أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر علي - المعارضة العراقية ،،،،، السير إلى المجهول















المزيد.....

المعارضة العراقية ،،،،، السير إلى المجهول


حيدر علي

الحوار المتمدن-العدد: 414 - 2003 / 3 / 3 - 04:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


              

 

قد لا يقود التساؤل إلى إجابة محددة ،أو إلى ما نبغي الوصول إليه، أو أن تكون الإجابة في بعض الأحيان مد غمة يكتنفها الكثير من الشكوك ، هذه الشكوك التي تزداد وتكبر وتتحول بدورها إلى إشكالية تلقي بدورها ظلال كثيفة على حقائق واضحة للعيان ولكن من مصلحة طرف أو آخر  أن تحتجب وراء ادعاء معين غايته النهائية  حجب الحقائق الأساسية لما حدث ،أو يحدث الآن على الساحة العراقية، وهي بدورها لعبة استمرئها النظام من قبل ثم أتت المعارضة أو ما  يسمى بمعارضة  برجوازية لممارستها، وعلى عينك يا تاجر من ادعاءات  غايتها النهائية تبرير العجز وعدم القدرة، والتخلي عن المسؤولية في دورها الكبير بما حدث، ويحدث على الساحة العراقية، وكذلك إلقاء حجاب على  دورها في خراب العراق القادم على يد الأمريكان، وإيجاد تبرير أخلاقي للكارثة المحيقة بالعراقيين، وفق ما ترتايه الإدارة الأمريكية  في المستقبل القريب ، فالادراة الأمريكية تجد نفسها مضطرة في هذا الوقت للاندفاع وراء ما أعلنته تجاه العراق، وغير قادرة على الرجوع عن مشاريعها فيه، خصوصا وان المعارضة العراقية أو حصان طروادة العراقي تدعم التوجه الأمريكي حتى قطع النفس .
أن المعارضة وهي تمارس ما مطلوب منها أمريكيا تمارس نفس الدور الذي مارسته من قبل مع النظام عندما كانت تعتبره   رمز  قادر على تحقيق آمالها، ونظرة فاحصة على عمره المديد منذ نشأته  تبين بلا أدنى شك ضحالة الفرق التي تدعي معارضتها له فهي وعلى اختلاف تلوناتها مارست في أوقات معينة ادوار وضيعة جدا ، من الانبطاح والانحناء أمام النظام وتحت حجج ومسميات عدة في حينها، وأكسبته شرعية قل نظيرها لنظام مثل النظام القائم في بغداد، وهي نفسها أعانته على الوصول إلى ما وصل إليه ، بل وأكثر من ذلك هي كانت السبب وراء  بقاءه إلى الآن ، بل إن بعض الشخصيات الخرافية التي تظهر الآن على  كونها أدوات تغييرية كانت في زمن معين أدوات قتل وابادة، في يد النظام مثل الخزرجى، والسا مرائي، والصالحي، والبزاز، والجبوري ولا يمكن أن نستثني من ذلك  الأحزاب الكردية القومية التي سارت وفق ما يشتهي النظام وهي إلى الآن رهينة لما يريده .
فهذه الفرق البرجوازية لم تستطع أن تتخلص من ضيق الأفق الذي يرافقها  كونها امتداد برجوازي، أو صورة مشوهة عن النظام لكنها مقلوبة الاتجاه تميل نحو الانعزال عن نبض الجماهير التي جل آمالها التخلص من الديكتاتورية والعيش  بسلام بعيدا عن المغامرات العسكرية .
ففرق المعارضة وباختلاف مسمياتها تراهن على الدور الأمريكي في التغيير دون اخذ الجماهير وما يمكن أن تقوم به، وهي بهذا تؤكد على انعزالها عن الجماهير،  وابتعادها عن الواقع الحقيقي الذي على الأرض فهي تسرح في خيالها، بل تحلق في أجواء طوباوية عن العراق القادم بعد سحقه بالجزمة الأمريكية وتقطيع أوصاله باليورانيوم المنضب وغيره من ابتكارات القتل الأمريكية ، أقول إنها تسرح بعيدا بالخيال عن عراق فيدرالي ديمقراطي خالي من المشاكل وما خلوه ذلك إلا لأنه خالي من الجماهير فلا مشاكل بدون إنسان ، ووجود السيد الأمريكي فيه هو الضمانة لها كي تمارس دورها الذي مارسته إمام الديكتاتور من قبل، فهي نفس الخدمة التي قدمتها في يوم ما إلى ديكتاتور العراق فلا باس من تقديمها إلى السيد الأمريكي  الجديد ما دام يرضي غرور ألجلبي، والحكيم، و مكية وغيرها من الأسماء التي ما انزل الله بها من سلطان سوى كونها أدوات جديدة للقتل  يراد منها إنقاذ العراقيين الذين لا يستحقون  حتى أن يستشيرهم احد عن مستقبلهم ، وهم في النهاية ليسوا سوى أرقام، ليس لها في العير أو النفير  غير إنها عبيد لمن يحكمها وترضى بما يصيبها بعد أن تفوض أمرها إلى الله .
ليس  سرا الدور الذي مارسته المعارضة العراقية في إدامة الحصار وتجويع العراقيين وكيف كانت تطالب في كل وقت بتشديد الحصار عليهم وهي أي المعارضة تعلم علم اليقين إن الحصار إن  ضر فهو لن يضر سوى الشعب العراقي في الوقت الذي كان الديكتاتور مشغول فيه بأعياد ميلاده المجيدة وبناء قصوره حتى بلغت  أعداد ضحيا الحصار ما يربو على المليونين ،  وهو ما أدى  بدوره إلى ازدياد  اعتماد الناس في معيشتهم على الجهاز الإداري للديكتاتورية وربط مصير الإنسان في العراق بالبطاقة التومينية التي أصبحت تعني لديه أهم شيء في الحياة   ، وهو  عنصر ساهم في بقاء الديكتاتورية وأطال عمرها بل كان عنصر تدعيم للديكتاتورية ، وتبرير بقائها لدى جموع الجياع التي لم تجد من فرق المعارضة  إي بديل غير الخنوع للديكتاتور بحجة عدم القدرة على التغيير والتسليم بالأمر الواقع وعدم السعي لطرح بديل حقيقي  مترافق مع عجز كلي عن الوصول إلى الجماهير  وتثو يرها على الوضع القائم وتحميل ،الجماهير مسؤولية عجز المعارضة عن التغيير تارة بتجبين الجماهير واعتبارها تستحق ما يجري وتارة  بالتحجج با لبنى الأمنية وقوة الأجهزة القمعية ، في النفس الوقت الذي كانت تتطلع فيه الجماهير إلى المعارضة  كي تمد لها يد العون لتخليصها من المحنة ، فالمعارضة شكلت عامل إحباط للجماهير  عن الأقدام على أي محاولة للثورة في وقت تزداد عوامل الدفع باتجاه الثورة على الوضع القائم وتآكل السلطة الفعلي،  وما ازدياد القمع إلا دليل على إن النظام فقد كل مبررات وجوده في العراق وانتهاء أسطورته لدى الإنسان العادي الذي ما عاد يقيم أي اعتبار لأي سلطة، وما عادت ترهبه السجون أو الأجهزة الأمنية التي بدورها تحولت  من أجهزة أمنية لحماية النظام إلى أجهزة لا يهمها سوى حماية نفسها في الداخل وخير مثال ما يحدث في مدينة الناصرية التي تسيطر عليها بعض العشائر ليلا وتعود إلى سيطرة الدولة نهارا  وكثير من مظاهر انحلال السلطة تظهر في العراق أو ظهرت في العراق منذ منتصف التسعينات، لكن المعارضة الغارقة في العسل الأمريكي  لا تستطيع أن ترى ابعد من مواقع قدمها الغائصة في الوحل الأمريكي أصلا والمشغولة فكريا بالمشروع الأمريكي مما يبعدها عن نبض الثورة الحقيقي في الشارع العراقي، والتي لا زالت تطرب لخليل زادة  وترتاح للخوازيق الأمريكية وما ذلك إلا كونها  سطحية وتافهة أكثر من سيدها ديكتاتور بغداد فبدلا من أن تمد يدها إلى الداخل أعجبتها ثمار كردستان ، وما تناله فيها من عرق الكادحين  الأكراد وعوائد أنبوب النفط التركي , وبدلا من سعيها لتطوير الوضع في كردستان لنيل الحقوق الكردية المشروعة  تمارس دور الخادم الذليل للأقوى فتارة لإيران وأخرى لتركيا ومرة إلى صدام وأخرى إلى أمريكا فهي  كالرقصة التي لا تهدا ولا يصيبها الملل وترقص على كل نشازات الدنيا .
إن الرقص والتطبيل والهرولة بمختلف الاتجاهات افقد المعارضة العراقية ويفقدها في كل يوم مواقع عديدة ويجعلها أكثر عزلة فما الرجوع إلى نسب صلاح الدين  وتقسيم الحصص على أساس عشائري أو طائفي إلا دليل على مدى العزلة التي تعيشها  المعارضة عن جماهير العراق، ومدى ابتعادها عن حقيقة الإشكالية في العراق وهي في نفس الوقت بداية السير الجدي نحو الاحتراب بعد الديكتاتورية ، ونحو الحرب الأهلية فالمعارضة بشروعها بالتقسيم على هذه الأسس تضع الأسس للحرب الأهلية التي تريد أمريكا إشعالها في العراق،  ومعروف إن النوايا الأمريكية تظهر دائما بعد أن ينتهي كل شيء وتظهر على لساس أمر واقع ، من هنا نتلمس أسباب التغيير الأمريكي الأخير الذي دفع مكية إلى البكاء، بإعلانها عن حكومة عسكرية وحاكم أمريكي عسكري في العراق فالأمر الواقع أن مكية وغيره ليسوا سوى أكثر من مستشارين في الحكومة القادمة وهي كلمة مهذبة عن المعنى الحقيقي لما  تظمره أمريكا وهم ليسوا أكثر من ما سحي أحذية للمار ينز مع احترامي للمهنة ما دامت شريفة .
  إن خطورة الحالة العراقية تكمن في كون من يتكلمون الآن باسم الجماهير هم ابعد الناس عن  واقع الجماهير الحقيقي  واغلبهم أعان الديكتاتور في فترة ما وهناك شكوك في أن البعض لا زال يمارس دور الجاسوس للنظام ، ولا زالت الأحزاب الكردية القومية تمارس  عادتها بالاستجداء للنظام كل حين وتحافظ على علاقات بينها وبينه ولا زالت تفتخر بكون صدام حسين رئيسها ، أما الأحزاب البرجوازية القومية العربية والقومية الاشتراكية والدينية فما  زالت تراهن على قيام الجبهات في مواجهة النظام وتلوك نفس التبريرات التي لاكتها من قبل فما زالت أساليب المواجهة العقيمة تطغي على العمل السياسي لدى هذه الفرق في الوقت الذي تتطور فيه الجماهير ، وتسبق هذه الحركات بأشواط كبيرة  فالهوة بين الشعب والمعارضة تتسع يوميا وتزداد حدة الانفصال مع من تسمي نفسها قيادة أو تدعي نفسها متكلم باسم جماهير العراق ، وازدياد الهوة يعني في التحليل الأخير إفلاس حقيقي وحتمي لهذه القوى .

 


 



#حيدر_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجلوس على الخازوق الأمريكي ،،،،،، ديمقراطية الخوزقة للمعارض ...
- الوعي ،،،الديكتاتورية ،، الفاعلية
- العشائرية والنهاية المحتومة
- اليسار العراقي والموقف المطلوب ،،،،،،،، في الرد على كامل الس ...
- رامسفيلد بالأمس زادة اليوم
- ثقافة التغييب


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - حيدر علي - المعارضة العراقية ،،،،، السير إلى المجهول