أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شاكر الناصري - -مُجرّد أُنثى- للكاتبة الدنماركية ليزا نورغورد: سيرة امرأة، وسيرة بلاد!














المزيد.....

-مُجرّد أُنثى- للكاتبة الدنماركية ليزا نورغورد: سيرة امرأة، وسيرة بلاد!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 22:46
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


في سيرتها " مُجرّد أنثى" التي ترجمت أخيراً إلى اللغة العربية من قبل المترجمة سوسن كردوش -قسّيس وصدرت قبل عدة أشهر عن دار سّنّد، ترسم ليزا نورغورد ملامح التغيرات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على المجتمع الدنماركي خلال 100 عام، وهي الفترة التي تشكل عمر الكاتبة التي أكملت في 14 حزيران الماضي عامها المائة!

في صفحات هذه السيرة الذاتية، ورغم انشغال الكاتبة بالتفاصيل الدقيقة التي عاشتها مع عائلتها وبيئتها ومحيطها الاجتماعي، إلاّ انها حولت هذه السيرة إلى وثيقة شديدة الأهمية على الوقائع التي مرت على المجتمع الدنماركي، وتركت آثارها الاجتماعية والسياسية والثقافية والتربوية، وحولته من مجتمع تسوده القسوة والعنف ضد الأطفال، ويعامل المرأة ككائن مكروه وغير مرحب بولادته، الأمر الذي يدفع الأهل للشعور بالخيبة والحرج الكبير حين يكون مولودهم الأول بنتاً وليس ولد، إلى مجتمع حر ومتحضر تتمتع المرأة فيه بكامل حقوقها وحرياتها، وتمارس دورها في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية دون عوائق أو تدخلات. ولعل مفتتح سيرة ليزا نورغورد: أتيت إلى هذا العالم كخطأ في " الطلبيّة"، يكشف الصورة المعتمة التي رُسمت للمرأة ومكانتها الاجتماعية، آنذاك، ويعلن عن الخيبة الحقيقية التي عاشها والداها، وكل العوائل الدنماركية التي كانت تنتظر المولود الصبي الذي سيحمل أسم العائلة ويرث الأب ويدير شؤون العمل ويحقق مكانته الاجتماعية، لحظة معرفتهم بأن المولود الذي خرج إلى هذه الدنيا ليس هو الطلبية التي ينتظرونها، بل الطلبية الخاطئة التي لاينتظرها أحد، وتصيب الجميع بالفزع والاضطراب!، الأمر الذي يدفع الأم " لجذب غطاء السرير لتخفي به وجهها" لحظة سماعها: " مبروك، رُزقت بنتاً ثانية!".

لم تكتف ليزا نورغورد بسرد تفاصيل حياتها، بل ذهبت عميقاً في تفاصيل تاريخ العائلة والأصول التي جاءوا منها، والأحداث الكبرى التي رافقت مسيرة الأجداد، الحروب، التنقلات، اختلاف الانتماء من دولة إلى اخرى، والتغني بالانتماء للوطن، الاعمال والمهن التي مارسوها وكانت رائجة آنذاك، وتعلقها وحنينها المتكرر للقيم التي كانت سائدة، قيم الزمن الجميل، و" تعاليم الجدة" التي بقت عالقة في ذهن الكاتبة وتستحضرها بين آونة واخرى، أو كلما صادفها موقف يرتبط بخرق لتلك التعاليم، التي كانت تكرر في معرض استنكارها لبعض الممارسات، فتهب صارخة وموبخة: " ليس امام الناس!

كشفت ليزا نورغورد طبيعة صراعها مع والداها، تلك الصراعات التي أرتبطت بالكثير من الاحداث السياسية التي عاشتها الدنمارك، الحرب العالمية الثانية والاحتلال النازي ونشاط الاحزاب والمنظمات الاجتماعية والسياسية..الخ، ووقوفها ضد الكثير من ممارساتهم التي تحد من تطلعاتها ورغبتها في العيش بحرية، خصوصا وهي الناشطة والسياسية والصحفية التي تناضل من أجل حقوق النساء..

وعلى الرغم من أهمية الكتاب، والجهد الكبير الذي قامت به سوسن قسيس من خلال ترجمتها التي جاءت سلسلة ودقيقة وضافية، ورغم الأخراج والتصميم الجميل للكتاب، لكنني أعتقد انه سيبقى حبيس أدراج رفوف المكتبات العامة في الدنمارك وينحصر تداوله بين مجموعة أشخاص، إسوة بالعديد من النتاجات الأدبية والفكرية الدنماركية التي تُرجمت إلى اللغة العربية وفق مشاريع الدعم المقدم من مؤسسات دنماركية، وكأن الهدف منها رفع العتب عن ترجمة الأدب الدنماركي، خصوصا وهو من الآداب المجهولة بالنسبة القاريء العربي.

شخصيا، حاولت البحث عن الدار أو الجهة التي أصدرت الكتاب " سند" ولكني فشلت، بل لم أعثر على تغطية جادة لهذا الكتاب. وهو ما يدفعني للسؤال عن عدم نشر هذا الكتاب من قبل احدى دور النشر العربية الجادة والمحترمة؟!



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تُرك مسعود البارزاني وحيداً؟
- صناع الفشل...!
- اليسار العراقي: دعوات التحاور والعمل المشترك، وبلاغ الحوار ا ...
- حرية الرأي والتعبير في ظل نظام المحاصصة الطائفية
- الأول من آيار: نشيد الأمل، ونشيد الموت!
- عن العراق، ونظام المحاصصة الطائفيّة الذي يجب اسقاطه
- الصّحوة الإسلاميّة: السّلطة والطائفيّة
- صرخة رفض
- ديمقراطيّة عالم اليوم!
- تنّورة قصيرة
- أسئلة ما بعد الموصل
- عن الحبّ وأشياء أخرى
- المسكوت عنه: تجنيد المرتزقة في العراق!
- العلمانيّة والإصلاح ومقتدى الصدر
- مثلك تماماً، لست ممتعصاً من دفقِ سردك
- خداع السلطات الحاكمة!
- عن سعادة الإمارات وتسامحها!
- قانون اللجوء الجديد: يوم أسود في الدنمارك!
- باعة الوهم!
- الطائفيّة وأتباعها!


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- -فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2 / نايف سلوم
- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - شاكر الناصري - -مُجرّد أُنثى- للكاتبة الدنماركية ليزا نورغورد: سيرة امرأة، وسيرة بلاد!