أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - يسوع يعلن مسئوليته














المزيد.....

يسوع يعلن مسئوليته


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 3 - 18:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الإنسان بطبعه لا يحب أن يتحمل المسئولية, فهو على الأعم الأغلب يتهرب منها وهو طفل صغير وأيضا وهو شاب وأخيرا وهو على حافة قبره, حتى أولادي غالبا ما أقول لهم: ابعدوا عني لا أريد أن أتحمل مسئوليتكم, نحن ضعيفون يا رب, مسئوليتنا أنت تحملتها وأنت من تطوع من أجل ذلك.

المسئولية صعبة جدا, حتى أننا كبشر من المستحيل أن نتحمل المسئولية أو نصل إلى مستوى تحمل المسئولية, ولا يوجد لا ملك ولا امبراطور يقدر على تحمل مسؤولية إشباع شعبه أو إسعاده أو إعطائه الصحة, ولكن من هو ذلك الذي جاء من الناصرة والجليل وبيت لحم ومشى وعلى ظهره الصليب في شارع الجلجلة(الجلجثة) وتحمل عنا المسئولية؟ وأعلنها صراحةً في شوارع القدس العتيقة!!!, إنه من المستحيل أن يكون بشرا أو امبراطورا أو ملكا يتوجه الفرس ويخلعه الروم أو ملكٌ يتوجه الروم ويخلعه الفُرس, أو بالتعبير الحديث ملكا تتوجه أمريكا وتخلعه روسيا أو تتوجه روسيا وتخلعه أمريكا.

جاء يسوع وافتدانا, واشترانا, الفداء بحد ذاته تحمل للمسئولية, الخروج من الجنة بفعل الخطيئة مسئولية, ولكن مسئولية من؟ إنها مسئولية أمنا حواء وأبونا آدم, ولم يستطع أحد من البشر أن يأتي ليتحمل أخطاء آدم وحواء إلا الرب نفسه, وأخيرا جاء مخلصنا.
الفداء+ الخلاص, كله تم بفعل نعمة الرب التي اكتملت علينا, افتداني وافتداك وخلصنا وتحمل عنا المسئولية, نحن هاربون دوما من المسئولية, إذا كان رغيف الخبز أنا شخصيا يعيقني إنتاجه أو إحضاره لي ولآل بيتي فكيف بي أن أقوم بتأمينه للجميع, أنا خالي من المسئولية, والمحكمة قد تعطينا حكما وهو (عدم تحمل المسئولية) ليس لأنني مجنون ولا لأن لي واسطة ولكن لأنني لا أستطيع أن أتحمل مسئولية صناعة وتأمين حاجيات الحياة, يسوع وحده من تقدم وملء أفواهنا وبطوننا, داوود كان ينظر إلى الجبال ويقول: من هنالك تأتي معونتي من عند الرب, هو معولنا ونتكئ عليه).
ما أجمل هذا الشعور أن يأتيك من يتحمل المسئولية عنك, لا لكي يحاسبك ويحملك المسئولية, المسئولية يتحملها من كان قد المسئولية ومن كان قادرا على تحمل المسئولية.

بيتي الآن يخلو من الدقيق ويخلو من الخضروات ويسوع وحده من يملأه لي, يسوع يتحمل مسئوليتي.

بيتي الآن يخلو من الحب ومن العطف ومن الحنان, يسوع يأتي مثل كل مرة ويملأه لي حبا وعطفا وحنانا, يسوع هو من يتحمل المسئولية وليس أنا أو أنت.
نحن غير قادرين على إطعام أنفسنا فكيف سنطعم غيرنا إلا أن يأتي يسوع ويعلن مسئوليته.

العالم كله يهرب من تحمل المسئولية, الأب يهرب من تحمل مسئولية البيت, الحاكم والحكومة تتهرب من مسئولية إطعام الشعب, الطبيب يهرب من مسئولية شفاء المريض, لا أحد يحب أن يتحمل المسئولية...حاول عزيزي القارئ أن تقف في الشارع وتسأل الناس هل تحبوا أن تتحملوا المسئولية؟ من المستحيل أن يقال لك نعم, نحب تحمل المسئولية, ولكن يسوع تحملها.

حمل عنا الصليب, يداه فيهما ندوب عيناه كالجمر وشفتاه ترتجف ودماءه تنزف وكل ذلك لأنه أراد أن يتحمل المسئولية, حمل عنا المسئولية بما في ذلك أخطاءنا.
أخطاءنا تحملها هو, إشباعنا تحمل مسئولية, ونحن دوما هاربون من تحمل المسئولية, أنظر صديقي إلى أي حادث سير, يحاول كل صاحب مركبة أن يزيل المسئولية عنه ويبعدها ويحملها للآخر, إلا يسوع جاء إلى الحادث وقال: الحق عليّ أنا وأنا أتحمل مسئولية أبنائي, أنا سعيد جدا لأن لي أب يتحمل مسؤوليتي, في الوقت الذي لم يصل فيه أحد لفهم هذه المعاني, أولا الوصول إلى مستوى تحمل المسئولية صعب جدا, وأن تجد من يتحمل مسؤوليتك أيضا صعب جدا, أو أن تؤمن بأن هنالك من تحمل عنك المسئولية ودفع عنك الفاتورة في الوقت الذي يرفض به الملوك ورؤساء الجمهوريات تحمل مسئولية الفقر والبطالة وتوفير فرص العمل وتوفير لقمة الخبز وأمن الشعب وتأمين الغذاء والدواء



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا أعمل وزوجتي لا تعمل
- وداعا يا شاديه أو الحجه فاطمة
- أسلوب الله وأسلوب العصابات
- المحررون بالروح
- حين عادت أمي طفلة
- غباء العرب
- مقتبسات من شيفرة الاردني
- ميكانيكية السيارات
- تجار كذابين
- المواطن العربي والدولة
- العلمانية في القرآن
- الثورة المسيحية العربية البيضاء
- نحن لا نُصدر إلا الدواعش
- موكب رئيس الحكومه
- ماذا لو وجدنا 100 حديث في الإنجيل ضعيف؟
- أضحى مبارك على المسلمين
- الشراكة مع المسيح
- صورة تذكارية
- لذلك أحببتُ يسوع
- تدافع الحجيج(مكة) ومهرجان البيره(المانيا)


المزيد.....




- الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض ...
- من هم المسيحيون الذين يؤيدون ترامب -المخلص-؟
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرتا اعتقال نتنياهو وجال ...
- الأميرة المسلمة الهندية -المتمردة- التي اصطادت النمور وقادت ...
- تأسست قبل 250 عاماً.. -حباد- اليهودية من النشأة حتى مقتل حاخ ...
- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - يسوع يعلن مسئوليته