مرحلة ما بعد بوتفليقة اشعلت النيران بين المعارضة والسلطة

هانى عبد المنعم

الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 09:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

أجواء من التوتر و الخلافات الشديدة تشهدها الساحة السياسية في الجزائر خلال هذة الأيام بين القوى السياسية والحكومة الجزائرية حول أزمة مرض بوتفليقة‏ و السجال حول ما يسمي مرحلة ما بعد الرئيس ،الأمر الذي وصل إلى حد اتهام احد الوزراء لقوى المعارضة بالتآمر ,مما كشف النقاب عن تفاقم حجم تلك الأزمة

تلك التطورات تأتى في وقت يتزامن مع ما تناقلته وكالات الأنباء حول استعداد الجزائر أجراء انتخابات رئاسية مبكرة لاختيار خلفاً لبوتفليقة وذلك نقلاً لتصريحات مسئول جزائري رفيع المستوى رفض الإدلاء باسمه من إن بلاده "في طريقها لتنظيم انتخابات رئاسية مبكرة" بسبب الحالة الصحية المتدهورة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

الأمر الذي اشعل فتيل الازمة و أدى إلى مطالبة زعماء المعارضة المتمثلين فى أحزاب التجمع من أجل الثقافةوالديمقراطية برئاسة (سعيد سعدي )والقوي الاشتراكية برئاسة (حسين آيت أحمد) ، بسرعة البحث عن مخرج عاجل لتلك الازمة السياسية التي تشهدها الجزائر حاليا بسبب الحالة الصحية للرئيس.

رئيس التجمع ذكر في حديث صحفي أن مرضى الرئيس كشف الحالة المزرية لأوضاع الحكم في الجزائر وبالتالي لابد من الخروج من الوضع الحالي للجزائر بسبب عجز الرئيس بوتفليقة عن مواصلة مهامه‏.‏ وطالب بضرورة إعلان مرحلة انتقالية في الجزائر تحسبا لانتخابات رئاسية مبكرة أو شيء آخر بدلا من بقاء الجزائر في ثلاجة علي حد قوله‏.

في المقابل صعدت الحكومة من موقفها الرافض لمطالبة قوى المعارضة فأعلنت على لسان وزريها ورئيس حركة مجتمع السلم المعرفة اختصاراً ب(حمس) (أبو جرة سلطاني ) من استعادة الرئيس بوتفليقة لوضعه الصحي وتعافيه تماماً .

في حين وصف سلطاني خلال ندوة صحفية بالمركز الدولي للصحافة بالجزائر، ان من يروج وينخرط في الخطاب الذي يتناول مرحلة ما بعد بوتفليقة بـ المتآمر على الدولة الأمر الذي اغصب رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية ، رئيس جبهة القوى الاشتراكية، باعتبار أنهم المروجين لهذا الخطاب


على جانب أخر يرى المراقبون. أن الحديث عن ما بعد بوتفليقة وضرورة اختيار رئيس جديد سواء كان ذلك بانتخابات رئاسية سابقة لأوانها، أو حتى بعد انتهاء مدة رئاسة بوتفليقة. ليست مجرد تكهنات افتراضية بل أصبحت واقعاً لا جدال فيه .خاصة بعد أن دخلت الجزائر في مرحلة" الغياب الفعلي" للرئيس بوتفليقة على مدى نحو شهر كامل منذ عودته من الخارج .واقتصار أنشطته خلال تلك الفترة على مجرد تبادل البرقيات "وعدم قيامه بأي نشاط حي مباشر يقتضي ظهوره على شاشات التلفزة .

وأضاف المراقبون أن تخلف بوتفليقة عن المشاركة في قمة الاتحاد الأفريقي بالعاصمة السودانية الخرطوم يوم 23 من الشهر الماضي ومنتدى دايفوس يوم 25 من الشهر نفسه, وهما مناسبتان كان يحرص على المشاركة فيهما ضمن سياساته لتعزيز حضور الجزائر في الساحتين الأفريقية والعالمية.يعكس مدى تفاقم أزمة مرض الرئيس مما يتطلب سرعة أيجاد حلول للخروج منها

يذكر أن الرئيس "بوتفليقة(69 عاماً)وفقا للتقارير الطبية يعيش وضعا صحيا حرجاً" بعد رحلات علاج متكررة للخارج كان أخرها إلى مستشفى فال دوجراس العسكري في فرنسا يوم 26 نوفمبر الماضي لاستئصال ورم بالمعدة في حين تضاربت التقارير حول حقيقة مرضه التي شخصها بعض الأطباء بالسرطان إلا أن ما أعلنته المصادر الحكومية يؤكد أن الرئيس يعاني منذ شبابه مرض تكلس الكلى المزمن الذي يؤدي لمضاعفات عديدة قد تتطور إلى حد الإصابة بأورام سرطانية.

#هانى_عبد_المنعم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات