الملاك عقلائيل يظهر للنبي سامي

سامي الذيب
(Sami Aldeeb)

الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 4 - 04:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

ذهبت إلى سريري بعد نهار متعب
وما ان اغلقت عيناي حتى ظهر لي ملاك مجنح بدأ يرفرف فوق رأسي
.
الملاك: مساء الخير النبي سامي
فأجبته في الحال: مساء الخيرات
الملاك: ألا تسأل من أكون قبل ان ترد السلام؟
- لا يهمني من تكون ما دام انك تطرح السلام علي.
الملاك: وهل تريد أن تعرف من أنا؟
- ولماذا تشدد على التعريف بنفسك؟ هل هناك سبب من وراء ذلك؟
الملاك: ولكن هل لم تستغرب أن يأتيك مجهول ويحييك مستعملا لقب "النبي سامي؟
- لقد اعتدت على هذا اللقب من زمن طويل. فكثيرون يطلقونه علي. هناك من اعرفهم وهناك من لا اعرفهم.
الملاك: ولكن هل سألت نفسك من هو الذي يوحي لك؟
- بصراحة ... لا.
الملاك: ولكن انت تعلم أن الانبياء وحتى الفلاسفة أمثال سقراط هناك ملاك يوحي لهم ويلقنهم.
- حسنا. ما دام انك تلح علي، دعني أسألك من انت؟
الملاك: انا الملاك المخول بنقل الوحي لك؟
- تشرفت بالتعرف عليك. وما هو اسمك؟
الملاك: اسمي الملاك عقلائيل
- عقلائيل؟ لم اسمع بهذا الإسم من قبل. اعرف جبرائيل وميخائيل وعزرائيل ورضوان والزبانية والملك فطرس ورتائيل وسارافيم وكاروبيم ومالك خازن النار ومنكر ونكير وهاروت وماروت. أما عقلائيل فلم اسمع به
الملاك: انا ملاك يرفض البشر ان يتعرفوا عليه. ولذلك ابقى في الظل بسبب انكارهم الجميل.
- يعني انت مضرب عن العمل؟ شغلة عملة يبعث الله؟ أو كما يقول الفلاحون عندنا: مثل خيل العسكر اكل ومرعى وقلة صنعة؟
الملاك: لا تشمت بي. انا حاولت كل المحاولات أن اكون مفيدا للبشر ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل.
- ان كان كذلك فأنت مرتاح. وحسب ما قاله زميلك جبرائيل للنبي محمد: ولا نكلف نفسا الا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون. ما دام انك حاولت فلا عتب عليك.
الملاك: المشكلة ليس كما تظن. انا مطالب أن احاول مع كل شخص على وجه الأرض. المرة بعد الأخرى. حتى وإن فشلت.
- فعلا انت في وضع لا تحسد عليه. وما هي نتيجة كل محاولاتك؟
الملاك: صفر أو ما يقارب الصفر
- ولكن هل فكرت في سبب فشلك؟ فإذا عرف السبب سهل العلاج.
الملاك: انا اعرف السبب ولكن لم اتوصل للعلاج
- وما هو السبب؟
الملاك: البشر يعتبرون ان النقل قبل العقل. ولم استطع ان اقنعهم بالعكس. وسبب فشلي هو كسلهم. فهم لا يحبون استعمال العقل. وكل من يستعمل العقل يقتلوه أو يسجنوه.
- وما سبب مجيئك عندي؟
الملاك: قلت احاول... ألست انت القائل: لا ينزل من السماء إلا المطر والنيازك وبراز الطيور وأن من يقول عكس ذلك مكانه مصحة الأمراض العقلية؟ وأن القرآن كشكول من تأليف حاخام يهودي مسطول؟
- يظهر عليك متابع أخباري. هل عندك جهاز مخابرات؟ هل انت على صلة مع انتيربول (منظمة الشرطة الجنائية الدولية)؟
الملاك: انا اتابع أخبار كل البشر. وكلما ارى بصيص أمل اركض لكي ابلغ رسالتي.
- وهل هناك أمل؟
الملاك: اسرع في الحضور ولكن سرعان ما اجد نفسي امام سجن مغلق الأبواب أو حبل مشنقة أو أمام مفكرين يلجؤون للتقية فيصدون باب العقل من الداخل ولا يمكنني فتحه.
- بشارة خير. فال الله ولا فالك.
الملاك: يظهر اني وجدت فيك ضالتي
- وماذا يجعلك تظن ذلك؟
الملاك: انت مجنون. وما على المجنون من حرج.
- ان كان كذلك، دعني ادلك على اكبر مجمع مجانين في العالم
الملاك: وأين يقع هذا المجمع وما اسمه؟
- يقع هذا المجمع في القاهرة واسمه الأزهر. فهو قبلة كل المجانين المهووسين من كل دول العالم.
الملاك: لقد قصدته وفعلا وجدته مليء بالمجانين ولكن مجانين يعتقدون انهم عقال. وهؤلاء لا أمل معهم البتة. فليس هناك أصعب ممن يعتقد انه عاقل بينما هو مجنون.
- المعذرة. كنت اظن انني سوف اخدمك.
الملاك: لا تهتم فأنا معتاد على الفشل. ولكن اخبرك بسر لا تبح به لأحد
- وما هو؟
الملاك: لقد أخبرني صاحب العزة ان صبره قد نفذ. وأنه سوف يصيب البشرية ما أصاب صادوم وعامورة.
.
النبي د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
طبعتي العربية وترجمتي الفرنسية والإنكليزية والإيطالية للقرآن بالتسلسل التاريخي وكتابي الأخطاء اللغوية في القرآ،: https://goo.gl/72ya61
كتبي الاخرى بعدة لغات في http://goo.gl/cE1LSC
يمكنكم التبرع لدعم ابحاثي https://www.paypal.me/aldeeb

#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات