أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - مازن كم الماز - ما رأيته و تعلمته في معسكرات كوليما - فارلام شالاموف















المزيد.....

ما رأيته و تعلمته في معسكرات كوليما - فارلام شالاموف


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 12:57
المحور: ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا
    


1
( شاهدت ) الهشاشة الهائلة للطبيعة الإنسانية , للحضارة . يتحول الكائن البشري إلى وحش بري بعد ثلاثة أسابيع من العمل الشاق , البرد , الجوع و الضرب

2
البرد هو الوسيلة الرئيسية لإفساد الروح , لا شك أنهم صمدوا لفترة أطول في معسكرات آسيا الوسطى - لأن الطقس أكثر دفئا هناك

3

تعلمت أن التضامن و الصداقة لا يوجدان أبدا في ظروف صعبة شاقة حقا , عندما يتعلق الأمر بالبقاء على الحياة . تنشأ الصداقة في ظروف صعبة لكن محتملة ( في المستشفى مثلا , لكن ليس في المنجم أبدا )

4
تعلمت أن الحقد ( السخط ) هو الشعور الإنساني الأخير في سبيل البقاء . يملك الإنسان الجائع ما يكفي من اللحم فقط لكي يحقد - إنه لا يكترث لأي شيء آخر

5
تعلمت الفرق بين السجن , الذي يقوي الشخصية , و بين معسكرات العمل ( العبودي ) التي تفسد الروح البشرية

6
تعلمت أن "انتصارات" ستالين كانت ممكنة لأنه ذبح بشرا أبرياء : لو كانت هناك حركة منظمة بالفعل , حتى لو أقل بعشر مرات لكن منظمة , لكانت أطاحت بستالين في يومين

7
تعلمت أن البشر يصبحون بشرا لأنهم أقوى جسديا , أصلب من أي حيوان - لا يمكن لأي حصان أن يتحمل العمل في أقصى الشمال

8
رأيت أن المجموعة الوحيدة التي حافظت على شيء من إنسانيتها رغم الجوع و الاضطهاد , كانوا المتدينين , الطائفيين , في معظمهم - و غالبية القساوسة ( رجال الدين )

9
أول الذين ينهارون , و الأكثر هشاشة , هم أعضاء الحزب و الجيش

10
رأيت كم هي الصفعة على الوجه حجة مقنعة بالنسبة لأي مثقف

11
أن البشر يميزون بين رؤوساء المعسكرات حسب قوة قبضاتهم , و حماستهم للضرب

12
الضرب أسلوب نقاش مقنع دائما ( "الطريقة رقم ثلاثة" )

13
عرفت الحقيقة عن التحضيرات للمحاكمات الصورية من أرباب الصنعة أنفسهم

14
عرفت لماذا تصلك الأنباء السياسية ( عن الاعتقالات و غيرها ) في السجن أسرع من خارجه

15
أن الشائعات في السجن ( و المعسكر ) هي دائما أكثر من مجرد كلام فارغ

16
عرفت أنه يمكن للإنسان أن يعيش على الحقد فقط

17
و أنه يمكن للإنسان أن يعيش على اللامبالاة فقط

18
تعلمت كيف أن الإنسان يعيش , لا على الأمل - هناك لا يوجد أي أمل على الإطلاق , و لا على الإرادة , أية إرادة , بل فقط على غريزة البقاء , تماما مثل شجرة أو صخرة أو أي حيوان

19
أنا فخور أنني قررت من البداية , في عام 1937 , ألا أصبح مشرفا على سجناء آخرين إذا أدى قراري إلى موت أحدهم , إذا أكرهت على خدمة السلطات لقمع بشر آخرين , سجناء مثلي

20
تبين أن روحي و جسدي أقوى في هذه المحاكمة الكبرى مما كنت أتوقع , و أنا فخور لأني لم أخن أحدا و لم أرسل أحد إلى الموت أو إلى المعسكر , أني لم أسلم أي شخص

21
أنا فخور أني لم أتقدم بأية طلبات قبل عام 1955

22
رأيت بأم عيني "عفو بيريا" مرات و مرات - و كان ذلك شيئا يستحق المشاهدة

23
رأيت أن النساء أكثر صدقا و أقل أنانية من الرجال - لم يأت رجل واحد إلى كولميا ليلحق بزوجته . لكن كثير من النسوة جئن إلى هنا . ( فانيا رابينوفيتش , زوجة كريفوشي )

24
رأيت العائلات الرائعة التي تسكن الشمال ( مدنيون و سجناء سابقون ) و شاهدت رسائلهم إلى "أزواجهم و زوجاتهم الشرعيات" الخ

25
شاهدت "أول الروكفلرات السوفييت" , أوائل المليونيرات السريين , و استمعت إلى اعترافاتهم

26
شاهدت من يقومون بالأشغال الشاقة و أيضا المفرزتين إي و بي , في معسكر بيرلاغ

27
تعلمت أنه يمكن للإنسان أن ينجز الكثير ( مستشفى , تغيير مكان العمل ) مقابل المخاطرة بحياته - مقابل التعرض للضرب و برودة الزنزانة المنفردة

28
شاهدت زنزانة منفردة محفورة في الصخر و قضيت ليلة فيها

29
أن شهوة السلطة , ارتكاب جرائم قتل دون عقاب , هائلة جدا - عند الجميع , من كبار المسؤولين حتى رجال الشرطة النظاميين المسلحين بالبنادق ( سيروشابكا و أشباهه )

30
تعلمت عن شهوة الروس غير المحدودة لاتهام الآخرين و التشكي

31
تعلمت أن العالم لا ينقسم إلى بشر جيدين و سيئين بل إلى شجعان و جبناء . و أن 95 % من الجبناء قادرين على القيام بأي خسة , مهما كانت قاتلة , بعد شيء من التخويف

32
أنا مقتنع : أن المعسكر تجربة سيئة - بالكامل . اذا قضى المرء ساعة واحدة هناك - فإنها ستكون ساعة من الانحطاط الأخلاقي . لم يمنح المعسكر أي شخص أي شيء يذكر - و لا يمكنه ذلك أبدا . الجميع , سجناء و مدنيون , يدفعهم المعسكر إلى الانحطاط

33
هناك معسكر للعمل ( العبودي ) في كل منطقة , هناك معسكر في كل موقع بناء . و ملايين , عشرات ملايين السجناء

34
لم يمس القمع النخبة الحاكمة فقط , بل كل طبقات المجتمع - كل قرية , كل معمل , كل عائلة , ( في كل مكان ) تعرض الأقرباء أو الأصدقاء للقمع

35
أعتبر الأشهر التي قضيتها في زنزانة في سجن بوتيركي أفضل وقت في حياتي , حيث تمكنت من أن أقوي روح من ضعفوا و حيث تحدث الجميع بحرية

36
تعلمت أن "أخطط" ليوم واحد فقط لا أكثر

37
تعلمت أن زعماء "العصابات" ليسوا بشرا

38
أنه لا يوجد مجرمون في المعسكر , هناك فقط الجيران الحاليين ( و المستقبليين ) الذين احتجزوا خلف حدود القانون لا الذين تجاوزوها

39
تعلمت كم هي مريعة الأنا الخاصة بأي فتى أو بشاب : أفضل أن أسرق من أن أطلب . هذا و تفاخرهم يلقي بالشبان إلى الهاوية

40
لم تلعب المرأة دورا مهما في حياتي - بسبب المعسكر

41
أن الحكمة الشخصية هي بلا جدوى - لا يمكنني تغيير طريقي بسبب أي حثالة يقف في طريقي

42
الأخير في أي صف يكرهه الجميع - الحراس و رفاقه بنفس القدر - هم الذين يتأخرون , المرضى , الضعفاء و غير القادرين على الركض في البرد

43
تعلمت أن السلطة تعني رجلا يحمل مسدسا

44
أن الميزان مقلوب , و أن هذا هو ما يميز معسكرات العمل

45
أن الانتقال من ظروف السجن إلى الحياة المدنية صعب جدا , و أنه مستحيل تقريبا دون المرور بفترة تأقلم طويلة

46
أنه على الكاتب أن يكون غريبا عن المواضيع التي يصفها . و إذا كان يعرفها جيدا فإنه سيكتب بطريقة لن يفهمها غيره .

نقلا عن
https://shalamov.ru/en/library/34/1.html

فارلام شالاموف ( 1907 - 1982 ) كاتب "سوفيتي" , شاعر و سجين سابق في معسكرات الغولاغ .. اعتقل مرتين بسبب دعمه للمعارضة التروتسكية و توزيعه لوصية لينين التي انتقد فيها القادة البلاشفة جميعهم , ستالين خاصة .. أصيب بالتيفوس أثناء سجنه و نجا من الموت عندما خاطر طبيب المعسكر بحياته بإرساله إلى مستشفى المعسكر .. أطلق سراحه عام 1951 و أعيد تأهيله في الخمسينات .. نشر مذكراته في معسكرات الغولاغ في حكايات من كوليما ..
كوليما : منطقة في أقصى الشرق السيبيري , تتراوح درجة الحرارة فيها في الشتاء بين - 19 و - 38 و 3 إلى 16 في الصيف , المنطقة غنية بالذهب و الفضة و الفحم و كثير من الخامات الأخرى , سكنت المنطقة شعوب مختلفة عاشت تقليديا على الصيد .. اكتشف الذهب و البلاتينوم في كوليما في أوائل القرن العشرين , مع بدء الخطة الخمسية الأولى ( 1928 - 1932 ) انتشرت معسكرات الغولاغ في المنطقة و كان إرسال آلاف العمال إلى مناجم المنطقة جزءا هاما من تلك الخطة الخمسية , بنى هؤلاء العمال - العبيد مدينة ماغادان عام 1932 .. ينقل الكسندر سولجنستين عن قائد المعسكر في كوليما قوله في عام 1937 , "علينا أن نعصر كل شيء من السجين في ثلاثة اشهر , بعد ذلك لا يلزمنا في شيء" .. مات عشرات الآلاف في كوليما , و كان من بين الذين خرجوا من هناك أحياء توبوليف مصمم الطائرات و كوروليوف مصمم الصواريخ الروسية المعروف ..

ترجمة مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كل هذا العويل و الصراخ على كرونشتادت
- إذن أنا موجود
- لا أبرياء و لا مجرمين
- تعليق على افتتاحية موقع حزب الشعب الديمقراطي السوري -إسطوانة ...
- الجرائم بحق الروهينغا
- كي نصبح مثل إسرائيل - عن المحرقة السورية
- الفرص الضائعة
- الأناركية كلاحاكمية
- التسيير الذاتي للعمال - وينتر جونز
- رسالة إلى محرري جريدة ليبرتي – ميخائيل باكونين
- هزيمة اليسار الراديكالي في الثورة السورية
- دعوة من أجل أسبوع عالمي للتضامن مع السجناء الأناركيين 2017
- بين موت البوعزيزي و بوابات الأقصى الالكترونية
- عن الجيش اللبناني و المصري الباسلين
- أناركيون
- ساديو و مازوخيو سوريا
- الثورة الإسبانية : مقدمة سريعة
- لماذا لا أزال أناركيا ؟
- لماذا لا يوجد حل قومي للمسألة الكردية
- عشيقة لينين - الثورة قبل الحب : إينيسا أرماند


المزيد.....




- النيجر.. إطلاق سراح وزراء سابقين في الحكومة التي أطيح بها عا ...
- روسيا تشهد انخفاضا قياسيا في عدد المدخنين الشرهين
- واشنطن تدرس قانونا بشأن مقاضاة السلطات الفلسطينية بسبب هجمات ...
- هل يمكن للسلطة الجديدة في سوريا إعادة ترتيب العلاقات مع بكين ...
- الرفيق جمال كريمي بنشقرون يناقش غلاء الأسعار وتسييس القفة ال ...
- إسرائيل تعدل إجراءات الإنذار استعدادا لهجمات صاروخية كبيرة و ...
- القضاء الأمريكي يرفض نقل قضية ترحيل الطالب محمود خليل المؤيد ...
- باراغواي تستدعي السفير البرازيلي لديها وتطالبه بتوضيحات حول ...
- موسكو: سنطور الحوار مع دول -بريكس- ومنظمات أخرى لبناء الأمن ...
- تبديد أسطورة فائدة أحد مكونات النبيذ


المزيد.....

- الإنسان يصنع مصيره: الثورة الروسية بعيون جرامشي / أنطونيو جرامشي
- هل ما زَالت الماركسية صالحة بعد انهيار -الاتحاد السُّوفْيَات ... / عبد الرحمان النوضة
- بابلو ميراندا* : ثورة أكتوبر والحزب الثوري للبروليتاريا / مرتضى العبيدي
- الحركة العمالية العالمية في ظل الذكرى المئوية لثورة أكتوبر / عبد السلام أديب
- سلطان غالييف: الوجه الإسلامي للثورة الشيوعية / سفيان البالي
- اشتراكية دون وفرة: سيناريو أناركي للثورة البلشفية / سامح سعيد عبود
- أساليب صراع الإنتلجنسيا البرجوازية ضد العمال- (الجزء الأول) / علاء سند بريك هنيدي
- شروط الأزمة الثّوريّة في روسيا والتّصدّي للتّيّارات الانتهاز ... / ابراهيم العثماني
- نساء روسيا ١٩١٧ في أعين المؤرّخين ال ... / وسام سعادة
- النساء في الثورة الروسية عن العمل والحرية والحب / سنثيا كريشاتي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف الذكرى المئوية لانطلاق ثورة أكتوبر الاشتراكية في روسيا - مازن كم الماز - ما رأيته و تعلمته في معسكرات كوليما - فارلام شالاموف