ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 4 - 01:30
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
تأمل أيها الكائن الحي الميت
تأمل في هذا التراب كيف يكيف العناصر داخل أنسجته المركبة والمذهلة
وراقب إنحدار الأشعة من فوق مع جوقة الهواء
وخذ ما تريده من العبر التي يأتي بها الماء وهو يكتسح كل الرواسب المتراكمة
فينمو العشب في سكون الفصول ضمن حركية لامرئية وببطء لا تضبطه العيون
ولا شراسة القيود المتفشية في الظلام والعماء .
لماذا لا تفكر في جذورك ياهذا ؟ لما كنت حيوانا مهرولا مذعورا على أرض الغابة العميقة
أو مع الزواحف في أغوار المحيطات وقد ضببتها رياح الظلال وقد أرسلها الفضاء الكوني بكل ألوانها المبكرة .
آه ياسائق العربة الماكر ..
إسألني أنا ؟ فأعطيك الجواب المميت
فالعدم وحده من يستطيع تقديم الأمل والراحة الأبدية ذات التخفي الأخير للسلطة المطلقة والذكية
حيث الدعامة المهيمنة لا تأتي إلا مع الزمن المجهول الهوية بمفاجآته المتتالية
النار تحت الغطاء الكوني والقشور المنسية . هي من تتحين الإنفجارات المفاجئة والصادمة
والنور يصل إلى البيت المكشوف
وإلى البحر المليء بقشريات الروح الكاشفة .
من مخبزة الهواء يأتي كل السطوع . فالفراغ خامد وهادىء وكسول أيضا
فلولا البعد لكانت الطيور قد إحترقت في سيولة الهواء
ولكان الصهد قد أتلف أشجار الغابة وثمارها التي تعتمدها الكائنات خلال هذا السفر الوهمي المجنون .
طاقة . بل طاقات تتنوع وتتجدد ليحيا الموت على حساب الحياة
وتتخصب الحياة على حساب سعادة الموت .
هنا على الأرض الزرقاء تخضر الطبيعة في عشوائيتها الخاصة . والأدوار تتبادل الإستمرار
والتحرك بالطاقة هو السبيل الوحيد لكل الإشارات والإشراقات .
حركية تكيف جوهرها فتختفي وتتجدد . ومن عمقها يتناسل وجودها الخاص بها .
ماذا تريد أن تقوله ( ياهذا ) ؟ وكل الجبال الصامدة والحارسة للدورة ولمراسيم الثلج فالنار فالغبار ؟
ياللهول . كلما نزل الليل بحمولته الباردة ضيفا ثقيلا على وحيد القمر ..
يخلد التشاؤم لصمت السكون ويخيم الدجى على النفوس الساخنة . هناك فقط ينتعش الهيولي في معضلة الإنتظار
وكل الوجود بما يحمل من الأسرار
لا يملك سوى الإنتظار . رغما عنه عليه أن ينتظر
فلا شيء في الكون يستطيع الإفلات من سيطرة الإنتظار
لأن أشواق الكون كلها في الإنتظار الأبدي الحتمي
هذا حتى لا ينتهي الوجود والعدم بضربة حظ طائشة وخفية .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟