حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 1472 - 2006 / 2 / 25 - 07:54
المحور:
حقوق الانسان
لكلِ شعبِ دوراتٌ يُتَبَادلُ فيها الاِنفراجُ والاِنضغاطُ، الأملُ واليأسُ، هكذا تسيرُ الحياةُ، تتكاملُ دوراتُها، الراحةُ تنسي الضنكَ، الضحك ُيمسحُ البكاءَ. سنةُ الحياةِ في أغلبِها، ألا يدومُ الفرحُ، لا بد من أسي، بقدرِ ما يطولُ زمنُ البهجةِ يكون التقدمُ والرقيُ ورهافةُ الحسِ، أما عندما يغلبُ الفسادُ فالغِلظةُ والتطاحنُ والهَمُ والجمودُ.
مصرُ، موضوعُ المقالِ، حالُها عجبُ، دموعُها غزيرةُ، حتي في أفراحِها الشحيحةِ، إذا كَثُرَ ضحكُها توجسَت، تراكمَت عليها كلُ عواملِ القهرِ النفسي والبدني، بفعلِ الزمنِ وحكامِها ونفسِها. كوارثُها متفردةُ، تستهلكُ شعبَها في عماراتِ تنهارُ، طُرُقٌ تَدوسُ، عباراتٌ تَغرَقُ، طائراتٌ تسقُطُ، أمراضٌ تنهَشُ؛ إنه تكالُبُ الإهمالِ والتسيبِ والفسادِ واللامبالاةِ. الزمنُ وضعُها علي أرضِ قليلةِ المواردِ، لا معادنَ ولا بترولَ ولا مياهَ، صحراءُ اِحتلَتها، جوفُها يابسُ كسطحِها. الحكامُ اِستعبَدوا شعبَها، اِستهلكوه، نَسَوه، اِحتفظوا لأنفسِهم بالرغَدِ كلِه، ما اِستبقوا شيئاً. أما الشعب ففي حالِ مُتفردِ، أتعسَ نفسَه بالإهمالِ والتواكلِ والفهلوةِ، عجزَ عن مواجهةِ حكامِه وأفرغَ همَه في نفسِه، ساءت علاقاتُ الجيرةِ والعملِ والشارعِ، كلُه يكرهُ كلَه. شأنُه شان سائرِ الشعوب العربيةِ، قلةُ المتاحِ أظهرَت عيوبَه بأكثرِ من غيرِه ولو قَلَ عنه.
عندما حصلَت مصرُ علي كأسِ الأممِ الأفريقيةِ بكَت، لم يكن بكاءُ فرحِ بقدرِ ما كان بكاءٌ علي ذاتِ كسيرةِ، عَطشي للاِنتصارِ، للأملِ، إنه بكاءُ القهرِ وقلةِ الحيلةِ وشُحِ الفرحِ،،
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟