أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهند بنّانه - حاولوا أن يكسروا الخوف














المزيد.....

حاولوا أن يكسروا الخوف


مهند بنّانه

الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 04:35
المحور: حقوق الانسان
    


المثقف الليبي يكاد يكون شخصية أسطورية ليس في أنها خيالية ولكن تراجيدية، فهو مثل بروميثيوس يسرق النار من جبل ألإلهه يهبها للبشر ليحاربوا البرد والليالي المظلمة وفي النهاية لا ينال في المقابل إلا اللعنة وينتهي مقيداً يعاني العذاب وحيداً، الكاتب الليبي مثل سيزيف يحمل على عاتقه المتاعب ولكن عند وصوله إلى القمة يجد نفسه مضطراً على تكرار حمل الأحجار من الواد إلى الأعلى بصورة عبثية، فالمفكر الليبي يقهر الخوف ذلك الذي يجعلنا نختبيء و نهرب بعيداً أو نتجمد خوفاً! ولكن تدور الأيام ليعود الخوف أقوى مما كان ليقهر الجميع.
تاريخ الخوف ومن صارعوه في ليبيا طويل فهو مليء بأسماء أولئك الذين تحدوا ثقافة الخوف داخل المجتمع وتصدوا لكل أدواته البوليسية والقانونية و الإعلامية! إنهم شخصيات تتجرأ على قول الحقيقة في وجه من ينكرها معتقدين أن الإنسان سيفرح عندما يعلم! ولكن التاريخ يثبت لنا بأن الإنسان في سبيل الحفاظ على حرمة خرافات مستعد أن يفعل اي شيء.
2011 عام الثورة وتاريخ "انكسار الخوف" كم اعتقد الكثيرون حيث النور يطرد الضلال وخفافيشه والأمطار تغسل وجه الأرض من المستنقعات وبعوضها ولكن مع الأسف قد اكتشفنا مؤخراً بأن النور يمكن تغطيته بالغربال وبأن الأمطار لا تقدر على الأراضيي القاحلة التي تملئها الأفخاخ والأشواك، وهكذا عاد الخوف في شكل بدلة عسكرية اعتقدنا بأننا لن نراها تتدخل في السياسة مرة اخرى في شكل لحية تدعوا لولي الأمر والحاكم! عاد ذاك الإحساس تحت مسميات القبيلة والمدينة والمجتمع الدولي والميليشيات، عاد يضرب ببشاعة لم تشهدها ليبيا حتى في سنوات النظام السابق.
بدأت الثورة تتحول إلى نقيضها عندما ظهرت الجماعات الدينية ومنها أنصار الشريعة وجماعة الإخوان المسلمين والمداخلة وغيرها! وكانت لردة الفعل لا تقل تخلفاً أو إرهاباً حيث خرجت علينا الميلشييات التي تسمي نفسها "الجيش الليبي" تارة و "الجيش العربي" تارة اخرى وهي في الحقيقة ليست إلا لعبة تسميات تخفي تحالفات قبلية لا ترى في الوطن إلا الشعارات، كان الخوف ينموا منذ نهاية عام 2013 يهدم في طريقه الكثير من المكاسب فأصبحت حرية التعبير ذاك الطفل مهدداً بأن لا يتعلم المشي!
كان اصحاب الرأي يسيرون وحيدين حيث المجتمع عاد إلى منطقه "من خاف سلم" وبدأت السلبية مثل السرطان تتسرب عبر ثنايا الوطن مكبلة الجميع، كان الخوف لا يجد رادعاً حقيقياً،، ولهذا منعت الكتب وقد كُفر العلمانيين والليبراليين والإباضيين والطرق الصوفية ومنع سفر المرأة دون محرم واعتقل مجموعة من محبي الكومكيس (مجلات قصص مصورة) ولم يحدث شيء! قد تم إغتيال النشطاء السياسيين والحقوقيين ورجال الدين أمثال عبدالسلام المسماري، سلوى بوقعيقيص، مفتاح بوزيد، فريحة البركاوي، نبيل ساطي، إنتصار الحصائري، ونادر العمراني ولم يحدث شيء! قد تم اختطاف جابر زين، صلاح نقاب، عبدالوهاب العالم، عبد السلام الشحومي، وعبد المعز بانون ولم يحدث شيء! قد تم تهديد وتهجير وإعتقال مجدولين عبيدة، خليل الحاسي، أحمد البخاري، وجابر العبيدي ولم يحدث شيء! وقد تم تهديد الكثير من مؤسسات المجتمع المدني مثل تاناروت، اصدقاء حسن الفقيه، حراك ات ويلول، ومع الأسف لم يحدث شيء!! ولهذا السؤال هو متى ينكسر الخوف دون أن يعود؟ لأننا مللنا عودة الوحوش لإخافتنا نحن والأجيال القادمة، فكما يقول افلاطون فليست التراجيديا الخوف من الظلام ولكن خوف "الكبار" من النور



#مهند_بنّانه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمجاد بلا أحفاد
- خرافة الصدمة
- زمن الإضطراب
- الولادة والطفل الذي يعاني الشيخوخة
- الكولونياليات* سواء
- القصيدة التي لا تنتهي
- المدينة
- مدارس النجاة -Survival schools
- التائهون التائهون التائهون
- رداً على الأخت الليبية: الأمازيغ..حقنا الذي يراد به الحق
- حتى لا نسقط في ديكتاتورية الأغلبية
- رسالة لكل من يريد تحمّل المسؤولية
- رسالة إلى المجلس الإنتقالي المؤقت: صححوا معلوماتكم!
- التبعية من المنظور الأمازيغي
- تجسيد العروبة وأشياء أخرى
- في ذكرى رحيل سعيد سيفاو المحروق ... يوسد اسّ -جاء اليوم-
- ⴰⵡⴰⵍ ⴷⴻⴳ &# ...
- نبشرك بالخلا يا زوارة!
- أنا لاجيء!
- من نحن؟


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - مهند بنّانه - حاولوا أن يكسروا الخوف