عام 1994. الحزن سيكون غريبا في ضوء ما فعله هناك.

لكن عدم التصديق والإنكار كان رد الفعل الأساسي.
كأن الجميع اعتقد أن الرجل لن يموت أبداً.
كم من الأجيال شبت وصورته تطل عليهم، تقفز من بين صفحات كتبهم/ن المدرسية، القنوات التلفزيونية ومن اللوحات المعلقة في الشوارع؟
حتى بعض الناشطين والناشطات ممن خرجوا وخَرجن إلى الشوارع في إنتفاضة الشباب اليمنية عام 2011، حتى هؤلاء عبروا وعَّبرن عن الحزن على موته على صفحات الفايس بووك.
"متلازمة ستوكهولم على مايبدو"، عقب البعض.

كيف يموت؟ وكان سيد لعبة البقاء، اتقنها حتى الثمالة.
وكان عاشقاً للرقص على رؤوس الثعابين. هذا ما يعنيه حكم اليمن، قالها لصحفية مرة. لم يكن غريباً إذن أن يلدغه احد هذه الثعابين بسمه القاتل بعد ان شبع رقصاً معه.

كان يرقص والثعابين ترقص معه.
دعونا لا ننسى هذا التفصيل حتى لا نحمل الرجل وزر كل ما حل باليمن. هو والثعابين معاً أوصلوا باليمن إلى ما هي فيها.

بين عامي 1974 و 1978، توالى على الجمهورية العربية اليمنية (شمال اليمن) ثلاثة رؤساء في تتابع سريع.
تم اغتيال الحمدي والغشمي والثالث تخلى عن السلطة خوفاً على حياته. وكل هذا في غضون سنة واحدة.
صالح كان الرئيس الرابع. لم يكن كاريزماتياً ولا معروفاً عندما تولى السلطة عام 1978. كان قائدا عسكريا للواء تعز، ينتمي إلى قبيلة حاشد القوية، من فرع ضعيف فيها، ولم يكن حاصلا على تعليماً نظامياً.
وفي الواقع، لم يكن صالح محبوبا أو محترما بشكل خاص عندما وصل إلى السلطة.
الكثيرون افترضوا أنه أنه لعب دورا في مقتل الرئيس اليمني السابق الحمدي في عام 1977، وانه يمثل جبهة لمصالح القبائل والسعودية في البلاد. ولذا فإن قلة أعتقدت أنه سيدوم رئيسا لفترة طويلة.

لكنه كان باهرا في لعبة البقاء. وعاش أطول مْمن تنبأ بزواله.

ظل رئيسا لليمن الشمالية، ثم اصبح رئيسا لليمن الموحدة، وفرض نفسه على دولة موحدة بالقوة بعد حرب 1994 الأهلية، وبقي رئيسا حتى اضطر إلى التنحي في عام 2012.

وعندما اعتقد الجميع أن حياته السياسية قد انتهت، خرج كالعنقاء من الرماد مجددا عام 2014، ودعم تمرد المليشيات الحوثية، ليضمن بذلك وجوده السياسي واهميتها. وبعد ان تعب من تحالفه معها، غير من لونه من جديد، وانقلب عليها.

كانت مقامرته الأخيرة.
لعب بورقته وهو يرقص.
ككل مرة.
وكانت خاسرة هذه المرة.
خرج منها مقتولاً.
رقصة أخيرة.
مات كما كان يجب أن يموت. وهو يرقص على رؤوس الثعابين.

-----

سياسة البقاء التي اتقنها هي التي أودت باليمن إلى حافة الهاوية.

اعتمد نظام صالح على دعم وولاء شبكة قريبة داخل جماعته الطائفية والقبلية، وفي الوقت نفسه لعب على الانقسامات الطائفية والقبلية والإقليمية داخل اليمن. وقد أدى هذا الاستغلال إلى تفاعل متغير باستمرار تُدرج فيه مختلف المجموعات السياسية والإثنية على حساب مجموعات أخرى في مرحلة ما، ثم يتم استبعاده في مرحلة أخرى. كان صعود الحركات الإسلامية، السنة والزيدية على حد سواء، نتيجة لهذه السياسة.

كانت مقدرة صالح على البقاء تعتمد على ولاء قاعدته القبلية العسكرية. ولكن هذه القدرة على الصمود وصلت إلى نهايتها بسبب صراع السلطة داخل هذه الدائرة المقربة من القوي. قرر بعض الرجال الأقوياء من هذه الدائرة من الثعابين من عشيرته دعم انتفاضة الشباب في عام 2011 مما مهد الطريق للعداوة المفتوحة التي وقعت بعد ذلك.
----


من يعتبر نفسه خبيراً في شؤون اليمن يحسن به الصمت. سيكون من الحكمة الامتناع عن التنبؤات المستقبلية.
كيف يمكن التنبؤ بمستقبل في وقت تُعقد فيه وتنفرط التحالفات كالأمواج في مدها وجزرها. سطورٌ تُكتب بماء. لامعنى لها إلا بحجم أنهار الدماء التي تسيل بسببها.
شبابٌ يُذبح كل يوم، ومستقبل دولة بأسرها يُدمر، وهم ينحرون فيها لايبالون" نريد الكعكة كلها او ننسفها بمن فيها".

لكن ملاحظة صديقتي لا ينبغي تجاهلها على الرغم من ذلك.
تقول لنا إن ما حدث سيؤدي إلى تصاعد حدة الحرب قبل ان تتوقف.
من قبل، كانت عشيرة صالح وقبيلة حاشد منقسمة.
بعضهم يقاتل مع صالح، والبعض الآخر مع التحالف بقيادة السعودية، وآخرون مع ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران.
غيرت عملية القتل صالح هذه المعادلة. وحدت بين جبهتين على الأقل. جبهة أنصاره، يقودها الآن ابنه أحمد، ستنضم إلى الجبهة المقاتلة على جانب التحالف السعودي. ومعا سيدفعون بالحرب إلى المناطق التي تسيطر عليها ميليشيات الحوثيين وحلفائها القبليين.
وإذا كانت الحرب الأهلية التي عايشناها على مدى العامين الماضيين، وما عنته من دمار وتجويع وقتل وتهجير حتى الآن، ليست حرباً أهلية حقيقة، فإني أهاب واخشى من مجرد التفكير في الخراب والموت الذي لم يأت بعد.



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبدالله رشدي: أي دين تروج له المؤسسات الدينية؟
- -الدعوة- و-الدُعاة- هو ترويج للفكر الإسلاموي السياسي
- المرتد لايُقتل ولو طارت عنزة! عن السبسي والأزهر وداعش
- لايجوز الترحم على الإنسان؟ علي الربيعي يقول لنا أن لانترحم ع ...
- إبنتي والريف السويسري
- مسجدٌ يحبُ الإنسان عن المسجد الإنساني
- الوقوف حداداً ليس من ثقافتنا
- أشربُ النبيذ
- رمضان شهر صوم، لمن يريد !
- في عُمرِ سلمى عن مانشيستر
- -دم مختلط-
- اللهم رمل نسائهم، اللهم يتم أطفالهم
- قبلة سريعة
- خمس سنوات تكفي الحرية لرائف بدوي
- عن السعودية وإيران، حكاية أقصر حوار تلفزيوني أْجريته في حيات ...
- لو فكرتي ستكفرين
- عن دينا علي ونظام الولاية في السعودية
- عن مقتل إحسان الجرفي! عن الهوموفوبيا
- النظام الإلهي
- هذا من ذاك: عندما يدهس الرجل خلق الله في لندن


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إلهام مانع - -اليمن: الآن ستبدأ الحرب الأهلية الفعلية-